بني عقيل بن كعب بن ربيعة

مَوْسُوعَةُ الْهُلًاْلِيُّ - قبيلة بني عقيل العامرية القيسية، نسب بني عقيل: ولد عقيل بن كعب: ربيعة؛ وعامر؛ [وعمرو]؛ وعبادة؛ وعوف؛ وعبد الله؛ ومعاوية. فأمّا بنو ربيعة بن عقيل، فلم يدينوا في الجاهليّة لأحد؛ منهم: القاضى محمّد بن عبد الله بن علاثة بن علقمة بن مالك بن عمرو بن عويمر بن ربيعة ابن عقيل، ولى القضاء ببعداد للمنصور والمهدىّ.

وأمّا بنو عامر بن عقيل، فمنهم: المنتفق بن عامر، بطن؛ وخويلد ابن عوف بن عامر بن عقيل، بطن؛ وربيعة بن عامر، منهم: الحارث بن الأبرص بن ربيعة بن عامر بن عقيل، قاتل زيد بن عمرو بن عدس يوم جبلة؛ ومنهم: عويمر بن أبي عدى بن ربيعة بن عامر بن عقيل، شاعر، فارس بنى عقيل [جملة]، دعا عنترة بن شدّاد العبسىّ إلى المبارزة، وقال له: «ابرز إلىّ، أيها العبد! فإن قتلتك فلأخيفنّ أصحابك بعدك! وإن قتلتنى، رجعت بإبل قومى!» فلم يقدم عنترة على مبارزته. فمن بنى المنتفق: جراد بن المنتفق، له صحبة؛ وأخوه قيس بن المنتفق، أسر عمرو بن عمرو يوم جبلة؛ وأخوهما عوف بن المنتفق، قاتل لقيط بن زرارة يوم جبلة: وعمرو بن معاوية ابن المنتفق، قاد الصّوائف لبنى أميّة. وبنو سامى الواد ياشيون من بنى حاجب ابن المنتفق، وكانوا ولاة وخدمة. ومن بنى المنتفق؛ أبو رزين لقيط بن عامر ابن صبرة بن عبد الله بن المنتفق، له صحبة ورواية. ومنهم؛ أبو بكر ابن كعب بن حبيب بن عامر بن خويلد بن الأصم بن عامر بن عقيل، جدّ نصر بن شبث القائم على المأمون بكيسوم؛ قتل أبو بكر المذكور مع ابن هبيرة مع سائر فرسان قيس.

وولد عمرو بن عقيل: خفاجة، بطن ضخم، منهم: إبراهيم، قاضى سجستان؛ والنّجوىّ محمّد بن معارك المعروف بالعقيلى بقرطبة؛ وتوبة بن الحميّر بن ربيعة بن كعب بن خفاجة، صاحب ليلى الأخيلية.

ومن بنى عبادة بن عقيل: كعب المعروف بالأخيل بن الرّحّال بن معاوية ابن عبادة بن عقيل، رهط ليلى الأخيليّة، وهى ليلى بنت حذيفة بن شداد بن كعب بن الرحّال بن معاوية بن عبادة بن عقيل؛ ومعاوية بن عبادة هذا طعن فرس زهير بن جذيمة العبسىّ يوم قتله خالد بن جعفر، وكان معاوية يومئذ غلاما، وعاش حتى أدرك الإسلام، ووفد على رسول الله-صلى الله عليه وسلم-وأسلم؛ وله صحبة.

ومن ولد عوف بن عقيل: ثور بن أبي سمعان بن كعب بن عامر بن عوف ابن عقيل، قاتل توبة بن الحميّر؛ ومن أجل قتله له جلى جميع بنى عوف ابن عقيل عن بلادهم؛ فتحمّلوا كلهم إلى الجزيرة. ومنهم كان أبو صفوان إسحاق ابن مسلم بن ربيعة بن عاصم بن حزن بن عامر بن عوف بن عقيل، قائد مروان، ولى أرمينية، وكان أثيرا عند أبي جعفر المنصور؛ وإخوته: بكار بن مسلم، من أصحاب عبد الله بن على عمه؛ وعبد العزيز بن مسلم، والحارث بن مسلم، وعبد الله بن مسلم، كلهم أشراف سادة، وأعقابهم بالجزيرة؛ ومسلم بن بكّار ابن مسلم.

ومن بنى خويلد بن سمعان بن خفاجة: بنو الحصين بن الدّجن بن عبد الله، بمنتيشة بالأندلس؛ ودارهم: جيّان، ووادياش؛ وهم بنو عطّاف بن الحصين ابن الدّجن بن عبد الله بن محمّد بن عمرو بن يحيى بن عامر بن خويلد بن سمعان؛ منهم كان إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن صخر بن عطّاف. [جمهرة أنساب العرب، ابن حزم، ص290].

وقال القلقشندي: "ومن عامر بن صعصعة: عُقَيل، وهم: بنو عُقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.

منهم: مجنون بني عامر الشاعر الإسلامي، واسمه قيس بن الملوِّح.

قال في العبر: وكانت مساكنهم بالبحرين في كثير من قبائل العرب، وكان أعظم قبائل البحرين بنو عقيل هؤلاء، وبنو تغلب، وبنو سليم، وكان أظهرهم في الكثرة والعز بنو تغلب، ثم اجتمع بنو عقيل وبنو تغلب على سليم وأخرجوهم من البحرين، فسارت إلى مصر، فأقام بها بعض وسار البعض إلى إفريقية من بلاد المغرب، ثم اختلف بنو عقيل وبنو تغلب بعد مدة فغلب بنو تغلب على بني عقيل وطردوهم من البحرين، فسار بنو عقيل إلى العراق، وملكوا الكوفة والبلاد الفُراتية، وتغلّبوا على الجزيرة والموصل، وملكوا تلك البلاد، وكان منهم: المقلد، وقريش، وابنه: مسلم، المشهور ذكرهم ووقائعهم في كتب التاريخ، وبقيت المملكة بأيديهم حتى غلبوا عليها الملوك السُّلجوقية، فتحولوا عنها إلى البحرين حيث كانوا أولاً، فوجدوا بني تغلب قد ضعُف أمرهم فغلبوهم على البحرين، وصار الأمر بالبحرين لبني عُقيل.

قال ابن سعيد: سألت أهل البحرين في سنة إحدى وخمسين وستمائة حين لقيتهم بالمدينة النبوية عن البحرين، فقالوا: المُلك فيها لبني عُقيل، وبنو تغلب من جملة رعاياهم، وبنو عُصفور من بني عقيل هم أصحاب الأحساء دار ملكهم.

ومن بني عقيل هؤلاء: بنو عامر.

قال في العبر: وهم: بنو عامر بن عوف بن مالك بن عوف بن عامر، ولم يزد في رفع نسبهم على هذا.

قال: وهم إخوة بني المنتفق وسكنهم بجهات البصرة.

قال: وقد ملكوا البحرين بعد بني أبي الحسن، وغلبوا عليها تغلب.

قال ابن سعيد: وملكوا أيضاً أرض اليمامة من بني كلاب، وكان ملكهم في نحو الخمسين من المائة السابعة، ملكها منهم عُصفور وبنوه.

قال الحمداني: ومنهم: القديمات، والنعائم، وقيان، وفيض، وثعل، وحرثان، وبنو مطرف، وذكر أنهم وفدوا في الأيام الظاهرية - يعني بيبرس البُنْدُقْدَاري - صحبة مقدمهم محمد بن أحمد العقدي بن سنان بن عقيلة بن شبابة بن قديمة بن نباتة ابن عامر، وعوملوا بأنمِّ الإكرام. وأُفيض عليهم سابغ الإنعام، ولحظوا بعين الاعتناء.

قال في مسالك الأبصار: وتوالت وفادتهم على الأبواب العالية الناصرية - يعني الناصر بن قلاوون - وأغرقتهم تلك الصدقات بديمها، فاستجلبت النائي منهم. وبرز الأمر السلطاني إلى آل فضل بتسهيل الطرق لوفودهم وقُصادهم، وتأمينهم في الورد والصدر، فانثالت عليه جماعتهم، وأُخلصت له طاعتهم، وآتته أجلاب الخيل والمهارى، وجاءت في أعنتها وأزمتها تتبارى، فكان لا يزال منهم وفود بعد وفود، وكان نزولهم تحت دار الضيافة يسد فضاء تلك الرحاب ويغص بقبائه تلك الهضاب. بخيام مشدودة بخيام، ورجال بين قعود وقيام.

قال: وكانت الإمرة فيهم في أولاد مانع إلى بقية أمرائهم وكبرائهم.

ثم قال: ودارهم الأحساء، والقطيف، وملح، وأنطاع، والقرعاء، واللهابة، والجودة، ومتالع.

ومن بني عقيل أيضاً: بنو المنتفق ويقال: بَلّمُنتفق، بفتح الباء الموحدة، وسكون اللام. وهم: بنو المنتفق بن عامر بن عقيل.

قال ابن سعيد: ومنازلهم الآجام والقصب التي بين البصرة والكوفة من العراق.

قال: والإمارة فيهم في بني مَعروف.

قلت: وقد ذكر في «التعريف» عرب عقيل وبطونها من عامر والمنتفق وغيرهما معبَّراً عنهما بعرب البحرين، فقال: وأما عرب البحرين فهم قوم يصلون إلى باب السلطان وصول التجار، يجلبون جياد الخيل وكرام المهارى واللؤلؤ، وأمتعة من أمتعة العراق والهند، ويرجعون بأنواع الحِباء والإنعام والقُماش والسكر وغير ذلك، ويكتب لهم بالمسامحة فيردون ويصدرون. ثم قال: وبلادهم بلاد زرع وبر وبحر، ولهم متاجر مربحة، وواصلهم إلى الهند لا ينقطع، وبلادهم ما بين العراق والحجاز، ولهم قصور مبنية وآطام عالية وريف غير متسع، إلى ما لهم من النعم والماشية والحاشية والغاشية، وإنما الكلمة قد صارت شتى لأناس مجتمعة.

ومن بني عقيل: عُبادة، بضم العين المهملة وفتح الباء الموحدة وألف ثم دال مهملة مفتوحة وهاء في الآخر.

وهم: بنو عبادة بن عقيل، المقدم ذكره.

قال ابن سعيد: ومنازلهم بالجزيرة الفراتية، مما يلي العراق، ولهم عدد وكثرة. غلب منهم على الموصل وحلب في أوساط المائة الخامسة قريش بن بدران بن مقلد فملكها، ثم ملكها من بعده ابنه مسلم، وتَسَمَّى شرف الدولة، وتوالى الملك في عقبه إلى أن انقرضوا ورجعوا إلى البادية. ولهم إمرة إلى الآن.

قال ابن سعيد: ومنهم الآن بقية بين الحازر والزاب. يقال لهم: عرب شرف الدولة، في تجمل وعز، ولهم إحسان من صاحب الموصل.

قال: وهم في عدد قليل نحو المائة فارس.

قال في مسالك الأبصار: قال لي ابن قدام: منازل عبادة من بغداد إلى الموصل.

قال في: التعريف " ومن عبادة: بنو عز، وهم جماعة.

ومن بني عقيل: خفاجة، بفتح الخاء المعجمة والفاء وألف ثم جيم مفتوحة وهاء، وهم: بنو خفاجة بن عمرو بن عقيل بن كعب.

قال في العبر: وقد انتقلوا في آخر الأيام إلى العراق والجزيرة.

قال: وكان لهم ببادية العراق دولة.. تلفظ كملة عقيل باللهجة العراقية عكيل وبعضها عجيل.. لكن من المفترض أن تكتب عقيل بالقاف..

قال المؤيد صاحب حماة: وهم أُمراء العراق من قديم الزمان وإلى الآن.

قال في مسالك الأبصار: وديارهم من هيت والأنبار، إلى نخلة، إلى مرملاحا، إلى الكوفة، إلى فاثم عنقاء والترداد، إلى ما دون البصرة وهو غاية مرماهم، ونهاية بعدهم.

قال الحمداني: وفدوا على الظاهر بيبرس، بعد كسر الخليفة المستنصر، المجهز من مصرلاستفتاح العراق، وكان كبير جماعتهم خضر بن بدران بن مُقلد ابن سليمان بن مهارش العبادي، وشهر بن أحمد الخفاجي، في أشياخ، منهم: مقبل بن سالم، وعياش بن حديثة، ووشاح، وغيرهم، فأنعم الملك الظاهر عليهم، فكانوا عوناً له على التتر.

وقد ذكر في مسالك الأبصار: أن من عبادة وخفاجة قوم بمرج دمشق، وأن منهم طائفة ببلاد البحيرة من الديار المصرية، وهم موجودون بها إلى الآن..[قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان، القلقشندي، ص119]

وقال السمعاني: "(العقيلي) - بضم العين المهملة وفتح القاف وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى عقيل بن كعب بن عامر بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر، والمشهور بها أبو عبد الرحمن عبد الله بن شقيق العقيلي البصري، من التابعين، سمع أبا هريرة وابن عباس وعائشة رضى الله عنهم وأبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى العقيلي الحافظ، قال أبو الفضل المقدسي: هو منسوب إلى عقيل وأبو اليسير محمد بن عبد الله ابن علاثة بن علقمة بن مالك بن عمرو بن عويمر بن ربيعة بن عقيل بن كعب ابن عامر بن ربيعة العقيلي، من أهل حران، وهو أخو سليمان وزياد، حدث عن هشام بن حسان والأوزاعي وعلى بن بذيمة وعبيد الله بن عمر [العمرى] ، روى عنه عبد الله بن المبارك ووكيع ومحمد بن مسلمة الحراني وحرمي بن حفص وغيرهم، وكان قاضيا بالجانب الشرقي من بغداد زمن المهدي، وكان صديقا لسفيان الثوري، فلما ولى القضاء أنكر عليه سفيان ذلك، واستأذن ابن علاثة عليه فدخل عمار بن محمد ابن أخت سفيان يستأذن له على سفيان، فلم يأذن له، وكان سفيان يعجن كسبا للشاد، فلم يزل به عمار حتى أذن له، فدخل ابن علاثة، فلم يحول سفيان وجهه إليه، ثم ناداه: يا ابن علاثة! ألهذا كتبت العلم؟ لو اشتريت صيرا بدرهم- يعنى سميكا- ثم أدرته في سكك الكوفة لكان خيرا من هذا.

أثنى عليه يحيى بن معين، ووصفه بالثقة والخيرية، ومات في سنة ثمان وستين ومائة ومن التابعين يعلى بن الأشدق العقيلي، روى عن عبد الله ابن جراد ونابغة بنى جعدة، روى عنه الوليد بن عبد الملك بن مسرح وعمرو بن قسيط وداود بن رشيد ومحمد بن سفيان بن وردان الكوفي، قال أبو مسهر: قدم يعلى بن الأشدق بن جراد بن معاوية- يكنى بأبي الهيثم العقيلي- دمشق، وكان أعرابيا، فحدث عن عبد الله بن جراد سبعة أحاديث، فقلنا: لعله حق! ثم جعله عشرة، ثم جعله عشرين، ثم جعله أربعين، فكان هو ذا يزيد، وكان سائلا يسأل الناس. قال أبو مسهر: كنا نسخر بيعلى بن الأشدق، وكان يدور في الآفاق. وقال أبو حاتم : ليس بشيء، ضعيف [الحديث] . وسئل أبو زرعة عن يعلى بن الأشدق فقال: هو عندي لا يصدق، ليس بشيء، قدم الرقة فقال: رأيت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له عبد الله ابن جراد، فأعطوه على ذلك، فوضع أربعين حديثا، وعبد الله بن حراد لا يعرف، وقرأ علينا كتاب الدلالات، فانتهى إلى حديثه، فترك قراءته. [الأنساب للسمعاني، ج9، ص341]

لمحة عن العقيليون في التاريخ

العقيليون هي سلالة حكام كانوا من بني عقيل إحدى من قبيلة عامر بن صعصعة أحد فروع قبيلة هوازن القيسية المضرية العدنانية. قضت على الحمدانيين وخلفتهم في حلب وموصل 386-489هـ/966-1096م. قضى عليها السلاجقة. اشتهر منها : المقلد بن المسيب وحفيده قرواش بن بدران صاحب الموصل ونصيبين ومسلم بن قريش (شرف الدولة) أحد كبار العقيليين أمير حلب والموصل الذي قضى على بنى مرداس وفي عهده بلغت الدولة العقيلية أوج سلطانها. حالف الفاطميين ضد السلاجقة. فقتله سليمان بن قتلمش. خلفه أخوه إبراهيم الذي قضى عليه أمير دمشق السلجوقي تتش بن ألب أرسلان 1033.

بعد توطيد مركزه في أنطاكية أخذ سُليمان بن قُتلُمُش يعمل على التمدُّد باتجاه المناطق التابعة لِإمارة حلب العُقيليَّة، تمهيدًا لِلاستيلاء على حلب نفسها. وقد انضمَّ إليه وهو في أنطاكية عددٌ من الأُمراء المرداسيين، وبعض عساكر شرف الدولة مُسلم بن قرواش العُقيلي أمير حلب الذين شجَّعوه على ضمِّ المدينة المذكورة إلى مُلكه. وكانت سيطرة سُليمان على أنطاكية قد سبَّبت تهديدًا لِوضع شرف الدولة، إذ إنَّ الأوَّل اتخذ من مدينته الجديدة قاعدة انطلاقٍ لِلسيطرة على الحُصُون المُجاورة طوعًا أو كَرهًا، وتوضَّحت نيَّته في ضمِّ حلب، بِدليل أنَّهُ جنَّد جماعةً من بني كلاب وأرسلهم مع عسكره لِلإغارة على حلب وسرمين وبزاعة. وسعى شرف الدولة إلى فتح باب الحرب مع سُليمان، فكتب إليه أن يدفع لهُ الجزية التي كان الفَلَادرُوس يحملها له بِصفته تابعًا، ويُخوِّفه في الوقت نفسه من معصية السُلطان، فردَّ سُليمان قائلًا إنَّهُ مُسلم لا جزية عليه، وأنَّ شعاره طاعة السُلطان ملكشاه وأنَّهُ يخطب باسمه على المنابر في بلاده، فما كان من شرف الدولة إلَّا أن أغار على ضاحية أنطاكية ونهبها، فردَّ سُليمان بِمُهاجمة ضاحية حلب. وفي يوم السبت 23 صفر 478هـ المُوافق فيه 20 حُزيران (يونيو) 1085م التحم الطرفان في رحى معركةٍ طاحنةٍ على مقرُبةٍ من نهر عفرين أسفرت عن انتصار سُليمان وأتباعه، وقُتل شرف الدولة، ثُمَّ سار سُليمان إلى ظاهر حلب فضرب الحصار عليها وهو يتوقَّع أن تستسلم له بعد مقتل أميرها، لكنَّ شيئًا من هذا لم يحصل، فبرز أحد أشراف المدينة وهو حسن بن هبة الله الحتيتي، وتسلَّم أُمُور البلد ورفض تسليمها وأصرَّ على المُقاومة، ولمَّا كان يفتقرُ إلى المُقوِّمات الضروريَّة لِلتصدي لِسلاجقة الروم ومُقاومة حصارٍ قد يطول أمده، فقد أرسل إلى السُلطان ملكشاه يُعلمه بِمصرع شرف الدولة، ويدعوه لِلقُدُوم إلى حلب لِيستلمها. استجاب ملكشاه لِطلب الحتيتي وخرج على رأس قُوَّاته بِاتجاه المدينة، لكنَّ تحرُّكه كان بطيئًا ممَّا أعطى الفُرصة لِسُليمان لِتشديد حصاره حول حلب. واضطرَّ الحتيتي تحت ضغط الأحداث إلى مُراسلة تاج الدولة تُتُش أخي ملكشاه وصاحب دمشق يستدعيه ويعده بِتسليم المدينة. وإذ أظهر تُتُش مطامعه وحسده، اغتبط بِاستدعاء الحلبيين له وطمع في مُلك المدينة، فسار حتَّى قابل جيش سُليمان في موضعٍ يُعرف بِعين سليم بين أنطاكية وحلب، ودارت بينهما معركةٌ طاحنة أسفرت عن انكسار سلاجقة الروم ومقتل زعيمهم ومُؤسس دولتهم سُليمان بن قُتلُمُش.

قائمة الحكام/ هذه قائمة بحكام الدولة العقيلية:

  1. حسام الدولة المقلد بن المسيب - 386هـ- 996م
  2. معتمد الدولة قرواش بن المقلد - 391هـ- 1001م
  3. زعيم الدولة أبو كامل بركة بن المقلد - 442هـ- 1050م
  4. علم الدولة أبو المعالي قرواش بن بدران بن المقلد - 443هـ- 1051م
  5. شرف الدولة أبو المكارم مسلم بن قرواش - 453هـ-1061م
  6. إبراهيم بن قرواش - 478هـ- 1085م
  7. علي بن مسلم بن قرواش - 486-489هـ/1093-1096م.
قبائل العقيلي في الوطن العربي
بني عقيل من أكبر قبائل بني عامر بن صعصعة، ومن أكثر القبائل العامرية عملا في مجال التجارة والسياسية، ولذلك كان بني عقيل منتشرين في كل شبر من بقاع الوطن العربي، وكان لهم نصيب كبير في قوافل التجارة التي تجوب الخليج والشام ومصر، وكان لأمرائهم باع طويل في فض المنازعات الداخلية والخارجية بفضل ما لهم من احترام وتقدير عظيم لدى السلاطين والملوك والأمراء ورجال الدولة في الأقاليم السياسية المنتشرة في ذلك الزمن، وبفضل ما لهم من احترام وهيبة في جميع مناطق القبائل العربية عامة وبني عامر خاصة، وكان بني عقيل أصحاب ثروة طائلة في تلك الأزمنة بفضل تجارتهم الواسعة وعلاقاتهم بملوك الدول.. وينتسب إلى بني عقيل العامريين عدد كبير من قبائل العرب ومنها من يحمل اسم العقيلي والعقيلات وعقيل والعامري وغير ذلك من أسماء ومسميات تلتحق بالفروع التي ترجع إلى بني عقيل: ومنها الخالدي وابو جرادة والعميري والرواشدة والموانعة وجروان والأجود والسلمان والذيابات والهزيم والأخرس والأحنف ونصار والحنون وراضي وحليلة وداود ومحيسن وابو عون وابو عوف والأشهب والحلو والكاظم والجاني والمطشر وابو عمار والحسن والمالكي والشبانة وابو قديمة والقديمات وابو عميرة والعبادي والفالح والعلي والبعيجي وغير ذلك الكثير من أسماء العائلات، أقدم مركز جغرافي لبني عقيل كان في اليمامة في بادية نجد ومنها انتشروا انتشارا واسعا في البحرين والعراق وسوريا وفلسطين ومصر والشمال الافريقي ..
مَوْسُوعَةُ الْهُلًاْلِيُّ- أبو إسماعيل الهلالي

              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم