أطلال وشواهد حضارة الضاد |
وقد كان كلامهم في غير محله حينما تكلموا فالتف حولهم من لا محل لهم بين جموع العالم المتحضر، فالحضارة هي الأخلاق والقوانين والنظم العلمية والأدبية التي تبني هذه الأنماط العمرانية المختلفة والمتنوعة التي تكون في مجموعها هذا الجمال اللامتناهي لمدن العالم ودوله وقوانينها وأخلاقها..
سؤالهم أين حضارة العرب:
حضارة العرب انبثقت عن أقدم حضارة بشرية عرفها تاريخ الإنسانية، وحضارة العرب هي أول حضارة في العالم لأنها هي صاحبة أول تطور تاريخي وتكوين اجتماعي للإنسانية في كل مجالاتها..
وحضارة العرب وفق تعريف نمو اللغة العربية بدأت منذ 3500 سنة على الأقل، وأما ما قبل هذا التاريخ أي منذ نحو 10 آلاف سنة فهذا أيضاً جزء من حضارة الإنسانية، التي انبثقت منه حضارة العرب الحديثة، إذ أن حضارة العرب هي جزء مما سبقها من حضارات قديمة وعريقة كحضارة الباليين والآشوريين والكنعانيين والفنيقيين وغيرهم ممن كان لهم بصمة قوية في عصورهم، وما اللسان العربي إلا تطور حضاري بكل ما فيه من معنى للألسنة السابقة لأن اللغة لها نشأتها وتاريخها وتطورها وهي بحد ذاتها جزء أساسي من حضارة البشر السابقة، ولذلك فإن حضارة العرب جزء لا يتجزأ من الحضارات التي سبقتها، ومن المتعارف عليه تاريخيا أن أي حضارة في العالم لها دورتها تبدأ من مرحلة نموها وتكوينها مرورا بنضجها وقوتها وانتهاءا بشيخوختها وانهيارها، ومن أكثر العوامل والأسباب التي لها علاقة وطيدة بنمو وموت الحضارة هي منظومة الأخلاق والقوانين، ومن هنا نستطيع أن نقول إن اشتهار الشرائع السماوية الثلاث في منطقة محصورة ما بين الفرات إلى النيل يؤكد لنا العلاقة الحتمية بين تلك الحضارات وبين ظهور تلك الديانات وإن انتقال الرسالة في نهاية المطاف إلى العرب هو أيضاً دليل قطعي على أن العرب هم السلالة العرقية الوحيدة النظيفة التي ورثت الحضارات السابقة في مناطق الرافدين والشام ومصر بما لا يقبل مجالا للشك..
حتى إن هذا القرآن الكريم الخالد بين أيدنا اليوم هو جزء لا يتجزأ من تاريخ البشر وهو يمثل رسالة الخالق جل جلاله إلى خلقه في الأرض، وما سيق فيه من قصص وأمثلة عن الأمم السابقة هو أكبر دليل على ارتباط هذه الأعراق تاريخيا وجعرافيا وحضاريا ببعضها البعض ..
ولذلك فإن حضارة الضاد تنقسم إلى قسمين كبيرين القسم الأول حضارة ما قبل الإسلام والقسم الثاني حضارة ما بعد الإسلام، وقد قلت إن لأي حضارة في العالم دورة تتكون من عدة مراحل، فاللحظة الفارقة بين ما قبل الإسلام وما بعد الإسلام هي نفسها بداية دورة حضارة ونهاية أخرى، ولذلك فإن الحضارة الإسلامية هي حضارة عربية بامتياز، إذ أن العرب هم الذين بدأوا هذه المرحلة لأن الدين هو ركن كبير من أركان الحضارات البشرية وهو مادة البناء والأساس الذي تنطلق منه قوانين الحضارة ..
وحينما يسأل أحد السذج أو المتفلسفين بلسان حالهم، أين حضارة العرب ؟! وكل ما تقدمنا به من الحديث هو جزء لا يتجزأ من الإجابة، فيكون الجواب على أسئلة هؤلاء إن كل شيء لمسته وعرفته وتعلمته ورأيته وأخذت عنه فكرة ما، وكل ما تراه اليوم في هذا العالم كله بُني على حضارة العرب، فلما كان العرب هم ورثة حضارة وأديان الشرق وثقافتهم وهم جزء من نفس العرق، فإن حضارة العرب بدأت منذ أن تكلم جدهم باللغة العربية الفصحى، التي هي جزء من اللغات السابقة لها، أي هي لسان الأعراب الذين تحدثوا به معلنين ولادة لغة جديدة من لغات العالم استوعبت ما قبلها واستوعبت ما بعدها، وهي في نفس الوقت امتداد جديد لما سبقها من حضارة العرب القديمة التي كان لها أسماء أخرى، ولما كان الشعر والأدب والتراث والثقافة العربية قبل الإسلام موادا تزخر بكافة أساليب اللغة فهي اذا جزء من الحضارة بل هي أجمل ما في حضارات البشر السابقين، وهنا أبلغنا القرآن الكريم الذي هو كلام الخالق سبحانه وتعالى يخاطب فيه العرب بلسانهم كيف كان أسلافنا أعظم آثارا في الأرض ففسقوا وطغوا فأبادهم الله، وكيف تمكن العرب وأسلافهم من بناء القصور ونقل الصخور ونحت الجبال وبناء القرى والمساكن والمدن والقرى فكل هذا هو جزء من حضارة العرب، ثم انطلاق النهضة العالمية حاملة لواء الدين الجديد ونشره في جميع أنحاء العالم ليدل ويؤكد على قوة وحضارة العرب الكبيرة والعظيمة، لتصبح فيما بعد الأساس الذي بنيت عليها حضارة العالم المعاصرة ..
من شواهد حضارة الضاد ما يلي:
1- مفهوم الحضارة أعم وأشمل من الدولة، فالدولة جزء من الحضارة، فالدول الإسلامية التي أقامها العرب داخل وخارج البلاد هي جزء من الحضارة، ولذلك هي امتداد حضاري لما سبقها من العصور التاريخية التي كانت سائدة في الشام والعراق ومصر وشبه الجزيرة العربية، فكل ما هو موجود في هذه البقاع من آثار الأمم السابقة هي جزء أصيل من حضارة هذه البلاد ..
2- مفهوم الحضارة أعم وأشمل من مفهوم العمران: ليست الحضارة هي بناء المساكن والبيوت، وليس المقصود بالحضارة حصر المعنى في حياة التحضر والاستقرار بالمفهوم الضيق، بل إن البادية هي جزء من الحضارة لأن بناء بيوت الشعر من شعر الماعز، ونسج البسط والفراش من الشعر والصوف والوبر، وصناعة القرب من الجلود وصناعة الملابس وصناعة أواني الفخار وسروج الخيل والعديد من قطع الأثاث والأواني التي استخدمها أهل البادية كل هذا هو جزء من الحضارة بل ربما هو بداية الصناعة أو هي الصناعات الأولية التي كانت سبباً في التطور، كما أن الحضارة ليست ترف وبذخ فقط، بل إن عبور قوافل التجارة في الصحاري الحارة وتحمل الجوع والعطش والحر والصبر على اجتياز الصعاب والمخاطر هو ايضا جزء من الحضارة، فالحضارة قوانين وأنماط مختلفة من العيش، وأنظمة مترابطة من محاور الحياة، فالحضارة هنا يقصد بها كل شيء ساهم في تطوير ونهضة معيشة الإنسان سواء في الريف أو البادية أو المدينة، فلا يمكن أن نستخدم كلمة مدينة وكلمة استقرار وكلمة عمران كبدائل لمفهوم الحضارة بل إن الحضارة المفهوم الشامل لكل محاور الحياة البشرية..
3- أكثر الدلالات التاريخية على مفهوم الحضارة هو التوسع والتمدد واتساع النطاق الجغرافي للأمة، تحت وجود نظام وقانون ينظم حياة الشعوب، ولذلك فإن الفتوحات العربية وانتشار الدين الإسلامي في آسيا وافريقيا ومشارف جنوب أوربا في العصور الأولى للعصر الإسلامي هو من أهم أركان الحضارة البشرية المعاصرة وأعظم الانجازات الحضارية على الإطلاق، حينما تمكن العرب من فرض حكمهم وقوانينهم في الشرق والغرب وأجبروا العالم كله بأن يتبع دينهم وعقديتهم ويتعلم لغتهم هو من أعظم التعبيرات الدقيقة على مفهوم الحضارة البشرية، ولذلك فان تنظيم القوات العسكرية وبناء جيش واسطول هو من أعظم الأدلة على قوة الحضارة والارث الحضاري التي ورثته هذه الامة عن أسلافها السابقين..
4- الآثار وفيها الشيء الكثير مما نعرفه والأكثر ما زال مجهولاً، أو بتعبير آخر ضائعاً ومفقوداً، وهذه الآثار الحضارية للعرب متنوعة جدا منها اللغة والكتابة والأدب ومنها التاريخ والعلم والدين والتجارة ونظم السياسة والحكم، ومنها العمارة والفن والوظائف المعمارية والديكور والهندسة والرسم والزخارف والنقوش، والصناعات اليدوية..
فمن حضارات العرب التاريخية القديمة حضارة بلاد الرافدين والشام وشبه الجزيرة العربية ومنها: الآراميون والكلدانيون والكنعانيون والفينيقيون والأنباط والغساسنة والمناذرة وممالك معين وسبأ وحمير، ومن أعظم آثارهم الباقية المدن المنحوتة في الجبال كالبتراء وتدمر ومدائن صالح وقصر غمدان وسد مأرب..
وينسب إلى العرب أول من استأنس الخيول والإبل، وحفر آبار المياه، وبناء مدن القوافل والمحطات التجارية، وقيادة قوافل التجارة عبر الصحراء إلى الهند والصين، وإقامة أقدم الأسواق التجارية في العالم..
كما ينسب لهم أول من ركب البحار وصنعوا السفن وصدروا صناعة النبيذ إلى انكلترا واوربا، ولذلك فهم أول من أقام الموانئ البحرية واستكشاف العالم القديم برا وبحرا، كما ينسب لهم أول من اخترع استخراج الزيوت وصناعة الأغذية فهم أول من عرف طرق حفظ الطعام، وصناعة الصابون، والكثير جدا من صناعة الأثاث والنسيج..
كما عثر على أقدم قنوات نقل الماء في البلاد العربية مما يؤكد قطعياً أنهم أول من عرفوا الزراعة وطرق الري وهم أول من قام باستئناس الحيوانات وتربيتها في مزارعهم وبيوتهم..
وينسب إلى العرب أول من أنشأ قوات عسكرية نظامية عظمى قادت بها الفتوحات العربية الإسلامية الأولى، ووضعوا أسس الحضارة البشرية الحديثة وكل ما في حضارة البشر في وقتنا الحالي بني على الأسس العربية الإسلامية التي أحدثت أول نهضة بشرية في العلم والقانون والنظام، فكان لهذه الحضارة الأثر الواضح في العلم والترجمة والكتابة والخرائط والمخطوطات والنقوش والفنون المختلفة التشكيلية والمعمارية والهندسية في كافة المجالات..
ومن ملامح الحضارة العربية الإسلامية بناء القصور والمدن والمساجد ومنها:
مسجد قرطبة (القرن الثامن - العاشر)
مسجد قيروان (القرن 8 - 9)
مسجد عمر ابن العاص، الحكيم (القرن 7 - 11),
مسجد الأقصى (القرن 8)
مسجد سامراء (أو الملوية) (القرن 9)..
والمدارس والمشافي والمدافن والأضرحة
والقصور كانت من المعالم المميزة مثل الحمراء في غرناطة والقصور العباسية في بغداد، وجميعها اشتهرت بالرسومات والفخامة.
العمارة والديكور
الدعامات الأساسية كانت الجدران: حجرية غالبا ومن الطوب في العراق وإيران ومصر
السقوف خشبية عادة كما في المنازل والجوامع
البوابات كانت تغطى بنصف قبة مزينة بإتقان
الزخرفة تقليدية: رسوم ولوحات، تماثيل خشبية وحجرية، وعرف الجبس العادي والملون في العراق وإيران.
المقرنصات: عناصر جمالية غطت أماكن الانتقال، وهي عبارة عن مجموعة وحدات ثلاثية الأبعاد بمقطع متقوس.
كل هذه الإشارات لزيادة الهدوء والسكينة وإضفاء جو خاص للعمارة الإسلامية.
الرسم والديكور: في التأمل في أعمال الفن الإسلامي بخلاف المباني عموما يظهر ما يلي:
غياب الكائنات الحية في أشكال التمثيل،
كثرة المنسوجات والخزف والزجاج والمعادن.
عدم الدراسة الدقيقة لهذه الظاهرات قد تكون مضللة.. وتمثيل الأشكال الحية,, وبناء الحدائق والمنتزهات وشبكات المياه والبرك والزخارف وأنظمة البناء المختلفة إلى غير ذلك..
وقد أحدث العرب ثورة رائعة في العلوم المختلفة مثل الرياضيات والطب والصيدلة والفلسفة والفلك والجغرافيا والتاريخ والاجتماع والهندسة وعلوم الأحياء والنباتات إلى أخره، كانت آلاف هذه الكتب والمخطوطات قد نقلت وسرقت وفقدت وما وصل منها تم ترجمته بعدة لغات وقد اعتمد عليه علماء الحضارة البشرية المعاصرة..
بعض أقوال المستشرقين في الحضارة الإسلامية: للاستاذ سيف صلاح الهيتي - الجزيرة - 2017م
سأتناول هنا بعضا من أقوال المستشرقين الذين أنصفوا الإسلام وحضارة الإسلام حيث يحاول الكثير من الأوربيين طمس معالم الحضارة الاسلامية وإنكار فضل هذه الحضارة على الأوروبيين بصفة خاصة والعالم الإنساني بصفة عامة.
فيقول مايكل هارت في كتابه الخالدون مئة وأعظمهم محمد..
لقد اخترت محمداً في أول هذه القائمة ولابد أن يندهش الكثيرون ولكن محمداً هو الإنسان الوحيد الذي نجح نجاحاً مطلقاً على المستويين الديني والدنيوي وهو قد دعا إلى الإسلام ونشره كواحد من أعظم الديانات وأصبح قائداً سياسياً وعسكرياً ودينياً وبعد 13 قرن من وفاته فإن أثر محمد عليه السلام ما يزال قوياً.
ويتعجب الباحث اليهودي فرانز روزنتال من سرعة قيام ونشأة وانتشار الحضارة الإسلامية فيقول..
يعد ترعرع الحضارة الإسلامية من أكثر الموضوعات استحقاقًا للتأمل والدراسة في التاريخ ذلك أن السرعة المذهلة التي تم بها تشكل هذه الحضارة أمر يستحق التأمل العميق وهي ظاهرة عجيبة جدًّا في تاريخ نشوء الحضارة ويمكن تسميتها بالحضارة المعجزة لأنها تأسست وتشكلت وأخذت شكلها النهائي بشكل سريع جدًّا ووقت قصير جدًّا.
ويقول المستشرق الألماني شاخت جوزيف متحدثاً عن الشريعة الإسلامية والتي لعبت دوراً هاماً في الحضارة الإسلامية.
إن من أهم ما أورثه الإسلام للعالم المتحضر قانونه الديني الذي يسمى بالشريعة وهي تختلف اختلافًا واضحًا عن جميع أشكال القانون إنها قانون فريد فالشريعة الإسلامية هي جملة الأوامر الإلهية التي تنظم حياة كل مسلم من جميع وجوهها.
ويقول العالم الإسباني خوسيه لويس بارسلو..
أرسى الإسلام مدنية متقدمة تعد في الوقت الحاضر من أروع المدنيات في كل العصور كذلك فإنه جمع حضارة متينة متقدمة وذلك إذاً ما طرحنا جانبًا الاضمحلال الواضح للقوى السياسية فإن الشخصية الجماعية للإسلام قد صمدت أمام كافة أنواع التغيرات ذلك لأن معيار الشخصية الجماعية هو المدنيةُ عامة والتقاليد التي لم تنطفِئْ أو تَخمد.
الفرنسى جوستاف لوبون فى كتاب حضارة العرب عالمية الحضارة الاسلامية فيقول..
لم يقتصر فضل العرب والمسلمين في ميدان الحضارة على أنفسهم فقد كان لهم الأثر البالغ في الشرق والغرب فهما مدينان لهم في تمدنهم، وإن هذا التأثير خاص بهم وحدهم فهم الذين هذبوا بتأثيرهم الخلقي البرابرة.
ويقول جورج سارتون عن اللغة العربية وعالميتها ودورها في الحضارة الإسلامية..
حقق المسلمون عباقرة الشرق أعظم المآثر في القرون الوسطى وكانت اللغة العربية أعظم اللغات خلال هذه العصور فلقد كتبت بها المؤلفات القيمة شديدة الأصالة وكان على أي باحث يريد أن يلم بثقافة العصر أن يتعلم اللغة العربية ولقد فعل ذلك الكثير من غير العرب.
ريتشارد كوك" في كتابه مدينة السلام..
أن أوروبا لتدين بالكثير لإسبانيا العربية فقد كانت قرطبة سراجاً وهاجاً للعلم والمدنية في فترة كانت أوروبا لا تزال ترزخ تحت وطأة القذارة والبدائية.
ويقول رينيه جيبون..
لم يدرك كثير من الغربيين قيمة ما اقتبسوه من الثقافة الإسلامية ولا فقهوا حقيقة ما اخذوه من الحضارة العربية في القرون الماضية.
لا أقصد من ذلك تباهياً بالماضي أو أن أردد أقوال المستشرقين بل القصد من ذلك لفت أنظار المسلمين والعرب إلى حقيقة حضارتهم التي أذهلت العالم كله وكان لها فضل على أوروبا وتطورها..
في كتابه حضارة العرب يقول جوستاف لوبون..
أخذ الغرب عن العرب أخلاق الفروسية واحترام المرأة وإذن فليست المسيحية كما يظن بعض الناس في الغرب هي التي انصفت المرأة بل الاسلام.
ويقول العالم الصيني لى قوان فبين..
الحضارة الإسلامية من أقوى حضارات الأرض وهي قادرة على اجتياز أي عقبات تواجهها لأنها حضارة إنسانية الطابع عالمية الأداء رفيعة القدر علميًّا وفكريًّا وثقافيًّا وبعدما تعمّقتُ في الأدب العربي القديم والحديث ازْداد اقتناعي بأن الشرق يمتلك سحر الحضارة والأدب والثقافة وأنه صاحبُ الكلمة المفكِّرة والعقلية المنظمة.
وهنا لا حصر لأقوال المستشرقين واعترافهم بفضل الإسلام والمسلمين على أوروبا..
وأختم هنا بقول جورج سارتون فى كتابه حضارة العرب حيث يقول فيه..
لقد سبق للعرب أن قادوا العالم في مرحلتين طويلتين ظلت الأولى حوالي ألفي عام قبل اليونان وعاشت الثانية طوال أربعة قرون خلال العصور الوسطى وليس ثمة ما يمنع هذه الشعوب من أن تقود العالم مرة أخرى في المستقبل القريب أو البعيد.
لا أقصد من ذلك تباهياً بالماضي أو أن أردد أقوال المستشرقين بل القصد من ذلك لفت أنظار المسلمين والعرب إلى حقيقة حضارتهم التي أذهلت العالم كله وكان لها فضل على أوروبا وتطورها في شتى مجالات الحياة وأهما الجانب الإنساني.
التسميات :
التاريخ