المستشرقون في بلاد غزة:
ذكر الأستاذ سليم المبيض بأن معظم المستشرقين لم يكونوا جادين في دراستهم لمدينة غزة بشكل بحثي علمي قائم على أسس منهجية، بل أنهم لم يستقروا في المدينة سوى بضع ساعات، ويعتمدون في معلوماتهم على العامة من الناس[1]، وقال المبيض: " لابد من الحيطة والحذر، من دراسات المستشرقون لأنها تميزت بطابع سياسي[2]" وقد ذكر بعضاً من هؤلاء المستشرقين ومنهم:
طمسون سنة 1846م، بعثة كوندر وكتشنر، وشوماخر، بيديكر، مارتن ماير، ستارك، فلندرز بتري، هارد بنغ، بعثة كولت، أدوارد روبنسن سنة 1832م، وبحسب ما ذكره عارف العارف قائمقام القضاء سنة 1943م في كتابه تاريخ غزة بأن رحلات السياح الأجانب ورحالة الأمصار بدأت منذ أواخر عهد المماليك وكان من ضمن هؤلاء السياح بعض الحاخامات اليهود ومنهم ميشولام سنة 1481م، والحاخام عباديا أوف سنة 1488م، وداود روبيني سنة 1523م، وصموئيل بن داود سنة 1641م[3]، وآخرين عملوا في المجالات العسكرية والحربية مثل اللورد كيتشنر تولى وزارة الحرب البريطانية سنة 1914م، والمستر تشرشل في عام 1912م وهو من وزراء بريطانيا كان متخصصاً في المستعمرات[4]، ومما هو ملاحظ هنا بأن نفس هذه السنوات كانت مثار فتنة في البلاد أو حروب أهلية أو عالمية، وأغلبهم لم يأتوا على بلاد غزة لرؤية آثارها المنقرضة، بل جاءوا إليها لأهداف استعمارية بحتة، كان هذا الخطر قد تنبه له قديماً القائد الفذ المحنك صلاح الدين الأيوبي، والذي واجه زيارات الأجانب من مسيحيي أوربا باستنفار عام من قبل قبائل فلسطين بدوها وحضرها في كافة مناطق البلاد، تحسباً لأي طارئ.
[1] ( غزة وقطاعها، سليم عرفات المبيض، ص422)
[2] ( غزة وقطاعها، المرجع السابق، ص423)
[3] ( تاريخ غزة، عارف العارف، ص238 – 239)
التسميات :
الثقافة