عرب النفيعات الطائيين في فلسطين


تقع أراضي عرب النفيعات في أقصى الطرف الجنوبي الشرقي من قضاء حيفا على بعد 50 كم جنوبي غرب مدينة حيفا. وينسب عرب النفيعات إلى نافع بن مروان[م]، من بطون ثعلبة طي، ويعودون بأصولهم إلى نفيعات مصر.
تمتد أراضيهم بين شاطىء البحر المتوسط في الغرب وأراضي الخضيرة في الشرق، باتساع يراوح بين 2 و3كم. ويبعد الحد الشمالي لهذه الأراضي قرابة 2.5 كم إلى الجنوب من مصب نهر المفجر، في حين يبعد الحد الجنوبي نحو كيلومتر واحد عن مصب نهر اسكندرونة (سهل وادي الحوارث). وأراضي النفيعات سهلية متموجة، يبلغ أقصى ارتفاع فيها نحو 33 م فوق سطح البحر عند تل الشيخ زراق الواقع قرب الشاطىء في القسم الجنوبي الغربي من أراضيهم. وتغطي الرمال والكثبان الرملية المناطق الشمالية، والمنطقة المحاذية للشاطىء، والطرفين الجنوبي الشرقي والجنوبي الغربي. وتوجد في أراضيهم بركتا ماء، الكبرى تسمى بركة عطا وتقع في الطرف الجنوبي الشرقي، على بعد نحو 2.5 كم عن الشاطىء، والثانية بركة السناخية في القسم الأوسط على بعد كيلومتر واحد عن الشاطىء.
بلغت مساحة أراضي عرب النفيعات8.937 دونماً في عام 1945، تملك اليهود منها 7.466 دونماً، أي 83.5%.
كان عدد أفراد عرب النفيعات 336 نسمة في عام 1922، يقيمون في مساكن وأكواخ ثابتة موزعة. وفي تعداد 1931 ضموا إلى سكان الخضيرة، وارتفع عددهم إلى 820 نسمة في عام 1945.
لم يكن يقدم لعرب النفيعات أي نوع من الخدمات، واعتمد اقتصادهم على تربية الماشية والزراعة، وخاصة الحبوب والمحاصيل الصيفية. وفي عام 1938 كان لهم 176 دونماً مزروعة حمضيات.
شرد اليهود عرب النفيعات في عام 1948، واستولوا على أراضيهم، وأقاموا في الطرف العربي منها حي “جفعت أولجا” التابع للخضيرة.[1]
قرية النفيعات قبل الإغتصاب الصهيوني
كانت القرية تنتشر على رقعة مستوية من الأرض في الطرف الجنوبي الغربي من قضاء حيفا. وكانت حدودها الشمالية تبعد نحو 2,5 كيلومتر الى الجنوب من وادي المفجر, وحدودها الجنوبية تبعد نحو كيلومتر إلى الشمال من وادي الاسكندرونة. وكان في القرية بركتان صغيرتان: كبراهما وهي بركة عطا, تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من أراضي القرية, بينما تقع الوسطى. وكانت منازل القرية مبنية, في معظمها بالطين والحجارة. وكان اقتصاد القرية يعتمد في الأغلب على تربية الحيوانات وعلى الزراعة. وكان أهم محاصيلها الحبوب والحمضيات. في 1944\1945, كان سكانها يزرعون 176 دونما من الأراضي المشاع حمضيات كما كانت أراضي القرية تحوي عددا من المواقع الأثرية والخرب.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
أمرت الهاغاناه سكان القرية بمغادرتها في 10 نيسان \ أبريل 1948. ولقد دمرت القرية في أواخر نيسان\ أبريل أيار\ مايو 1948.
القرية اليوم
لم يبق منها سوى شجرة توت قديمة ومنزل وحيد تسكنه عائلة عربية. وقد أقام الجيش الإسرائيلي معسكرا تغطي مساحته منطقة كبيرة قرب الموقع. أما ما تبقى من الأراضي المجاورة فمزروع بطيخا وشعيرا. وينمو بعض أشجار التوت والكينا قرب الموقع.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
في سنة 1945, أقيمت مستعمرة مخمورت ( 138201) على أراضي القرية, وهي إلى الجنوب من الموقع.[2]
كان لهذه القبيلة التي تعود بالفعل للقبيلة الأم طيء الغنية عن التعريف، على علاقة قوية بأرض الشام ومصر والحجاز والعراق منذ زمن طويل وكانت ترتبط بعلاقات اجتماعية هائلة جدا مع عدد ضخم من قبائل العرب ولعل أهمها قبائل قضاعة وعلى رأسها بني كلب ومنهم بني عامر بن عوف ، وبني جرم "عرب الجرامنة" وبني حارثة "عرب الحوارث" وبني بهراء وعذرة وجذام ولخم وغيرهم من قبائل العرب التي يصل عددها على الأقل نحو 50 قبيلة منتشرة في ربوع هذه الديار.
وتجدر الإشارة إلى أن اسم النفيعات نسبة إلى عدة أنساب، وهي
- نافع وهو اسم عربي كثير ومنتشر ومن أمثلة ذلك
نافع بن مروان الطائي، نافع في خزاعة، ونافع بن الأزرق في بني حنيفة، نافع في بني أسد، ونافع بن عبد الرحمن، نافع جد الحسين بن المغيث النافعي، ونافع بن عمر في بني حذيم.. والقافلة طويلة
- نفيع وهو اسم عربي موجود ومن أمتلة ذلك
نفيع بن مسروح، نفيع العنسي، نفيع بن عبد الله الكندي، نفيع بن الحارث، نفيع في بني ربيعة بن مالك.. إلى غير ذلك
وهذا معناه أن اسم النفيعات لا يجمع كل من حمل هذا الاسم في نسب واحد، ولكن بالطبع سيكون لكل قوم رواياتهم وآثارهم التي نستدل بها على أنسابهم.
كما أن اسم النفيعات قد يلفظ بعدة ألفاظ وذلك بحسب لهجة الناس المحلية ومنها:
النوافعة جمع نافع وانفيعات ونفيعات جمع نفيع لكن اللهجة المحلية لا تلتزم بقواعد النحو، فهو لفظ عفوي طبيعي.
والنفعة وهو لفظ جامع للنسب يشير إلى القبيلة وأقرب مفرد له هو "نافع"
ونفايعة وتأتي جمع أيضاً للإشارة على نسب القوم، ونافعيين ونفيعيين
كما أن أهل الريف والحضر يلفظون اسم نوافعة وأهل البادية يلفظون انفيعات، لأن المد الطويل منتشر في لهجة البدو أكثر.
المراجع:
1- الموسوعة الفلسطينية نقلا عن مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، ج7، ق2، بيروت 1974.
[م] معجم قبائل العرب، نقلا عن القلقشندي.
[2] موسوعة النكبة الفلسطينية، التي تصدرها مؤسسة ابداع للأبحاث والدراسات
              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم