قصة إسلام الصحابي أبي قرصافة


إسلام أبي قرصافة واسمه جندرة بن خيشنة رضي الله عنه

 حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني قال : ثنا أيوب بن علي بن الهيصم قال : ثنا زياد بن سيار قال : أخبرتني عزة بنت عياض بن أبي قرصافة ، أنها سمعت جدها أبا قرصافة ، صاحب رسول الله - صلى الله [ ص: 213 ] عليه وسلم - يقول : كان بدء إسلامي أني كنت يتيما بين أمي وخالتي ، وكان أكثر ميلي إلى خالتي ، وكنت أرعى شويهات لي ، وكانت خالتي كثيرا ما تقول لي : يا بني ، لا تمر إلى هذا الرجل - تعني رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيغويك ويضلك ، فكنت أخرج حتى آتي المرعى ، فأترك شويهاتي ثم آتي النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فلا أزال عنده أسمع منه ، ثم أروح بغنمي ضمرا يابسات الضروع ، وقالت لي خالتي : ما لغنمك يابسات الضروع ؟ قلت : ما أدري ، ثم عدت إليه اليوم الثاني ، ففعل كما فعل في اليوم الأول ، غير أني سمعته يقول : " أيها الناس ، هاجروا وتمسكوا بالإسلام ؛ فإن الهجرة لا تنقطع ما دام الجهاد " ثم إني رجعت بغنمي كما رجعت اليوم الأول ، ثم عدت إليه في اليوم الثالث فلم أزل عند النبي - صلى الله عليه وسلم - أسمع منه حتى أسلمت وبايعت وصافحته بيدي ، وشكوت إليه أمر خالتي وأمر غنيماتي ، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " جئني بالشياه " فجئته بهن فمسح ضروعهن وظهورهن ودعا فيهن بالبركة ، فامتلأت شحما ولبنا ، فلما دخلت على خالتي بهن قالت : يا بني ، هكذا فارع ، قلت : يا خالة ، ما رعيت إلا حيث كنت أرعى كل يوم ، ولكن أخبرك بقصتي ، وأخبرتها بالقصة ، وإتياني النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأخبرتها بسيرته وبكلامه ، فقالت أمي وخالتي : اذهب بنا إليه ، فذهبت أنا وأمي وخالتي ، فأسلمتا وبايعتا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصافحناه ، فهذا ما كان من إسلام أبي قرصافة وهجرته إلى النبي صلى الله عليه وسلم . قال زياد : وكان أبو قرصافة يسكن أرض تهامة [1].

نسبه:
هو جندرة واثلة بن الأصقع رضي الله عنه ابن عبد ياليل، بعثه خالد على خيل دمشق وكان يكنى أبا قرصافة، مات بالشام سنة خمس وثمانين وهو ابن ثمان وتسعين سنة[2] وقال السمعاني : أبو قرصافة جندرة بن خيشنة بن نقير الكناني، من بني عمرو بن الحارث بن مالك بن كنانة، له صحبة، سكن الشام، ومات بها، وقبره بناحيته بالقرب من عسقلان [3] وكنانة هذه كما ذكر ابن حزم:  وهم بنو النضر بن كنانة، وهم قريش، وقد ذكرناهم آنفا؛ وبقى من بني كنانة من ليس من قريش: بنو مالك بن كنانة، وبنو ملكان بن كنانة، وبنو عبد مناة بن كنانة [4] وجاء في المعجم، ومن بني كنانة هذه: بنو بكر، بنو مرّة، بنو الحارث، وبنو عامر.[5] توفي في عسقلان وقبره هناك، ومن الناس من يعتقد أنه قبر أبو هريرة وآخرين يرون أنه قبر عبد الله بن أبي السرح، والله أعلم.

وقد ذكره ابن حزم قائلاً: أبو قرصافة جندرة بن خيشنة بن مرة بن وائلة بن الفاكه بن عمرو بن الحارث بن مالك بن كنانة، له صحبة؛ وقد ذكر أن ولد كنانة بنين كثيرة، لم يعقب منهم أحدٌ، إلا النضر، وقد ذكرنا نسب بنيه؛ وعبد مناة؛ ومالك؛ وملكان؛ وحدال، دارهم بعدن؛ وعمرو بن كنانة (أو عامر بن كنانة) ، وهم قليل، ودارهم بفلسطين.[5]

وجاء في موسوعة بلادنا فلسطين، بأن القبر الذي بقرية يبنا قرب عسقلان، هو قبر أبي قرصافة الصحابي، ذكره علي الهروي المتوفي سنة 611هـ قائلاً: " وليس الذي بقرية يبنا هو أبو هريرة إنما هو أبو قرصافة جندرة بن خيشة [ خيشنة!]، له حديث في الطبراني، وهو قريب أبو هريرة، وزاره أبو هريرة في يبنا"[6]

ملاحظة:
الأسماء التي تحتها خط باللون الأحمر، أسماء مجهولة، وأما عزة فليس لها ترجمة، لذا فهو حديث مرسل لأنه سقط من سنده الصحابي، والحديث المرسل من الأحاديث الضعيفة
وأما كلمة وصافحناه فهي باطلة لقول عائشة رضي الله عنها:
عن عائشة قالت: ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة في بيعة قط إلا إمرأة يملكها. أخرجه أحمد
وفي رواية: قالت عائشة رضي الله عنها : ( لا والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط غير أنه يبايعهن بالكلام ) . [أخرجه البخاري ومسلم] .
فإذا كان الحديث ضعيف، فمن باب أولى أن يكون النسب الذي ورد في الحديث ضعيف أيضاً.

....................
[1] المعجم الكبير، أبو القاسم الطبراني، المكتبة الإسلامية.
[2] أنساب الأشراف، موقع الوراق، الموسوعة الشاملة.
[3] الأنساب للسمعاني، موقع يعسوب، الموسوعة الشاملة.
[4]  جمهرة أنساب العرب، ابن حزم، ط1 لسنة 1983م ص465
[5] معجم قبائل العرب، كحالة، ج2، ص735
[5] جمهرة أنساب العرب، ابن حزم، مرجع سابق، ص180
[6] موسوعة بلادنا فلسطين، الدباغ، ج4، ص594
              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم