الخنجر والأزياء في اليمن

الخنجر و الأزياء في اليمن
مَوْسُوعَةُ الْهُلًاْلِيُّ - التراث اليمني كبقية التراث العربي في شبه الجزيرة العربية، من أجمل تراث العرب، وله احترام شعبي في كافة المناطق العربية، لرونقه وجماله، حيث أن كل القبائل العربية بشكل خاص ترى في تراث اليمن جزء متأصل من تراث العروبة القديم، فالكل يعلم أن كل العرب القدماء كانوا لا يسيرون في أي مناسبة أو سفر أو رحلة أو حتى في الذهاب إلى السوق أو المسجد أو زيارة صديق أو قريب، إلا وكانوا يحملون سلاحهم معهم، هكذا كان كل العرب في قديم الزمن، ولذلك فإن التوشح بالسيف أو الخنجر أو الشبرية أو البندقية كان جزء من التراث العربي الأصلي، وكذلك الأزياء فكل الأزياء العربية مشتركة في العموميات ولكل منها خصوصيات، وإن التمسك في التراث العريق والنظيف والجميل، التراث البناء الذي يبني ويحافظ على القيم، هو عمل مطلوب ومرغوب ومحبذ من قبل الجميع، فهو الأصالة والعراقة..

السلاح في اليمن:


يعتبر امتلاك السلاح أمراً مألوفاً وجزء من شخصية اليمني ابتداء بالخنجر إلى الأسلحة الثقيلة التي يمكن شرائها في الأسواق  إلا أن هناك أسباباً سياسية وراء انتشار السلاح في اليمن فالحكومة المركزية ضعيفة وهيكلتها قبلية خالصة. فلم تكن هناك جهود جدية للحد من انتشار السلاح بين المدنيين ولا حتى إخراطهم في قوات منظمة  فعلاقة الجيش بالقبائل قوية ومتباينة وكثير من أبناء القبائل قد لا يكون منخرطا في القوات الحكومية إلا أن ولاءات قبلية ومصالح تدفعه أو لا تدفعه لمشاركة الجيش في عملياته المختلفة فاعتماد السلطة على القبائل بهذا الشكل أحد أهم عوامل انتشار السلاح في اليمن رغم بعض القرارات العلنية الصادرة في الأعوام الماضية عن تقنين السلاح وتجارته، إلا أنها فشلت فشلاً ذريعاً  وهناك من 61 ـ 81 (أعلى احتمال) قطعة سلاح لكل 100 مدني في اليمن وإحصائية «60 مليون قطعة سلاح» غير صحيحة ولا تعتمد على دراسات ولا تعدو أن تكون تخمينا لأن أعداد الكلاشنكوف حول العالم أجمع لا تتجاوز مليون قطعة.

الأزياء والحلي:


تختلف أنماط اللباس باختلاف المناطق والقبائل بل إنه كان قديما بالإمكان التعرف على قبيلة الرجل من جنبيته وعمامته  لا زالت تستعمل قرون وحيد القرن والعاج المستورد من أفريقيا لصناعة الخناجر الفاخرة رغم المنع الحكومي  وتعود أصول الجنبية إلى عصور قديمة فالنقوش القديمة تظهر عددا من الملوك متقلدا خنجرا على وسطه  ويتوارث صناعة الجنابي عائلات معروفة وكان اليهود قديما من أمهرهم في صناعة الغمد. يرصع أهل البادية خناجرهم بالعقيق اليماني في مأرب وحضرموت في حين أهالي صنعاء يكتفون بالمعدن فيزرعون جنابيهم بالفضة والذهب واللاز (برونز) مع مقابض من قرون البقر وتتنوع أغطية الرأس في اليمن وبالذات في حضرموت فرحلات أهلها التجارية أضفى على أغطية رؤوسهم تنوعا. وتختلف العمامة أو «العمة» في المهرة وحضرموت عن المناطق الشمالية للبلاد لقربهم من سلطنة عمان. ويرتدي بعض اليمنيين القاوق الذي يصنع من قماش قطني بشكل كوفيتين يوضع بينهما قليل من القطن. وكان يلبسه الفقراء والأطفال الصغار. وكثيرا ما يستخدم هذا القاوق قاعدة للعمامة. وهناك قاوق القص الذي قدم من جنوب شرق آسيا ويظهر ذلك في أغطية بعض اليمنيين المتصلين بهم وتختلف العمائم باختلاف الطبقة، أو كانت كذلك على الأقل.
عرف اليمنيون الأزياء منذ أقدم العصور وبرعوا في صناعتها، وكان لليمن دورها البارز في مجال صناعة المنسوجات سواء في فترة ما قبل الإسلام أو في العهود الإسلامية المختلفة، وقد أشارت المصادر إلى أن ملوك اليمن في العصور القديمة أنشأوا دوراً للنسيج، كانت تدر عليهم دخلاً كبيراً من المال وكانت المنسوجات اليمنية - حسب بعض الدراسات - تصدر إلى خارج البلاد، كما أن الكعبة كُسيت بمنسوجات يمنية فريدة في نوعها، حيث تذكر المصادر التاريخية بأن «تبع كرب أسعد» لما قدم من المدينة إلى مكة في طريقة إلى اليمن رأى في المنام أنه يكسو البيت الحرام فكساه الحصف، وهو نسيج من خوص النخيل، ثم رأى مرة أخرى أنه يكسوه أحسن الأقمشة، فكساه «الوصايل»، فكان تبع أول من كسا البيت وأوصى بذلك بنيه من بعده، و «الوصايل» - كما ذكرت الدكتورة وفية عزي في دراسة لها بعنوان «الفنون الإسلامية في اليمن» - بأنه ثوب يماني مخطط وكذلك المقصبات والبرود والقصائب والمعلمات والمعصفرات، وقد كفن النبي صلى الله عليه وسلم بسبعة أثواب يمانية سحولية، وعلى ذلك فالوصايل هي نوع من الأقمشة التي كانت تنسج في اليمن في عصور ما قبل الإسلام واستمر نسجها في العهود الإسلامية، ومميزات هذا النوع من المنسوجات، يتمثل - كما يرى البعض - في عدم وجود تصميم زخرفي مسبق وإنما تتم الزخرفة عن طريق استخدام خيوط ملونة «مصبوغة» تستخدم في السدة أو اللحمة بطريقة متصلة أو منفصلة مشكلة نوعاً من الزخرفة أشبه بالزخرفة التجريدية في مذاهب الفن الحديثة. [المرجع.. ويكيبيديا الموسوعة الحرة]
              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم