توزعت قبيلة بني عامر، في سواحل فلسطين وأوديتها الساحلية في عدة مراحل وفترات الأولى عقب سقوط الدولة الأموية، والثانية بعد انهيار افتراق التحالفات في الاحساء والحروب ابان الدولة الفاطمية، والثالثة بعد سقوط المنطقة تحت السيطرة العثمانية، وما بين مرحلة وأخرى وقعت تقلبات سياسية كان لقبائل بني عامر دورا رئيسيا فيها كلها موضوحة عبر صفحات هذا الموقع، حديث أن توزيع بني عامر كان يمتد وينتشر في مدن وقرى السهل الساحلي، وفي أرض الحجاز ، وأجزاء أخرى اتجهت إلى مصر والشمال الأفريقي في فترات ومراحل تاريخية متعاقبة متأثرة بالأحداث السياسية، ابتداءا من 749م - 980م، ثم 1090م - 1051م ثم المرحلة الأخيرة بعد حروب المماليك والأتراك 1516م - 1520م وبعد هذا التاريخ بدأ عصر الاضمحلال والتشرذم في كافة المناطق والأقاليم.
ومن المواضع الساحلية التي توزعت فيها بعض عشائر بني عامر في فلسطين، نذكر: طولكرم، واللد، والرملة، وعكا، ويافا، ويبنا، وروبين، وسكرير، ويازور، وغزة وبئر السبع، والعريش.
وإن سكنى قبيلة بني عامر في منطقة السواحل الفلسطينية، له دلالة مؤكدة حول قوتهم في تلك الحقبة، لأن العزة والسيطرة في السهل الساحلي الفلسطيني كانت للبدو[1] منذ تاريخ الجزء الجنوبي لبلاد الشام، ومن الجدير ذكره في هذا الموضوع فإن السهل الساحلي الفلسطيني كان لقبائل قضاعة وجذام وطيء قبل الإسلام واستمر وازداد في فترة العهد الأموي بعد تكتل حلف اليمانية والقيسية، وذلك بسبب استعانة الأمويين بالقبائل اليمنية لتسيير السفن الحربية بحراً، وذلك لخبرتهم وتفوقهم البحري، فكان من نواتج ذلك، تمركز القبائل اليمنية على سواحل البلاد[2]، تنافسهم في ذلك القبائل القيسية، لأن أصول النسب في كلا الحزبين متقاربة، فالحزب اليمني فيه قبائل قيسية النسب، والحزب القيسي فيه قبائل قحطانية النسب، ولهذا ظل التنافس شديد وطويل بين الحزبين في فلسطين بالذات حتى كان آخره في حوالي العام 1780م، أي بعد أكثر من 1000 سنة ويزيد على ظهورهما.