سكان العريش عام 1600م

العريش:
مدينة قديمة وجميلة في شمال سيناء، وهي مدينة واقعة على طريق سواحل الشام الجنوبية إلى سواحل مصر وافريقيا، ولذلك فهي مدينة على هامش الصحراء الممتدة شرقا وجنوباً، والتي كانت معابر برية لقوافل العرب القادمة من الجزيرة العربية وبادية الشام، كما كانت العريش معروفة عند قدماء العرب مثل الكنعانيين والأنباط والمعينين والتدمريين وغيرهم من قبائل العرب القديمة، أو العرب البائدة، كما عرفها العرب الباقية منذ نشأة حياتهم، ولذلك فلا يمكن لنا حصر تاريخ مدننا العربية أو أن نخترع لها فترة معينة من الوجود، فهي مدن قديمة جدا بقدم جذور العرب ذاتها، ونحن لا نربط تاريخنا بالاحتلال الروماني فنحن موجودون قبله وهو ليس أكثر من محتل ليس له حضارة ولا آثار، فتلك الآثار والحضارة التي توجد بقاياها في بلادنا هي من آثار حضارتنا القديمة جدا، تلك الحضارة التي اخترقت هذه الصحاري وصنعت فيها أمجاد لا تزال أطلالها شامخة أمام أعيننا مثل "البتراء والأهرامات والمدرجات والقلاع والحصون وما إلى ذلك" فتاريخ العريش هو جزء لا يتجزأ من تاريخ حضارتنا القديمة الممتدة من العراق إلى اليمن في أول نشأتها الأولى.
سكان مدينة العريش بعد خضوعها لسيطرة الدولة العثمانية..
تأسست قلعة العريش التي لم يبق من آثارها اليوم سوى أكوام من الحجارة سنة 1560م وذلك بعد وقوع المنطقة للسيطرة العثمانية بنصف قرن من الزمن.
أهم سكان العريش قبل العثمانيين هم عرب أقحاح جلهم يعتمدون تربية الإبل ويعملون في القوافل والنقل وهذه القبائل وحسب الشهرة التاريخية والبحث هي:
بني ثعلبة (طيء) وبني جذام ولخم وأسد وبني عذرة وبني عامر وقضاعة وقيس وبني هلال وبني هوازن وبني سليم وفزارة وقريش من هذه القبائل تتفرع كل من:
الرميلات، والرياشات، وبلي، والدواغرة، والعقايلة، والملاعبة، والمساعيد، والبياضية والأخارسة والسماعنة والملالحة والجبارات والسوالمة والعيايدة والخ..، وهؤلاء كانوا قد عاصروا الملك الصالح نجم الدين أيوب  (1240م إلى 1249م) وولما استقر الملك الصالح بنابلس ولى عليها وعلى أعمال القدس والأغوار والخليل وبيت جبريل والساحل وغيره إلى العريش قام باعادة انتشار للقبائل العربية والتركمانية التي شاركت في الجهاد والغزو في الشام ومصر، فكان للحلف القضاعي من يافا وحتى العريش وهو يتكون من قسمين الأول بقيادة قضاعة وتتزعمه الجرامنة ويسيطر على السواحل الفلسطينية، والثاني بقيادة جذام وكانت تتزعمه عرب العايد ويسيطر على الجنوب الفلسطيني حتى جنوب العريش.
وبعد أن تم بناء القعلة سنة 1560م زمن السلطان العثماني سليمان القانوني، وقد روعي في بناء القلعة أن تكون على غرار قلعة خانيونس التي بناها المماليك سنة 1387م.
وبعد أن تم بناء القلعة استجلب العثمانيون عمالا لها من عدة مناطق اضافة إلى السكان المحليين والذين كانوا يفضلون عدم الانخراط بهذا العمل، لكن بعضا منهم عمل في القلعة فكان أهم من وصل لهذه القعلة هم أناس اشتهروا بالفروسية وركوب الخيل حيث وصل عدد من الجنود الملتحقين بالجندرمة من منطقة الفاخورة وهؤلاء عرفوا فيما بعد بالفواخرية، ووصل عدد آخر من البوشناق والمغاربة
وأما الآن فيسكن في مدينة العريش قبائل الملالحه و التياها وسواركة ومزينة والترابين ويتعدى عدد قبيلة الترابين في العريش 70 ألف نسمة. والعرايشية وهم سكان العريش الحضر الذين يعود معظمهم بنسبهم إلي حامية قلعة العريش التي ألغاها محمد علي فما كان من الجنود والضباط الذين جاءوا من تركيا والبوشناق (البوسنة الحالية) إلا أن استقروا بعائلاتهم ومن هؤلاء الجنود ينحدر معظم العرايشية ومنهم عائلة الكاشف، هناك بين العرايشية من يعودون بنسبهم إلي أصول من وادي النيل مثل عائلة المطري وعائلة الحجاوي الذين تربطهم مع زكريا الحجاوي صلة نسب، ومن العائلات المشهورة عائلة آل كريم وينحدرون من أل يعقوب وآل سليمان ومنهم تنحدر عائلة عثمان، هناك أيضا النخالوة الذين يعودون بنسبهم إلي حامية نخل بوسط سيناء ولهم نفس أصول حامية قلعة العريش وان كانت طباعهم تميل إلي البداوة نظراً لاحتكاكهم التاريخي ببدو سيناء في الوسط.
 أما الفواخرية فلهم حي خاص بهم وتجمع معظم المصادر ومنها نعوم بك شقير إلي أنهم من سوريا.. هناك أيضا بين العرايشية من يعودون بنسبهم إلي قبائل بدوية مثل عائلة العيادي ويعودون لقبيلة العيايدة وعائلة الترباني الذين يعودون إلي قبيلة الترابين، ويتعدى عدد قبيلة الترابين في العريش 70 ألف نسمة.
ويتمركز البدو في مدينة العريش بالاحياء الشرقية والغربية والشمالية والجنوبية وفي حي الصفا يعيش فيه أعداد كبيرة من البدو من أبناء قبيلة التياها والسواركة.
              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم