تاريخ العرب الحقيقي

تاريخ العرب الحقيقي
العرب هم سلالة بشرية مرموقة ظهرت على غيرها من أمم الجوار، ليس في عهد الإسلام فحسب أو حصراً، وإنما هم سلالة بشرية تنقل أسلافها في الأرض ما بين الشرق والغرب، وكانت لهم حضارات راقية متقدمة ومزدهرة وكانت لهم قوافل تجارية وموانئ للاستيراد والتصدير ومدن عظيمة شامخة وسط الصحراء، وقرب الأنهار، وعلى شواطئ البحار، وبطبيعة الحال أن يمارس السكان مجموعة من الحرف والمهن، التي يتأثر بها الإنسان وتساهم في تكوين طباعه وعاداته وتقاليده، فكان منهم من يعيش في الصحراء ومنهم من يعيش على ضفاف الأنهار وآخرين في سواحل البحار، تلك أمور قديمة وأنماط بشرية قديمة قدم الإنسان نفسه.

تاريخ العرب

قبل سيدنا إسماعيل كانت بلاد شمال شبه الجزيرة العربية تخضع لحضارة الكنعانيين وتاريخهم يعود لأكثر من 5300 سنة، والبابليون في بلاد الرافدين إلى الشرق من بلاد كنعان، ويرجع تاريخ البابليين لنحو أكثر من 3700 سنة، وحضارة الفراعنة قبل أكثر من 5000 سنة، وأما جد العرب إسماعيل عليه السلام ويرجع وجوده في شبه الجزيرة العربية لنحو أكثر من 3500 سنة، وبعده بنحو 400 سنة ظهرت مملكة معين وثم سبأ ثم حمير، ثم بعدهم الأنباط والتي كانت ممالكهم قبل الإسلام بنحو 900 -800 سنة، وكان العرب موجودين في بلاد الشام ويتحدثون العربية قبل الإسلام بنحو 1600 سنة، وذلك في عهد سيدنا سليمان عليه السلام..

إذا أسلاف العرب كانوا في بلاد الرافدين والشام ومصر، قبل أن تظهر اللغة العربية التي حمل أبنائها اسمهم هذا نسبة لها بعد وجودهم الفعلي، وتسمت بلادهم باسمهم بعد ظهور لغتهم الجديدة التي حملت اسم العربية لأول مرة، وكان أول من أعرب لسانه بهذه اللغة هو سيدنا إسماعيل عليه الصلاة والسلام، فمن بعده انتشرت لغة أولاده وأحفاده الذين عرفوا بالأعراب وكان ظهورهم في قلب الجزيرة العربية، والتي لم تكن تعرف بهذا الإسم قبل سيدنا إسماعيل عليه السلام، فالعرب كسلالة بشرية هي سلالة متصلة بأسلافها من الأمم السابقة، وكسلالة لغوية هي بدأت من مكة المكرمة حاملة لغة جديدة هي العربية الفصحى، أي فصاحة اللسان وسلامة مخارج الحروف والنطق.. فوجود اللغة العربية في شبه الجزيرة العربية، كان قبل ظهور ممكلة معين وسبأ وحمير والأنباط، وإنما هذه الممالك أقامها العرب القدماء قبل الإسلام..

كان أسلاف العرب قبل 7000 سنة عمالقة جبابرة، هم بناة الحضارات القديمة قرب الأنهار والسهول، وكانوا أعظم آثاراً في الأرض، فيهم ولد جد العرب وانتقل من أرض كنعان إلى صحراء مكة ليعيش فيها بإرادة ورعاية الله، ثم يختار الله من صلبه العرب فيفضلهم على الأمم.. فأسلاف العرب هم الطبقة البائدة، والعرب هم الطبقة الباقية إلى يومنا هذا بنفس لسانهم الذي يتحدثون به اليوم، وهي الطبقة التي تعرف باسم العرب العاربة..

فانقسم العرب الباقية أبناء سيدنا إسماعيل إلى جذمين كبيرين، هما أولاد عدنان وأولاد قحطان، وتفرعت منهم قبائل كثيرة انتشرت في بلاد العرب المحصورة ما بين النيل إلى الفرات، وذلك بعد 400 سنة من وفاة سيدنا إسماعيل عليه السلام، وأخذت تجارتهم تتسع وتتعاظم لتصل إلى الفرس والروم والهند والصين، وعبر العرب الصحاري والبحار شرقاً وغرباً، ونتيجة لهذا التوسع بدأ العرب يختلطون مع الأمم المجاروة، لتظهر نتيجة لذلك طبقة جديدة هي طبقة العرب المستعربة وكان أكثر أصول هذه الطبقة من الهند.. هذا هو تاريخ العرب الحقيقي..

وظهر تفاخر العرب بأنسابهم بعد أن عظمت بطونهم وكثرت فروعهم وممالكهم، وانتشر بينهم الصراع واشتد التنافس على الحكم والممالك والتجارة، في فترة سيطرة حضارة الأنباط في شمال شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام بنحو 600 سنة فقط.. فكان معظم العرب ينتسبون إلى معد بن عدنان ويذكرون ذلك في قصائدهم الشهيرة في العصر الجاهلي قبل الإسلام بفترة وجيزة تقدر بنحو 200 سنة، هي ما أطلق عليها العصر الجاهلي.. وكانت في تلك الفترة أربع بؤر للعرب يشتد بينهما التنافس وهما الأولى بؤرة تمتد في شمال الحجاز داخلة في الشام تنتشر من وادي القرى إلى حوران وتتمركز فيها قبائل عربية قديمة منها بني قيس وغسان ولخم وجذام وغيرهم وهم بجوار الروم، والبؤرة الثانية كانت في شرق الحجاز من الاحساء إلى السماوة تتمركز فيها قبائل قديمة من تنوخ ولخم وكندة وغيرهم وهم بجوار الفرس.. والثالثة كانت بؤرة عرب الجنوب من قبائل قديمة منها حمير وسبأ وحضرموت وغيرهم وكانوا على احتكاك مع الأحباش.. والبؤرة الرابعة كانت تتمركز  حول مكة ومن أهمها قريش ومضر وربيعة وكانت تمارس التجارة ما بين تلك البؤر المتوزعة في أطراف شبه الجزيرة العربية، وكانت هذه البؤرة العربية أقل من غيرها احتكاكا بالأمم المجاروة.. وتلك الصورة الموجزة للعرب والتي كانت عليه في العصر الجاهلي قبل الإسلام بنحو 200 سنة..

بعد ظهور الإسلام بدأت الغزوات تتوجه إلى تلك البؤر لاستعادة هيكلة العرب من جديد تحت دين موحد وعقيدة موحدة وراية واحدة تجمعهم تحت ظلالها وتستنهض قوتهم وتشحذ هممهم من جديد، إيذانا بظهور حضارة العرب الإسلامية الخالدة، والتي تنعم الشعوب اليوم بنورها وظلالها ودستورها وعلومها الراقية..

وأما التزييف والتدليس فقد أدخله أعداء العرب بأساليب خبيثة ليذكوا نار الفرقة بينهم، مستغلين أي ظاهرة اجتماعية أو عرقية للعبور منها بسهولة، وبث مصطلحاتهم ومسمياتهم التي بالفعل تغلغلت في تاريخ العرب في فترة غفلتهم وضعفهم، حتى ظن البعض جهلا أنها من الثوابت العلمية والتاريخية؛ والحقيقة أنها لا أساس لها من الوجود، ولقد كان أكثر مصادر تلك المعلومات المزيفة هم أقوام كانوا بين العرب يدينون بشعائر مختلفة، ونار الحقد تأكل قلوبهم حقدا وبغضا على ما ظهر بين العرب ورفع شأنهم وقدرهم..

ووفقاً لما قدمته للقارئ الكريم من سرد مبسط للتاريخ الحقيقي للعرب، يمكن الآن تقديم هذا الموجز :

1- حمل العرب اسمهم هذا بناءً على لسانهم ولغتهم منذ أكثر من 3500 سنة، وأما سلالتهم فهي تنحدر من أسلافهم العمالقة من الأقوام السابقة أو الأمم البائدة..

2- العرب هم أبناء عدنان وقحطان أولاد سيدنا إسماعيل عليه السلام..وقد تم اعادة انتشارهم كقبائل متوزعة جغرافيا في الشمال والجنوب منذ أكثر من 3100 سنة..

3- من القبائل العربية التي كانت تنتسب إلى معد بن عدنان قبل الإسلام بنحو 230 سنة هي: غسان، وكلب وبهراء ولخم وقضاعة وسعد ولكيز وإياد وتميم وبكر وتغلب..أكمل القراءة من خلال الاطلاع على [قبائل العرب وأنسابها الحقيقية]..

4- ظهرت حضارة العرب القديمة منذ 2900 سنة، أي أن الوجود العربي خارج شبه الجزيرة العربية كان قبل الإسلام بنحو 1500 سنة، وليس بعد الإسلام، إذ أنه يجب عدم الخلط بين النفوذ الإسلامي والنفوذ العربي، فالنفوذ العربي هو من اجتذب إليه النفوذ الإسلامي لاتفاق اللغة والأنساب..

5- ظهرت حضارة العرب الإسلامية قبل نحو 1400 سنة..

6- ظهرت الكتابات التاريخية المزيفة منذ 1300 سنة..

قائمة لبعض المدن العربية القديمة والتي كانت مشهورة في التاريخ 

مدينة دمشق وعمرها 12000 سنة
مدينة أريحا عمرها 11000 سنة
مدينة جبيل عمرها 10000 سنة
مدينة الفيوم عمرها 7000 سنة
مدينة القدس عمرها 6000 سنة
مدينة صيدا عمرها 6000 سنة
مدينة حلب وعمرها 5300 سنة
مدينة الأقصر وعمرها 5200 سنة
مدينة حمص وعمرها نحو 5000 سنة
مدينة بيروت وعمرها 5000 سنة
مدينة صور وعمرها 4773 سنة
مدينة مكة وعمرها نحو 4060 سنة
مدينة عكا وعمرها نحو 4050 سنة
مدينة الحيرة ويرجح أن عمرها نحو 4030 سنة، لكن ازدهارها كان منذ 2300 سنة..
مدينة تدمر الأثرية وعمرها نحو 4030 سنة
مدينة يافا وعمرها نحو 4000 سنة
مدينة بابل وعمرها 4000 سنة
مدينة نجران وعمرها 4000 سنة
مدينة غزة وعمرها نحو 3520 سنة
مدينة عدن وعمرها نحو 3000 سنة
مدينة صنعاء وعمرها نحو 2480 سنة
مدينة البتراء الأثرية وعمرها نحو 2430 سنة
مدينة الاسكندرية وعمرها نحو 2355 سنة

مع تمنياتي بأن أكون وفقت في ذلك، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب..

              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم