الخط الزمني لتاريخ بني عامر🕗

تأملات تاريخية في الخط الزمني لتاريخ بني عامر بن صعصعة وعلاقتها بالحزب القيسي واليماني

وفقاً لتحليل سلسلة النسب بحسب الوقائع المؤرخ لها، تبين أن عامر بن صعصعة قد ولد على الأرجح سنة 387م، وأن هلال ولد عام 415م أي أن عامر بن صعصعة كانت عشيرة ضمن هوازن يوم فتح العرب فلسطين عام 634م وكان عامر بن صعصعة في ذلك الوقت جد قريب لأحفاده من ذريته ربيعة وهلال و نمير وغيرهم، فهو إذاً جد جامع لعدد من الفصائل، لأن الفصيلة هي ما انقسم فيه أنساب الفخذ، والفصيلة جزء من الفخذ والفخذ جزء من البطن والبطن جزء من القبيلة والقبيلة جزء من الشعب[1]، أما عامر بن ربيعة بن كلاب بن عامر بن صعصعة، فيكون قد ولد عام 455م تقريباً، وهذا يكون في زمن الفتح جد لما يقارب من 140 فردا بالمتوسط، ويكون في العام 700م قد أسس قبيلة كبيرة تعرف باسم جدها عامر بن ربيعة من بني كلاب، وهذا هو الذي اشتهر المرج باسمه فيما بعد، لأن هذه الفترة قريبة عهد بانتشار قبائل بني عامر بن صعصعة في مساحات كبيرة من بلاد العراق والشام بحيث كان يصعب حصرها كاملة في العهد الأموي فما بالك بعد ذلك، اذا وصلت لأقصى الدولة الإسلامية شرقا وغرباً.
ومما يذكر من تاريخ بني عامر بشكل عام هو أنه انضم لهم عدد من بطون القبائل العربية في الشام، وذلك منذ أواخر العصر الجاهلي وحتى نهاية العصر الأموي وفي عهد الخليفة سليمان بن عبد الملك كان مركزهم الرملة، وكان لهم إمارة وشيوخ في عدة مناطق، ومنها في سوريا وفي صفد ونابلس بفلسطين وفي شمال سيناء وفي بلبيس بالمنطقة الشرقية من مصر، وقد عرفوا في تلك الفترات بعدة أسماء منها آل عامر، وبني عامر، والعوامر، وكانوا على صلة بقبائل يمنانية وقيسية.
فمثلاً  بني كلاب في عهد الدولة الأموية 41هـ - 132هـ نزلت مصر وكانت أول القبائل العربية التي تمارس الزراعة في بلبيس بمصر وكان مبدأ أمرهم أن سكن منهم 100 عائلة جاءوا من بادية الشام، ثم أخذوا بالتزايد وذلك في سنة 109هـ، ثم في العصر العباسي امتدت لها بطون وتفرعات أخرى في نواحي متعددة في الشام ومصر والجزيرة العربية والأندلس والمغرب، وفي عهد القرامطة 287هـ – 470هـ امتدت منهم بطون إلى الخليج العربي فكان لهم عدة قبائل تتواجد في الإحساء على الضفة الغربية للخليج، أي في الجهة الشرقية لشبه الجزيرة العربية، وكانت زعامة الإحساء في حوالي العام 1077م في يد عائلة العيوني ومنهم الشاعر ابن مقرب أحد أحفاد عبد الله بن علي العيوني، وهبط منهم جماعة إلى مصر وفلسطين لمحاربة الفرنجة مع صلاح الدين الأيوبي500هـ - 692هـ وتزعمهم بني عصفور سنة 1253م، وكانت قوافلهم التجارية تهبط باستمرار إلى مصر في العام 640هـ كان بنو عامر يقطنون الفيوم ولهم حصة جهادية في الفيوم قوامها 400 فارس، ولهم خفارة بلد الفيوم، وتشترك قبيلة بني جرم وبني طيء في حراستها داخل مناطق نفوذهما في جنوب الشام، ومن أهم عائلات بني عامر في تلك الفترة حوالي القرن الرابع عشر الميلادي بني شبانة الذين جاءوا بعد بني عوف ومنهم بطون دخلت في قبيلة حرب بالحجاز، وكانت قبيلة القديمات تقود قبائل بني عامر الرحل، وقديمة بطن من شبانة، وبني عقيل بطن من شبانة، منهم محمد بن أحمد بن العقيدي بن سنان بن عقيلة مقدم بني عامر وفد على السلطان بيبرس وعوملوا بأتم الإكرام وأفضل الترحيب[2]، وفي مطلع القرن الخامس عشر تزعمت قبيلة بني جبر العوامرة حتى نهاية القرن، ثم اختفت قبيلة بني عامر في حوالي العام 1591م، وأصبحت بعد هذا التاريخ مشتتة ومتفرقة بين شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام، منهم بطون خالطت قبائل الحجاز وفلسطين وسيناء والأردن ومصر وسوريا، وهذه نهاية حتمية لأي قبيلة عربية تتضخم وتتشعب وتتمدد في بلدان الدولة الإسلامية مترامية الأطراف، ليرثها من بعد ذلك أسماء جديدة لبطونها.
وممن اشترك مع بني عامر بالحلف والتآزر والمصاهرة من قبائل العرب بني كلب وبني تغلب وبني عبد القيس وبني تميم وبني طيء وبني القين وبني عذرة وبني سليم، اضافة للعلاقات الوثيقة مع عرب جذام ولخم في جنوب الشام، وقد تشكلت من هذه الجماعات فيما بعد تكتلات جديدة من سكان القرى والبوادي، تحت تأثير روابط النسب والمصاهرة كالزواج وصلة الأرحام والخؤولة والمجاورة والمصالح المشتركة. 
وفيما يلي أهم المحطات التاريخية لقبيلة بني عامر: 


1- المحطة الأولى : 640م/ 18هـ – 750م/132هـ: 


كانت قبيلة بني عامر في هذه الفترة، مركز قوة نافذة في شرق الجزيرة العربية وشرق الشام، وكان لها صولات وجولات في ساحات الجهاد، والفتوحات الإسلامية، وكانت تحظى أيضاً بنوع من الدلال الأموي، لوجود علاقة مصاهرة مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم والخلفاء الأمويين وتأخيهم لقبيلة كلب القضاعية، من جانب، ولما لها من نشاط عسكري وثقل سياسي من جانب آخر، وقد ظلوا إلى جانب الأمويين يمدونهم بالمساعدات الحربية الفعالة في المناسبات المختلفة حتى أصبح اسم العامري، والكلبي مرادفاً للمتعصب الأموي[3]، ويذكر أن عدد فرسان قبيلة بني عامر في ديوان الجند في العهد الأموي الأول بلغ 2000 جندي يتقاضى كل واحد منهم راتب 2000 درهم وهذا هو شرف العطاء[4] كما وكان لها دور اجتماعي قوي بين قبائل العرب، حيث ترأست زعامة عرب العراق وعرب الشام وعرب الاحساء وتزعمت بني كلب قبائل قضاعة، وبالتالي قبائل الشام كلها أصبحت مؤيدة للأمويين، وكان جيش الخليفة مروان بن محمد في أواخر العهد الأموي غالبيته مع القيسية وفيهم بني عامر وبني سليم وبني قضاعة، وكان من سبب انهيار الأمويين هو الفتنة بينهم حتى في زمن الحرب الخارجية، و لنذكر بعض زعماء وقادة القيسية واليمنية في الفترة الأولى للإسلام: 
من زعماء القيسية:
1- الضحاك بن قيس الفهري ومات يوم مرج راهط سنة 65هـ
2- حبيب بن مسلمة الفهري مات سنة 41هـ
3- أبو الهيذام عامر المري: وهو زعيم عرب الشام وأميرهم وقائد القيسية في الفتنة التي وقعت بدمشق زمن الرشيد، توفي سنة 183هـ
4- ابن بهيس واختلف في اسمه، وكان مرة من زعماء اليمانية
5- ثوابة بن سلمة: أحد قادة القيسية في الأندلس
6- زفر بن الحارث الكلابي العامري، توفي سنة 75هـ
7- النعمان بن بشير الأنصاري توفي سنة 65هـ في حمص
8- ناثل بن قيس الجذامي توفي سنة 66هـ
ومن زعماء اليمانية:
1- مالك بن هبيرة السكوني، توفي أيام خلافة مروان 70هـ 
2- شرحبيل بن سمط الكندي، توفي سنة 42هـ 
3- السائب بن بشر بن عمرو بن الحارث، قتل يوم صفين، ومن ولده النسابة ابن الكلبي هشام أبو المنذر بن محمد بن السائب بن بشر بن عمرو بن الحارث. 
4- بحدل بن أنيف بن دلجة، أخو معاوية لأمه. 
5- حسان بن مالك بن بحدل، الذي قام بمروان يوم مرج راهط، وهو من زعماء القبائل اليمنية. 
6- خالد بن عثمان بن سعيد بن مالك بن بحدل، ولى الشرطة لهشام، وهو الذي دخل مع بني أمية يوم نهر أبي فطرس، فقتل معهم. 
7- سفيان بن الأبرد بن جناب، من قواد بني أمية[5]. 
في هذه المحطة: سكن بني عامر منطقة بلبيس بمصر وتكاثروا فيها، وكانوا يهبطون بلاد الشام يتاجرون بالأبل والخيل والغلال، وعرف هؤلاء العوامر بعرب المشارقة.


2- المحطة الثانية: 751م/133هـ – 1050م/441هـ: 


في هذه الفترة تلقت القبيلة أول ضربات الهزائم على أيدي العباسيين، فكانت تبحث كغيرها من القبائل على مصدر قوة معين لحماية أبنائها، في ضوء المتغيرات العاصفة، والقوة الكبيرة للدولة العباسية الناشئة، وكثرة المجازر الدامية التي افتعلتها القوات العباسية لترهيب الشعوب الإسلامية، وكانت أكثر القبائل تضرراً من هجمات العباسيين هي بني عامر بن صعصعة وبني قبيلة كلب وبطونها وفخاذها وقد نتج عن ذلك أن ضربت على بقايا بني كلب مقاطعة جائرة واعتبرت هتيماً ، فأصبحت عرضة للنفور والإزدراء[6]، وبسبب هذا الشعور لدى قبيلة بني عامر وبني كلب والقبائل الأخرى التي كانت متحالفة معها، بدأت تظهر عدة ثورات متقطعة هنا وهناك كتجارب تحاول استرجاع هيبة الأمويين، واستنهاضهم من جديد، وكذا لتحقيق مآرب معينة تستفيد منها القبائل الثائرة، فظهرت في هذه المحطة مجموعة من التحالفات القبلية الجديدة، ومن أهم ما وقع في هذه الفترة على الصعيد السياسي، وصول الحملات الصليبية إلى بلاد الشام، وكانت قبيلة بني عامر قد مدت رحالها إلى الحجاز ومصر[7]، قادمة من الشام، ولكن هذا الرحيل لم يكن بشكل كامل، كما ظهرت في هذه الفترة حركة القرامطة واجتذبت معها أقسام من قبائل العرب وجاء دور الانتقام السياسي من العباسيين فانضم قسم كبير من بني عامر للقرامطة ومعهم اقسام من طيء وكلب ووقعت الفتن بين القرامطة والعباسيين وبين القرامطة والفاطميين ايضا، ووقف قسم آخر من العرب إلى جانب الفاطميين مثل بني كلاب وبني هلال وبني سليم وبني عوف، وجرت الحروب بينهم، وكان جزء من بني كلب القضاعية قد انضم للقرامطة، بقيادة رجل من بني العليص من بني عدي بن جناب من كنانة عذرة، من بني كلب[8]، يقال له القرمطي وهو أول من تسمى بذلك، ومن الجدير ذكره بأن معظم بطون قبيلة كلب قد نزلت مصر بعد سقوط الخلافة الأموية، وكان لها دوراً في الحياة السياسية بمصر[9]، وكانت إلى جانبها بطون قضاعية أخرى وخاصة عذرة وجهينة، في هذه المحطة اقيمت دولة بني مرداس من بني كلاب بن ربيعة بن عامر في حلب على انقاض الدولة الحمدانية سنة 414هـ، وبعد ذلك توسعت دولة المرداسيين حتى ضمت جنوب لبنان وشمال فلسطين.
وظهرت في هذه الفترة الغزوة الهلالية الشهيرة أو " التغريبة الهلالية" التي اتجهت إلى بلاد الشمال الافريقي، حيث نزلت بني هلال وعرفوا بعرب المغاربة وبني سليم بلاد الصعيد، وفيها توجهوا إلى قتال بن باديس في تونس، وفيها وقعت حروب بينهم وبين الفاطميين في الشرقية والغربية، وكان لهم أيضا بلد الفيوم ولهم خفارته. 


3- المحطة الثالثة: 1100م/493هـ – 1300م/699هـ: 


كانت القبيلة في هذه الفترة، في مرحلة جهاد ضد الفرنجة، كغيرها من قبائل العرب، وقد انحدر المجاهدين من كل حدب وصوب، تلبية لنداء سلطان الزمان، ولك أخي القارئ أن تتصور كيف عجت الأرض واغبر الهواء، بما أحدثته القبائل العربية التي نزلت إلى ساحات الوغى، من غرب الآفاق وشرقها، وجنوبها وشمالها، حيث توافد الناس جماعات وفرادى، عرب ومسلمون، مخترقين الصحاري والقفار والأودية والشعاب والبحار، وقد كان لهذا النفير العام أثر لا بد كبير وعميق في نسيج المجتمع الشامي بشكل خاص، لأنه نقطة تحول كبيرة على الصعيد الاجتماعي، حيث طاب لكثير من المجاهدين العيش في أكناف هذه الديار، فاختار له قبيلة أو قرية أو مدينة فأصبح من ساعته جزء لا يتجزأ من أسرته الجديدة، وقد كانت قبائل عديدة نزحت من فلسطين باتجاه مصر في الأزمنة الأولى للغزو الصليبي، ثم عادت مرة أخرى في هيئة جيوش مجاهدة مع القائد صلاح الدين الأيوبي، ثم توالت أعمال الجهاد من بعد ذلك في مراحل متعددة. 
وفي هذه الفترة، حطت القبيلة رحالها بالمنطقة الساحلية من فلسطين، امتدت من رفح وحتى يافا، على هيئة تجمعات متقطعة، كما عاد جزء آخر إلى المرج الذي أخذت تستوطنه العشائر التركمانية، بدعم من الحكام.
ويمكن أن نعدد خطوات بني عامر في هذه المحطة: قدوم قسم من بني عامر للجهاد قادمة من الحجاز ومعهم قبائل أخرى، ودخول قسم من بني عامر من بني كلاب الذين بالفيوم ونزولهم عسقلان مع قوات الأشرف بن قلاوون، وفي هذه المحطة ايضاً تزعمت قبائل من بني عامر الصعيد مثل بني خفاجة، وتزعمت بني هلال وبني كلاب البحيرة وبرقة وبلاد المغرب.


4- المحطة الرابعة: 1300م/699هـ – 1516م/921هـ: 


وبعد أن انتهى الوجود الفرنجي من الشام سنة 1291م، ووضعت القبائل أوتادها في الأرض، وتجمع الناس في مواضعهم الجديدة، ظهرت النزاعات المحلية بين شيوخ القبائل، وبين القبيلة نفسها حول المشيخة، وبين القبائل والحكام، وبين الحكام أنفسهم، لذلك فإن هذه المحطة تميزت بالصراع المرير وكان على ثلاث جبهات وهي جبهة بين القبائل من جهة، وجبهة بين الحكام، وجبهة بين المماليك والأتراك، ولذلك فإن لهذه الصراعات أثر كبير على التوزيع الجغرافي للقبائل. 
ونتيجة لهذه الصراعات على قبيلة بني عامر، تراجعت من مناطق محددة من سواحل غزة، حيث تركت رمال خانيونس ورفح، وانتقلت للمناطق الداخلية، وجزء منها عاد ادراجه إلى العريش، وجزء ما يزال في مرج بن عامر. 
ومن أهم ما وقع في هذه الفترة هي الحرب بين قضاعة وجذام وثعلبة وجرت في العريش وغزة والخليل ونابلس والقدس ورام الله واللد، وحرب وقعت بين عربان بني هلال وبني أسد في الشام، وحرب وقعت بين بني هلال بن عامر وبين المماليك في الصعيد، وحرب وقعت بين بني عامر في الفيوم نزح على أثرها عدد معين إلى الشام والحجاز، وحرب وقعت بين عربان الفيوم والبحيرة، وحروب وقعت بين المماليك وعربان البحيرة وبرقة، ومعارك بين القبائل والدويلات في الشمال الافريقي 


5- المحطة الخامسة: 1517م/922هـ – 1840م/1255هـ: 


وفي هذه المرحلة ظهر الصراع بين الدولة التركية والدول الأجنبية الاستعمارية من جهة، وبين العرب والأتراك من جهة أخرى، ومن أهم ملامح هذه الفترة كثرة الحملات العسكرية الخارجية والداخلية على السواء، وفي هذه الفترة تركت قبيلة بني عامر منطقة يافا، وتوجهت إلى القدس والمرتفعات، وفي هذه الفترة لم يبق أي أثر لقبيلة بني عامر بالمرج، كما عادت أجزاء من القبيلة إلى ساحل يافا. 
أما في منطقة الإحساء فكان عام 1591م هو تاريخ اختفاء دور بني عامر[10]، وهو عينه تاريخ انقطاع دورها في منطقة الشام ايضاً،  وتشتتهم من اقليم البحيرة إلى القرى في مصر، وإلى سيناء وغزة وإلى الصحراء الغربية والليبية، وانهارت الأحلاف الكبيرة وتفرقت إلى تكتلات وتشكيلات متناثرة، فانتهاء إمارة عرب الفضل كان سنة 1439م[11]، وانهيار حلف جذام وقضاعة وثعلبة في جنوب فلسطين سنة 1445م، وانهيار قضاعة سنة 1500م[12]، وجميع هذه القبائل كانت متصلة فيما بينها، وتتقاسم الأدوار ما بين جنوب الشام وسيناء والجزء الشمالي الغربي لشبه الجزيرة العربية، وهذه الفترة هي عينها الفترة الأولى لتبلور بني عامر الحالية، إذ أنهم بدأوا يجتمعون من جديد في ساحل فلسطين، بعد أن أصابهم تمزق وتشتت كبير في المراحل الماضية، وفقدوا الكثير جداً من أقاربهم في بقاع مختلفة من الأرض، وكانوا في هذه الفترة عبارة عن عدد ضئيل جداً، يقدر عددهم بالعشرات فقط، ولذلك فقد اعتبرت الفترة الواقعة ما بين 1500م – 1800م فترة خمول لتاريخ القبيلة وخصوصاً في بلاد الشام، وقد انتقل التأريخ إلى مسميات جديدة قادت بقية أجزاء القبيلة، في مناطق توزيعها الجغرافي الجديد، ففي الاحساء ظهرت مسميات جديدة، وفي الشام وفي مصر والشمال الافريقي كذلك، حيث نزح عدد من القبائل القيسية من ليبيا إلى الفيوم والبحيرة على اثر الصراعات الداخلية والتي وقعت بسبب التفرقة والوشايات التركية، ويمكن اعتبار هذه الفترة هي المسؤولة عن التشكيكلات والتوزيعات الحالية لقبائل بني عامر في العراق وشرق الجزيرة العربية والشام ومصر والشمال الافريقي.
تميزت هذه المحطة بالحروب السياسية حيث تعرضت البلاد لحملات عسكرية على اثر نزاعات سياسية بين الولاة والحكام والسلطنة العثمانية، مثل المعارك بين الشهابيين والمعنيين، والحملة المصرية على يافا بقيادة أبو الذهب، والغزو الفرنسي بقيادة نابليون على مصر والشام، وحملة ابراهيم باشا على الشام وكذلك على الحجاز والسودان




6- المحطة السادسة: 1850م/1266هـ- 1950م/1370هـ: 


وهي فترة الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان، والانجليزي على الشام والعراق، وبدء ظهور الجمهوريات العربية المستقلة محدودة المساحة، وفي هذه المرحلة حدثت الحرب الاستعمارية الأولى في فلسطين، ونتجت عنها احتلال اليهود وتشريد العرب، وهجرة جميع قبيلة بني عامر من فلسطين، إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، وسيناء والأردن، وسوريا 
ومن الملاحظ في هذا الشأن، إنَّ قلة قليلة من قبيلة بني عامر سكنوا في الخيام ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين، ومعظمهم اتخذوا من الأراضي الرملية الساحلية، وضفاف الأودية، والمتسع من الأرض مساكن لهم، متأملين تحرير بلادهم من قبل القوات العربية التي دخلت الحرب عام 1948م، لكن الحظ كان لصالح العدو، وهذا راجع إلى حداثة السلاح المتطور الذي كان يملكه العدو، بينما تفتقده الجيوش العربية حديثة التدريب والنشأة. 
وفي هذه المحطة عمل الكثير من أبناء العوامرة، في عمليات تهريب السلاح والذخيرة وجلبه على ظهور الإبل، للثوار والفدائيون الفلسطينيون والعرب، كما اشترك من أبناء القبيلة عدد آخر في المقاومة والعمليات المسلحة ضد العدو، وشارك رجال منها في الالتحاق بالقوات المسلحة المصرية العاملة في غزة، وخاضوا حروب عام 1956م و1967، وسقط عددٌ منهم شهداء في هذه المعارك. 
وفي هذه الفترة ايضاً خاضت قبائل بني عامر الثورات التحررية ضد الاحتلال والغزو الفرنسي في الجزائر والغزو الايطالي في ليبيا وعموم بلاد المغرب العربي، وكثير منهم سقطوا شهداء في معارك التحرير، لكن 90% من مسميات القبيلة التي كانت مشهورة قديما قد تلاشت في هذه المحطة، وظهرت أسماء أخرى، كما حدثت هجرات صغيرة من الشمال الافريقي إلى بلاد الشام، حيث هاجر عدد من بني عامر من الجزائر إلى سوريا وفلسطين وسكنوا في صفد ويافا وحيفا والرملة، وفي دمشق ولبنان، ونزل آخرين بلاد الحجاز ومصر.
👇

 المراجع **

[1] ( الأنساب، للصحاري، ج1، ص100) 
[2]- نهاية الأرب في معرفة قبائل العرب، القلقشندي، ص98 
[3] ( القبائل العربية في مصر، د. عبد الله البري، 1992م، ص234) 
[4] (تاريخ قريش، ص39) 
[5] ( جمهرة أنساب العرب، ابن حزم الأندلسي، ط5، ص457-460) 
[6] ( موسوعة القبائل العربية، الطيب، ج3، ص483) 
[7] ( القبائل العربية في مصر، مرجع سابق، ص235) 
[8] ( شذرات من كتب مفقودة في التاريخ، ص96) 
[9] ( القبائل العربية في مصر، مرجع سابق، ص235) 
[10] ( البدو، أوبنهايم، ج3، ص196) 
[11] ( دور إمارة آل الفضل، المحيميد، ص44) 
[12] ( البدو، أوبنهايم، ج2، ص98)
              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم