قبيلة ترهونة

ترهونة:
من قبائل العرب بمصر، تسكن الجبل، من محاذاة دلجة، الى دشلوط، الواقعة في حاجر الجبل، تجاه ملوى، وتعد 3000 نسمة تقريبا.
(الخطط التوفيقية لعلي باشا مبارك ح 17 ص 33. تاريخ سينا لنعوم شقير ص 725) .
تعود جذور هذه القبيلة إلى المغرب، نزلت هذه القبيلة إلى بلاد مصر في حوالي العام 1750م، ونزلت في منطقة سملوط في المنيا، ثم انتشرت جنوباً حتى أسيوط، وكانت تعرف بعرب أبو كريم، نسبة إلى زعيمهم عبد الله بن أبي زيد المكنى بأبو كريم، ذكرهم أحد مؤرخي الحملة الفرنسية المعروف بـ جوبير وقال أن عدد فرسانهم يبلغ 1000 فارس مسلح.
تنقسم قبيلة ترهونة في مصر إلى قسمين وهما:
أجلاص وانداره، وتعتبر قرية أسطال في مركز سملوط محافظة المنيا، من أهم مراكز هذه القبيلة في مصر، وعمدها الشيخ حسن علي عامر، وهو جد المشير المصري الراحل عبد الحكيم عامرأحد الضباط الأحرار الذين شاركوا في ثورة يوليو المجيدة، التي حررت مصر من التبعية والاستعمار الانجليزي، وساندت الشعوب العربية والافريقية في سعيها للتخلص من الاستعمار، ونيل الحرية والاستقلال.
يرجع نسب هذه القبيلة حسب أراء النسابة والمؤرخين إلى عدة أقوال:
  1) عرب اليمن وخاصة حمير، 2) الأمازيغ 3) بني سليم أو بني هلال.
 وعرب حمير القدماء، الذي كان لهم السبق الأول في التغلل داخل القارة الافريقية، وكانت حياتهم الأولى كحياة العرب الأوائل الذين عاشوا في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية وسواحل البحر المتوسط، وعملوا في التجارة العربية الأولى لذا فهم أول من جاب طرق الصحراء و طرق السواحل حتى وصلوا إلى براري افريقيا، وكانوا يعتمدون على الإبل برا والمراكب بحراً، فانقسموا إلى قسمين قسم انتشر على السواحل وقسم توغل في الصحراء.
وأما الأمازيغ فمنهم من اختلط بالعرب عن قرب واشترك معهم في التاريخ والجغرافيا والاجتماع، وصار تربطهم بهم المصاهرة والنسب والجوار وتبادل الرياسة والأدوار، ومنهم جماعات بقيت منغلقة في الصحراء تمارس حياتها الصحراوية كالمعتاد.
وأما عرب بني سليم وبني هلال فهؤلاء الذين تولوا قيادة الحركات النشطة من أحلاف وتكتلات وثورات وحروب داخلية وخارجية، وتقسيم تلك البلاد بين زعامات بين هلال وبني سليم، وكان النسب والمصاهرة بينهما على درجة عالية في كل المواقع، وكان لكل منهم قيادات من الأمراء والشيوخ والزعماء تتبادل الأدوار فيما بينها، ثم صار منهم أحلاف متصارعة في عهد الدويلات.
أما ترجمة الاسم " طرهونة":
معنى كلمة طرهونا  في معاجم اللغة
1) طر: وَيُقَالُ: طَرَّ الإِبلَ يَطُرّها طَرّاً إِذا مَشَى مِنْ أَحد جَانِبَيْهَا ثُمَّ مِنَ الجانبِ الْآخَرِ ليُقوِّمَها (إبن منظور المتوفي سنة 711هـ، لسان العرب، ج4، ص498) وقال الزبيدي: الطَّرُّ: (ضَمُّ الإِبِلِ مِنْ نَواحِيهَا) (تاج العروس من جواهر القاموس، الزبيدي، ج12، ص422)
2) وهونا:  الرِّفْق واللِّين وَالتَّثَبُّتُ، وَفِي رِوَايَةٍ: كَانَ يَمْشِي الهُوَيْنا (لسان العرب، مرجع سابق، ج13، ص440)
3) وبهذا تكون الكلمة مكونة من مقطعين ( طر هونا ) أي ضم الإبل برفق .. والمقصد من هذه العبارة التوجيه حتى لا تنفر الإبل وتتشتت ويستخدمها العرب من رعاة ومربيين الإبل قديما..
وتعتبر قبيلة ترهونة من أقارب قبيلة هوارة، وقد نزلت هذه القبائل في البحيرة وكونت احلاف عربية من القبائل هناك، ثم انتقلت إلى الصعيد فيما بعد، وقد حدثت بين القبائل هناك فتن كثيرة وحروب طويلة كما جرت بينهم وبين الفاطميين مد وجزر، وكذلك بينهم وبين المماليك، وانتشر عناصر كثيرة من هذه القبائل في بلاد الشام، وقد تمتعوا بقدرة عالية في القتال كما تميزوا بالشجاعة والاقدام وعرفوا بالأمانة والصدق، فاستعان الحكام والسلاطين بعدد منهم للحراسة في القلاع التي اقيمت في طرق الحج، كما وسكنوا مناطق في سواحل فلسطين كالرملة ويافا، إلا أنهم كانوا كثيرا ما يثيرون الشغب والقلاقل، مما حذا بالحكام إلى نقلهم وإخلائهم من المناطق التي كانت مختلطة عرقيا والتي كانت تضم المسلمين والمسيحيين والأرمن والشركس وغيرهم من الطوائف.
كما وتوجد قبيلة ترهونة في ليبيا وتعرف هناك بمنطقة ترهونة على بعد 88كم من طرابلس العاصمة من الجنوب الشرقي، اذ يتراوح عددهم أكثر من مليون نسمة ويتفرعون إلى أكثر من 60 قبيلة.
وهناك رواية شعبية تعتقد أن هذه القبيلة إما تعود لقبيلة بني سليم التي غزت بلاد افريقية في العهد الفاطمي، أو انها قد اندمجت معها نتيجة الاختلاط والزواج والمصاهرة والتحالف، وهو أمر غير مستبعد خصوصاً وان بني سليم كانت قد زحفت من هضبة نجد ونزلت جنوب فلسطين ثم سارت عبر سيناء فسواحل مصر إلى ليبيا وتونس وفي أثناء مرورها التحق بقواتها العديد من فرسان القبائل، حتى تضاربت الروايات حول عددهم ، ففي بعضها 400 ألف وبعضها الآخر مليون نسمة، وقد ضمت قبائل كثيرة منها بني عامر وبني عاتية وخفاجة وبني سليم وبني النمر وغيرهم من الشام ومصر وافريقيا، ويذكر بأن هؤلاء اشتبكوا فيما بعد بقوات الدولة الفاطمية وجرت بينهم ايضا حروب داخلية شديدة، كما قام الوزير الفاطمي ابو الحسن اليازوري بتأليب قبائل كانت تسكن في بلاد غزة ضدهم حينما عادوا من افريقيا إلى مصر، وحدثت تلك الحروب في غرب مصر.
ومن الجدير ذكره أن قبيلة ترهونة بليبيا ومصر قد انتشرت وتوزعت في مناطق متعددة، وانبثقت منها عدة تسميات وقبائل، فمنهم أولاد علي ويتفرعون إلى حوالي 12 فرع يقطنون بترهونة الليبية، ولست متأكد هل هم أيضاً المنتشرون في مصر، وهل بيتهم صلة نسب، إلا أن الأمر قد لا يخلو من وجود علاقة بحكم قوة الاتصال العربي والإسلامي من جهة وقدامة التاريخ لهذه القبائل من جهة أخرى.
وفي رواية أخرى، تعتقد بأن هناك نسب للأشراف الأدارسة المغاربة، موجود في قبيلة ترهونة، تعتقد هذه الرواية بأن النسب الموجود في هذه القبيلة والذي يخص الأشراف الأدارسة يعود لـ ذرية السيد عثمان بن يعقوب بن سليمان بن سالم بن خليفة بن عمران بن أحمد بن خليفة الملقب بفيتور ابن عبد العزيز بن عبد الله الملقب نبيل المولود بفاس ودفين مكة ابن عمران بن أحمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن عبد القادر بن عبد الرحيم بن أحمد بن عبد الله المشهور بالناسك وزين العابدين ابن الإمام إدريس الأصغر بن الإمام إدريس الأكبر بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن امير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومن هذا العمود قبيلة ابن كريم المعرفة بترهونة في مصر، ويذكر أن قبيلة ان كريم ذكرت في حصر العربان بمصر سنة 1897م.

لكن وبسبب عراقة هذه التسمية وقدمها التاريخي، لا بد وأنها حصدت عدة مسميات كما أنها ضمت في جوفها عدة عائلات أخرى، وهو حال معظم القبائل العربية القديمة، حيث تتأثر القبيلة بعوامل الانصهار الاجتماعية مما يؤدي إلى اتساع تاريخها وتعدد رواياتها.
ففي أسيوط: تتجاور قبيلة ترهونة مع قبائل من قضاعة مثل جهينة، ومن الأشراف السادة البازات، ومن بني عامر والمغاربة الجوازي، وفي محافظة الفيوم تجاور ايضا جهينة، وفي المنيا تسكن إلى جانبها عرب الفايد والجوازي والقذاذفة.
ويقول الباحث عطية العوامي رواية عن نسب أولاد علي، هذا نصها:

نسب أولاد علي
تزوج على بزوجتين إحداهما تدعى سعدى والأخرى عائشة وأنجب ثلاثة أولاد أكبرهم أبو سنينه (زعيم قبائل السننة) ولما توفى على كان عمر أبو سنينة عشر سنوات أما والده الآخران فقد ولدا بعد وفاة والدهم. الأول بعد ستة أشهر والثاني بعد خمسة اشهر ولما كان كل منهم من زوجة فكل زوجة سمت ابنها (على) على اسم أبيه ولعدم الارتباك أو التشابه في الأسماء فقد سمى العرب ابن سعدى على الحمر وابن عائشة على الأبيض هذه رواية ولما كان هذا الموضوع كبير ومتشعب النواحي وهذه الروايات تتناقل من شخص لشخص لا نتأكد من مدى مصداقيتها وكانت أغلب المصادرتعتمدعلى روايات نقليه عن شيوخهم ورؤساء قبائلهم وعشائرهم وبعض الروايات خيالية بعيدة عن العقل ولو أن أكثرهم يؤيدها وسنذكر ما اتفق عليه الجميع وقرب من الذهن وتنسب أولاد على إلى السعادي و السعادي هم أبناء سعدى وأبوهم الذيب أو أبى الليل وهو ينتسب إلى سليم و سعدى هذه من قبائل بني هلال (وقد ذكر ابن خلدون في الجزء الأول من تاريخه أن هناك بمدينة مصراته زعيم عربي كبير يسمى أبو ذيب وأن له نفوذ عظيم في إقليم برقة وطرابلس).
واحدى الرويات تقول أن سعدى أنجبت ثلاثة أبناء هم برغوث، سلام، عقار. فمن برغوث فايد وجبريل ، ومن سلام الهنادي ومن عقار حرب وعلى وهو موضوعنا في هذا البحث ويوجد مع أولاد على في محافظة مطروح كثير من قبائل المرابطين نذكر منهم على سـبيل المثال لا الحصر ( الشواعر، الموالك،، الحوتة، العوامة، السمالوس، الصريحات،الشرصات القريضات، حبون، الجبيهات،) وغيرهم.
ويذكر أن أبا الليل قد تزوج من سعدىو يذكر أن سعدى هذه من قبيلة هلال ، وهو الأقرب إلى الصحة والأكثر تواتراً بين الرواة. والتي تنتسب إليها كل هذه القبائل، حيث يطلق عليهم جميعاً اسم قبائل السعادي، وانتقل هذا الانتساب – الذي أزاح غيره – من مجرد إشارة عرقية إلى مدعاة إلى الافتخار، بحيث أصبح اسم السعادي رمزاً للفروسية والبطولة والشرف والكرم، وبحيث استقام لهذا الاسم أمر صياغة الفعل (تسعدن) ليدل على التحلي بكل الصفات النبيلة.
تكاد تتفق المراجع التاريخية المتاحة على أن ذرية الذيب أبى الليل تضم: عقار، برغوث وسلام، لقد أنجب عقار هذا ثلاثة أبناء هم حرب وعلى والذئبوأولهم جد الحرابى والثانى هو المسمى عليه أولاد على وقد أنجب كلا من على الأبيض وعلى الأحمر، وكل منهما لأم والثالث أنجب ولدين هما فايد وأبو سنية، وقد توفى (فاقتسمهما أخواه فأخذ حرب فايد والمسمى عليه قبيلة فايد وأخذ على أبو سنية والمسمى عليه قبيلة السننة) من هنا يمكن القول بان الفروع الأصلية لأولاد على هي على الأبيض وعلى الأحمر مضافاً إليهما السننة إلا أن قبائل أولاد على تضم أسماً من غير أبناء على الكبير أو الذئب، وقد تفرع هذا الاسم إلى مجموعة كبيرة من القبائل تفوق عدد بقية قبائل أولاد على، هذا الاسم هو سنقر جد السناقرة، وعن دخوله في أولاد على تتواتر روايات ليست بالقليلة تشير إلى أنه رجل من غير المسلمين التقطه الحراس من على شاطئ البحر وحملوه إلى أبى هندى أحد أبناء على الأبيض وزعيم أولاد على في درنة بليبيا والذي ضمه إليه وزوجه ابنته حيث استطاع سنقر بذكائه أن يخلف أبا هندى في زعامته لأولاد على. إلا أن خير الله فضل عطيوة يتخذ طريقاً آخر في تفسير الأمر، إذ يرى أن سنقر هذا هو أحد المهاجرين العرب من الأندلس عقب سقوط ممالك وأمارات المسلمين في الأندلس وأنه (وصل إلى ساحل مدينة درنة بليبيا عام 1260م في أواخر القرن الثامن الهجري وكانت مدينة درنة تسكنها قبائل أولاد على وكان هذا شاباً في مقتبل عمره فتم علاجه وتربى في بيت أبو هندى واحتضنه وزوجه ابنته التي أنجب منها حمد وأنجب حمد عامر الذي أنجب قبائل السناجرة والجدير بالذكر أن سنجر أبو ويلة هذا كان شاباً متعلماً نافذ الفكر لأنه (كان) قادماً من بلاد الأندلس التي كانت تحمل مشعل الحضارة في أوروبا والعالم الإسلامي فقد تفوق على عمه أبو هندى الذي رباه وتبناه ثم زوجه ابنته لدرجة أن أبو هندى زعيم منطقة الجبل الأخضر وثق به فسلمه قيادة قبائل أولاد علي.. انتهى.
              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

4 تعليقات

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

  1. قبيلة ترهونه في مصر .. المنيا .. تختلف عن ترهونه المدينة الليبية و قبائلها.

    ردحذف
    الردود
    1. الاصل واحد فترهونة الليبية اصلها مشتق من ترهونة القبيلة وقبيلة ترهونة اصلها من ترهونة ليبيا والله أعلم

      حذف
  2. نحن ترهونه بالمنيا مركز ملوي قبيلة انداره بطن من بطون ترهونه اولاد عمومه لاولاد كريم بديروط حيث قدم اجدادنا عام 1750 تقريبا من ليبا لخلافات سياسيه مع الاتراك والحاكم في ذلك الوقت

    ردحذف
  3. محمد فتحى عزيزالدين عبد العزيز محمد مدوري من عرب ترهون عوز اعرف انتساب لي بيت في عرب ترهون من المنيا مركز ملوي قرية تند نجع مدوري أولد مدوري جدودي بيقول بيت حج بدي اعرف صح

    ردحذف
أحدث أقدم