عزاز بن مقدم


مَوْسُوعَةُ الْهُلًاْلِيُّ- الأنساب..
نسب بني عزاز بن مقدم..



بني عزاز بن مقدم، قال القلقشندي نقلا عن ابن فضل الله العمري وهم من بني سليم من قبائل قيس عيلان في برقة وهم أمراء العرب، ثم انتقلت الإمارة إلى أولاد عريف، ومنهم عليان بن عريف..

وفايد بن مقدم، هو أخو عزاز بن مقدم...

ومنهم: زيد بن عزاز، وعطاء الله بن عمر بن عزاز(أبو خالد)، وعلوي بن إبراهيم بن عزاز، وسلطان بن زيان (زيدان) بن عزاز، وعمر بن مشعل بن عزاز، وأن أحلافهم: هوارة، زنارة، ومزاتة، وخفاجة، وهوارة، وسمال.[مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، العمري، ص389، ج4] وقال العمري ومن أكابر جماعتهم (أقاربهم) جماعة ابن مليح المنصوري..

أول من ذكرهم هو الحمداني ثم ابن فضل الله العمري المتوفي سنة 749هـ، ثم أخذ عنه ابن خلدون المتوفي سنة 808هـ، ثم القلقشندي المتوفي سنة 821هـ، ثم نقل عنهم المقريزي المتوفي سنة 845هـ، وابن فضل الله العمري نقل معلوماته عن المهمندار الحمداني المتوفي بعيد عام 680هـ .. اذا هذه المعلومات الأصلية قريبة عهد بفترة عربان الفيوم الذين عاصرهم الأمير أبو عثمان الصفدي المتوفي سنة 685هـ وهو معاصر للحمداني، ولكون الحمداني مسؤولا عن استقبال وفود العرب لدار ضيافة السلطنة فهو يلتقي بالأمراء العرب ويدون ملاحظاته عنهم.. وعليه فإن المهمندار الحمداني هو صاحب هذه المعلومات الأصلية عن أمراء وشيوخ العرب وأسماء قبائلهم وأماكن تواجدهم. وأصل الحمداني هذا من قبيلة تغلب الذي كان لها علاقات تحالفية مع قبائل قيس وعلى رأسها بني عامر وبني سليم، وكانوا سوية في الاحساء والبصرة وحلب، وقد آل حكم الحمدانيين إلى بني كلاب، اسم الحمداني هذا يوسف بن أبي المعالي بن حمدان التغلبي ويلقب بمهمندار العرب.. ففي فترة الحمداني كان أمير الفيوم هو أبو عثمان الصفدي والذي عاصر قبائل العرب في الفيوم وقال كلهم من بني عامر بن صعصعة ومعهم بني كعب ومعهم هوارة ولواته، بينما لم يذكر هلال وسليم، وهذا يؤكد أن هلال وسليم انتقل ثقلهم السياسي في هذه الفترة وانشغالهم في مغارب مصر وشمال افريقيا..

كان هؤلاء أمراء عربان البحيرة في عهد ابن فضل الله العمري وخاصة قائد بن مقدم أو فايد ابن مقدم وخالد بن أبي سلمان أو سليمان، وفي عهد القلقشندي صارت الإمرة لأولاد عريف، وأن عريف هذا نفسه قابله القلقشندي بعد عام 770هـ أي بعد وفاة ابن فضل الله العمري بنحو 20 سنة..

وقد جاء ذكر الأمير عطاء الله بن عزار (عزاز) في كتاب النويري:

في سنة 662هـ " رسم بتقديم سيف الدين عطاء الله بن عزار على عرب برقة، وتحدث معه فى أمر العربان وكونهم ينتفعون من مصر بأثمان الخيول المجلوبة والأغنام، وأنهم يستنتجون الأغنام ويزرعون ولا يقومون بحق الله. فالتزم المذكور بحفظ البلاد واستخراج الزكاة من العربان. وأنعم عليه السلطان بصنجق ونقارات.." [نهاية الأرب، ج30، ص1070] وذلك في عهد السلطان الملك الظاهر ركن الدين بيبرس..

الملاحظة المهمة: هو أن النويري لم يذكر أنسابهم، كما أن الأمراء تم تعيينهم من قبل السلطنة الحاكمة.. وأن هؤلاء الأمراء كانوا خدما للسلطنة .. وهذا بخلاف طبيعة عربان البادية الذين لهم موقف مغاير من ذلك..

وكما جاء ذكر (فايد وسليمان) في كتاب النويري المتوفي سنة 733هـ:

في سنة 726هـ "حضر الأمير فايد بن غرّاز (عزاز) ومعه سليمان بن خالد، وأنهيا إلى السلطان أن العربان ببرقة منعوا الزكاة "الضرائب" وهي مقطعة لهما، مما أدى إلى خروج تجريدة من العسكر إلى برقة..[نهاية الأرب في فنون الأدب، النويري، ج33، ص203] وهذا الخير مهم جدا ونستنتج منه أمور هامة بخصوص القبائل القيسية في البحيرة وبرقة.

سلام نفسه شيخ أولاد التركية قال لابن خلدون أن أولاد مقدم من بني ربيعة بن نزار، وبعضهم يقول من بني لبيد بن كلاب وبعضهم يقول بني جعفر بن كلاب، وبعضهم يقول من بني سليم..!! ابن خلدون ذكر أن بني مقدم بن عزاز بن كعب بن سليم ..؟!! [ابن خلدون، ص7، ج6]

ثم نقرأ القلقشندي يقول: المقادمة - بطن من فزارة؟!، مساكنهم البحيرة من الديار المصرية وبرقة، والامرة فيهم الآن لاولاد التركية من بني قائد بن مقدم..! [نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب، ص160]، كما ذكر ابن خلدون: مقدم  حي من الأثبج، من هلال ابن عامر، من العدنانية. موطنه بسيط تامست. وكان للسلطان عليه عسكرة وجباية.[تاريخ ابن خلدون ج ٦ ص ٢٤، ٣١]، وفي رواية أن أولاد عزاز بن مقدم من بني أحمد من بني سليم [معجم قبائل العرب، ص9، ج1] وهذا النسب ليس له أي سند تاريخي..

 ذكر القلقشندي في حديثة عن بني عقيل "قال في: التعريف " ومن عبادة: بنو عز، وهم جماعة. [القلقشندي، قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان، ص122] أي بني عز من عبادة من بني عقيل من بني عامر بن عوف من بني عامر بن صعصعة وجمع معهم بني المنتفق وخفاجة، وفي رواية أن عزاز جمع عزيز وهم قبيلة من بني عمرو من بني هلال بن عامر بن صعصعة كانوا  في الصعيد أيام الدولة الفاطمية، وأيضاً العزايزة: من قبائل مصر العربية يقيمون في مديرية قنا. [تاريخ سينا لنعوم شقير ص ٧٢٥. قبائل العرب لأحمد لطفي السيد ج ١ ص ٣٤] وعزة: بطن من سليم بن منصور، من العدنانية. كانوا بإفريقية الشمالية.[كتاب الجزائر للمدني ص ١٣٧] وهنا يجب التأكيد على أن هذه الأسماء قد تكون مختلفة من حيث النسب، وقد تكون واحدة في النسب وجاءت الاختلافات في الكتابة نتيجة الاختلاف في اللفظ بين جماعة وأخرى، هذه احتمالات لها مبراراتها، لكن الشيء المؤكد هو أن كل هؤلاء الجموع هم قيسية ويترأسهم في الإمارة والقيادة أفراد من بني عامر بن صعصعة وهذه حقيقة لا يجب التنكر لها، بينما اختصت القبائل الأخرى بالقيادة العسكرية والأمثلة على ذلك كثيرة لكن لا مجال لذكرها الآن.. وما زلنا نرى التشابه القوي في الأسماء بين بني عامر وبني سليم بشكل قوي مما يؤكد بشكل قاطع على وجود علاقة قرابة وعلاقة اندماج بينهما وربما ايضا تقاسم الأدوار.. وكان قد ذكر النويري في حوادث عام 469هـ أهم قبائل برقة فقال قيس وسليم وفزارة، علما أن كل هذه القبائل هي قيسية أصلا.. فيكون النويري في هذه التسمية قد جعل بني عامر وهوازن وهلال وكلاب تحت اسم قيس وجعل سليم لوحدها وكذلك فزارة..

أما اسم ونسب عريف فقد وجدت، اثنين بحسب ما ورد في المؤلفات: وهما

1- عريف: بطن من أولاد طريف ابن معبد بن خراش، من حصين بن زغبة، من هلال بن عامر. (تاريخ ابن خلدون ج ٦ ص ٤٣)

2- عريف: بطن من البراغيث، من أبي الليل، من سليم بن منصور. كانوا يقيمون بطرابلس الغرب. (قبائل العرب في مصر لأحمد لطفي السيد ج ١ ص ٢١) مع ملاحظة أن هناك أيضاً بطن يسمى أبي الليل من زغبة الهلالية..

ومن الأسماء القديمة التي ورد ذكرها في القرن الثالث الهجري(300هـ):" فايد من بني نمير من عامر بن صعصعة، وفايد بن غالب من بني قشير ، عريف بن عنجد من بني جعفر من بني كلاب، لبيد بن ربيعة من بني جعفر بن كلاب"

وأما بخصوص سلام شيخ أولاد التركية: 

ذكر ابن تغري بردي المتوفي سنة 874هـ فقال: سلام بن التركية توفي سنة ٧٩٦ هـ، هو: سلام بتشديد اللام بن محمد بن سليمان بن فايد، المعروف بابن تركية، أمير خفاجة بصعيد مصر، كان من أكابر أمراء العرب، وكان معظماً في الدول، وله ثروة ومال جزيل، وحشم، توفي بالصعيد في سابع ربيع الآخر وسنة ست وتسعين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.. [ المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي، ابن تغري، ص15، ج6] نلاحظ أن سلام ابن التركية توفي قبل وفاة ابن خلدون بنحو 12 سنة، اذا كان معاصرا لابن خلدون.. وذكره ابن حجر العسقلاني المتوفي سنة 852هـ وقال: "سلامة بن محمد بن سليمان بن فائد الخفاجي، أمير العرب بالبحيرة وهو المعروف بابن التركية، كان شجاعاً بطلاً، وقد ذكر في الحوادث، مات في ربيع الآخر. [إنباء الغمر بأبناء العمر، العسقلاني، ص480، ج1].. 

ومن المعروف أن نسب خفاجة، هو:  بنو خفاجة بن عمرو ابن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان  بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

وبحسب المعلومات آنفة الذكر: يتضح أن نسب أولاد سلام بن التركية : سلام بن محمد بن سليمان بن فائد بن مقدم من خفاجة من بني عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر من قيس من نزار .. ووفق ذلك فقد صدق سلام بن التركية حينما قال لابن خلدون ذلك، وصدق نسابة بني هلال في قولهم أيضاً أنهم من ربيعة بن عامر، وقد ذكر القلقشندي عن خفاجة وبني عقيل نقلا عن ابن فضل الله العمري أن خفاجة وبني عقيل كانوا موجودين في البحيرة من الديار المصرية وهم موجودين بها إلى الآن..[قلائد الجمان، القلقشندي، ص123]

وبناءً على ما ذكرناه من محاولات تتبع الأنساب، نشاهد أن نسب أولاد التركية من (خفاجة) وهو قريب لبني كلاب وبني لبيد وبني جعفر اذ أنهم جميعا أولاد عامر بن صعصعة..

              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم