الشاي أصلها الجاي كلمة فارسية معربة، عربت بالفظة الشاي وبعضهم يزيد عليها هاء قيصير لفظها الشاهي،، وهناك من يلفظه اتاي، أي تاء بدل الشين..
أول انتشار له كان في أوربا وخاصة هولندا وانجلترا وفرنسا، ويعتبر شعب الصين أول من استعمله، وينبت في جبال الصين واليابان ونيبال والهند، وله أنواع مختلفة فمنها الابيض والاخضر والبنفسجي والخمري والازرق والاسود.. ويقال أنه وصل إلى البلاد العربية في حوالي العام 1914م .. إلا أن الشاي كمشروب معروف في التاريخ البشري منذ آلاف السنين في جنوب شرق آسيا..
"شاي نبات من الفصيلة الكاميليّة، مهده الأصليّ بين الصّين والهند، يُهيّأ ورقُه ويُغلى أو ينقع في الماء المُغْلى ويُشرب مُحلَّى بالسكّر في المعتاد "شاي أحمر/ أخضر- شاي باللّبن" ° حَفْلة شاي: استقبال مسائيّ اجتماعيّ يُقَدَّم فيه الشَّاي والمرطّبات- طقم الشَّاي: مجموعة أدوات، كالإبريق والفناجين تُستخدم في تقديم الشَّاي- كيس شاي: كيس مساميّ صغير يتضمّن أوراق شاي يُنقع في الماء السَّاخن.."
إعداده وطبخه:
" قال بعض الاطباء من اللازم ان يكون الماء المطبوخ به صافياً براقاً وان يوضع على النار الى ان يعلو بخاره وحينئذ يلقى فيه الجاي لانه لا يتم نضجه ولا تنتشر رائحته ما لم يكن الماء غالياً حاراً واما اذا كانت حرارة الماء دون الدرجة المطلوبة فلا يتم نضجه ولا يرجى نفعه وعلى القائم بطبخ الجاي ان يضع في ابريق الجاي ماء حاراً بضع دقائق كي تنتشر الحرارة به وكذلك يفعل بالفناجين ثم بعد ذلك يوضع للابريق الذي يستوعب مائة وخمسين درهما من الماء ثلاثة دراهم من الجاي ثم يملأ الابريق ماء غالياً ويتركه على نار هادئة مدة ثماني دقائق وبعد ذلك يصبه في الفناجين.." ان الطريقة الصينية في عمل الشاي ان يضع قليلاً منه في ابريق الشاي ويسكب عليه قدر فنجان من الماء المغلي ويهزه قليلاً ثم يريق هذا الماء عنه..
خواصه:
قال في العمدة اعتبروه مهضماً للغاية مقوياً للمعدة منبهاً يسبب ثوراناً خفيفاً في التصورات بتاثيره على المخ ويزد في القوة الجنونية زيادة وقتية ويسبب راحة واطمئناناً ولكن بدرجة اقل وضوحاً مما يحدث من القهوة واما بالنظر للاستعمال الطبي فلا يعطي منقوع الشاي الا لتسهيل الهضم ويعطى كالدواء المعرق وتلك خاصية فيه وان كانت ضعيفة ولوجود خاصية القبض في الشاي اعتبره كثير من المؤلفين دواء قابضاً فامروا به في الفياضانات الريحية ونحوها ومن المؤكد يقنياً ان له تاثيرا واضحاً على الاعصاب..
مدح الشاي:
من ذلك قول بهجة الادباء الشيخ محمد المبارك الجزائري ثم الدمشقي:
قهوة الشاي وهي الطف قهوة ... لم تدع لي في قهوة البن شهوه
ابسوداء بعدل الشاي وهل ال ... شاه كلا لتلك اعظم هفوه
لو درى الناس ما له من مزايا ... ما خطوا نحوها لعمرك خطوه
ما ابنة البن في الحقيقة الا ... من جواريه صادفت حسن حظوه
وحوت دولة لدى كل حبر ... ماجد كان في المكارم قدوه
لكن الشاي بغية القوم اما ... عقدوا في مرابع البسط حبوة
او دعاهم داعي الهناء الى مو ... رد صفو في روضة فوق ربوه
فهو ابهى لوناً واشهى مذاقاً ... وهو اذكى نشراً واعظم نشوه
طاب بالسكر اللذيذ شراباً ... فاديرت اقداحه وهي حلوه
ونما فضله بحسن قبول ... في قلوب لها مع الله خلوه
راحه ينعش النفوس ارتياحا ... فلها هزة اليه وصبوه
يشرح الصدر بهجة وسروراً ... لذة السكر لا تعادل صحوه
كم اراق الصهباء من كان يهوى ... شربها عندما احتسى منه حسوه
فادر صاحِ منه كاساً دهاقاً ... ليس لي عنه يا ابن ودي سلوه....
وقال زيد لطفه مضمناً:
يا حسن شاي لاح في بلورة ... يزهو كتبر في لجين رائق
اداره الساقي على الندمان في ... زينة معشوق ولون عاشق
وقال الاديب السيد عمر الانسي البيروتي:
ادم شرب الاتاي فان فيها ... منافع ليس توجد في سواها..
وللاديب محمد افندي جاد الله قصيدة فريدة من غررها قوله:
اينكر اكسير ويُودِ به النكر ... وفي الشاي آيات يحاربها الفكر
تامل تجد ما قيل فيه بعينه ... بها بيناً كالشمس يظهرها الظه.. [جمال الدين القاسمي توفي سنة 1332هـ، رسالة في الشاي والقهوة والدخان، طبعة 1322هـ، دمشق]
أسماء ماركات الشاي في بعض الدول العربية:
" شاي العروسة، شاي النمر، شاي الوزة، شاي السلام، شاي الربيع، شاي زمان، شاي ممتاز، شاي الوردة، شاي رأس الحصان، شاي زايد، شاي ميري، شاي الكبوس، شاي البراري، شاي الغزالين، شاي تاج السلطان، شاي جنة المنعش، شاي الذهب الملكي، شاي غمدان، شاي خدير، شاي زهرة، شاي النجع، شاي الجوهرة، شاي الكبشين، شاي المينس، شاي كزة، شاي ليالينا، شاي الصمان، شاي أبو جبل، شاي زوزو، شاي الشيخ الشريب، شاي البراد الأزرق، شاي التفاحة، شاي كيف الشيوخ، شاي الأفراح، شاي الخير، شاي مزاج ..
ويرغب أكثر الناس شرب الشاي المطبوخ على نار الحطب في مجالس السمر وتحت أضواء القمر، أو في البراري و المتنزهات أو في رحلات الصيد والسفر ، أو في مزارع الريف وصحاري العرب.. وأكثر ما يكون تناول الشاي شائعاً في وقت الشتاء وخاصة في الصباح والمساء، وغالبية الأحياء الشعبية في وقتنا الحالي يعتبرون الشاي أول مشروب رئيسي يقدم للضيف، وفي ذلك يقولون: نشرب شاي مع بعض، أو نشرب الشاي سوا، آجي أشرب عندك الشاي..
وكذلك قالوا: الشاي قص والقهوة خص
وصار الشاي أيقونة تراثية ثقافية مشهورة في معظم البلاد، ينتشر في كل موقع سياحي أو أثري أو ترفيهي مثل المكتبات ودور السينما والقهاوي والمطاعم والفنادق والأسواق ..
التسميات :
التُّراث