عبد الرحمن الحني وعبد الرحمن العذري

عبد الرحمن بن محمد عماد الدين بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عماد الدين العمادي الحني الدمشقي.
مواليد عام 978هـ وكانت وفاته سنة 1051هـ ( 1570م - 1641م) عاش رحمه الله 71 عاماً
نسبه: ينتسب إلى قبيلة بني حن من عذرة من قضاعة التي كانت تسكن دمشق، كانوا مع الطائيين حلفاء تاريخيين لهم، في بلاد الشام ومصر والعراق، أو الحني نسب آخر من تميم عدنانية، والحني أيضاً من بني عامر عدنانية، والحني أيضاً من بني تغلب عدنانية وجميعها قبائل كانت متواجدة في سوريا عامة ودمشق خاصة.. والله أعلم
كان عبد الرحمن بن محمد الحني أحد أفراد الدهر وأعيان العلم وأعلام الفضل وهو المفتي بالشام بعد أن كان أبوه بها حينا مرجع الناس للفتوى حتى استغرق علمه واستحق مكانته وكان في عصره ممن يباهي بالتردد إليه والاكتساب من معلوماته وحوى من الصفات الحسنة والأخلاق الرائقة ما انفرد به دون منازع واختص به من غير مشارك وكان كثير الفضل جم الفائدة وله محاضرة تستفز الحلوم وفطنه تسحر العقول وألف حاشية على بعض تفسير الكشاف بقيت في مسوداته وله المنسك المشهور الذي سماه بالمستطاع من الزاد وكتاب الهدية في عبادات الفقه والروضة الريا فيمن دفن بداريا وله رسائل كثيرة في سائر الفنون ومنشآت وأشعار أكثرها لطيف المسلك حسن الموقع.
نشأ في مطلع عمره يتيما فإن والده مات وله من العمر سبع سنين وكان كثيرا ما ينشد في ذلك كنت ابن سبع حين مات أبي واجتهد في التحصيل أولا على الحسن البوريني وعلى ابن خالته الشيخ محمد بن محب الدين الحنفي ثم لزم جدي القاضي محب الدين وأخذ عنه معظم الفنون وأخذ عن الشمس ابن المنقار والمنلا محمد بن عبد الملك البغدادي وبرع البراعة التامة وتفوق وحج في سنة أربع عشرة بعد الألف (1014هـ)
وأخذ بالمدينة عن السيد صبغة الله بن روح الله المقدم ذكره طريق النقشبندية وكان الجد القاضي المذكور في تلك السنة قاضيا بالركب وجرى للعمادي أنه لما أراد الدخول إلى البيت المشرف وقع فانصدعت رجله من شدة الزحام وعالجها فبرأت ولكن بقي أثر الانصداع فكان يعرج شيئا ما منها ومن المعجب ما كتبه الجد في شأنه هذا إلى تلميذه الأديب الذيق الألمعي أبي الطيب الغزي المقدم ذكره وكان أرسل إليه كتابا مع نجاب الشام وكتب إليه في حاشيته ما نصه وأما أخوكم العلامة ولدنا العمادي فإنه في الصحة والسلامة والنعمة والكرامة وهو يسلم عليكم ويعرض وافر شوقه إليكم فانتقد أبو الطيب من تعبيره بلفظ العلامة المستفيض إطلاقه على الزمخشري ما جنح إليه وحكم عليه بقوة حدسه وبعد ما رجع إلى دمشق تخلص للإقراء والإفادة وولي تدريس المدرسة الشبلية في سنة سبع عشرة وألف(1017هـ)
ثم ولي بعدها المدرسة السليمية في سنة ثلاث وعشرين، ولما ورد دمشق المولى أسعد بن سعد الدين قاصدا الحج راجت لديه فضائله وظهرت له مزيته فأقبل عليه بكليته ولما عاد إلى الروم وولي الإفتاء صيره ملازما على قاعدتهم وكان قبل ذلك بمدة أخذ عنه المولى أحمد بن زين الدين المنطقي المقدم ذكره المدرسة السليمية.
فصنع العمادي قصيدة في مدح المولى أسعد المذكور يتطلب فيها إعادة المدرسة إليه ويتظلم من الدهر ومطلعها:
(بك أسعد الروم ابن سعد الدين ... يسمو عماد العلم ثم الدين)
ومن جملتها وهو محل الغرض
(لك أشتكي مولاي أفظع وصمة ... كادت لشدة قهرها تصميني)
(يا ضيعة الإعمار في طلب العلى ... بالعلم والنسب الذي بالشين)
(أمن المروءة وهي أسمى رتبة ... أنى أعادل بابن زين الدين)
(لا بل يرجح ثم يغصب منصبي ... وأعود منه بصفقة المغبون)
(لو كنت مع كفو قرنت لهان لي ... لكنه بئس القرين قريني)
(أو كان ثم تعادل لهضمته ... فانظر إلى دهري بمن يبلوني)
فقرر عليه المدرسة وله فيه قصيدة بديعة يشكر صنيعه فيها مطلعها
(إلا هكذا فليسعد العبد سيد ... فلا زلت في سعد ومولاي أسعد)
وهي طويلة ثم ولي بعد ذلك المدرسة السليمانية والإفتاء بالشام في سنة إحدى وثلاثين وألف وتوجه إلى الحج وهو مفت في سنة ثلاث وثلاثين وكبر صيته بعد ذلك واشتهر وسلم له علماء عصره ومما يروى أنه رفع منه لشيخ الإسلام يحيى بن زكريا فتوى وعليها جوابه فكتب ابن زكريا عليها إلى جانبه الجواب كما به أخونا العلامة أجاب وهذه غاية في المدحة وعلو الرتبة وقد مدحه أكثر الشعراء عصره من الأدباء بالقصائد السائرة وخلدوا مدائحه في صفحات آثارهم وبالجملة فأخباره وفضائله ملأت كل محفل ووقفت له على تحريرات أدبية كثيرة ومن ألطفها جوابه عن سؤال رفعه إليه بعض الأدباء في الأغاليط التي ذكرها صاحب القاموس عندما ذكر البيتين المشهورين وهما
(لا در در إناس خاب سعيهم ... يستمطرون لدى الأزمان بالعشر)
(أجاعل أنت بيقورا مسلعة ... ذريعة لك بين الله والمطر)
وأشعاره كثيرة جدا وشهرتها كافية عن الإطناب بذكرها وكانت ولادته ليلة الثلاثاء رابع عشر ربيع الآخر سنة ثمان وسبعين وتسعمائة وتوفي ليلة الأحد سابع عشر جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين وألف ودفن إلى جانب والده بمقبرة باب الصغير
المرجع: كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ، من كتب التراجم والطبقات، الموسوعة الشاملة.

عبد الرحمن بن الخشخاش العذري (2)

هو من قبيلة بني عامر بن عوف من عذرة من قضاعة كان من رجال دمشق
 قاضي دمشق لعمر بن عبد العزيز روى عن فضالة بن عبيد روى عنه أنس بن أبي أنيس (3) العذري قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش المقرئ عنه أنا عبد الرحمن بن عمر البزار الشاهد أنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي مطر نا محمد بن عبد الله بن ميمون نا الوليد عن أنس بن أبي أنيس العذري أنه سمع عبد الرحمن بن الخشخاش القاضي يقول حضرت فضالة بن عبيد وأتي برجل معه سرقة فقالوا سرقها فجعل يقول لا إخا له سرقها لا إخا له إلا وجدها فجعل بعض الناس كأنه يلقنه فقال وجدتها فقال خلوا سبيله أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب (4) عن أبي القاسم السميساطي أنا أبي أبو عبد الله أنا أحمد بن سليمان نا هشام بن عمار نا صدقة نا ابن جابر قال كتب عمر بن عبد العزيز إلى عبد الرحمن بن الخشخاش العذري أما بعد فقد بلغني كتابك تذكر أن رجلا أعمر رجلا مسكنا له ولعقبه وتسألني عن رأيي في ذلك فإذا انقضت العامورة فأولياء المسكن أولى (5) بمسكنهم أو أحق بمسكنهم أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد أحمد وأبوالحسين الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل قال  عبد الرحمن بن خشخاش سمع فضالة بن عبيد قوله سمع منه أنس  بن أبي أنيس أخبرنا  أبو الحسين وأبو عبد الله الأديب شفاها قال  أنا أبو القاسم العبدي أنا أبو علي إجازة ح  قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا أحمد بن محمد قالا أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال  عبد الرحمن بن خشخاش سمع  فضالة بن عبيد روى عنه أنس بن أبي  أنيس سمعت أبي يقول ذلك ويقول كان عبد الرحمن قاضيا بدمشق لبني أمية أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو القاسم البجلي أنا أبو عبد الله الكندي ثنا أبو زرعة قال في الطبقة الثالثة عبد الرحمن بن الخشخاش العذري القاضي أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا عبد الله بن عتاب أنا أحمد بن عمير إجازة ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو الحسن الربعي أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أحمد بن عمير قراءة قال سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثالثة عبد الرحمن بن الخشخاش العذري قاضي عمر بن عبد العزيز على دمشق سمع من فضالة بن عبيد قرأت على أبي غالب عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن الدارقطني قال عبد الرحمن بن الخشخاش العذري ولي قضاء دمشق لعمر بن عبد العزيز قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر الحافظ قال:
  ومن بني عامر بن عذرة بن سعد يعني ابن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة عبد الرحمن بن الخشخاش ولي القضاء لعمر بن عبد العزيز ثم قال  وأما الخشخاش بخاء وشين معجمتين فهو عبد الرحمن بن الخشخاش ولي قضاء دمشق لعمر بن عبد العزيز قال وأما الحسحاس بحاء وسين مهملتين فهو عبد الرحيم بن الحسحاس  العذري  القاضي قاله الحضرمي وقال الحسن بن رشيق أنا العباس البصري حدثني محمد بن ميمون العسال نا الوليد بن مسلم نا أنس بن أبي أنيس العدوي أنه سمع عبد الرحيم بن الخشخاش القاضي يقول حضرت فضالة بن عبيد وأتي برجل ومعه سرقة الخبز كذا قال الحضرمي وأخشى أن يكون هذا هو عبد الرحمن بن الخشخاش العذري قاضي دمشق وقد صحف فيه ووقع عبد الرحيم مكان عبد الرحمن والله أعلم هو كما حدثني أبو نصر إلا أن قوله أنس بن أبي أنيس العدوي تصحيف وصوابه العذري أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا أحمد بن عمران نا موسى نا خليفة  قال في تسمية عمال عمر بن عبد العزيز الشامات عبيد بن الخشخاش  كذا قال والصواب عبد الرحمن بن الخشخاش أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو الميمون نا أبو زرعة  نا عبد الرحمن بن إبراهيم نا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أن عبد الرحمن بن الخشخاش العذري قاضي دمشق زمن عمر بن عبد العزيز أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر أنا أبو الفتح منصور بن علي بن عبد الله بن الطرسوسي نا الحسين بن رشيق نا أحمد بن محمد بن سلامة البغدادي أبو بكر نا داود بن رشيد أبو الفضل نا الوليد بن مسلم قال وقال غير ابن أبي مالك فولي فضالة بن عبيد ثم من بعد فضالة أبو إدريس الخولاني ثم زرعة بن ثوب  المقرائي  ثم عبد الرحمن بن الخشخاش العذري، وفي رواية العدوي، وأخرى العروي..!

.......................................
.......................................
(2) ترجمته وأخباره في أخبار القضاة لوكيع 3 / 203 والتاريخ الكبير للبخاري 3 / 1 / 279 والجرح والتعديل 5 / 230
وعند وكيع: الحسحاس تصحيف
(3) كذا بالاصل وفي تهذيب الكمال 2 / 323 أنس بن أبي أنس العذري
(4) ما بين معكوفتين عن م وبالاصل غير مقروء تماما
(5) كذا بالاصل وم وفي المطبوعة: أحق بمسكنهم أو أولى بمسكنهم
المرجع: تاريخ دمشق لابن عساكر


              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم