سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة هجرية/ 1426م تقريباً
حدثت نادرة غريبة في غزة، ذكرها المؤرخ المصري المسلم، شيخ المؤرخين المصريين " أحمد بن علي المقريزي " المعروف باسم " تقي الدين المقريزي " ولد وتوفي في القاهرة (764 هـ ـ 845 هـ) (1364م - 1442م) ممن اهتموا بالتأريخ بكل جوانبه ..
قال في كتابه المسمى السلوك في معرفة الملوك:
وقدم الخبر من غزة أن في ليلة الأربعاء ثالثه ذبح جمل بسوق الجزارين، وعلق لحمه في داخل بيت الجزار، فأضاء اللحم كما يضيء الشمع إذا أشعل فيه النار، فأخذ منه قطعة فأضاءت. بمفردها، فقطعوه قطعاً فأضاءت كل قطعة منه، فأخذوه بجملته ودفنوه من غير أن يأكل أحد منه شيئاً، إلا أن رجلاً قطع منه قطعة لحم وهي تضيء، وتركها عنده إلى أن أصبح وألقاها لكلب. فلم يأكلها وتركها. وكان لحم هذا الجمل بحيث لو أخذ منه زنة درهم لأضاءت كأنها النجم. وشاهد هذا جماعة لا يحصى عددهم.
وقد وردت رواية قديمة، موروثة عن قيام لصوص بسرقة قاعود ، لإمرأة أرملة قبل 600 سنة، وأنها دعت الله بأن يحرم عليهم لحمه، وأنها بعد أن سمعت بهذه الحادثة، عرفت أنه هو الجمل المسروق من عندها، ويأتي هذا النص التي أتى به المقريزي، تأييد مطلق لهذه الرواية، فسبحان الله فإن دعوة المظلوم لا ترد، ونأتي الآن على ذكر شيئاً من الظواهر المكانية لهذا السوق القديم.
ويقع سوق الجزارين الذي ذكره المقريزي، قبل 590 سنة، قرب المسجد العمري، والذي يعود تاريخ بنائه، إلى سنة 637 م، وجدد بناؤه عدة مرات كان آخرها في عهد العثمانيون في القرن السادس عشر، يقع المسجد في منطقة غزة القديمة، وبجانبه سوق الزاوية وهم أقدم الأسواق في مدينة غزة، يقع إلى الشرق من سوق فراس، بحوالي 300 متر تقريباً.
ويضم سوق الزاوية كثير من محلات العطارة ومحلات الذهب، ومحلات الأواني المنزلية، والخضار والفواكه واللحوم، والقرطاسية، وهو لا شك بأنه سوق قديم، حيث تظهر بعض الجدران المبنية بالطوب القديم، وبعضها على شكل أنصاف أقواس وهي نوع من الفنون المعمارية التي كانت مشهورة في بلاد غزة خاصة والشام عامة.
ويقع هذا السوق ضمن حي الدرج بني عامر قديماً من جهة الجنوب بنحو 100 متر تقريباً.
[السلوك في معرفة دول الملوك، موقع الوراق، الموسوعة الشاملة]
التسميات :
الرواية