ماذا تعرف عن جبل التوباد ؟ التّوباد بفتح أوّله، وباء معجمة بواحدة، ودال مهملة: جبل فى أرض بنى عامر، ذكره أبو علىّ عن «١» أحمد بن يحيى، وأنشد للمجنون:
وأجهشت للتّوباد حين رأيته ... وكبّر للرّحمن حين رآنى. [معجم ما استعجم، البكري، ج1، ص323]
يقع جبل التوباد في مدينة الأفلاج بنجد موطن بني عامر القديم التي تقع في الجنوب الغربي من مدينة الرياض وتبعد عنها بمسافة تقدر بـ 350 كم، تحديداً بالقرب من قرية الغيل التي تشتهر بالعيون الطبيعية ومزارع النخيل.
[الأفلاج]
تقع المدينة في الجهة الجنوبية لمدينة الرياض وتبعد بمسافة ٣٠٠ كم، وذلك على طريق الرياض وادي الدواسر، وتقع على هضبة نجد وسط شبه الجزيرة العربية، وتتميز بالمعالم الجغرافية مثل عيون الأفلاج وجبل التوباد بالغيل وعدد من القصور، من أشهرها قصر (سلمى)، وتشتهر المحافظة بزراعة النخيل والقمح والخضروات بأنواعها والفواكه.
المساحة الإجمالية: ٥٤.٠٠٠ كيلومتر مربع..[مجلة البحوث الإسلامية، جزء الأمكنة، ص94، تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد]
ويحظى جبل التوباد بشهرة بالغة في السعودية نظراً لأنه دليل وشاهد على قصة حب ليلى العامرية وقيس بن الملوح، وهو السبب الرئيس في تسميته بما يُعرف بـ”جبل الحب أو جبل العاشقين”، وأيقونة الحب العذري..
قصة جبل التوباد
ارتبط جبل التوباد قصة الحب الشهيرة بين ليلى وقيس بن الملوح، والذي يعدُ تخليداً لهذه الذكرى، حيث سرد بن الملوح الكثير من أشعاره على قمة هذا الجبل.
أما عن قصة حب ليلى العامرية وبن الملوح فهي نشأت في بداية القرن الأول الهجري بين عامي 24 و68 هجرياً، إذ نشأ معا وكبرا ومن ثم طلب منها الزواج إلا أن أهلها رفضوا أن يزوجوه منها وقاموا بتزويجها لـ ورد الثقفي.
وبعد ما تحطم قلب قيس بن الملوح نتيجة تزويج حبيبته ليلى العامرية من رجل آخر، هرع إلى جبل التوباد ولقب في هذه الفترة بـ”مجنون ليلى” نتيجة الحب العظيم الذي يحمله تجاهها.
ويوجد في وسط جبل التوباد فتحة صغيرة وهي عبارة عن غار يُعرف بـ”غار قيس وليلى”، ومساحته لا تتعدى الأربعة أمتار، وتحكي القصص التاريخية عن أن قيس وليلى كانا يتبادلان الأشعار في هذا الغار.
كما يتميز جبل التوباد بوجود صخور مكتوب عليها بعض الأشعار الخاصة بقيس بن الملوح وذلك عندما كان يمر بجانب الغار ويتذكر حبه وهيامه بـ ليلى العامرية.
قال قيس بن الملوح العامري: ذاكرا جبل التوباد
وَأَجهَشتُ لِلتوبادِ حينَ رَأَيتُهُ
وَهَلَّلَ لِلرَحمَنِ حينَ رَآني
وَأَذرَيتُ دَمعَ العَينِ لَمّا رَأَيتُهُ
وَنادى بِأَعلى صَوتِهِ وَدَعاني
فَقُلتُ لَهُ أَينَ الَّذينَ عَهِدتُهُم
حَوالَيكَ في خِصبٍ وَطيبِ زَمانِ
فَقالَ مَضَوا وَاِستودَعوني بِلادَهُم
وَمَن ذا الَّذي يَبقى مَعَ الحَدَثانِ
وَإِنّي لَأَبكي اليَومَ مِن حَذَري غَداً
فِراقَكِ وَالحَيّانِ مُؤتَلِفانِ
سِجالاً وَتَهتاناً وَوَبلاً وَديمَةً
وَسَحّاً وَتَسجاماً إِلى هَمَلانِ
قصيدة جبل التوباد لأحمد شوقي:
جبل التوباد حياك الحيا ... و سقى الله صبانا و رعــــــــى
فيك ناغينا الهوى فى مهده ... و رضعناه فكنت المرضعـا
و على سفحك عشنا زمنا ... و رعينا غنم الاهل معـــــا
و حدونا الشمس فى مغربها ... و بكرنا فسبقنا المطلعـا
هذه الربوة كانت ملعبا ... لشبابينا و كانت مرتعــــــــــا
كم بنينا من حصاها اربعا ... و انثنينا فمحونا الاربعـــــــا
و خططنا فى نقى الرمل فلم تحفظ الريح و لا الرمل وعى
لم تزل ليلى بعينى طفلة ... لم تزد عن امس الا اصبعـــا
ما لآحجارك الصم كلما هاج بى الشوق ابت ان تسمعا
كلما جئتك .. رجعت الصبا .. فأبت ايامه ان ترجعـــــا
قد يهون العمر الا ساعة ... و تهون الارض الا موضعــا
التسميات :
الثقافة