بنو عامر


بني عامر في كتاب : قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان- المؤلف : القلقشندي
ثم من هوازن: عامر بن صعصعة، بصادين مهملتين مفتوحتين بينهما عين مهملة مفتوحة ثم هاء.
وهم: بنو صعصعة بن معاوية بن هوازن.
كان له من الإخوة الأشقاء: مُرة، ومازن، ووائل، وغاضرة - وأمهم: عمرة بنت عامر بن الظرب - وغالب - وأُمه: تماضر وبها يعرف - وقيس، وعوف، ومُساور، وسيار، ومنجور - وأمهم: عدية، وبها يعرفون - وعبد الله، والحارث - وأمهما: عادية، وبها يعرفان - وربيعة - وأمه: عُويصرة، وبها يعرف، وعامر، أكثرهم بطوناً.
ثم من عامر بن صعصعة: بنو كلاب، جمع كلب. وهم: بنو كلاب بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة.
كان له من الولد: عامر، وعبيد - وهو أبو بكر - وعمرو، والحارث - وهو رُؤاس - وعبد الله، وكعب - وهو الأضبط - وجعفر، وربيعة، ومعاوية - وهو الضباب - وزيد، درج.
قال أبو عبيد: وفي بني كلاب البيت.
ومنهم: القتّال الشاعر.
قال في العبر: ومنهم: بنو الوحيد، وبنو ربيعة، وبنو عمرو.
قال: وكانت ديارهم حِمى ضرية - وهو حمى كُليب - والزبدة - في جهات المدينة النبوية - وفَدَك، والعوالي. ثم انتقلوا بعد ذلك إلى الشام فكان لهم في الجزيرة الفراتية صيت، وملكوا مدينة حلب ونواحيها وكثيراً من مدن الشام، وأول من ملك منهم صالح بن مرادس.
قال: ثم ضعفوا، وهم الآن تحت خفارة الأمراء من آل ربيعة، من عرب الشام.
وذكر في مسالك الأبصار أنه أخبره مخبرون أن بني كلاب بالشام ينتسبون إلى عبد الوهاب المذكور في سيرة البَطَّال، وأنه رأى لعبد الوهاب هذا ذكر في غير السيرة المذكورة، فقيل: اسمه عبد الوهاب بن نُوبخت.
قال: وهم بأطراف حلب والروم، ولهم غزوات عظيمة معلومة وغارات لا تُعدّ، وبنات الروم وأبناؤهم لا يزالون يُباعون من سباياهم.
قال: وهم عرب غُزّ يتكلمون بالتركية ويركبون الأكاديش.
قال الحمداني: وكان بنو كلاب هؤلاء يخدمون الملك الأشرف موسى، من بني أيوب، ويصحبونه، لمُتاخمته لبلاد الروم، وكانوا مترصدين لخدمته ومعدودين من خَدمه.
قال: وقد كانوا ظهروا على آل ربيعة في أيام الملك الظاهر بيبرس وقدَّمهم عليهم.
قال في مسالك الأبصار: وكان الملك الناصر - يعني محمد بن قلاوون - لا يزال متلفتاً إلى تألّفهم.
وذكر عن الأمير طَيْبغا نائب الشام يومئذ أنهم من أشد العرب بأساً وأكثرهم ناساً، ولكنهم لا يدينون لأمير منهم يجمع كلمتهم، وأنهم لو انقادوا لأمير واحد لم يبق لأحد من العرب بهم طاقة.
قال الحمداني: ولهم بلاد الفيوم.
ومن عامر بن صعصعة أيضاً: بنو هلال. وهم: بنو هِلال بن عامر بن صعصعة، منهم: ميمونة، زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال أبو عبيد: وهي في بني عبد الله بن هلال، وفيهم الشرف في بني هلال.
ومنهم أيضاً: زينب زوج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، التي هلكت في حياته، وهي التي يقال لها: أُم المساكين، لأنها كانت تُحبهم.
قال في العبر: وكان لهلال خمسة أولاد: شُعبة، وناشرة، ونهيك، وعبد مناف، وعبد الله.
قال: وبطونهم كلها ترجع إلى هؤلاء الخمسة.
قال ابن سعيد: وجبل بني هلال بالشام مشهور، وقد صار عربه حرائر.
قال: ومن هذا الجبل قلعة صَرْخد المشهورة.
قال الحمداني: وله بلاد أسوان من الديار المصرية.
قال: وكانوا أهل بلاد الصعيد كله إلى عيذاب.
ومن بني هلال: بنو رباح.
قال ابن سعيد: ومساكنهم في إفريقية بنواحي قسنطينة والمسيلة والزاب.
قال في مسالك الأبصار: وهم فرقة كبيرة، فيهم كان ملك العرب القديم ببلاد المغرب.
وذكر أن مشيختهم في زمانه كانت ليعقوب بن علي بن أحمد، وكان أبوه في غاية الكرم، بعث إليه سلطان إفريقية ثلاثين حملاً من البَزّ الرفيع والتُّحَف السنية، فوهبها لثلاثة من المستعطين.
قال: ويجاورهم عموش بن خلف، ونطاح أخوه، وهم أهل إبل، يكون عند الرجل منهم نحو ستين ألف بعير.
ذكر ذلك الشيخ أبي يحيى المغربي الإمام بالقصر الشريف السلطاني.
ثم قال: والعمدة عليه في ذلك.
ومن رباح: بنو فادع.
قال في العبر: ومنازلهم بالغرب الأقصى مع العرب المعروفين بالعقد.
ومن بني هلال أيضاً: بنو عامر. وهم: بنو عامر بن هلال بن عامر بن صعصعة.
قال الحمداني: وهم بطون بالصعيد، منهم: رفاعة، وبنو حجير، وبنو عزيز.
قال في العبر: ومنهم طوائف بإفريقية من بلاد المغرب.
قال الحمداني: وبإخميم منهم بنو قُرّة، وبساقية قُلتة منهم طائفة، وبأَصفون وإسنا بنو عُقبة وبنو جَمِيلة.
ومن بني جميلة: الوزير نجم الدين الأصفوني.
قلت: وبإسنا منهم أيضاً: الدويحية والفزازية وغيرهم.
ومن عامر بن صعصعة: عُقَيل، بضم العين المهملة وفتح القاف وسكون الياء المثناة من تحت ولام في الآخر.
وهم: بنو عُقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
منهم: مجنون بني عامر الشاعر الإسلامي، واسمه قيس بن الملوِّح.
قال في العبر: وكانت مساكنهم بالبحرين في كثير من قبائل العرب، وكان أعظم قبائل البحرين بنو عقيل هؤلاء، وبنو تغلب، وبنو سليم، وكان أظهرهم في الكثرة والعز بنو تغلب، ثم اجتمع بنو عقيل وبنو تغلب على سليم وأخرجوهم من البحرين، فسارت إلى مصر، فأقام بها بعض وسار البعض إلى إفريقية من بلاد المغرب، ثم اختلف بنو عقيل وبنو تغلب بعد مدة فغلب بنو تغلب على بني عقيل وطردوهم من البحرين، فسار بنو عقيل إلى العراق، وملكوا الكوفة والبلاد الفُراتية، وتغلّبوا على الجزيرة والموصل، وملكوا تلك البلاد، وكان منهم: المقلد، وقريش، وابنه: مسلم، المشهور ذكرهم ووقائعهم في كتب التاريخ، وبقيت المملكة بأيديهم حتى غلبوا عليها الملوك السُّلجوقية، فتحولوا عنها إلى البحرين حيث كانوا أولاً، فوجدوا بني تغلب قد ضعُف أمرهم فغلبوهم على البحرين، وصار الأمر بالبحرين لبني عُقيل.
قال ابن سعيد: سألت أهل البحرين في سنة إحدى وخمسين وستمائة(651هـ) حين لقيتهم بالمدينة النبوية عن البحرين، فقالوا: المُلك فيها لبني عُقيل، وبنو تغلب من جملة رعاياهم، وبنو عُصفور من بني عقيل هم أصحاب الأحساء دار ملكهم.
ومن بني عقيل هؤلاء: بنو عامر.
قال في العبر: وهم: بنو عامر بن عوف بن مالك بن عوف بن عامر، ولم يزد في رفع نسبهم على هذا. 
قال: وهم إخوة بني المنتفق وسكنهم بجهات البصرة.
قال: وقد ملكوا البحرين بعد بني أبي الحسن، وغلبوا عليها تغلب.
قال ابن سعيد: وملكوا أيضاً أرض اليمامة من بني كلاب، وكان ملكهم في نحو الخمسين من المائة السابعة، ملكها منهم عُصفور وبنوه.
قال الحمداني: ومنهم: القديمات، والنعائم، وقيان، وفيض، وثعل، وحرثان، وبنو مطرف، وذكر أنهم وفدوا في الأيام الظاهرية - يعني بيبرس البُنْدُقْدَاري - صحبة مقدمهم محمد بن أحمد العقدي بن سنان بن عقيلة بن شبابة بن قديمة بن نباتة ابن عامر، وعوملوا بأنمِّ الإكرام. وأُفيض عليهم سابغ الإنعام، ولحظوا بعين الاعتناء.
قال في مسالك الأبصار: وتوالت وفادتهم على الأبواب العالية الناصرية - يعني الناصر بن قلاوون - وأغرقتهم تلك الصدقات بديمها، فاستجلبت النائي منهم. وبرز الأمر السلطاني إلى آل فضل بتسهيل الطرق لوفودهم وقُصادهم، وتأمينهم في الورد والصدر، فانثالت عليه جماعتهم، وأُخلصت له طاعتهم، وآتته أجلاب الخيل والمهارى، وجاءت في أعنتها وأزمتها تتبارى، فكان لا يزال منهم وفود بعد وفود، وكان نزولهم تحت دار الضيافة يسد فضاء تلك الرحاب ويغص بقبائه تلك الهضاب. بخيام مشدودة بخيام، ورجال بين قعود وقيام.
قال: وكانت الإمرة فيهم في أولاد مانع إلى بقية أمرائهم وكبرائهم.
ثم قال: ودارهم الأحساء، والقطيف، وملح، وأنطاع، والقرعاء، واللهابة، والجودة، ومتالع.
ومن بني عقيل أيضاً: بنو المنتفق ويقال: بَلّمُنتفق، بفتح الباء الموحدة، وسكون اللام. وهم: بنو المنتفق بن عامر بن عقيل.
قال ابن سعيد: ومنازلهم الآجام والقصب التي بين البصرة والكوفة من العراق.
قال: والإمارة فيهم في بني مَعروف.
قلت: وقد ذكر في " التعريف " عرب عقيل وبطونها من عامر والمنتفق وغيرهما معبَّراً عنهما بعرب البحرين، فقال: وأما عرب البحرين فهم قوم يصلون إلى باب السلطان وصول التجار، يجلبون جياد الخيل وكرام المهارى واللؤلؤ، وأمتعة من أمتعة العراق والهند، ويرجعون بأنواع الحِباء والإنعام والقُماش والسكر وغير ذلك، ويكتب لهم بالمسامحة فيردون ويصدرون.
ثم قال: وبلادهم بلاد زرع وبر وبحر، ولهم متاجر مربحة، وواصلهم إلى الهند لا ينقطع، وبلادهم ما بين العراق والحجاز، ولهم قصور مبنية وآطام عالية وريف غير متسع، إلى ما لهم من النعم والماشية والحاشية والغاشية، وإنما الكلمة قد صارت شتى لأناس مجتمعة.
ومن بني عقيل: عُبادة، بضم العين المهملة وفتح الباء الموحدة وألف ثم دال مهملة مفتوحة وهاء في الآخر.
وهم: بنو عبادة بن عقيل، المقدم ذكره.
قال ابن سعيد: ومنازلهم بالجزيرة الفراتية، مما يلي العراق، ولهم عدد وكثرة. غلب منهم على الموصل وحلب في أوساط المائة الخامسة قريش بن بدران بن مقلد فملكها، ثم ملكها من بعده ابنه مسلم، وتَسَمَّى شرف الدولة، وتوالى الملك في عقبه إلى أن انقرضوا ورجعوا إلى البادية. ولهم إمرة إلى الآن. 
قال ابن سعيد: ومنهم الآن بقية بين الحازر والزاب. يقال لهم: عرب شرف الدولة، في تجمل وعز، ولهم إحسان من صاحب الموصل.
قال: وهم في عدد قليل نحو المائة فارس.
قال في مسالك الأبصار: قال لي ابن قدام: منازل عبادة من بغداد إلى الموصل.
قال في: التعريف " ومن عبادة: بنو عز، وهم جماعة.
ومن بني عقيل: خفاجة، بفتح الخاء المعجمة والفاء وألف ثم جيم مفتوحة وهاء، وهم: بنو خفاجة بن عمرو بن عقيل بن كعب.
قال في العبر: وقد انتقلوا في آخر الأيام إلى العراق والجزيرة.
قال: وكان لهم ببادية العراق دولة.
قال المؤيد صاحب حماة: وهم أُمراء العراق من قديم الزمان وإلى الآن.
قال في مسالك الأبصار: وديارهم من هيت والأنبار، إلى نخلة، إلى مرملاحا، إلى الكوفة، إلى فاثم عنقاء والترداد، إلى ما دون البصرة وهو غاية مرماهم، ونهاية بعدهم.
قال الحمداني: وفدوا على الظاهر بيبرس، بعد كسر الخليفة المستنصر، المجهز من مصرلاستفتاح العراق، وكان كبير جماعتهم خضر بن بدران بن مُقلد ابن سليمان بن مهارش العبادي، وشهر بن أحمد الخفاجي، في أشياخ، منهم: مقبل بن سالم، وعياش بن حديثة، ووشاح، وغيرهم، فأنعم الملك الظاهر عليهم، فكانوا عوناً له على التتر.
وقد ذكر في مسالك الأبصار: أن من عبادة وخفاجة قوم بمرج دمشق، وأن منهم طائفة ببلاد البحيرة من الديار المصرية، وهم موجودون بها إلى الآن.
              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم