بني عامر الزغبية

بني زغبة:


قبيلة كبيرة من فروع بني هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية ابن بكر بن هوازن بن منصور..، وهي بني زغبة بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر، كانوا يقطنون الحجاز ونجد حول مكة، وفي بسائط الطائف ما بينه وبين جبل غزوان، وأقاموا بالشام، الى أن ظعنوا الى مصر والمغرب.
بني عامر بن زغبة كانوا في المغرب الأوسط (الجزائر) قبالة تلمسان بشمال غرب الجزائر، وكانوا قبل ذلك يقنطنون في آخرها مما يلي المشرق..
وكان بني عامر مع بني يزيد يشكلون حياً واحداً، وكانت لهم الغلبة والسيطرة والزعامة..
ومن قبيلة بني عامر الزغبية - ممن ورد ذكره - أولاد يعقوب وأولاد حميد وأولاد شافع، والشقران والمطارفة، ويتفرع من هؤلاء عدة قبائل ومنها، على سبيل المثال لا الحصر:
الحميدات، العبيدات "العبيد"، والحجازات، وبنو رباب، والعقلة "عقيل"، والمحارزة.
وقعت بينهم معارك وصراعات حول الزعامة والمشيخة، واستمر التنازع بينهم فترة طويلة من الزمن، كانت تأخذ طابع المد والجزر، إلى أن تشتت شملهم وكثرت وتشعبت قبائلهم..
فتميزت بني عامر عقب هذه الأحداث بقسمين: قسم أولاد يعقوب، وقسم أولاد حميد، ثم وقعت بين القسمين فتنة أخرى، وظهرت نتيجة هذه الفتنة زعامات جديدة، ومسميات جديدة، مثل أولاد هجرس بن غانم، أولاد عامر بن إبراهيم، أولاد سليمان بن داود، ولما تغلب السلطان أبي الحسن، على تلمسان فر بنو عامر بن إبراهيم إلى الصحراء..ولحق بني عامر ابن ابراهيم بالدوادة (بني داود) ونزلوا على يعقوب بن علي وما زالوا هناك حتى شبوا نار الفتنة التي دخل فيها: أولاد ميمون بن غانم، وقوات السلطان الذي أوعز لحربهم حتى تمزق جموعهم.
وكانت كلما انتهت فتنة وحروب، ظهرت فتنة أخرى أعقبتها وهكذا دوامة مستمرة..
وأما عروة بن زغبة أخوة بني عامر، فهم : بني النضر وكانوا في القفار والتلال، وبني خميس وهم ثلاثة فروع بني عبيد الله، وبني يقظان، وبني فرع، ويتحالفون مع بني سويد وبني يحيى، وهؤلاء جميعا فزعتهم لبني عامر، وهو الاسم العام لهم جميعاً..
وكان بجوار بني عامر قبائل من عرب اليمانية "القحطانية" منهم بني معقل من بني عذرة، وآخرين من بني الحارث من مذحج، على ما يبدو أن هؤلاء يعودون إلى عصر الفتوحات الإسلامية الأولى حيث وصلت أول غزوة إسلامية إلى افريقيا من قبائل قضاعة وقحطان في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه، وربما دخلت تلك القبائل مع الهلالية أثناء زحفهم إلى المغرب[1]
وهذه لمحة خاطفة وسريعة من تواريخهم:
سنة 446هـ/ 1054م كانت قبيلة بني زغبة الهلالية قد دخلت بلاد الساحل الافريقي وملكت برقة وطرابس ثم قابس [2] وفي العام 467هـ/ 1074م وقعت حروب بين زغبة وبني رياح [3] نتج عن هذه الحروب تغير في المواقع الجغرافية لبني زغبة..
في عام 746هـ/ 1335م كان أمير بني سويد الزغبي الهلالي والي السلطان أبو الحسن [4]
في عام 760هـ/ 1358م كَانَ بَنو عَامر بن زغبة من عرب هِلَال خَارِجين على السُّلْطَان أبي عنان مُنْذُ استيلائه على تلمسان وَكَانَت رياستهم إِلَى صَغِير بن عَامر بن إِبْرَاهِيم [5]
ولنذكر بعض أسماء أمراء بني زغبة الهلالية 
مهنا بن علي - عريف بن حي - الشيخ بكر بن زغلي- صغير بن عامر
ويذكر أن قبيلة بني عامر الزغبية التي كانت تنتشر في مناطق الشمال الافريقي مثل الجزائر وخاصة في وهران، وكانوا قد انضموا إلى الأمير عبد القادر الجزائري ابان الثورة على الاستعمار الفرنسي، وقد جاهدوا جهاد الأبطال حتى الرمق الأخير، وبعد أن أصيبوا بأضرار كبيرة زحفوا إلى المغرب الأقصى لكن الموقع لم يروق لهم فبدأوا يعودون جماعات وفرادى [6] كما وقد هاجر جزء منهم باتجاه الشرق واستوطنوا بسواحل ليبيا وفي مصر، كما وصلت منهم جماعة إلى سواحل فلسطين عام 1835م وبلاد الشام عامة [7]
هذا وقد كانت القبائل تتنقل في أي فترة من فترات الزمن بين المناطق والأقاليم تحت أسباب وعوامل كثيرة، منها الحروب والصراعات الداخلية بين الأسر والعشائر والقبائل، ومنها الخاص ومنها العام، وكذلك هرباً من قرارات وأعمال الحكام والولاة من الضرائب والتجنيد، وهناك أسباب وعوامل اقتصادية فكثير من البدو الأقحاح قديما قد لجأوا إلى المدن التجارية للقيام بمهام النقل والتجارة وهؤلاء قد دخلوا أبواب التحضر والاستقرار منذ وقت مبكر فتخلوا مع مرور الوقت عن العادات والتقاليد المتبعة في البوادي، ولذلك نرى ذراري بني عامر منتشرة في معظم المدن حتى يومنا هذا، فبعضهم استقر في الجزائر ومراكش وتونس وبرقة وطرابلس والاسكندرية والقاهرة ويافا وعكا والقدس ودمشق ومكة وجدة وعدن غير ذلك الكثير مما نجهله ولم يسعفنا الحظ بالاطلاع عليه في موسوعات الكتب التاريخية والجغرافية والاجتماعية..
ومما هو جدير بالذكر هنا، إن انتشار بني عامر الزغبية لم يكن محدد في منطقة جغرافية واحدة، فقد كان تواجدهم في معظم سواحل افريقيا من مصر وحتى الجزائر وموريتانيا، ومن المهم أيضاً أن نشير إلى وجود كثير من العوامر والزغبيين الذين تفرقوا بسبب الحروب الداخلية والصراعات كانوا قد انضموا إلى اخوانهم من القبائل العربية التي كانت في ذلك الوقت تربطهم بهم علاقات جوار ونسب ومصاهرة وتاريخ  مشترك مثل قبائل بني سليم وقبائل بني هلال وبني هوارة والمرابطين وربما وصل بهم هذا الانتماء لدرجة الانصهار تماما، هذا وقد ظهرت نتيجة الحروب ايضاً أحلاف عديدة ومتنوعة في جميع المناطق العربية وهي عبارة عن تشكيلات جديدة تلتف حول شخصيات مرموقة من زعماء العرب في تلك النواحي، والامثلة على ذلك كثيرة في كتب التاريخ والموسوعات التي عنيت بذلك.
في عام 1711م كانت الحروب والفتن قد انتشرت بين القبائل والحكام التابعين للخلافة العثمانية مثل أسرة القرمانلي في ليبيا [8] وعلى اثر ذلك ارتحل عدد من القبائل العربية إلى مواضع جديدة، وفي عام 1900م عندما حدث الاستعمار الايطالي كان عدد سكان ليبيا 2 مليون نسمة حتى اصبح فيما بعد 500 ألف وذلك بسبب الهجرة والحروب والابادة التي تعرض لها السكان، ومن القبائل التي نزلت مصر الهلالية والسعادي والمرابطين وهوارة والحرابي وطرهونة والجوابي والسمالو وغيرهم وهم يتفرعون إلى أسماء كثيرة وبطون عديدة، ففي حوالي العام 1900م كان هناك حوالي 200 نسمة من العوامر الزغبيين مع المرابطين الأشراف، فلو بقيت بني عامر الزغبية في مكان واحد ولم تتفرق لبلغت ربما أكثر من 30 مليون نسمة، وكان الهلالية قد انضم جزء منهم للمرابطين منذ زمن مبكر أيام يوسف بن تاشفين في حوالي عام 1060م في بلاد المغرب وهذا أحد أسباب التركيبة المختلطة لتلك القبائل التي تجمع عدة روايات وعدة أنساب، وهو أمر موجود في كل البلاد العربية وتتسم به تلك القبائل المحاربة والتي تتخذ من الصحاري مكانا لها.

يمكن ان نلخص اهم القبائل و العشائر العامريه تقريبا كما يلي :
(كل عشيرة أو عرش تتفرع إلى فروع وعائلات متعددة)
1. عشيرة الغرابه
2. عشيرة عبيد الشراقه
3. المكاحليه
4. الزماله
5. الدواير
6. عشيرة عبيد
7. بنى شقران
8. قبائل القبله العامريه
9. اليعقوبيه
10. عشيرة بنى عامر
11. اولاد يعقوب زراره
12. اولاد العباس
13. اولاد ملوك
14. عشيرة السجراريه

------المراجع---------------
[1] تلخيص من كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر، ابن خلدون.
[2] الكامل في التاريخ، لابن الاثير
[3] البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب، لابن عذراى
[4] الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، السلاوي
[5] الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى
[6] معجم قبائل العرب
[7] مذكرة الهجرة الجزائرية
[8] قبائل العرب في مصر، ص43
              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم