مدينة وعرب الرملة واللد

مدينة وعرب الرملة واللد
اللد كانت عاصمة فلسطين، حيث أنها كانت مركز الطرق التجارية، ومهبط القوافل، والمحطة الرئيسية للإدارة في فلسطين، فكانت تعرف بأنها قصبة فلسطين[1] وظلت على ذلك، حتى تولى سليمان بن عبد الملك ولاية جند فلسطين، فبنى الرملة ونقل السكان إليها، فخربت اللد، وانتقلت خصائصها إلى مدينة الرملة ولم تزل الرملة مذ مصرت عامرة الأسواق. ودارّة الأرزاق. ينتابها السّفّار. ويحط بها التجار. إلى أن جاءتها زلزلة، في العاشر من جمادى الأولى سنة 460هـ هدمت دورها، وشقَّت سورها، وعفت الآثار. وأطلعت الماء من الآبار. وانشقت منها صخرة بيت المقدس والتأمت. فانتقل أكثر أهل " الرملة " بعدُ إلى " إيلياء " فعمروها، ومصروها.
سيطر الفاطميين على البلاد، فخرج زعيم عرب الرملة واللد مفرج بن الجراح وخلع الطاعة، وأنشأ تحالف من عدد من قبائل العرب من بني كلب من قضاعة وبني كلاب وبني عامر بن عوف وبني هلال وبني سليم، وبني جرم، وبني عذرة، وقبائل طيء ، وتحالف مع القرامطة، وتمكن من نزع فلسطين والتغلب عليها، سنة 361هـ[2]، وبقيت في يده إلى أن خرج إليه من مصر بلتكين التركي فأخرجه من الرملة، ولم تزل بعد في أيدي العبيدين إلى أن قصده أتسز بن أوق التركي في سنة ثلاث وستين وأربعمائة الرملة، فملكها وولى فيها.
ولم تزل في يده إلى أن خرج إليه نصير الدولة بعسكر من مصر، فاستعادها وقصد دمشق مُحاصراً لها، فحاصره فيها، فاستنجد بتاج الدولة تتش صاحب حلب يومئذ، فسار إليه، فلما بلغ نصير الدولة مسيرة رحل عن دمشق، وذلك في سنة 471هـ.
ثم أن تاج الولة قتل أتسز وملك دمشق وسار إلى الرَّملة، فملكها وولى فيها.
ولم تزل في يده إلى أن قصدها عسكر من مصر مقدمه منير الدولة، فاستعادها في سنة 482هـ. ولم تزل في أيديهم إلى أن حاصرها الفرنج، وأخذوها في سنة 491هـ
ولم تزل في أيديهم إلى أن ملكها وملك معها " لُدّ " الملك الناصرُ صلاح الدين، يوم الأربعاء ثالث شهر رمضان، 583هـ.
ولم تزل في يده إلى أن وقعت الهدنة بينه وبين الفرنج في سنة 588هـ، فنزل لهم عن بلادٍ، وجعل " لد " و " الرملة " بينه وبينهم مناصفة.
ولم تزل على ذلك أيام العزيز، والأفضل، والعادل، والمعظم، والكامل، إلى أن ملك ولده العادل، فنقضوا هذه المناصفة، وتغلبوا عليهما.
وبقيتا في أيديهم إلى أن فتحها مولانا السلطان الملك الظاهر ركن الدنيا والدّين بيبرس الصالحي، في سنة 664هـ، فعمر الرملة وصير لها عملاً وولى فيها عاملا وقاضيا، وقواها وصيرها مصراً، وجمع إليها الناس من كل قطرٍ، وأسكنهم فيها، وأنزلهم في نواحيها[3].

وذكرت مدينة الرملة في كتب التاريخ أكثر من 700 مرة، وفي كتب البلدان أكثر من 160 مرة، وفي كتب الأنساب أكثر من 50 مرة، فذلك قريب على 1000 مرة، وهذا دليل على مكانتها التاريخية والجغرافية والاجتماعية.

قال السمعاني في الأنساب: كان بها جماعة من العلماء والصلحاء، وكان بها الرباط للمسلمين، وكان يسكنها جماعة من العلماء الصالحين للمرابطة بها.
وأبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الرملي، أصله من واسط، سكن الرملة، يروي عن شعيب بن إسحاق ومروان بن معاوية، روى عنه علي بن داود القنطري وأهل الشام.
وأبو خالد يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب الرملي الهمذاني، يروي عن الليث بن سعد وبكر بن مضر والمفضل بن فضالة وسليمان بن ميمون، روى عنه أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني وأبو زرعة الرازي، مات سنة 232هـ.
ويزيد بن خالد بن مرشل الرملي، من أهلها، يروي عن ابن ثوبان، روى عنه أبو العباس بن قتيبة أيضا.
وأبو زكريا يحيى بن عيسى بن عبد الرحمن الرملي، أصله من الكوفة، وإنما أقام بالرملة يجهز الزيت إلى الكوفة وإلى غيرها فقيل: الرملي، مات سنة 202هـ.
ويونس بن عبد الرحيم بن سعد بن أبي أيوب الرملي يروي عن الليث بن سعد ورشدين بن سعد، روى عنه يعقوب بن سفيان الفارسي، وأبو مسعود أيوب بن أبي عمرو السيباني ويونس بن يزيد الايلي، روى عنه أبن أبي السري وأهل بلده، وحج أيوب ثم رجع وركب البحر فلما أشرف على الرملة غرق وذلك في سنة 193هـ، وكان ردئ الحفظ يتقي حديثه من رواية أبنه محمد بن أيوب لان رواياته من غير رواية ابنه عنه وجد أكثرها مستقيمة.
وأما يحيى بن عيسى الرملي من أهل الكوفة، يكنى أبا زكريا، حدث بالرملة فقيل له: الرملي فنسب إليها، وهو من بني تميم من بني نهشل، سمع الاعمش وغيره.[4].
وقال الحموي في معجمه:
وقد سكن الرملة جماعة من العلماء والأئمة فنسبوا إليها منهم أبو خالد يزيد بن خالد بن يزيد بن عبدالله بن موهب الرملي الهمداني روى عن الليث ابن سعد والمفضل بن فضالة وروى عنه أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني وأبو زرعة الرازي ومات سنة 232 وموسى بن سهل بن قادم أبو عمران الرملي أخو علي بن سهل سمع يسرة بن صفوان وأبا الجماهر وآدم بن أبي إياس وجماعة غيرهم من هذه الطبقة روى عنه أبو داود في سننه وأبو حاتم الرازي وابنه عبد الرحمن وأبو بكر بن خزيمة وغيرهم مات بالرملة سنة 262 في جمادى الأولى وعبدالله بن محمد بن نصر بن طويط ويقال طويث أبو الفضل البزاز الرملي الحافظ سمع بدمشق هشام بن عمار ودحيما وهشام بن خالد ابن أحمد بن ذكوان ووارث بن الفضل العسقلاني ونوح بن حبيب القومسي وغيرهم روى عنه أبو أحمد بن عدي وأبو سعيد بن الأعرابي وأبو عمرو فضالة وأبو بكر عبدالله بن خيثمة بن سليمان الأطرابلسي وسليمان بن أحمد الطبراني وغيرهم وهذه الرملة أراد كثير بقوله حموا منزل الأملاك من مرج راهط ورملة لد أن تباح سهولها لأن لد مدينة كانت قبل رملة خربت بعمارتها.[5]..

وصف الرملة، حسب ما ذكره المقدسي البشاري:

الرملة: قصبة فلسطين، بهية حسنة البناء خفيفة الماء مرية واسعة الفوإكه، جامعة الأضداد بين رساتيق جليلة ومدن سرية ومشاهد فاضلة وقرى نفيسة، والتجارة بها مفيدة والمعايش حسنة، ليس في الإسلام أبهى من جامعها، ولا أحسن وأطيب من حواريها، ولا أبرك من كورتها، ولا ألذ من فواكهها، موضوعة بين رساتيق زكية ومدن محيطة ورباطات فاضلة، ذات فنادق رشيقة وحمامات أنيقة وأطعمة نظيفة وأدامات كثيرة ومنازل فسيحة ومساجد حسنة وشوراع واسعة وأمور جامعة، قد خطت في السهل وقربت من الجبل والبحر وجمعت التين والنخل وانبتت الزروع على البعل وحوت الخيرات والفضل، غير أنها في الشتاء جزيرة من الوحل وفي الصيف ذريرة من الرمل لا ماء يجري ولا خضر ولا طين جيد ولا ثلج، كثيرة البراغيث، عميقة الآبار مالحة، وماء المطر في جباب مقفلة، فالفقير عطشان والغريب حيران، وفي الحمام ديوان ويدور في الدولاب خدام، وهي ميل راجح في ميل بنيانهم حجارة منحوتة حسنة وطوب، الذي أعرف من دروبها درب بئر العسكر درب مسجد عنبة درب بيت المقدس درب بيلعة درب لد درب يافا درب مصر درب داجون، يتصل بها مدينة تسمى داجون فيها جامع، وجامع القصبة في الأسواق أبهى وأرشق من جامع دمشق يسمى الأبيض ليس في الإسلام أكبر من محرابه ولا بعد منبر بينت المقدس أحسن من منبره وله منارة بهية بناه هشام بن عبد الملك، وسمعت عمي يقول لما أراد بناءه قيل له أن للنصارى أعمدة رخام مدفونة تحت الرمل أستعدوها لكنيسة بالعة فقال لهم هشام بن عبد الملك أما أن تظهروها وأما أن نهدم كنيسة لد فنبني هذا الجامع على أعمدتها، فاظهروها وهي غليظة طويلة حسنة وأرض المغطى مفروشة بالرخام والصحن بالحجارة المؤلفة وأبواب المغطى من الشربين والتنوب مداخلة محفورة حسنة جداً [6]

قرى مدينة الرملة المهجرة والمدمرة سنة 1948م [7]

الوضع الحالياسم المدينةالتابعة لهااسم القريةرقم القرية
مدمرة
الرملة
أبو الفضل(عرب السطرية)
513
مدمرة
الرملة
بير سالم
514
مدمرة
الرملة
المخيزن
515
مدمرة
الرملة
سجد
516
مدمرة
الرملة
طيرة دندن
517
مدمرة
الرملة
صرفند العمار(صرفند الكبرى)
518
مدمرة
الرملة
صرفند الخراب(صرفند الصغرى)
519
مدمرة
الرملة
وادي حنين
520
مدمرة
الرملة
البرية
521
مدمرة
الرملة
النبي روبين
522
مدمرة
الرملة
بشيت
523
مدمرة
الرملة
عنابة
525
مدمرة
الرملة
الكنيسة
526
مدمرة
الرملة
القباب
527
مدمرة
الرملة
اللطرون
528
مدمرة
الرملة
دير أيوب
529
مدمرة
الرملة
البويرة
530
مدمرة
الرملة
سلبيت
531
مدمرة
الرملة
بيت شنة
532
مدمرة
الرملة
بير ماعين
533
مدمرة
الرملة
البرج
534
مدمرة
الرملة
شلتا
535
مدمرة
الرملة
برفيليا
536
مدمرة
الرملة
خربة زكريا
537
مدمرة
الرملة
خروبة
538
مدمرة
الرملة
الضهيرية
539
مدمرة
الرملة
دانيال
540
مدمرة
الرملة
جمزو
541
مدمرة
الرملة
دير أبو سلامة
542
مدمرة
الرملة
الحديثة
543
مدمرة
الرملة
بيت نبالا
544
مدمرة
الرملة
دير طريف
545
مدمرة
الرملة
قرية قولة
546
مدمرة
الرملة
المزيرعة
547
مدمرة
الرملة
مجدل يابا(مجدل صادق)
548
مدمرة
الرملة
النعاني
549
مدمرة
الرملة
أبو شوشة
550
مدمرة
الرملة
صيدون
551
مدمرة
الرملة
دير محيسن
552
مدمرة
الرملة
بيت جيز
553
مدمرة
الرملة
بيت سوسين
554
مدمرة
الرملة
خربة بيت فار
555
مدمرة
الرملة
خلدة
556
مدمرة
الرملة
المنصورة
557
مدمرة
الرملة
أم كلخة
558
مدمرة
الرملة
قزازة
559
مدمرة
الرملة
جليا
560
مدمرة
الرملة
الخيمة
561
مدمرة
الرملة
التينة
562
مدمرة
الرملة
إدنبة
563
مدمرة
الرملة
زرنوقة
564
مدمرة
الرملة
يبنا
565
مدمرة
الرملة
القبيبة
566
مدمرة
الرملة
عاقر
567
مدمرة
الرملة
شحمة
568
مدمرة
الرملة
المغار
569
مدمرة
الرملة
قطرة
570
مدمرة
الرملة
عجنجول


أسماء العائلات في اللد والرملة مرتبة ترتيباً أبجدياً


.المراجع ..................................
[1] الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة
[2] المرجع السابق نفسه
[3] المرجع السابق نفسه.
[4] الأنساب، للسمعاني، الموسوعة الشاملة.
[5] معجم البلدان، ياقوت الحموي، الموسوعة الشاملة.
[6] أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، المقدسي، الموسوعة الشاملة.
[7] موقع موطني للدراسات والأبحاث
              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم