قبيلة بني واصل

نتتبع اسم "واصل" في التاريخ مع التحليل والتعقيب، ثم نكمل الحديث عن نسب بني واصل في بلاد العرب.

ذكر الذهبي المتوفي سنة 1347م أن شخصا اسمه واصل بن عطاء أبو حذيفة البصري أحد بلغاء وفصحاء اللغة العربية، وأنه توفي سنة 131هـ/749م وهذا ربما من أقدم أسماء واصل في التاريخ العربي[1]

وذكر ابن حزم الأندلسي المتوفي سنة 1064م: واصل بن عليم من الهجيم بن عمرو بن تميم بن مر بن أد.[2]

وهذا من ذريته ابن واصل التميمي الحموي (جمال الدين) المتوفي سنة 697هـ/1298م صاحب كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب  وجاء في الكتاب أن  ابن واصل كان سنة 616هـ/1219م زمن الملك المنصور[3]، وكان والده قد صلى إماماً على جنازة المرحومة أم الملك المظفر زوجة المنصور في مدينة حماة السورية، وهذا اسمه كما ورد:

 محمَّد بن سالم بن نصرالله بن سالم ابن واصل، أبو عبد الله المازني التميمي الحموي، وبناءاً على ما ذكره ابن حزم الأندلسي يكون نسب هذا المؤرخ كما يلي: محمَّد بن سالم بن نصرالله بن سالم ابن واصل بن عليم من الهجيم بن عمرو بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلْيَاس بن مُضر بن نزار بن معد بن عدنان، ويذكر أن بني تميم هؤلاء كانوا متحالفين مع بني كلب القضاعية القحطانية والتي هي حليف قوي لقبيلة جذام، وكل قبيلة منهم أخوال القبيلة الأخرى، أي أن المصاهرة تربط بينهم، وكذلك المجاورة والعيش في مجتمع واحد.

وقد ذكر أبو الفداء ابن أيوب المتوفي سنة 732هـ/1332م في كتابه المختصر في أخبار البشر قاضيا اسمه جمال الدين بن واصل يروي عن ابن الأثير في تاريخه، كما ذكره قطب الدين اليونيني المتوفي سنة 726هـ في كتابه ذيل مرآة الزمان، وقال:

القاضي جمال الدين أبو عبد الله محمد بن واصل.

وجاء ذكر محمد بن واصل في كتاب المفصل بأنه محمد بن واصل الكوفي مولى بني أسد قد كان أعلم الناس بأشعار العرب وأيامهم.

وقال ابن الوردي أن القَاضِي بحماه جمال الدّين مُحَمَّد بن سَالم بن وَاصل الشَّافِعِي مولده كان سنة 604هـ وتوفي سنة 697هـ/1298م.

ويتضح من خلال العرض السابق، أن بني واصل كانوا موجودين بحماة وهم من بني عمرو بن تميم.

وذكر ابن خلدون شخصا اسمه محمد بن واصل بن ابراهيم التميمي قتل عاملا فارسيا أيام المعتز.

وذكر ابن خلدون المتوفي سنة 1406م: بني واصل في البصرة سنة 363هـ/ 974م[4]  وقال أن بني واصل سنة 397هـ - 400هـ (1007م - 1010م) كانوا في البطيحة[5] وهي منطقة ما بين الكوفة والبصرة من أرض العراق، أيام بني خفاجة وبني عقيل وبني أسد.

ومن الأسماء المرتبطة باسم "واصل" كاسم وبحسب ما جاء في كتب متعددة"

محمد بن واصل/ ورد اسم شخص عُرَّف أنه الأمير محمد بن واصل أمير العرب بالصعيد سنة 755هـ/1354م وقد ذكره زين الدين الظاهري المتوفي سنة 920هـ صاحب كتاب ذيل الأمل في ذيل الدول.

أحمد بن واصل

أبو الفتح محمد بن عدنان بن واصل

وهناك أسماء أخرى وردت أثناء البحث ومنها:

معرف بن واصل السعدي الكوفي

الحسن بن دينار بن واصل التميمي

عبيد الله بن واصل

عبد الأعلى بن واصل الكوفي

عبد الله بن واصل

قال القلقشندي المتوفي سنة 1418م:

بنو واصل - بطن من بني عقبة من بني محربة من جذام من القحطانية، مساكنهم بالديار المصرية. قال الحمداني: ومنهم فرقة بالحجاز نازلون بأجا وسلمى جبلي طي [6]

وقال المقريزي المتوفي سنة 1442م في البيان:

 بنو واصل: فرع من الكبابيش، وفي مصر نجد بني واصل فرعاً من بني عقبة جاءوا إلى سيناء من شمالي بلاد العرب [7] وقال وفي الحجاز فرقة من واصل بن عقبة من حميدة بن صالح بن راشد بن عقبة ذوو عدد يعرفون به، كلنوا في أيام صلاح الدين الأيوبي (1138م - 1193م).

ويكاد يجمع الباحثون أن بني واصل من عقبة من جذام من فرع كهلان بن سبأ من قحطان، ويتضح ذلك من خلال مناطق سكنهم في شمال الحجاز وجنوب الشام وغرب العراق، ويذكر أن هناك فروع من بني واصل نزلت مع الأشراف في القرن العاشر الهجري إلى الديار المصرية[8] وسكنوا كفر الوصايلة باكياد والصالحية وغيرها بالشرقية، كما نزلت بطون واصلية أخرى في الصعيد وجنوب سيناء والمنيا، ونزلت فرقة منهم في الطور إلى جانب العليقات والنفعيات والصوالحة.

وتذكر كتب التاريخ والجغرافيا أن البحر الأحمر منذ القدم كانت تنزله قبيلة جذام الكهلانية أخوال قضاعة وأصهارهم، وبهذه المعلومة وما سبق ذكره يؤكد ما ذهب إليه المؤرخين القدماء والنسابة الأوائل فيما ذكروه عن تحالف القبائل السبئية "بني سبأ" منذ هجرتهم الأولى إلى بلاد الشام، وكذلك حلف تنوخ الذي ضم قضاعة ودوس وجذام ولخم، وكذلك أيضاً حلف اليمانية في الشام ومصر والذي كانت جذام ركن رئيسي فيه إلى جانب بني كلب القضاعية أيام الأمويون.

ونقلا عن موسوعة المعرفة ننقل هذا الموضوع عن بني واصل في سيناء [9]

بني واصل : بطن من بطون بني عقبة من جذام القحطانية. كما ذكرهم القلقشندى والسويدي من أقدم عشائر الطور وقد أجمع ثقات سيناء انهم من "بني عقبة" من عرب الحجاز، وانهم هاجروا إلى بلاد الطور من عهد بعيد واقتسموا البلاد مع الحماضة، فأخذ بنو واصل القسم الجنوبي إلى وادي فيران واخذ الحماضة القسم الشمالي أي وادي فيران وشماليها إلى جبال التيه.

وكانت منافع البلاد مقسومة بينهم بالسوية.

ثم قامت بينهم حرب بشأن نقل الحجاج المصريين الذين كانوا يأتون بطريق الطور وكانت الواقعة الكبرى في المكان المعروف بنكْون الحماضة قرب وادي وردان فضعف حالهم جميعاً.

فجاء الصوالحة والنفيعات من بر الحجاز واستولوا على البلاد واقتسموا منافعها بينهم وانضم من بقي من الحماضة إلى النفعيات ثم إلى حلفائهم العليقات وانضم من بقي من بني واصل وهم نحو 20 بيتاً إلى الصوالحة. يقيموا في الطور. وهي عشيرة واحدة، ويقطنون "منطقة الجبيل"، و"طور سيناء". ومن فخوذهم: "الحجايجة"، و"الجوابرة".

وقد هاجر بعض أفراد قبيلة بني واصل إلى صعيد مصر وأقاموا في منطقة تقع في حضن الجبل الشرقي بمحافظة سوهاج تسمى باسمهم ، وتفرعت منهم عائلات أهمها ( المحارسة- الزيادات - اولاد محمد - العزايزة - المعوضات )أقامت على الضفة الشرقية لنهر النيل في منطقة أخميم ، وهناك أصول لقبيلة بني واصل في بلاد الحجاز تسمى ( قرية سلام بني واصل ) تابعة لمحافظة أبي عريش بمنطقة جازان بالمملكة العربية السعودية.

..... يتبع

المراجع والمصادر

[1] موسوعة مشاهير الإسلام، للذهبي، الموسوعة الشاملة

[2] الأنساب لابن حزم الأندلسي، الموسوعة الشاملة.

[3] كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب، ابن واصل، الموسوعة الشاملة.

[4] تاريخ ابن خلدون، الموسوعة الشاملة

[5] تاريخ ابن خلدون المرجع السابق

[6] نهاية الأرب في معرفة قبائل العرب، القلقشندي، الموسوعة الشاملة.

[7] البيان والإعراب عما في أرض مصر من الأعراب، المقريزي، الموسوعة الشاملة.

[8] موقع النسابون العرب، الباحث أيمن زغروت.

[9] موسوعة المعرفة

           

تحرير المقال