أسماء الطوائف العرقية في الوطن العربي

أسماء الطوائف العرقية في الوطن العربي
مَوْسُوعَةُ الْهُلًاْلِيُّ - المقصود بالوطن العربي بشكل أكثر دقة وموضوعية، هو ذلك الوطن الكبير الذي يتحدث سكانه باللغة العربية كلغة رسمية، وينتمي غالبية سكانه إلى العرق العربي وإلى القبائل العربية، ويشترك جميع سكانه في التاريخ  واللغة والدين والثقافة ويتصلون ببعضهم البعض بروابط النسب والمصاهرة والانتماء القومي والتعاطف الوجداني والعادات والتقاليد والتراث، ويرتبط جميع السكان على كامل الجغرافية للسياسية للوطن العربي بمصير مشترك، وإنتماء عاطفي وجداني إنساني متأصل..
"قد لا تكاد دولة تخلو من دول العالم اجمع من ان يكون شعبها مكونا من أقليات عرقية كانت اثنيه أو طوائف دينية واديان مختلفة بأصولها و ثقافتها ومن الصعوبة إن نجد دولة فيها دين واحد يتكلم شعبها لغة واحدة، هذا وقد بدأ التفاعل التاريخي للأقليات في العالم العربي بعد الحرب العالمية الأولى وانهيار الدولة العثمانية التي كانت تمثل الإطار الجامع لكل الأديان والطوائف والملل والأعراق التي تسكن الأرض العربية، ومن هذه الأقليات نجد الأقلية الكردية التي تعتبر من القضايا مستعصية الحل في العالم العربي، وذلك راجع إلى جغرافية كردستان المجزأة، حيث يتوزع الأكراد في دول عدة هي: تركيا ، إيران، العراق، وسوريا، ونسبة قليلة منهم في أرمينيا، ففي العراق عرفت قضية الأقلية الكردية أو ما يعرف بمسألة أكراد كردستان الجنوبية تحولات وتطورات مستها وخصوصا ما بين سنوات 1918 ـــــ 1945، فقد كان لها تأثيرات على العالم العربي عموما وعلى العراق بالخصوص من أحداث ساهمت في بلورة فكرة القومية الكردية بفعل العوامل الإقليمية والدولية التي انعكست إيجابا وسلبا على مسار الحركة القومية الكردية في العراق المطالبة بتحقيق الوحدة الجغرافية.."
وفي كل دولة من دولنا العربية تقريبًا توجد على الأقل أقلية عرقية واحدة. فما هي أبرز هذه العرقيات؟

الأكراد
الأكراد هم أكبر أقلية عرقية في العالم ورغم ذلك فهم لا يملكون دولة خاصة أو كيانًا سياسيًا موحدًا يعترف به العالم كله.
يتوزع الأكراد في وطننا العربي بين دولتي سوريا والعراق في مناطقهما الشمالية. بالإضافة لذلك يتواجد الأكراد في مناطق من تركيا وإيران مع حلم تاريخي بإقامة دولة مستقلة على أراضٍ مشتركة لهذه الدول الأربع.
العرق الكردي نابع من العرقيات الإيرانية وهي تلك الشعوب التي تتحدث باللغة الإيرانية وتنتشر بشكل عام من هندوكوش شرقًا إلى وسط الأناضول غربًا ومن آسيا الوسطى شمالًا إلى الخليج العربي جنوبًا.

يقدر عدد الأكراد في العالم بحوالي 27 مليون نسمة منهم حوالي 6 مليون في كل من سوريا والعراق.

الشيعة
رغم التواجد الكبير للشيعة في العراق وسيطرتهم على الأوضاع السياسية فيها إلا أن هناك دولًا يتواجد فيها الشيعة كأقلية.
1- السعودية
يتركز الوجود الشيعي في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية وبخاصة في محافظتي القطيف والأحساء التي يشكل فيها الشيعة الأغلبية.

يتواجد الشيعة بأعداد قليلة في مناطق أخرى مثل المدينة المنورة ونجران وعسير وجيزان.
يمثل الشيعة حوالي 4-5% من إجمالي عدد سكان المملكة البالغ عددهم 16 مليون نسمة. جدير بالذكر أن مصادر أخرى تشير إلى أن نسبة عدد الشيعة بالمملكة يصل إلى حوالي 15% من إجمالي السكان.
من بين المقدسات الخاصة بهم في المملكة كل من المسجد النبوي وقبر الحسن بن علي بن أبي طالب وقبر علي بن الحسين وقبر محمد الباقر وقبر جعفر الصادق.

2- البحرين
رغم أن الشيعة يمثلون حوالي نصف سكان البحرين إلا أنهم لا يحظون بالحقوق السياسية والاجتماعية التي يملكها نظراؤهم السنة.

هناك اختلافات كبيرة بن السنة والشيعة في تقدير عدد الشيعة بالبحرين حيث يقول الشيعة أنهم الأكثرية بينما يصر السنة أن نسبة الشيعة أقل منهم.

3- الإمارات العربية المتحدة
يمثل الشيعة في الإمارات حوالي 15% من إجمالي السكان المسلمين بها طبقًا لإحصاءات حكومية رسمية.

4- الكويت
يشكل الشيعة في الكويت ما نسبته 40% من إجمالي نسبة السكان.

البربر أو الأمازيغ
يتواجد البربر كمجموعة أقلية في دول المغرب العربي.

موسوعة البريتينكا تشير إلى أن البربر من حيث العرق يمثلون حوالي 80% من إجمالي سكان الجزائر والمغرب، و60% من إجمالي سكان تونس وليبيا، وبالتالي يصبح إجمالي عددهم في هذه الدول حوالي 50 مليون شخص.

التعريب تسبب في القضاء على اللغة الأصلية للسكان البربر في عدة مناطق بالإضافة للقضاء على هوية العديد منهم حيث نلاحظ أن العديد من أولئك الذين كانوا ينتسبون لأجداد من البربر باتوا الآن يدعون أنهم عرب.

الموسوعة ذاتها تشير إلى أنه من ناحية الهوية فإن البربر يمثلون أقلية عرقية في دول المغرب العربي حيث يمثلون 40% من سكان المغرب، و30% من سكان الجزائر، و5% من سكان تونس، و10% من سكان ليبيا، وبالتالي فإن مجموع البربر في هذه الدول طبقًا للهوية يبلغ 20 مليونًا فقط.

الأرمن
وهم شعب ينتمي إلى العرق الآري، وتواجدهم في الوطن العربي جاء من خلال ضم مناطق شمال العراق وسوريا وفلسطين ولبنان إلى دولة أرمينيا في الفترة بين القرن السابع قبل الميلاد وحتى القرن الأول الميلادي.

عام 301م اعتنقت أرمينيا الديانة المسيحية رسميًا ليصبح بالتالي جميعُ الأرمن مسيحيين حتى يومنا هذا.

يتواجد الأرمن في عدة دول عربية كأقليات قليلة. يبلغ عددهم في لبنان 156 ألف نسمة، وفي سوريا 100 ألف نسمة، وفي العراق 20 ألف نسمة، وفي مصر 6500 نسمة، وفي الأردن 5 آلاف نسمة، وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة حوالي 3 آلاف نسمة بالإضافة إلى 2000 من الأرمن يعيشون في الإمارات.
اليزيديون
هي مجموعة دينية كردية تتركز في مناطق بالعراق وسوريا.

ينتمون عرقيًا إلى أصل كردي له جذور هندية أوروبية على الرغم من تأثرهم الثقافي بمحيطهم المتكون من مزيج من الثقافات العربية والآشورية السريانية.

البعض يرى أن الديانة اليزيدية التي يتبعها اليزيديون هي ديانة منشقة ومنحرفة عن الإسلام، كما يرى البعض أنها خليط من عدة ديانات قديمة مثل الزردشتية والمانوية والميثرائية.

تعرض اليزيديون عبر تاريخهم إلى حوالي 72 حملة إبادة مما تسبب في خلق ثقافة الانزواء في تفكيرهم.

يبلغ إجمالي عدد اليزيديين حول العالم من 700 ألف إلى مليون شخص.

العلويون
هي إحدى طوائف الشيعة الجعفرية الاثني عشرية والتي تتميز عن باقي الطوائف بإيمانهم بالدعوة الباطنية والتي تعني سرية تعليم وممارسة العبادة والتي تأتي من أجل حمايتهم من الأخطار السياسية المحيطة بهم.

العلويون أيضًا لا يعترفون بنظام المرجعيات الدينية كما أن كتبهم الفقهية قليلة نسبيًا. ونتيجة سرية هذه الطائفة فقد وجهت لها العديد من الاتهامات على مر التاريخ، فوصفها بعض الشيعة بالغلو، وكفرها بعض السنة.

يتركز العلويون في الجبال الساحلية السورية ويقدر عددهم بحوالي 11,5% من إجمالي السكان في سوريا.

في عام 1970م تولى حافظ الأسد رئاسة الدولة السورية ليخلفه بعدها ابنه بشار وكلاهما من الطائفة العلوية، لتستطيع هذه الطائفة السرية الوصول للحكم.

الدروز
هي طائفة دينية لها أتباع في كل من لبنان وسوريا وفلسطين والأردن.

كلمة الدروز تأتي نسبةً إلى نشتكين الدرزي الذي انشق عن دعوة طائفة الموحدين في عصر الدولة الفاطمية في خلافة الحاكم بأمر الله. الطائفة الدرزية قامت لاحقًا بقتل نشتكين الدرزي لاعتباره مرتدًا عن الإسلام نتيجة خروجه عن تعاليم الإسلام.

من هنا فإن الدروز يسمون أنفسهم الموحدين الدروز وأنهم أتباع الحاكم بأمر الله الفاطمي ويعتبرون أن السيد المسيح هو نبيهم وهو أساس كل الديانات.

يبلغ تعداد الدروز في سوريا حوالي 700 ألف نسمة، وفي لبنان حوالي 250 ألف نسمة، وفي فلسطين حوالي 130 ألف نسمة، وفي الأردن حوالي 20 ألف نسمة.
الشركس
هم مجموعة شعوب تشمل سكان شمال القفقاز مثل أديغة والشيشان وآفار ولزجين، وكنتيجة للحروب التوسعية للإمبراطورية الروسية اضطر عدد كبير من الشركس الهرب إلى الدولة العثمانية خصوصًا وأن غالبية الشركس يدينون بالدين الإسلامي.

يتواجد الشركس في العراق حيث يقدر عددهم بحوالي 30 ألف نسمة كما يتواجدون بأعداد ضئيلة في الأردن وسوريا.

النوبيون
هم أهل منطقة النوبة التي تمتد على ضفتي نهر النيل في المنطقة الواقعة بين أقصى شمال السودان وأقصى جنوب مصر.

لا أحد يعلم على وجه الدقة كم يبلغ عدد النوبيين في مصر والسودان لكن عددًا من الإحصاءات غير الرسمية يشير إلى أنهم ما بين 2 – 5 ملايين تقريبًا... [علاء الدين السيد، أبريل، 2015م، موقع ويب إخباري]..
ومن صحيفة الشرق الأوسط:
" * العـراق:

ـ المسيحيون غير العرب 3% ـ الصابئة المندائيون أقل من 1% ـ الأكراد 18% ـ الايرانيون 1.5% ـ التركمان 2%

* سـورية:

ـ العلويون 10% ـ الدروز 4% ـ الاسماعيليون 7% ـ المسيحيون غير العرب 3% ـ الأكراد 4% ـ الترك 1% ـ الشركس 1% الأردن ـ المسيحيون 1.5 % ـ الشركس 1.6 % ـ الشيشان أقلية ضئيلة ـ الأرمن 0.5% ـ الأكراد 0.3% ـ التركمان 0.12%

* لبنان ـ الدروز .6% ـ العلويون أقل من 1% ـ المسيحيون العرب 33% ـ المسيحيون غير العرب 5% ـ الأكراد 1% ـ الترك أقل من 1%

* مصر ـ النوبيون 2% ـ البجا (ومنهم البشارية) أقل من 0.5% ـ البربر (السيويون) أقل من 0.5% ـ أفارقة آخرون وغجر2% ـ الأقباط 9%

* السودان ـ البجا 6% ـ الهوسا 4% ـ النوبيون 3% ـ الفور 2% ـ شعوب صحراوية أخرى 4 % ـ القبائل النيلية وشبه النيلية 16% ـ البانتو 2 % ـ الوثنيون (كلهم من غير العرب) 25% ـ المسيحيون 5%

* الجزائر ـ المسيحيون العرب أقل من 1% ـ البربر السنة (أهمهم الشاوية والقبائليون والشلوح) 26% ـ الاباضيون (المزابيون، وهم من البربر) أقل من 1% ـ الطوارق (بربر سنة من البدو الرّحّل) أقل 0.5% ـ المسيحيون البربر (خصوصاً في جبال القبائل). أقل من 1%

* المغرب ـ البربر 36% ـ الطوارق (بربر من البدو الرّحّل. أقل من 1% ـ اليهود 0.2 % ـ الأوروبيون (الاغلبية مسيحيون) 1% ـ الأفارقة (الزنج) أقل من 1%

* موريتانيا ـ المولّدون (عرب وبربر) 40 % ـ الأفارقة الزنج 20 % ـ البربر (بمن فيهم الطوارق) 2.5%.." [صحيفة الشرق الأوسط، خريطة الأقليات في الوطن العربي، مسعود ضاهر، 2005م]

 أسباب الصراع بين الأقليّة والأغلبية في الوطن العربيّ: 

[أوراق ثقافية، لمجموعة من الباحثين، يناير، 2020م]
إن موضوع الأقليّات العرقيّة والدينية في العالم العربيّ، عبارة عن قنبلة موقوتة في معظم أنحاء العالم العربيّ. ويمكن إجمال أسباب الصراع بين الأنظمة السياسية والأقليّات على هذا النحو:

عدم ثقة الأنظمة العربيّة المعاصرة في الأقليّات الموجودة داخل إقليمها، وبالتالي تعدّها خطر على النظام السياسي القائم.
خوف الدولة العربيّة القطرية من انفراط الوحدة الوطنية، والمس بسيادتها المطلقة عن طريق المطالبة بالحكم الذاتي، وتقرير المصير، والاستقواء بالخارج.
غياب الحرية والديمقراطية عن أنظمة الحكم العربيّة جعلها تضع مشاكل الأقليّات في ثلاجات شديدة التجمد، أو تدفنها تحت الأرض من خلال تدابير أمنية مشددة. ولكن ما إن يتغير أسلوب الحكم حتى تصبح قضية الأقليّات مطلبًا سريعًا وحيويًا وهذا ما حصل في العراق بعد التاسع من نيسان 2003 فجر سقوط نظام صدام حسين.
تذهب أنظمة الحكم العربيّة إلى أنّه مجرد طرح قضايا الأقليّات للنقاش يضعف الشعور بالمواطنة، وهذا يجعلها تطالب بالاستقلال ما يزيد من عزلتهم عن بقية المجتمع، ويزيد في تغذية الشكوك الطائفية، والعرقيّة الموجودة بين الأقليّة، والأغلبية في المنطقة.
تذهب الأقليّات إلى التحالف مع القوى الخارجية بهدف تحقيق الانفصال عن الوطن الأمّ كالأكراد عندما تحالفوا مع الولايات المتحدة الأمريكية ضد العراق، والأقليّة المسيحية التي تحالفت مع أوغندا ضد السودان.
تعدّ الأقليّات ذات النزعة الانفصالية خطرًا يهدد أمن الدولة خصوصًا إذا كانت الأقليّة بأعداد كبيرة وتمتلك موارد اقتصادية كبيرة، ما يدعم نزعتها الانفصالية، والاستقلال عن الدولة الأمّ، وهنا تفقد الدولة جزءًا لا يستهان به من أرضها، وتكون لمشاكل مستقبلية عدّة تسمى في ما بعد حرب تصفية حسابات.
إن الاستعمار خرج من الدول العربيّة، وقد زرع في قلبه المشاكل الداخلية، وجعله عرضة للحروب، والصراعات الداخلية لإثارة النزعات الانفصالية بين الأقليّات، والدولة القطرية.
ظهور التعبئة غير المشروعة لقطاعات معينة من الأقليّات من قبل بعض قياداتها المتطرفة، وتبنيها مطالب غير عقلانية تخل بالوحدة الوطنية وسيادة الدولة لكثير من الأقطار العربيّة.
إن استمرار الصراع الحضاريّ ضد الأمة العربيّة يدفع ببعض القوى الإقليمية، أو الدولية إلى أن تجعل من بعض قيادات الأقليّات المتذمرة آلية من آليات التدخل لعرقلة، أو تعطيل إمكانية تحقيق المشروع القوميّ العربيّ.
طبيعة تعامل بعض أبناء الأغلبية العربيّة أو نخبها مع الأقليّات، واتجاههم في الغالب نحو تجاهل بعض الأهداف المشروعة للأقليّات.[أوراق ثقافية، د. عماد هاشم/ د. عليّ الصمد / د. عليّ حمزة]..
              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم