قبائل العرب وأنسابها الحقيقية

 
مَوْسُوعَةُ الْهُلًاْلِيُّ - يرجع جميع العرب إلى جد واحد وأصل واحد، وهذا باتفاق المؤرخين والعلماء المختصين في الدراسات الإنسانية والإجتماعية والشرعية ممن ابحروا في دراسة التاريخ العربي والإسلامي، وتمكنوا من الوصول السليم والصحيح لأصل المعلومة الحقيقية الراسخة، وفق أسس ومعايير ومبادئ البحث العلمي السليم..

حيث تمكن هؤلاء العلماء من استخراج وطرد المدخلات المدسوسة والمسمومة والتي لا أصل لها البتة، والتي تغلغلت في تاريخنا من خلال المارقين والمنحرفين والحاقدين، لأسباب يعلمها كل ذي عقل رزين وذي علم غزير.. ولعل من أهم أسباب الطعن والقدح والتكذيب والتزييف هو ظهور الدين الإسلامي في العرب الذي جمعهم ووحدهم وأدى إلى نهضتهم الحضارية العظيمة التي سادت العالم زمن الظلمات والظلم والجهل، لتأخذ بهم إلى الرقي والازدهار والتقدم الحضاري العظيم.. الذي نعم به العالم في تلك الفترة المضيئة ولا زال هو الأصل الجذري لكل الحضارات البشرية الحالية..

لقد حسدت الشعوب كلها تلك الحياة العظيمة التي عاشها العرب في ظل الإسلام تحت قيادة عربية، فما كان منهم إلا محاولات التخريب والتزييف والفتن والتآمر والخيانة من أجل افساد نظمهم وحياتهم وشعوبهم .. ولكن حضارة العرب مستمرة بفضل الله وحمده، لأن الله سبحانه وتعالى أراد لها البقاء والاستمرارية إلى يوم البعث..

وأما أنساب العرب وقبائلهم فهي بحمد الله وتوفيقه كما يلي:

العرب البائدة: 

هم أسلاف العرب، الذين كانوا أسبق منهم في الحياة، وقد جاء ذكرهم في القرآن الكريم بلسان عربي مبين، وأخبرنا الله سبحانه وتعالى بأنهم أبيدوا بالطوفان وبالصواعق والخسف والريح العاتية التي سلطها الله عليهم، ومن هؤلاء الأقوام قوم نوح، وعاد "قوم هود"، وثمود "قوم صالح" أصحاب الحجر، وقوم لوط "المؤتفكات"، وقوم إبراهيم، وأصحاب مدين "قوم شعيب" أصحاب الأيكة، وأصحاب الرس، وأصحاب القرية، وقوم تبع، وأصحاب الأخدود، وأصحاب الفيل، وقرون قبل ذلك كثير.. 

ويقال أن من القبائل البائدة طسم وجديس وكانتا من قبائل نجد، ونجد هذه كانت من أكثر بلاد عرب البادية الأولى، ويقال أيضاً العماليق وهم اخوة طسم وجديس ويرجع للعماليق قدماء بلاد الشام والخليج ومصر والرافدين، لكن ما يفسد الحديث عن هذه القبائل هو أن مصدرها الأصلي مشبوه ويتعارض مع النصوص العربية الإسلامية التي من الحق علينا اتباعها، لاننا نحن العرب لنا تاريخنا وتراثنا وثقاتنا الخالصة التي انبثقت من مراحل حياتنا ونشأتنا الأولى.. والحق يقال: بأن كل العرب في البادية والحضر على حد سواء هم من ذرية إسماعيل عليه الصلاة والسلام، وهذا منحهم الشرف والعزة والقوة والأنفة، فزاد ذلك الشرف تعاظما في ذرية ولده عدنان عندما بعث الله آخر رسله وأنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم من قبيلة قريش.. ثم أخذ هذا الشرف يتنقل بين القبائل بفعل النسب والمصاهرة وذهبت القبائل على التفاخر به ليس استعلاءً على غيرها ولكن تبركا بهذا الشرف في رفع شأن الأمة..

العرب الباقية: أو العرب العاربة:

وهم السلالة التي انحدرت ممن كان قبلهم، ذرية إسماعيل عليه الصلاة والسلام، ابن إبراهيم عليه الصلاة والسلام، من ذرية نوح عليه السلام، من ذرية آدم عليه السلام.. فكلنا من آدم وآدم من تراب ..

كان إسماعيل عليه السلام أول من أعرب لسانه بالفصحى التي نزل القرآن الكريم بلسانها، وهي لغة واضحة مبينة هي لسان العرب العاربة من ذرية إسماعيل، ومن أولاده عدنان وقحطان على أرجح الأقوال والأراء والنظريات التي يمكن الاعتماد عليها بنسبة مقبولة.. ويرجع إليهم كل القبائل العربية..

وقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعدم جواز رفع النسب ما بعد عدنان، لأن ذلك لا يعلم به أحد ولا يحفظه بالتسلسل والترتيب الدقيق والصحيح، لما فيه من قرون كثيرة بعيدة، ولذلك علينا الاكتفاء بأن عدنان وقحطان هما من ذرية إسماعيل بن إبرهيم عليهما السلام ومن ذرية نوح من ذرية آدم أبو البشر جميعاً..

وجواز حفظ الأنساب وتدوينها ومعرفتها في كل جيل حتى الجد السابع، لما لذلك من فوائد اجتماعية طيبة إن شاء الله، وتقول العرب"العرق يمد لسابع جد"، وقوله صلى الله عليه وسلم "العرق دساس"..

وفيما يلي نبذة عن قبائل العرب القديمة وأنسابهم الحقيقية..

العدنانية:

1- مضر: وهم بنو مضر بن نزار بن معد بن عدنان وقسمهم الإخباريون إلى قسمين:

(أ)- خندف:

مدركة بن خندف: وتضم قريش وكنانة وبنو أسد وعضل وهذيل.

طابخة بن خندف: تميم ومزينة والرباب وضبة.

قمعة بن خندف: منهم خزاعة على أحد الأقوال.

(ب)قيس عيلان:

عكرمة بن قيس عيلان: هوازن وسليم وثقيف ومازن ومحارب.

سعد بن قيس عيلان: غطفان وباهلة وغني والطفاوة.

عمرو بن قيس عيلان: فهم وعدوان.

ويتفرع من هذه الأقسام قبائل وعشائر كثيرة منتشرة في عموم البلاد العربية..

2- ربيعة: وهم بنو ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان وقسمهم الإخباريون إلى قسمين:

(أ)أسد:

عنزة بن أسد.

جديلة بن أسد: عبد القيس، النمر بن قاسط، تغلب بن وائل، بكر بن وائل، عنز بن وائل.

(ب)ضبيعة: ويختلفون عن بني ضبيعة بن قيس بن ثعلبة البكرية ومنهم:

بنو بنانة:  ويتفرع من هذه الأقسام قبائل وعشائر كثيرة.

3- قضاعة: 

اختلف في نسب قضاعة بين النسب العدناني والنسب الحميري فأما من جعل قضاعة من عدنان فقال هم بنو قضاعة بن معد بن عدنان  وهو الرأي الصواب ومن قضاعة:

بنو أسلم (جهينة ونهد وعذرة «وهم غير عذرة الكلبية»).

بنو عمران (بنو كلب).

بنو عمرو (خولان وبلي والمهرة).

القحطانية:

أهم قبائل قحطان

بنو كهلان تفرع نسل كهلان إلى  تسعة شعوب داخل ثلاثة أقسام رئيسية:

1- الغوث بن نابت

الأزد وهم بنو (دِراء (أزْد) بن الغوث بن نَبْتٍ بن مالك بن زيد بن كَهْلان بن سبأ)

مازن بن الأزد

الأوس والخزرج [الأنصار]

خزاعة، ألمع، بارق، شكر، جفنه، الغساسنة، العتيك، دوسر [آل زايد] (وقيل خزاعة من قبائل خندف القيسية وهو من الأراء القوية)

نصر بن الأزد [ شنوءة ]

زهران، غامد، لهب، ثمالة، الهنو بن الأزد، الحَجْر، حوالة، باقم، عبدالله بن الأزد، عك، شبيل، قرن، عمرو بن الأزد، عرمان

أنمار وهم بنو (أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان)

ومن أبنائه (خثعم، بجيلة)

2- ربيعة بن النبت

همدان هم بنو (همدان بن مالك من بني كهلان)

ومن أبنائه (حاشد، بكيل)

3- أدد

مرة بن أدد

لخم وهم بنو (لخم بن عدي بن الحارث بن مرة بن ادد من بني كهلان، لكن شعراء العصر الجاهلي نسبو لخم إلى بني معد وهو الرأي الصواب)

كندة هم بنو (ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد من كهلان)

بنو عاملة وهم بنو (الحارث بن مالك بن وديعة من بني كهلان)

جذام وهم بنو (عمرو بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد من كهلان، والأصح من معد)

مذحج بن أدد: مذحج وهم بنو (مالك (مذحج) بن أدد من كهلان

ومن أبنائه (جنب:بني بشر وشريف وعبيدة، سعد العشيرة، الزبيد، شمران، بنو الحارث)

طئ بن أدد: طئ وهم بنو (طيء بن ادد من كهلان)

ومن أبنائه (شمر ، بني لام، بني صخر)

وقيل طيء من مذحج.

أشعر بن أدد: الأشاعرة وهم من بني كهلان

ومن أبنائه (الجماهر والركب والزرانيق المعازبة والقراشية)

قال الكلبي: (نَسَبُ الأَشْعَرِيّن: وَوَلَدَ نَبْت بن أُدَد بن يَزَيْد، وَهْوَ الأَشْعَرِ، وَلَدِته أُمَّهُ وَهْو أَشْعَر: الجُمَاهِرَ، والأَتْغَمُ، وتأَدْغَم، والأَرْغَم، وجُدَّةَ، وعَبْدَ شَمْس، وعَبْدَ الثُّرَيَّا.)

وأما العرب المستعربة:

فهم من الأعراق التي جاورت العرب واختلطت معهم، وألفوهم وعاشوا بينهم واستعرب لسانهم، وغالبيتهم من الأعاجم والهنود والافارقة الذين اتصلوا بالعرب قبل العصر الجاهلي، واعتنقوا الديانات والشرائع التي كانت منتشرة، وتعاملوا مع العرب من خلال طرق التجارة آنذاك.. وقد قال الفراهيدي المتوفي سنة 173هـ والعرب المستعربة الذين دخلوا فيهم فاستعربوا وتعرّبوا. [كتاب العين، الفراهيدي، ج2، ص128] وقال أيضاً:  الزّط: جيل من السّودان، [والزّطُّ: أَعْرابُ جَتَّ بالهنديّة، وهم جيل من أهل الهند، إليهم تُنسَبُ الثّياب الزُّطيّة [كتاب العين، الفراهيدي، ج7، ص347] وقال أيضاً: والسمينة: قومٌ من أَهلِ الهِنْد لهم دينٌ على حِدةٍ، دُهْريّون. [ج7، ص274]، وقال:  معنى "غَلَبتنا عليكَ هذه الحَمْرا": يعني العَجَم والموالي، لسُمْرة ألوان العَرَب وحُمْرة ألوان العَجَم [ج3، ص228]..

ازداد اندماج الاعاجم من الأمم المجاورة للبلاد العربية، في قبائل العرب وقراهم بعد انتشار الإسلام ثم أخذ بعد ذلك بالتوسع حيث انضم إلى العرب في التاريخ الإسلامي على مدى مراحله الزمنية الطويلة كثير من الشعوب المجاورة من التركمان والفرس والهنود وجزر المتوسط وسواحل أوربا الجنوبية .. كما أن كثير من العرب اندمجوا في تلك الشعوب ابان فترة قوة الحضارة الإسلامية وشبابها. 

أكمل القراءة بالاطلاع على موضوع [تاريخ العرب الحقيقي]

مَوْسُوعَةُ الْهُلًاْلِيُّ 

              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم