أول مدينة عربية إسلامية في التاريخ

أول مدينة عربية إسلامية في التاريخ
مَوْسُوعَةُ الْهُلًاْلِيُّ - كانت أول مدينة عربية إسلامية في تاريخ العرب المسلمين هي مدينة "يثرب" والذي غير إسمها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لتصبح المدينة المنورة، وهي ثاني مدن الحجاز بعد مكة دون ريب، ودار الهجرة التي نصرت الإسلام، وأعزت كلمة المسلمين، فاستحقت التكريم والتخليد حتى يقوم الناس لرب العالمين، ثم شاءت إرادة الكريم المنان ذي الفضل العظيم-أن تعطي المدينة ما لم تعطه لغيرها من المدائن، وأن تخصها بميزة لا تتطاول إليها واحدة من مدن الدنيا، حيث شرفت بأن تضم في ثراها جثمان سيد الأولين والآخرين، جدنا ومولانا وسيدنا رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.
هذا إلى أن بالمدينة المنورة ثاني الحرمين الشريفين، فضلا عن أنها البلد الذي اختاره الله، ليكون أول عاصمة إسلامية في التاريخ.. [دراسات في تاريخ العرب القديم، محمد بيومي مهران، ص383]
ومما نقتطفه للقراء من كتب التاريخ والسيرة نذكر ما يلي: " يثرب " من أسماء المدينة, سميت باسم واحد من العمالقة نزل بها, وكانت تدعى به قبل الإسلام, فلما هاجر الرسول - صلوات الله عليه - كره ذلك, لما فيه من إيهام معنى التثريب أو غيره, فبدله بـ (طابة) و (المدينة) , ولذلك يقال: " يقولون يثرب, وهي المدينة " أي: هم كانوا يقولون ذلك, والاسم الحق بأن تدعى به هي المدينة, فإنها تليق بأن تتخذ دار إقامة, وهي (فعيلة) من: مدن بالمكان: إذا أقام به. [تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة، البيضاوي، ج2، ص203]
وذكر المباركفوري في كتاب تحفة الأحوذي: " الْمَدِينَةَ (طِيبَةٌ) هَذَا أَحَدُ أَسْمَاءِ الْمَدِينَةِ وَيُقَالُ لَهَا طَابَةٌ أَيْضًا؛
رَوَى مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ مَرْفُوعًا (إِنَّ اللَّهَ سَمَّى الْمَدِينَةَ طَابَةً) وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سِمَاكٍ بِلَفْظِ كَانُوا يُسَمُّونَ المدينة يثرب فسماها النبي طَابَةً
وَأَخْرَجَهُ أَبُو عَوَانَةَ وَالطَّابُ وَالطِّيبُ لُغَتَانِ بِمَعْنًى وَاشْتِقَاقُهُمَا مِنَ الشَّيْءِ الطَّيِّبِ (إِنَّهَا تَنْفِي الْخَبَثَ) بِفَتْحِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَالْمُوَحَّدَةِ بَعْدَهَا مُثَلَّثَةٌ أَيِ الْوَسَخَ (كَمَا تَنْفِي النَّارُ خَبَثَ الْحَدِيدِ) أَيْ وَسَخَهُ الَّذِي تُخْرِجُهُ النَّارُ
وَالْمُرَادُ أَنَّهَا لَا تَتْرُكُ فِيهَا مَنْ فِي قَلْبِهِ دَغَلٌ بَلْ تُمَيِّزُهُ عَنِ الْقُلُوبِ الصَّادِقَةِ وَتُخْرِجُهُ كَمَا يُمَيِّزُ الْحَدَّادُ رَدِيءَ الْحَدِيدِ مِنْ جَيِّدِهِ.. [تحفة الأحوذي، المباركفوري، ص304، ج8]
وجاء في كتاب شرح المشكاة، نص حديث : وعن جابر بن سمرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله سمى المدينة طابة)). رواه مسلم.. [شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن، الطيبي، ج6، ص2059]
قال المؤرخ ابن كثير: كان أول من نزل يثرب من أقوام العرب القدماء، خزاعة وجذام وعاملة وبهراء وتنوخ وخزاعة ومنهم من انتقل إلى الشام، وكما نزل يثرب ممن كانوا على الديانة اليهودية قبائل قينقاع وقريظة والنضير وقد حالفوا قبائل الأوس والخزرج وأقاموا عندهم [السيرة النبوية، ابن كثير، ج1، ص11]، ويعتقد بعض المؤرخين أن أسباب هجرة هذه القبائل إلى يثرب كان بسبب سيل العرم، والذي يعتبر من الصعب تحديد زمن وقوع ذلك، كونه تهدم عدة مرات وفق المصادر.. لكن ليس من الأمر الهين أن نصدق بعض الروايات مجهولة المصدر، والذي تحاول تسويق نظرية أن سكان يثرب مثل قينقاع وقريظة والنضير كانوا يسكنون المدينة قبل قبائل الأوس والخزرج، إذ لا دليل تاريخي صريح على ذلك، إلا أن التفسيرات والنظريات الدراسية حول تاريخ المدينة تقودنا إلى أن أصل سكانها عرب بلا محالة من ذلك وبلا أي شك..
وقد ذكر الاستاذ محمد بيومي : " والمدينة المنورة لم تكن تعرف بهذا الاسم قبل نصرتها للإسلام، وهجرة المصطفى، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إليها في عام ٦٢٢م، وإنما كانت تسمى "يثرب"، وإلى هذا يشير القرآن الكريم في قوله تعالى {وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا} ١، وقد ذكرت يثرب في الكتابات المعينية.." [دراسات في تاريخ العرب القديم، بيومي مهران، ص384] وقالوا أن أول من سكن يثرب أو أن غالبية سكان يثرب من أزد "قحطان" وترجع بعض المكتشفات التاريخية أن أقدم نص ذكر فيه اسم يثرب يرجع للقرن السادس قبل الميلاد، ويعود لفترة الحضارة البابلية التي كانت في بلاد الرافدين، هذا وقد جاء اسم "يثرب" كذلك في جغرافية بطليموس، وعند "إصطفيانوس البيزنطي" تحت اسم "يثربة Jathripa، كما قد ذكر الاخباريون تعليلا وتفسيرا للاسم بأن "يثرب" نسبة إلى "يثرب بن قانية بن مهلائيل من ولد سام بن نوح" أو "يثرب بن قائد بن عبيل بن مهلائيل"، هو أول من نزل بها عند تفرق ذرية نوح.
و قال المسعودي: ومنهم الذي اختط مدينة يثرب، وهو يثرب بن باسة بن مهلهل ابن أرم بن عبيل، والذي ذكره السهيلي: أن الذي اختط مدينة يثرب هو ابن عبيل هذا. [نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب، القلقشندي، ص348] وقال البلاذري: إنما اسم يثرب ينسب إلى رئيس قوم من العماليق كانوا هم أول من سكنها. [ أنساب الأشراف، البلاذري، ج1، ص6] وقال الحموي في معجم البلدان: "سميت يثرب بذلك لأن أول من سكنها عند التفرق يثرب بن قانية بن مهلائيل ابن إرم بن عبيل بن عوض بن إرم بن سام بن نوح. [معجم البلدان الحموي، ج5، ص430]..
وقال عاتق البلادي: "يَثْرِبُ بِالْمُثَنَّاةِ تَحْتُ، وَمُثَلَّثَةٍ سَاكِنَةٍ، وَآخِرُهُ مُوَحَّدَةٌ: جَاءَ فِي ذِكْرِ خُرُوجِ قَبَائِلِ الْأَزْدِ مِنْ الْيَمَنِ، وَكَانَ أَنْ نَزَلَتْ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ يَثْرِبَ، وَقَدْ سَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا بَعْدُ «الْمَدِينَةَ» وَنَهَى أَنْ يُقَالَ لَهَا يَثْرِبُ، وَسَمَّى أَهْلَهَا الْأَنْصَارَ. وَدَعَاهَا الْمُسْلِمُونَ الْمَدِينَةَ الْمُنَوَّرَةَ، تَمْيِيزًا لَهَا عَنْ أَيَّةِ مَدِينَةٍ أُخْرَى. وَهِيَ أَجَلُّ وَأَشْهَرُ مِنْ أَنْ نَعْرِفَهَا هُنَا.. [معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية، البلادي، ص337]
تأسيس المدينة في الإسلام
كانت أول مدينة عربية إسلامية تحتضن نواة الدولة الخالدة والحضارة الباقية، منذ أن وصل إليها سيد الخلق أجمعين صلى الله عليه وسلم، في القرن السابع الميلادي ظهر الإسلام في مكة على يد النبي محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، الذي بدأ في دعوة الناس إلى الدين الجديد، وكانت تلك الدعوة سبباً في إغضاب سادة قريش الذين كانوا يسكنون مكة، فأعد المشركون كافة الأساليب لإحباط هذه الدعوة، فلم يجد النبي محمد وسيلة إلا بالهجرة إلى يثرب، وذلك بعدما اتفق مع وفد قبيلتي الأوس والخزرج على نصرته وحمايته، وبالفعل هاجر النبي إلى يثرب ومعه صاحبه أبو بكر الصديق، وقبل دخوله ليثرب عرج على قباء لأداء الصلاة وبنى هناك مسجداً كان أول مسجد في الإسلام. دخل محمد يثرب يوم الجمعة 12 ربيع الأول، سنة 1 هـ الموافق 27 سبتمبر سنة 622م، ثم قام بعد ذلك ببناء المسجد النبوي نواة الدولة الإسلامية الجديدة، وآخى بين المهاجرين والأنصار بعد قدومه بخمسة أشهر، في دار أنس بن مالك، وكانوا 90 رجلًا، نصفهم من المهاجرين، ونصفهم من الأنصار، حتى لم يبقَ من المهاجرين أحد إلا آخي بينه وبين أنصاري. قال محمد لهم «تآخوا في الله أخوين أخوين»، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال «هذا أخي»، فكان الأنصار يقتسمون أموالهم وبيوتهم مع المهاجرين، وكانوا يتوارثون بعد الموت دون ذوي الأرحام إلى حين غزوة بدر، فرد التوارث إلى ذوي الرحم وبقيت الأخوّة. وذكر البلاذري أن محمد قد آخى بين المهاجرين أنفسهم في مكة قبل الهجرة، وأيّد حدوثها الشيعة، بينما رجح ابن القيم وابن كثير من أهل السنة عدم وقوعها.
ثم نظّم النبي محمد صلى الله عليه وسلم العلاقات بين سكان المدينة، وكتب في ذلك كتابًا اصطلح عليه باسم دستور المدينة أو الصحيفة، واستهدف هذا الكتاب توضيح التزامات جميع الأطراف داخل المدينة من مهاجرين وأنصار ويهود، وتحديد الحقوق والواجبات، كما نص على تحالف القبائل المختلفة في حال حدوث هجوم على المدينة. وعاهد فيها اليهود ووادعهم وأقرّهم على دينهم وأموالهم. وقام بتغيير اسمها من يثرب إلى المدينة، ونهى الناس عن استخدام اسمها القديم. يقول بعض الباحثين أن اسم «المدينة» قد يكون مشتقًا من الكلمة الآرامية «مدينتا»، التي يُحتمل أن يكون اليهود قد استخدموها كاسم آخر إلى جانب «يثرب». احتوت الوثيقة 52 بندًا، 25 منها خاصة بأمور المسلمين و27 مرتبطة بالعلاقة بين المسلمين وأصحاب الأديان الأخرى، ولا سيما اليهود وعبدة الأوثان، لذلك رجح بعض المؤرخين أن تكون في الأصل وثيقتان وليست وثيقة واحدة، كُتبت الأولى (معاهدة اليهود) في سنة 1 هـ قبل غزوة بدر، والثانية (بين المهاجرين والأنصار خاصة) بعد بدر سنة 2 هـ.
ووصفها الحموي فقال: وهي مدينة الرسول، صلّى الله عليه وسلّم، نبدأ أولا بصفتها مجملا ثم نفصّل، أما قدرها فهي في مقدار نصف مكة، وهي في حرّة سبخة الأرض ولها نخيل كثيرة ومياه، ونخيلهم وزروعهم تسقى من الآبار عليها العبيد، وللمدينة سور والمسجد في نحو وسطها، وقبر النبي، صلّى الله عليه وسلّم، في شرقي المسجد وهو بيت مرتفع ليس بينه وبين سقف المسجد إلا فرجة وهو مسدود لا باب له وفيه قبر النبي، صلّى الله عليه وسلّم، وقبر أبي بكر وقبر عمر، والمنبر الذي كان يخطب عليه رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، قد غشي بمنبر آخر والروضة أمام المنبر بينه وبين القبر ومصلّى النبي، صلّى الله عليه وسلّم، الذي كان يصلّي فيه الأعياد في غربي المدينة داخل الباب وبقيع الغرقد خارج المدينة من شرقيّها وقباء خارج المدينة على نحو ميلين إلى ما يلي القبلة، وهي شبيهة بالقرية، وأحد جبل في شمال المدينة، وهو أقرب الجبال إليها مقدار فرسخين، وبقربها مزارع فيها نخيل وضياع لأهل المدينة، ووادي العقيق فيما بينها وبين الفرع، والفرع من المدينة على أربعة أيام في جنوبيّها، وبها مسجد جامع..
وعدد أسماء المدينة:
ولهذه المدينة تسعة وعشرون اسما، وهي: المدينة، وطيبة، وطابة، والمسكينة، والعذراء، والجابرة، والمحببة، والمحببة، والمحبورة، ويثرب، والناجية، والموفية، وأكّالة البلدان، والمباركة، والمحفوفة، والمسلمة، والمجنة، والقدسية، والعاصمة، والمرزوقة، والشافية، والخيرة، والمحبوبة، والمرحومة، وجابرة، والمختارة، والمحرمة، والقاصمة، وطبابا..
ثقافة المدينة: 
تُعقد في المدينة المنورة العديد من المهرجانات الترفيهية والثقافية والرياضية، ولعلّ من أبرز تلك المهرجانات هو مهرجان صيف طيبة، وهو مهرجان تنظمه مؤسسة دار التنظيم لتنظيم المعارض والمهرجانات السعودية، والمهرجان يُعقد سنوياً في كل صيف وفي مواقع مختلفة داخل المدينة، ويشمل هذا المهرجان الكثير من البرامج والفعاليات مثل مسابقات صيد الأسماك، مسابقات رالي الأطفال، قرية الألعاب المائية، قرية الألعاب الهوائية، كما تُعقد العديد من الفعاليات الشعبية والتراثية مثل الخيمة الشعبية ومسابقات الإبل والخيول، كما تُعقد بالمدينة أيضاً العديد من النوادي الثقافية مثل نادي الإبداع الصيفي الذي تنظمة وزارة التعليم السعودية. ويُعقد في المدينة أيضاً بعض المهرجانات الخاصة غير الدائمة مثل مهرجان المدينة المنورة للتوائم، ومهرجان المدينة المنورة الدولي للتمور وغيرهم. كما أنه قد تم اختيار المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2013 م لتمثل المنطقة العربية.
فضل المدينة المنورة:
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ [٦] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ عِيسَى الْحُمَيْدِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزَُبَيْرِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُوشِكُ أَنْ يَضْرِبَ النَّاسُ أَكْبَادَ الْإِبِلِ في طلب العلم فلا يوجد عالم أَعْلَمَ مِنْ عَالِمِ الْمَدِينَةِ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي بَعْضُ الْمَدَنِيِّينَ عَنْ مَعْنٍ عَنْ زُهَيْرٍ التَّمِيمِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِي موسى الأشعري عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَخْرُجُ طَالِبُ الْعِلْمِ مِنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ فَلَا يُوجَدُ عَالِمٌ أَعْلَمَ مِنْ عَالِمِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَوْ قَالَ: عَالِمِ الْمَدِينَةِ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حدثنا عبد الله بن مسلمة ويحي بن عبد الله بن بكير عَنْ مَالِكٍ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ العزيز ابن مُحَمَّدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ الْإِيمَانَ لَيَأْرِزُ إِلَى الْمَدِينَةِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى حُجْرِهَا. وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ جَيِّدُ الْإِسْنَادِ.
وأنّه صلى الله عليه وسلم قال: « (المدينة) حرم من كذا إلى كذا- ولمسلم: «من عير إلى ثور» - لا يقطع شجرها، ولا يحدث فيها حدث، من أحدث فيها حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين» متّفق عليه «١» .
وثور: جبل صغير خلف (أحد) من جهة الشّمال. .
ولأحمد: «ما بين عير إلى أحد» «٣» وعير مقابل لأحد.
وأنّه صلى الله عليه وسلم قال: « (المدينة) تنفي النّاس كما تنفي الكير خبث الحديد» ، متّفق عليه . 
[حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار، اليمني، ص83- 84]..

              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم