ظاهرة النينو المناخية

ظاهرة النينو المناخية
مَوْسُوعَةُ الْهُلًاْلِيُّ - تقديم 
منذ فترة طويلة ونحن نسمع لتحذيرات علماء البيئة والمناخ، حول وجود خلل في النظام البيئي، مثل ارتفاع كبير لنسبة غاز ثاني أكسيد الكربون، وتآكل الغطاء النباتي، والاحتباس الحراري، والارتفاع الملحوظ لدرجات الحرارة في العالم والذي أوصى العلماء بضرورة تكاتف الجهود الدولية للحد من هذه الظواهر التي قد يكون لها آثار خطيرة ومدمرة للبيئة وظهور الكوراث والنكبات الطبيعية التي تؤثر بشكل مباشر على الأنشطة الزراعية والغذاء والصحة في العالم أجمع..
من هذه النكبات انتشار الجفاف في أجزاء واسعة نتيجة الخلل في توزيع سقوط الأمطار وشحه بصفة عامة، يضاف إلى هذا، توقع ارتفاع منسوب مياه المحيطات، والبحار بما يتراوح بين ٨٠ - ١٦٠ سنتيمترا، يصاحب احتمال ذوبان جزء من جليد القطب الجنوبي.
كذلك يعاني العالم المعاصر من زيادة نسبة التلوث الذي يحدثه الإنسان في بيئته على اليابسة، وفي المياه وفي الغلاف الجوي، بما ينذر بفساد المجال الذي يعيش فيه البشر تدريجيا حتى يصبح من العسير عليه الاستمرار في حياته العادية.
هذا هو الوضع الحالي باختصار شديد بالنسبة للسكان، والموارد والتغيير في التوازن.. [القرآن وعلوم الأرض، محمد سميح عافية، ص198]
تعرف ظاهرة النينو علمياً: بأنها ظاهرة طبيعية مناخية تحدث كل ثلاث سنوات في مياه المحيط الهادي، حيث ترتفع درجة حرارة مياه المحيط بمقدار نصف درجة مئوية، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الهواء الملامس للمياه، وعليه فان المياه الدافئة تتجه من سواحل قارة أوقيانوسيا (أستراليا وجزرها) نحو السواحل الغربية لقارة أمريكيا الجنوبية، ثم تمتد هذه الظاهرة لبقية المحيطات القريبة من خط الاستواء والمنطقة المدارية، وتتسبب في تغييرات بيئية ومناخية واقتصادية، تتمثل في الفيضانات والجفاف وتدمير المحاصيل الزراعية..
ذكرت صحيفة أخبار BBC البريطانية، أنه بدأت ظاهرة مناخية طبيعية تعرف باسم "النينو" في المحيط الهادئ ، ومن المحتمل أن ترفع درجة الحرارة إلى كوكب يزداد سخونة بالفعل بسبب تغير المناخ.
وأكد علماء أمريكيون أن ظاهرة النينو قد بدأت. ويقول الخبراء إنه من المرجح أن تجعل الظاهرة عام 2024 أكثر الأعوام سخونة في العالم.
ويخشى العلماء أن يساعد ذلك في دفع العالم إلى ما بعد مرحلة ارتفاع درجة حرارة 1.5 درجة مئوية.
كما سيؤثر على الطقس العالمي، ما قد يؤدي إلى الجفاف في أستراليا ، والمزيد من الأمطار في جنوب الولايات المتحدة، وإضعاف الرياح الموسمية في الهند، ومن المرجح أن يستمر الحدث حتى الربيع المقبل، وبعد ذلك سوف تنحسر آثاره.
وورد في موقع أخبار الأمم المتحدة، بتاريخ 10 يوليو 2023م : أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة أعلنت يوم الاثنين أن درجات حرارة سطح البحر في العالم وصلت إلى مستوى قياسي خلال أيار/مايو وحزيران/يونيو وتموز/يوليو وأن نمط طقس النينيو الاحتراري قد بدأ للتو.
وفي خبر أورده موقع الأخبار الروسي RT  بتاريخ 9 يوليو 2023م بعنوان: "ظاهرة النينو المناخية، قد تؤدي لموسم مطري ممتاز في المنطقة العربية، حيث قال المستشار في طقس العرب، جمال الموسى، عبر برنامج "أخبار الأسبوع"، بتقرير لمنظمة الأرصاد الجوية العالمية للشهر الحالي، حيث يشير إلى أن ظاهرة "النينو" بدأت بالبروز.
وحسب "طقس العرب"، فإن "النينو" ظاهرة طبيعية تحدث في المحيط الهادئ، وتتمثل في ارتفاع درجة حرارة سطح المياه في المنطقة المركزية والشرقية من المحيط الهادئ، ما يؤثر على النظام المناخي في جميع أنحاء العالم. 
وتتميز "النينو" بتأثيرات جوية ومناخية على المناطق المختلفة من العالم، حيث يمكن أن تؤدي إلى جفاف وانخفاض في درجات الحرارة في بعض المناطق، وفي الوقت نفسه قد تسبب أمطارا غزيرة وفيضانات في مناطق أخرى، في حين أنها تحدث بشكل غير منتظم بين فترة وأخرى، كما يمكن أن يتراوح التأثير الذي تتسبب به في المناطق المختلفة، حسب قوة "النينو" وموقعها الجغرافي.
وتوقعت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) في تحديث جديد، أن هناك احتمالا بنسبة 90% لاستمرار ظاهرة "النينو" خلال النصف الثاني من عام 2023.
وأوضح جمال الموسى أن التغيرات المناخية أصبحت مكلفة في ظل الزيادة في انبعاث الغازات الدفيئة وتسارع ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية، لافتا إلى أن التغيرات المناخية عبارة عن أنماط طقس مضطربة ومتطرفة ومكلفة، فهي تؤثر على الاقتصاد وتسبب خسائر في الأرواح والممتلكات، كما تؤثر على مناحي الحياة جميعها والبنية التحتية.
وبين المتحدث أن "النينو" تكون بارتفاع درجات الحرارة عند سواحل البيرو والإكوادور في شرق المحيط الهادئ، أما إذا انخفضت فتكون ظاهرة "النينيا"، مشيرا إلى توقع منظمة الأرصاد الجوية العالمية وخبراء الطقس والمناخ أن تكون الأعوام الخمسة المقبلة (2023-2027) الأدفأ منذ بدء تسجيل درجات الحرارة، أي منذ بدء العصر الصناعي (1850-1900).
وأضاف أن ظاهرة "النينو" تتكرر تقريبا بين سنتين و7 سنوات.
وطالب الموسى الأفراد والحكومات والمؤسسات بالتعامل مع التغيرات المناخية بجدية أكثر للتخفيف من آثارها والتكيف مع التغيرات المناخية المقبلة. المصدر: قناة "المملكة"..
جاء في ويكيبيديا شرحا لهذه الظاهرة: 
التردد الجنوبي -إل نينو (بالإنجليزية: El Niño-Southern Oscillation)‏ وهي تختلف عن ظاهرة النينا ، هو ظاهرة مناخية عالمية، حيث يؤثر تغير الحرارة في أحد المحيطات على الجو بمنطقة أخرى بعيدة. يحدث التردد الجنوبي نتيجة للاختلاف الموسمي للحرارة بين مدينة داروين بأستراليا وجزر تاهيتي. بينما يطلق لفظ إل نينو - لا نينا (بالفرنسية: La Nina)‏ في حالة كون التغييرات للأبرد - على التأثير المتبادل بين التغير الحراري للمحيط قبالة الساحل الغربي بأمريكا اللاتينية وعدة مناطق أخرى بالعالم. في بعض الأحيان عند حدوث تغيرات حرارية كبيرة، تتسع تأثيرات إل نينو والتردد الجنوبي لترتبط ببعضهما البعض.
جاء مصطلح النينو، فهي ظاهرة تحدث وقت عيد الميلاد وتستمر لشهور عدة. وهو مصطلح استعمله الصيادون على سواحل بيرو والإكوادور للدلالة على تيار المحيط الهادي الدافيء وما يجلبه من أمطار غزيرة. وهو ظاهرة طبيعية تسبب اضطراباً في الحياة الطبيعية في المحيط الهادي..
الفرق بين النينو والنينا :ظاهرتان مناخيتان تختلف كل واحدة عن الأخرى:
النينو : تتصف بانتقال كتل هائلة من المياه الحارة في المحيط الاستوائي من الشرق إلى الغرب.
النينا : فتعمل العكس فهي تنشأ من اندفاع هذه المياه الساخنة نحو الشرق من المحيط الهندي وأسيا وأندونيسيا وأستراليا.
ولقد انتشرت ظاهرة النينو على الكرة الأرضية بين عامي 1997 و1998 وتسببت في الاضطرابات المناخية الهائلة في المناطق الاستوائية وفي القارة الأمريكية الشمالية فانتشرت الحرائق الهائلة في أندونيسيا والبرازيل واستمرت أشهر عديدة كما حدثت كوارث وطوفانات على شواطئ أمريكا اللاتينية وشرق القارة الأفريقية ويعتبر النينو الذي انتهى مفعولة في شهر يونيو بتجميد مفاجئ للمياه السطحية للمحيط الهادي أعنف ظاهرة حدثت في القرن العشرين حين فاق بشدة ظاهرة النينو التي حدثت عامي 82 و 83.
ولقد ضربت ظاهرة النينو اقتصاد البلدان الفقيرة حيث فرضت آثارها السلبية فقرا متزايدا على السكان وتأخر في النمو والتطور في كثير من البلدان في العالم.
وللنينا آثار مناخية أقل حدّة من آثار النينو لذلك ستتعرض بعض البلدان لسلسلة من الأمواج الرطبة إضافة إلى حدوث فيضانات وأمطار غزيرة ستلحق أضرار بالغة في هذه البلدان. كما سيحصل جفاف غير معهود على الجزر الاستوائية الوسطى من المحيط الهادي وشرق أفريقيا وأفريقيا الشمالية وسيشمل غضب النينا أيونا الولايات المتحدة الأمريكية حيث ستتعرض لجفاف شديد ورطوبة عالية . [ويكيبديا الموسوعة الحرة]

              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم