الجميز في اللغة والتراث

الجميز في اللغة والتراث

تعالوا بنا نتذكر احدى أجمل الأشجار الكبيرة المعمرة، ونتأمل حروفها ومشتاقها من الأسماء والمعاني، وكذلك آثارها في بلادنا العربية وما ارتبط بها من تراث وثقافة..

مادة جمز في معاجم اللغة العربية، وفي خرائط الوطن العربي:

1- الجمز: وَهُوَ عَدْوٌ دُونَ الحُضْر الشَّدِيدِ وَفَوْقَ العَنَق.
2- الجَمْزُ، بِالْفَتْح: الاسْتِهزاء.
3- جَمَزَ: أَي أَسرع هَارِبًا ..
4- الجُمزانُ: ضربٌ من التَّمرِ والنَّخل والجُمَّيز..
5- الجَمَّاز: الْبَعِيرُ الَّذِي يَرْكَبُهُ المُجَمِّزُ..
6- الجَمّازَة، بِالْفَتْح: فرَسُ عَبْد الله بن حَنْتَمٍ، وَهُوَ أكرمُ خُيولِ الْعَرَب.
7- الجُمْزَة، بالضمّ: الكُتلةُ من التَّمْرِ والأقط وَنَحْو ذَلِك..
8- الجُمْزَة: بُرْعومُ النَّبْتِ الَّذِي فِيهِ الحَبّة..
9- الجُمَّيزى شجرة كالتّين خِلقةً وكالفرصادِ عظماً، ورقة أصغر من التّين، ويحمل تيناً أصفر وأسود، صِغاراً يكونُ بالغورِ يسمِّيه بعضهم التين الذَّكَرَ، ويسمِّي بعضهم حملة الحُما، فالأصفر منه حُلو، والأسود يدمي الفمَ. هُوَ أَلْوَانٌ مختلفةٌ، وَهُوَ موجودٌ بالكَثرةِ فِي أَرْضِ الشامِ ومِصر، الواحدةُ جُمَّيْزَةٌ.
10- المجمز: راكب الجمازة، وهي ناقة تعدو الجمزى..
11- دير الجميزة: منطقة قديمة في مصر؛ ويعرف بدير الجود، ويقال دير الميمون وهو على شاطئ النيل، ذكره المقريزي في كتاب المواعظ والاعتبار..
12- هذه الزاوية موضعها من جملة أراضي الزهريّ، وهي الآن خارج باب زويلة بالقرب من معدّية فريج، أنشأها الأمير سيف الدين جيرك السلاحدار المنصوريّ أحد أمراء الملك المنصور قلاون، في سنة اثنتين وثمانين وستمائة، وجعل فيها عدّة من الفقراء الصوفية، ذكرها المقريزي في كتاب المواعظ والاعتبار..
13- اصطبل الجميزة: وكان بجوار القصر الغربيّ من قبليه اصطبل الجميزة من جانب باب الساباط الذي هو الآن: باب سرّ المارستان المنصوريّ، وقيل له: اصطبل الجميزة من أجل أنه كان في وسطه شجرة جميز كبيرة، وكان موضع هذا الاصطبل، تجاه من يخرج من باب الساباط، فينزل من الحدرة التي هي الآن تجاه باب سرّ المارستان المتوصل منها إلى حارة زويلة، ويمتدّ فيما حاذاه يسارك، إذا وقفت بأوّل هذه الحدرة، حيث الطاحون الكبيرة التي هي الآن في أوقاف المارستان، ذكره المقريزي في المواعظ والاعتبار..
14- الجميزة: الجميزة إحدى قرى مركز السنطة التابع لمحافظة الغربية بجمهورية مصر العربية..
15- منطقة الجميزة هي منطقة سكنية وتجارية في مدينة بيروت العاصمة اللبنانية. مؤلفة من أربع مناطق عقارية تحدها مناطق المرفاء والصيفي والرميل والمدور.
16- حارة الجميزة في مكة بالمملكة العربية السعودية، والجميزة جزء لا يتجزأ من حي المعابدة الشهير بمكة، وتتميز بتنوع الحياة فيها، إذ تعتبر الآن من بين محاور المنطقة المركزية وتتميز بموقعها الاستراتيجي والتجاري.
17- الجميزة قرية سعودية، تتبع محافظة وادي الفرع التابعة لإمارة لمنطقة المدينة المنورة. تقع في جنوب المدينة المنورة، وتبعد عنها قرابة 110كم.
18- قرية جمزو:  قرية فلسطينية تقع إلى الشرق من مدينة اللد وتبعد عنها 4 كم وإلى الشرق من الرملة على بعد 6.5 كم وترتفع 164م عن سطح البحر..
شجرة الجميز في التاريخ والتراث:
يقال أن شجرة الجميز قديمة تاريخياً وكانت موجودة في حضارة مصر القديمة، ووجدت نقوشها على المعابد الفرعونية، حيث استخدمت في صناعة التوابيت لمتانة أخشابها لاسيما إذا غمست بالماء.
ذكر ياقوت الحموي المتوفي سنة 626هـ أن في الطريق الواصل ما بين رفح وغزة كان يوجد ألف شجرة جميز مصطفّ من جانبي الطريق عن اليمين والشمال، متشابكة الأغصان متصلة بعضها ببعض مسيرة نحو يومين..[معجم البلدان الحموي، ج3، ص55] وتلك هي الطريق المعروفة باسم طريق صلاح الدين الأيوبي..
وذكر السيوطي:" الجميز فإنه كان بشاطئ بحر النيل صف جميز يزيد على أربعين شجرة، وكان أهل مصر فرجهم تحتها في زمن النيل والربيع، قطعت جميعها في الدولة الظاهرية، وعمر بها شواني عوض الشواني التي كان سيرها إلى جزائر قبرص، وتكسرت هناك"..[حسن المحاضرة فيي تاريخ مصر والقاهرة، السيوطي، ج2، ص381]
وقال شراب: وشجرة الجميز لها محبة عند عامة الناس، ويعتبرونها جزء من التراث والتاريخ، قال أحد المؤرخين: "ولو لم يكن لي منها إلا أن أكحل ناظريّ برؤيتها لكان كافيا، ولو عرضت عليّ ثمرة واحدة من ثمارها، لاشتريتها بدينار، لأن شجرة الجميز صديقة عمري، ورفيقة طفولتي وشبابي، في ظلها ربيت، وبثمرها غذيت، ولا زال قلبي يهفو إليها على بعد ... ما رأيت شجرة تجود بمثل جودها، حيث تثمر في مدة الصيف فقط سبع مرات ويقولون لكل مرة «بطن» فيقولون إن الجميزة تحمل سبعة بطون. يؤكل ثمرها طريا كالتين، ويؤكل جفيفا كالتين المجفف، وهو حلو لذيذ الطعم وبخاصة في الليالي المندّية ... وكانوا يقولون: «كل جميزا واشرب ميه (ماء) والذي يجرى لك عليّ» ، يريدون أنه مفيد ولا يؤذي آكله مهما كثر.
ومن خصائصها الدوائية بإذن الله، إنك إذا جرحت قشرة جذعها، خرجت منه مادة بيضاء، تكون دواء لبعض الأمراض الجلدية مثل «القوباء» [محمد حسن شراب(توفي عام 2013م، المعالم الأثيرة في السنة والسيرة، ص247]..
أسماء وأوصاف شجرة الجميز في الوطن العربي:
قال ابن سيده: "تين الرقَع والرُّقعة - شَجَرَة عَظِيمَة كالجوزة وَرقهَا كورق القثّاء وَلَا يُسمى تيناً إِلَّا أَن يُضَاف إِلَى شجرته وَمِنْه تين الجمّيز - وَهُوَ حُلْو رطْب لَهُ معاليق طوال ويزبب وضربٌ آخر من الجمّيز لَهُ شجرٌ عِظام الْوَاحِدَة جميزة وجميْزى تحمل حملا كالتين فِي الخِلقة ورقتها أَصْغَر من ورقة التِّين وتينها أصفر صغَار وأسود يُسمى التِّين الذّكر والأصفر مِنْهُ حُلْو وَالْأسود يدمي الْفَم وَلَيْسَ لتينها علاقَة هُوَ لاصق بِالْعودِ."[المخصص، ابن سيده توفي سنة 458هـ، ج3، ص230]
الجميز نبات من أنواع الشَّجر من الفصيلة التُّوتيّة، أوراقه عريضة ثمره يشبه التِّين، وهو دائم الخضرة ومعمر اذ أنه يعيش لآلاف السنين مثل الزيتون، وهو ضخم الجذوع والأغصان والارتفاع، ويعيش على ماء المطر، فهو لا يحتاج إلى برنامج للري، ولذلك تستغل هذه الشجرة لمجلس في الصيف أو كحظيرة أو كبيت مؤقت، بسبب اتساع وكثافة ظله وضخامة الشجرة، فكانت مرابط للخيول ومواقع للرباط ومواضع للسكن وملعب للأطفال، واستراحة للمسافر بطريق القوافل..
وقد استخدم المزارعين وملاك الأراضي شجرة الجميز كحد وعلامة فاصلة بين قطع الأراضي، واستغلوها أيضاً كعريشة ثابتة في موقع الأرض، يجتمعون تحت ظلالها وقت الاستراحة واعداد وتناول الطعام، كما استخدمت أخشابه في صناعة الأثاث والأسقف والأبواب والمراكب البحرية..
قال البغدادي:"ومن ذلك الجمَّيز وهو بمصر كثيرٌ جداً ورأيت منه شيئا بعسقلان والساحل، وكأنّه تينٌ برّي وتخرج ثمرته في الخشب لا تحت الورق ويخلِّف في السنة سبعة بطون ويؤكل أربعة أشهر ويَحمل وقرا عظيما وقبل أن يجيء بأيام يصعد رجل إلى الشجرة معه حديدة يَسِمُ بها حبة حبة من الثمرة فيجري منها لبن أبيض، ثم يسود الموضع وتحلو الثمرة بذلك الفعل، وقد يوجد منه شيء شديد الحلاوة أحلى من التين، لكنه لا ينفعك في أواخر مضغه من طعم خشبية ما، وشجرته كبيرة كشجرة الجوز العاتية ويخرج من ثمره وغصنه إذا فصد لبن أبيض إذا طلي على ثوب أو غيره صبغه أحمر، وخشبه تعمر به المساكن ويتخذ منه الأبواب وغيرها من الآلات الجافية وله بقاء على الدهر وصبر على الماء والشمس، وقلما يتآكل هذا مع أنه خشب خفيف قليل اللّدونة ويُتّخَذ من ثمرته خلٌّ حاذق ونبيذ حاذ.
قال جالينوس: الجمّيز بارد رطب فيما بين التوت والتين وهو رديء للمعدة ولبن شجرته له قوّة ملينِّة تلصق الجراح وتفشِ الأورام ويلطّخ على لسعِ الهوام، ويحلّل حساة الطحال وأوجاع المعدة ضمادا، ويتّخذ منه شراب للسعال المتقادِم ونوازِل الصدر والريه، وعمله بأن يُطبخ في الماء حتى تخرج فيه قوته ويطبخ ذلك الماء مع السكَّر حتى ينعقد ويرفع، وقال أبو حنيفة، ومن أجناس التين تين الجمّيز وهو تين حلو رطب له معاليق طوال ويزبَّب، وضَربٌ آخر من الجمّيز حملة كالتين في الخلقة وورقه أصفر من ورق التين وتينه أصفر صغار وأسود ويكون بالقور ويُسمّى التين الذكر، والأصفر منه حلو والأسود يدمي الفم وليس لتينه علاقةٌ بل لاصقٌ بالعود.." [الإفادة والاعتبار، البغدادي، ص9]
يطلق على ثمر الجميز في فلسطين اسم الجميز البلمي والجميز البوطي ويرجع ذلك لا كنوع للشجر وإنما كوصف لثمر الشجرة نفسها حسب وقت نضوجه,,
ومن أسمائه المشهورة: الجميز، الحماط، تين فرعون، ويطلق عليه اسم شجر الرقاع وفي بعض المناطق شجر الثالق أو الابرا..
فوائد ثمار الجميز من الناحية الصحية:
فوائد فاكهة الجميز الصحية: جاء في صحيفة فلسطين اليوم بتاريخ 10/ أكتوبر/ 2020م عن فوائد الجميز ما يلي:
الجميز يحتوي على مضادات الجراثيم، وبالتالي فهو يطهر الجسم ويخلصه من السموم.
يعزز الجميز من صحة الجهاز الهضمي بسبب احتوائه على الألياف والماء وعدد من العناصر الغذائية.
المضادات الحيوية في الجميز تعزز مناعة الجسم.
الجميز غني بمضادات الأكسدة التي تحمي من الأمراض والأورام السرطانية.
الألياف في الجميز تساهم في خفض مستوى الكوليسترول الضار في الدم.
فاكهة الجميز قليلة السعرات الحرارية وهي تناسب مرضى السكري ومتبعي الحميات الغذائية وكذلك من يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
يساهم في تعزيز صحة الجهاد العصبي المركزي، ويقي من اضطراباته تناول الجميز مفيد للبنان حيث ينظم الدورة الشهرية.
الجميز يحمي الجهاد التنفسي من الاضطرابات ويحسن التنفس يساهم. الجميز في علاج أمراض الكلى وامراض الكبد الفيتامينات والمعادن في الجميز تساهم في علاج الأنيميا وفق الدم، ويمنح الجسم طاقة ونشاط.
اسم جماز من أسماء العرب:
1-  جماز بن هبة بن جماز بن منصور الحسيني، جاء ذكرهم سنة(710هـ - 759هـ ) في المدينة المنورة بأرض الحجاز، وهم من أمراء المدينة..
2- الحارث بْن جماز بْن مالك بْن ثعلبة أخو كعب بْن جماز. كان ممن شهد غزوة أحد سنة 625م، وقال ابن إِسْحَاق: كعب بن جَمَّاز بن ثَعْلَبة من جهينة حليف لبني طريف بن الخزرج , ذكره فيمن شهد بدرا..[المؤتلف والمختلف، الدارقطني، ج2، ص840]
3- كعب بن جماز بن ثعلبة بن خرشة بن عمرو بن سعد بن ذبيان بن رشدان ابن قيس بن جهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الجاف بن قضاعة، شهد بدرا والمشاهد كلها، [الأنساب، للسمعاني، ج3، ص316]
4-  الجَمّازِى: بفتح الجيم والميم المشددة بعدهما الألف وفي آخرها الزاى، هذه النسبة إلى جماز وهو اسم لجد سليمان بن مسلم بن جماز المدني الجمازى المقرئ، من أهل المدينة، قرأ القرآن على أبى جعفر يزيد بن القعقاع، وروى الحديث عن سمى مولى أبى بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، روى عنه إسماعيل بن جعفر بن أبى كثير القارئ المدني، وذكر أنه قرأ عليه القرآن، وروى عنه أبو همام الخاركى الصلت بن محمد والوليد بن مسلم وأخوه محمد بن مسلم بن جمّاز الجمازى، روى عنه محمد بن عمر الواقدي، يحدث عن سعيد المقبري وغيره.[ الأنساب، للسمعاني، ج3، ص318]
5- [نسب بني جماز بن مالك بن فهم] ومن الأزد بعمان، بنو جماز بن مالك بن فهم. وجماز هذا هو الذي يقال فيه أجبر من جماز، وكان اسمه زياد بن مالك، ولعله هو جد بني زياد الذين بعمان، وكان ملكًا جبارًا عنيدًا، تملك مائة وعشرين سنة على معد واليمن.. [إسعاف الأعيان في أنساب أهل عمان، سالم السيابي، ج1، ص104].
6- أبو جميزة اسم عائلة فلسطينية تقطن في قضاء غزة، جنوب فلسطين..
7- ابن الجميز: خَارِجَة بن الجميز أحد الْبَدْرِيِّينَ هَكَذَا ذكره ابْن أبي حَاتِم، وقيل حمزة بن الجميز، وقالوا: بل هو حمزة بن الحمير، بالحاء، وخارجة بن الحمير  وهو الأصح..
8- ابن الجميزي: عَليّ بن هبة الله بن سَلامَة بن الْمُسلم بن أَحْمد بن عَليّ اللَّخْمِيّ، الْفَقِيه الْوَرع بهاء الدّين ابْن الجميزي، ولد عام 559هـ..
9- أبو جميزة : أو الجميزة كنية محمد زين من السودان ولد عام 1833م، وقاد ثورة ضد الدولة المهدية عرفت باسم ثورة أبو جميزة في سبتمبر 1888م..
ومن أشجار الجميز المشهورة:
 جميزة أريحا بفلسطين وهي شجرة قديمة يقال أن عمرها يرجع لنحو 2000 سنة، ويطلق عليها لقب جميزة المسيح، وهي تقع على طريق القوافل القديمة..
 جميزة فوه: ذكر المقريزي شجرة جميز ضخمة قد اقتلعتها رياح شديدة ناحية فوه(شمال مصر تتبع محافظة كفر الشيخ)، وقطعت أخشابها فكانت قدر تسعة أحمال جمال.. 
              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم