ما بين آدم ومحمد عليهما السلام

 


وأمّا علماء الإسلام فقد ذكرت قبلُ ما قال فيه بعضهم، وأذكر بعض مَنْ لم يمض ذكره منهم الآن؛ فإنهم قالوا: كان بين آدم ونوح عشرة قرون؛ والقرن مئة سنة. وبين نوح وإبراهيم عشرة قرون والقرن مئة سنة. وبين إبراهيم وموسى بن عمران عشرة قرون. والقرن مئة سنة.

ما بين آدم ونوح ألف سنة، وبين نوح وإبراهيم 1000 سنة، وبين إبراهيم وموسى 1000 سنة، يعني بين آدم وموسى 3000 سنة. وما بين موسى وعيسى 1700 سنة، وما بين عيسى ومحمد 620 سنة، أي بين آدم ومحمد 3000+1700+620= 5320 سنة ,,, وفي روايات أخرى بين آدم ومحمد صلى الله عليه وسلم: 6782 سنة 

ورواية محمد بن إسحاق فيما يرويه عنه يونس بن بكير قال: كان من آدم إلى نوح ألف ومائتا سنة ومن نوح إلى إبراهيم ألف ومائة واثنتان وأربعون سنة ومن إبراهيم إلى موسى خمس مائة وخمس وستون سنة ومن موسى إلى داود خمس مائة وتسع وستون سنة ومن داود إلى عيسى ألف وثلاثمائة وخمسون سنة ومن عيسى إلى محمد صلى الله عليه وسلم ستمائة سنة فذلك خمس آلاف وأربع مائة وست وعشرون سنة سوى مدة عمر آدم وتأريخ النبي صلى الله عليه وسلم ورأيت في كتب بعض أهل التنجيم ذكروا تواريخ الأنبياء إلى أول سنة خمسين وثلاثمائة لهجرة النبي صلى الله عليه وسلم سنة ستّ آلاف وسبع مائة وستّين لآدم عم سنة خمسة آلاف وسبعين وثلاثمائة لمولد نوح عم سنة أربعة آلاف وأربعة وستّين وثلاثمائة وثلاثة وعشرون يوما لغرق نوح عم سنة ثلاثة ألف وستّ وأربعين وأربع مائة لإبراهيم عم سنة ألفين وأربع وتسعين وتسع مائة لموسى عم سنة ألف وثلث وسبعين ومائتين لذي القرنين سنة ألف وستين وستمائة لبخت نصر سنة ألف وخمس وثمانين ومائتين لبطلميوس صاحب المجسطي سنة ألف وثمان وستين وتسع مائة لعيسى عم ستّة آلاف وثلاثمائة وثلاثين ليزدجرد بن شهريار آخر ملوك العجم سنة ثمان وأربع مائة للفيل قال وفيه هذا هذا النشو وخرجت الكواكب من أول دقيقة في الحمل إلى أوّل يوم من هذه السنة ألفا ألف ألف وثلاثمائة وتسعة وأربعون ألف ألف واحد وعشرون ألفاً وتسع مائة وخمسون سنة وثلاثمائة و تسعة وخمسون يوماً وإحدى عشر دقيقة وثوان والله أعلم وأحكم لا يعلم غيره وقد روى همام عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه قال كان بين آدم وبين نوح عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق وتلا كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً ٢: ٢١٣ الآية وروى الواقدي كان بين آدم ونوح عشرة قرون والقرن مائة سنة وبين نوح وإبراهيم عشرة قرون وبين إبراهيم وموسى عشرون قرناً وروى وهب قال كان [بين] آدم ونوح عشرة أباً وبين إبراهيم ومحمد ثلاثون أباً هذا ما رواه المسلمون وأهل الكتاب..

عاش آدم ألف سنة.

وفي التوراة : إنه عاش ألف سنة إلا سبعين عاما . وكان بين موت آدم وبين الطوفان ألفا سنة ومائتا سنة وأربعون سنة، وبين الطوفان وبين موت نوح ثلاثمائة سنة وخمسون سنة واثنتان، وبين نوح وإبراهيم ألفا سنة ومائتا سنة وأربعون سنة، وبين إبراهيم وموسى سبعمائة عام، وبين موسى وداود خمسمائة عام، وبين داود وعيسى ألف عام ومائتا عام، وبين عيسى ومحمد- عليهما الصلاة والسلام- ستمائة عام وعشرون عاما.

وفي رواية: حدثنا عبد الرحمن بن محمد القزاز بإسناده إلى الضحاك عن ابن عباس قال: كانت فترتان فترة بين آدم ونوح، وفترة بين عيسى ومحمد - صلى الله عليه وسلم -، فكان أول نبي بعث بعد آدم إدريس، وبين موت آدم وبعث إدريس مئتا سنة، لأن آدم عاش ألف سنة إلا خمسين عامًا، وولد إدريس وآدم حي، ومات آدم ولإدريس مئة سنة، ورُفِعَ وهو ابن أربع مئة سنة وخمس وستين، وكان الناس من لدن آدم إلى إدريس ملةً واحدة، مستمسكين بالإسلام، وتصافحهم الملائكة، فلما رُفِعَ إدريس فتر الوحي إلى أن بعث الله نوحًا، وكان يوم بُعِثَ: ابن أربع مئة سنته وثمانين سنة، وكانت نبوة نوح ألف سنة إلا خمسين عامًا، ثم عاش بعد الغرق خمسين عامًا، ومات. وقيل: مئتي عام. وانقطع الوحي ما بين إدريس ونوح، وكان سام ابن نوح بعدما مات نوح ابن أربع مئة سنة، وعاش بعده مئتي سنة.

وكان بين نوح وهود ثمان مئة سنة، وعاش هود أربع مئة وستين سنة.

وكان بين هود وصالح مائة سنة، وعاش صالح ثلاث مئة سنة وثلاثين سنة، وقيل: ثلاث مئة إلا عشرين سنة.

وكان بين صالح وإبراهيم لست مئة وثلاثون سنة، وعاش إبراهيم مئة سنة وخمسًا وسبعين سنة، وقيل: مئتي سنة. وعاش إسماعيل مائة سنة وتسعًا وثلاثين سنة، وعاش إسحاق مئة وثمانين سنة، وعاش يعقوب مئة وتسعًا وأربعين سنة.

وكان بين موسى وإبراهيم سبع مئة سنة، وكانت الأنبياء بين موسى وعيسى متواترة، وبين عيسى ومحمد ست مئة سنة ..

الرأي الشرعي:

لم يأتِ في الشريعة تحديدٌ لفترة ما بين آدم ومحمد عليهما الصلاة السلام ، بل ولا يعرف مقدار ما عاش آدم عليه السلام .

لكن جاءت بعض الأحاديث والآثار متفرقة يمكن بعد جمعها الوصول إلى تقدير زمنٍ لكن ليس للفترة بأكملها ، وهذه الأحاديث والآثار منها ما هو صحيح ومنها ما هو مختلف فيه ، وتبقى بعض الفترات لم ترد في تحديدها آثار ، فمما ورد فيه أدلة صحيحة :

1.قوله تعالى في مدة لبث نوح عليه السلام في دعوة قومه : ( فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً ) .

2. المدة بين عيسى ونبينا محمد عليهما الصلاة والسلام : روى البخاري (3732 ) عن سلمان الفارسي قال : فترة بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام ستمائة سنة .

 و مما وردت فيه أحاديث مختلف في صحتها :

3.المدة بين آدم ونوح عليهما الصلاة والسلام :عن أبي أمامة أن رجلا قال : ( يا رسول الله أنبيٌّ كان آدم ؟ قال : نعم ، مكلَّم ، قال : فكم كان بينه وبين نوح ؟ قال : عشرة قرون ) رواه ابن حبان في " صحيحه " ( 14 / 69 ) والحاكم (2/262) وقال صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي  ، وقال ابن كثير في " البداية والنهاية " ( 1 / 94 ) : هذا على شرط مسلم ولم يخرجه .

4. المدة بين نوح وإبراهيم عليهما السلام : ودليلها زيادة في حديث أبي أمامة رضي الله عنه السابق ... قال : كم بين نوح وإبراهيم ؟ قال : عشر قرون ) رواه الحاكم في " المستدرك " ( 2 / 288 ) وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ، والطبراني في " المعجم الكبير " ( 8 / 118 ) ، وورد كلام في تضعيف بعض رواة الحديث ، وصححه الألباني بشواهده.

ومما وردت فيه بعض الآثار :

5.المدة بين موسى وعيسى عليهما السلام :قال القرطبي : واختلف في قدر مدة تلك الفترة فذكر محمد بن سعد في كتاب الطبقات عن ابن عباس قال كان بين موسى بن عمران وعيسى بن مريم عليهما السلام ألف سنة وسبعمائة سنة ولم يكن بينهما فترة وأنه أرسل بينهما ألف نبي من بني إسرائيل سوى من أرسل من غيرهم وكان بين ميلاد عيسى والنبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة سنة وتسع وتسعون سنة ." تفسير القرطبي " ( 6 / 121 ) . قال ابن حجر : وقد اتفق أهل النقل على أن مدة اليهود إلى بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كانت أكثر من ألفي سنة ومدة النصارى من ذلك ستمائة ." فتح الباري " ( 4 / 449 ) .

وبالنظر إلى ما سبق من الآية والأحاديث والآثار والأقوال فإن ما كان منها صحيحا أُخذ به في تحديد الفترة المعينة .

أما الجزم بتحديد إجمالي الفترة بين آدم ومحمد عليهما الصلاة والسلام فإنه إضافة إلى ما سبق يتوقف على أمور منها :

·اختلاف العلماء في تحديد القرن هل هو مائة عام أم هو الجيل ، فإن كان الصحيح أنه الجيل فإن الثابت من أعمار أهل تلك الفترة هو جزء من عمر نوح وهو الذي قضاه في دعوته ، ولا نعلم كم كان معدَّل أعمار بقية أهل تلك الأجيال .

·عدم ورود ما يحدد المدة بين إبراهيم وموسى عليهما السلام بالسنوات .

ويبقى أن الجزم في هذه الأمور والبحث فيها ليست مما تعبدنا الله به ولا ينبني عليها عمل ، ويكفينا في ذلك قوله تعالى : ( وَعَاداً وَثَمُودَا وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً ) الفرقان/38 ، وعلى المرء أن يحرص على الاقتداء بهؤلاء الأنبياء و السير على طريقهم إذ هو المقصود الأعظم من ذكرهم وذكر سيرهم (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ) الأنعام/90 ... والله أعلم.


[أَعْمَارُ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ]

* وكَانَ عُمُرُ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَلْفَ سَنَةٍ.

* وعُمُرُ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَلْفَ سَنَةٍ وسَبْعَةً وخَمْسِينَ سَنَةً.

* وعُمُرُ هُودٍ مَائَتِيْ سَنةٍ وأَرْبَعَ عَشَرةَ سَنَةً.

* وعُمُرُ صالِحٍ ثَلَاثُمَائةِ سنةٍ وإحْدَى وعِشرِينَ سنةً.

* وعُمُرُ إبْرَاهِيمَ مَائَتِيْ سَنةٍ، واخْتَتنَ بِقَدُومٍ، وكَانَ ابنَ ثَلَاثةٍ وتِسْعِينَ سنةً (١).

* وعُمُرُ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَائةً وثَلَاثةً وسَبْعِينَ سَنَةً.

* وعُمُرُ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَائةَ سَنةٍ وثَلَاثُونَ سَنَةً.

* وكَانَ بَين آدمَ ونُوْحٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ أَلْفَيْ سَنَةٍ وثَمَانِينَ سَنَةً.

* وبينَ نُوحٍ وإبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ أَلْفُ سَنَةٍ وَمَائَتَيْ سَنَةٍ وثِنْتَانِ وأَرْبَعُونَ سَنَةً.

* وبَينْ إبْرَاهِيمَ ومُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ مَائَةٌ وخَمْسٌ وسِتُّونَ سَنَةً.

* وبَين مُوسَى ودَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ خَمْسُ مَائَةٍ وتِسْعَةٌ وسَبْعِينَ سَنَةً.

* وبَينْ دَاوُدَ وعِيسَى أَلْفُ سَنَةٍ ومَائةٌ وخَمْسُونَ سنةً.

* وبَينْ عِيسَى ومُحمَّدٍ سِتُّمَائةَ سَنَةٍ.

              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم