القين في اللغة والأنساب

القين في اللغة والأنساب

أولاً القين في اللغة وفيها ما يلي:

والقَيْنُ: العَبْدُ، قالَ أَبو عبيدٍ: كلُّ عَبْدٍ عنْدَ العَرَبِ قَيْنٌ، جمع قِيانٌ، بالكسْرِ.. و القَيْنُ: (الحَدَّادُ، يَذْهَبُ بِهِ إِلَى معْنَى العَبْدِ لأنَّه فِي العَمَلِ والصّنْعةِ بمعْنَى العَبْد. قالَ الأزْهرِيُّ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى: كلُّ عامِلٍ بالحَديدِ قَيْنٌ عنْدَ العَرَبِ.

وَفِي حدِيثِ خَبَّابٍ، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ: (كنتُ قَيْناً فِي الجاهِلِيَّةِ) .

وقالَ ابنُ السِّكّيت: قلْتُ لعُمارَةَ إنَّ بعضَ الرُّواةِ زَعَمَ أنَّ كلَّ عامِلٍ بالحَديدِ قَيْنٌ، فقالَ: كذبَ إنَّما القَيْنُ يَعْملُ بالحَديدِ ويَعْملُ بالكِيرِ، وَلَا يقالُ للصائِغِ قَيْنٌ وَلَا للنجَّارِ قَيْنٌ.

وقالَ السُّكَّريُّ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى: كلُّ صانِع يُعالِجُ صَنْعةً بِنَفْسِه فَهُوَ قَيْنٌ إلَاّ الكاتِبُ؛ جمع أَقْيانٌ ، وقُيونٌ. وَمِنْه حدِيثُ العبَّاس، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ: (إلَاّ الإِذْخِرَ فإنَّه لقُيُونِنا) .

وبَنُو أَسَدٍ يقالُ لَهُم: القُيُونُ، لأنَّ أَوَّلَ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ الحَديدِ بالبادِيَةِ الهالِكُ بنُ أَسدِ بنِ خُزَيمةً.

وقَيْنٌ: قرية باليَمَنِ من قُرَى عَثَّرَ... وبناتُ قَيْنٍ: اسمُ مَوْضِعٍ فِيهِ (ماءٌ كانتْ بِهِ وَقْعةٌ فِي زَمَنِ عبْدِ الملِكِ بنِ مَرْوان).. [من كتاب تاج العروس في جواهر القاموس، للزبيدي، ج36، ص30] وقال ياقوت: و (قين) ماء لبني فزارة كانت به وقعة مشهورة في زمن عبد الملك بن مروان..

وَقَالَ غيره: القينة الماشطة والقينة المغنية والقينة الجارية وكل صانع عند العرب قين. قال الشاعر:

ولي كبد مقروحة قد بدت بها ... صدوع الهوى لو كان قين يقينها..[كتاب غريب الحديث للخطابي، ج2، ص577]

ثانياً القين في الأنساب العربية:

قال ابن دريد المتوفي سنة 321هـ "بنو القَيْن بن جَسْر. واسمُ القَين: النُّعمان. وجَسْر اشتقاقُه من الجَسَارة والإقدام، من قولهم: ناقة جَسرة، أي جريَّة على السَّير. وهذا الجَسْر الذي يُعبَر عليه بفتح الجيم لا غير، وإلى ذلك يرجع"

وذكر ابن عبد البر المتوفي سنة 463هـ: " القين بْن أهود بْن بهراء بْن عَمْرو بْن الحاف بْن قضاعة" [كتاب الاستيعاب في معرفة الأصحاب، ج4، ص480]

وذكر الصحاري المتوفي سنة 511هـ"  القَيْن بن ثعلب بن حُلْوَان بن عمران" [كتاب الأنساب للصحاري، ص96]

وجاء في معجم قبائل العرب: 1- القين بن جسر بطن من قضاعة، 2- قين بن عامر بطن من كنانة بن خزيمة.. 

وكذلك القين بن كعب بن سواد من بني سلمة

وذكر ابن سعد المتوفي سنة 230هـ من الأسماء: القين بن عمرو بن بكر بن مالك من بني تميم..[الطبقات الكبرى، ابن سعد، ج2، ص544)

وأبو القين الحضرمي، وأبو القين الخزاعي، ذكرهما أبو الحسن ابن الأثير في كتاب أسد الغابة في معرفة الصحابة..

وأبو القين الخزرجي ، عَبْد اللَّه بْن مَالِك بْن أَبِي القين الخزرجي ذكره أبو الحسن إبن الأثير في أسد الغابة..

 القين بْن كعب بْن سواد بْن كعب بْن سلمة الأنصاري الخزرجي السلمي.

 القين أبو الطيحان القيني، س وأسمه حنظلة بن الشرقي، ذكره الصحاري في كتابه أنساب الصحاري العوتبي.

 الْقَيْنِ بْنِ دَرَّاجِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَارِثَةَ، ذكره ابن قانع المتوفي سنة 351هـ في كتابه معجم الصحابة، من ولده: عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيُّ بْنُ كَاهِلِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْقَيْنِ.. وفي رواية أخرى القين بن رزاح بن عمرو ..

والقيني أيضاً: نسبة إلى قرية قينية أو قينة بظاهر باب الجابية في دمشق ينسب إليها: الْمُحدث أَبُو عَليّ مُحَمَّد بن هَارُون الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي القيني، ذكره ابن ناصر الدين الدمشقي في كتابه "توضيح المشتبه".

وفي التاريخ قصة: عام 176هـ/792م

ورد في هذه القصة أن حرباً وقعت بين القيسية واليمانية، جاء فيها : أن رجلاً من بني القين تضارب مع رجل من بني لخم أو جذام فقتل هذا الرجل، وهو من عرب اليمانية، فترتب على ذلك أن باغت اليمانية بني القين فقتلوا منهم نحو 600 رجل وفي رواية 300، فاستنجدت القين قضاعة وسليح فلم ينجدوهم، فاستنجدت قيساً فأجابوهم وصاروا معهم إلى أرض البلقاء، وهاجموا اليمانية فقتلوا منهم 800 رجل، ثم استمرت الهجمات المضادة لنحو عامين في هذه الحرب بين الطرفين، فتدخلت الدولة بالقوة لتصلح بين الطرفين إلى أن هدأت الفتنة واستقامت أحوال الرعية.. [الموسوعة التاريخية، ج2، ص15] وموجودة في كتاب المختصر في أخبار البشر  لأبو الفداء المتوفي سنة 732هـ، وفي تاريخ ابن الوردي زين الدين المتوفي سنة 749هـ، وفي الكامل في التاريخ لابن الأثير المتوفي سنة 630هـ/1233م..

ومن الجدير ذكره أن سيد قضاعة كلها في الجاهلية وأول الإسلام كان من بني القين بن جسر وهو قطبة بن زيد بن سعد بن امرئ القيس بن ثعلبة، كما كانت أم كعب بن لؤي القرشي هي بنت القين بن جسر، وجاء في كتاب خطط الشام بأن بني القين كانوا قرب دمشق يخالطون قبائل ذبيان وجهينة ولخم وغيرها في تلك البقاع من الجولان وحوران ..

وبني القين بن جسر: ذكرهم د. جواد علي فقال؛  بنو القين. وهو النعمان بن جسر بن شيع اللآت بن أسد بن وبرة. ومن بطون بني القين، جشم "جسم"، وزعيزعة، وأنس، وثعلبة، وفالج، وبنو مالك بن كعب بن القين. وكعب وكنانة، ومالك ومعاوية. وبطون أخرى ذكرها "وستنفلد". وكان للقين جمع عظيم وثروة في أكناف الشأم، فكانوا يناهضون كلب بن وبرة، ثم ضعف أمرهم ووهن حتى ما يكاد أن يعرفوا.[المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، د. جواد علي، ج8، ص16]

              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم