ويعود اسم القافلة التي بمحافظة البحيرة إلى الفترة الأيوبية، ويرجع سبب تسميتها لهذا الاسم إلى حادثة معينة تخص تاريخ القوافل التجارية التي اشتهرت ببلادنا العربية، قافلة البحيرة ذكرها ابن الجيعان المتوفي سنة 885هـ/ 1480م، وقال عنها قرية القافلة مساحتها 3784 فدان، عبرتها 6000 دينار، ثم انخفضت إلى 3000 دينار، كانت باسم المقطعين لهم، ثم صارت وقف الأشرف قايتباي [2]
البحيرة، وسبب التسمية:
يعود إلى الأزمنة الأولى للتاريخ العربي في الحوض الأدنى، بسبب تجمع مياه النيل وغمره لتلك الأراضي بالمياه الناتجة عن فيضانات النهر.
نزل محافظة البحيرة منذ القدم قبائل عربية قديمة، فمنها من جاء من شبه الجزيرة العربية، ومنها من جاء من المغرب العربي، ومنها من نزلها من عرب الشام.
كانت البحيرة منطقة اتصال بين مصر والمغرب العربي، فهي تستقبل قوافل التجارة وقوافل الحجيج القادمة من المغرب العربي، ومن القارة الأفريقية السوداء.
ومن قبائل البحيرة بحسب ما جاء في كتب الأنساب:-
أشهر عرب البحيرة عموما هم عرب القيسية ويرجع أصلهم إلى بني هلال بن عامر بن صعصعة وبني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وبني سليم بن منصور، وبني فزارة
1- بني حن وقد ذكرهم الهمداني المتوفي سنة 950م وقال بني حن بن ربيعة من يقطنون في البحيرة بالمغرب من أرض مصر [2].
2- الجميعات: من قبائل العرب في مصر تعد نحو ألفي رجل. تسكن في حاجر الجبل، بقرب قرية القافلة، من بلاد البحيرة. [3] ويعود نسبهم إلى لعرب القيسية.
3- المقادمة - بطن من فزارة، مساكنهم البحيرة من الديار المصرية وبرقة، والامرة فيهم الآن لاولاد التركية من بني قائد بن مقدم [4] ربما الاسم فايد بن مقدم، في حين قال بعض المؤرخين النسابة أن أولاد التركية من قبيلة بني عامر بن صعصعة.
4- بني خفاجة من بني عامر بن صعصعة نزل جزء منهم ببلاد البحيرة
5- بني سماك يعودون لبني لخم، وقيل بني سمال وهم من بني عامر بن صعصة، يطلق عليهم الآن اسم سمالو، سمالوس وهم البدو الذين عملوا بتجارة الملح بوادي النطرون، وكان لهم وجود في الفيوم مع قبائل من بني عامر بن صعصعة سنة 650هـ.
6- بني سنبس وهم من طيء وهي من أشهر القبائل التي تحالفت مع بني عامر في الاحساء والعراق والشام وكانت لهم صلات قوية معهم.
7- التمايم وهم من عرب الحجاز.
8- قبائل وطوائف أخرى: منها الملحية (الملالحة) وهم الذين كانوا يتاجرون بالملح ويعرفون بالملالحة الآن وقد خرجوا على الخليفة المستنصر الفاطمي فارسل اليهم قائد جيشه فأعمل فيهم السيف والذبح، ومن قبائل البحيرة أيضاً ترهونة والعمارات وبني عطا والجرادات والعويضات قد جاء ذكرهم في قاموس مصر الجغرافي، ومن قبائل البحيرة قبائل زناته وهوارة ولواتة وزنارة والفواططة، والحرابي والفايد والمرابطين والأشراف وأولاد علي وتتفرع كل قبيلة من هذه القبائل إلى عائلات وفروع متعددة وكثيرة.
وكان يزرع في البحيرة قديما:
الكمون وتشتهر به المنطقة، وكان يكثر بها المقاثي والنخيل، وكانت أرضها خصبة جداً لأن تربتها غنية بالمواد العضوية التي قام نهر النيل بترسيبها عبر فترات طويلة في الحوض الأدنى، وهي تشمل قرى كثيرة ودخل واسع، ولذلك فهي تشتهر بالإنتاج الزراعي المتعدد خصوصاً القطن والأرز والقمح والذرة والبطاطس، تساهم المحافظة في النشاط الصناعى في مجالات الغزل والنسيج والسجاد والكليم وحلج الأقطان والكيماويات والصباغة.
فمن تاريخ هذه البلاد قديماً، أنها عانت من الحروب والقلاقل، فيذكر أنه في سنة 465هـ استدعى الخليفة الفاطمي المستنصر أحد قواد جيشه ويدعى بدر الجمالي أمير الجيوش "أبو النجم" لمواجهة الفتنة وخروج الناس على الخليفة وحدوث الغلاء في مصر، فجاء أمير الجيوش بدر الجمالي بقواته وشن الهجمات على قبائل البحيرة منزلة بعد أخرى، فقتل من سكان البحيرة نحو عشرين ألف إنسان، غير الخلائق الذين لقوا حتفهم على يد قواته من أهل دمياط والإسكندرية، والغربية والشرقية، وبلاد الصعيد وأسوان، وأهل القاهرة ومصر[5]
وقد كان الجزار كاشف البحيرة في القرن السابع عشر، واسمه أحمد البشناقي قد قام بالانتقام من عرب البحيرة وأشنع فيهم القتل والذبح فلقب على إثر ذلك بالجزار، فصار يعرف بأحمد الجزار، وسبب انتقامه من عربان البحيرة قتلهم عبد الله بك من المماليك، وكان أحمد هذا من جماعة علي بك أمير مصر[6]
من أهم وأشهر أعلام محافظة البحيرة
الإمام محمد عبده
الشاعر علي الجارم
الشيخ محمد شلتوت
الأديب محمد عبد الحليم عبد الله
الشيخ محمد الغزالي
المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة
الشيخ عبد الحميد كشك
الدكتور محمد الجويلي
الدكتور عبد الوهاب المسيري
الدكتور احمد زويل
الدكتور مصطفى الفقي
وغيرهم الكثير من العلماء والأدباء والشعراء والفنانين.
المعالم والآثار :
تضم محافظة البحيرة مجموعة من الآثار حيث يوجد بها 200 تل أثري وفي رشيد توجد قلعة قايتباي التي أنشئت عام 901 هجريا في عهد قايتباي وهى مربعة الشكل وتضم أبراجا مستديرة ومحاطة بالخنادق كما تضم المتحف الحربي الخاص بموقعة رشيد التي جرت في الحادي والثلاثين من شهر مارس عام 1807 والتي أنتصر فيها أهالي رشيد علي جيش الإحتلال.. وبرشيد أيضا موقع اكتشاف حجر رشيد الذي فك رموز كتابته العالم الفرنسي ( شامبليون ) بعد دراسة استمرت 23 سنة.
حجر رشيد كان يشمل 14 سطرا بالكتابة الهيروغليفية و 32 سطرا باللغة الديموطيقية و 45 سطرا باللغة الإغريقية (اليونانية القديمة) والحجر من البازلت الأسود الصلب جدا وقد عثر عليه في شهر يوليو عام 1799 ضابط في المدفعية الفرنسية على بعد أميال من رشيد وعن طريق هذا الحجر تم توصل إلى حل رموز اللغة المصرية القديمة المعروفة بالهيروغليفية (الحروف المقدسة) التي سجل بها المصريون القدماء أخبارهم ويوجد الحجر فى المتحف البريطاني طبقا لمعاهدة 1801 كما يضم المتحف المصري مجموعة من التحف التي وجدت في المدينة القديمة التي أقيمت على أنقاضها مدينة دمنهور.
أما وادي النطرون فكان الملاذ لرجال الدين المسيحي إبان حكم (قيرس) الشهير بالمقوقس والذي نكل بأقباط مصر ويوجد به دير أبو مقار الذي ينتسب إلى الأنبا مقاريوس الكبير ويضم مجموعة من الاثار والمخطوطات وسبع كنائس وقصرا للضيافة ومكتبة أما دير الأنبا بيشوي فيعد من أكبر الأديرة وأجملها ويضم كنيسة واسعة بالإضافة إلى اثنتين اخريين وحديقة واسعة وهذا الدير يرجع إلى القرن الرابع الميلادي.. أما دير البراموس فيضم مكتبة قيمة تحتوي الآلاف من الكتب والمخطوطات باللغات العربية والقبطية واليونانية والحبشية والعبرية والإنجليزية والتركية والفرنسية.
⇐ المراجع والمصادر
[1] ويكيبيديا الموسوعة الحرة
[2] ابن الجيعان، التحفة السنية أسماء البلاد المصرية، طبع سنة 1974م
[2] ابن الجيعان، التحفة السنية أسماء البلاد المصرية، طبع سنة 1974م
[3] صفة جزيرة العرب للهمداني ص244
[4] الخطط التوفيقية لعلي باشا مبارك ج 18 ص 37
[5] القلقشندي، نهاية الأرب في معرفة قبائل العرب، الموسوعة الشاملة
[6] المقريزي، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، الموسوعة الشاملة.
[7] خطط الشام، الموسوعة الشاملة
التسميات :
جغرافيا