فاللغة اذا ظاهرة اجتماعية قابلة للتطور والتوسع والانتشار، وكذلك أيضاً للتراجع والاضمحلال، أو الاندثار، تبعاً للعوامل الاجتماعية المؤثرة فيها، ولقد تطورت اللغة وتصارعت أيضاً، فكما هو معروف علمياً أن اللغة العربية هي ظاهرة لغوية أو لسان منبثق من اللغة الكنعانية، واللغة الكنعانية هي لسان منبثق من اللغة السامية (سام بن نوح) ولذلك تشترك هذه اللغات في بعض الكلمات والأسماء مثل (أب، أم، أخ، ابن)أي تشترك بمفردات وأسماء الأسرة التي هي الأصل في انبثاق اللهجة واللسان والمسؤولة عن التطور والتأثر .
وأما بخصوص قواعد اللغة المعروفة اليوم (النحو والصرف) ليست من صنع العرب، وإنما جاءت هذه القواعد عن طريق الأشخاص الذين حاولوا تعلم هذه اللغة وضبطها لتعليم مجتمعاتهم غير الناطقين بها أصلاً، أي أن العرب كانوا متحدثين بطبيعتهم بهذا اللسان الذي وصل إليهم بالوراثة الاجتماعية من خلال التفاعل والتواصل الاجتماعي، لم يكن مثلاً شعراء العرب في العصر الجاهلي يعرفون قواعد النحو التي ندرسها اليوم، وإنما كانوا يقولون قصائدهم وأشعارهم وخطاباتهم دون تصنع، بل بلسانهم ولغتهم الطبيعية، كما نتكلم اليوم تماماً بواسطة لهجتنا المحلية، وإنما اللغة العربية الفصحى هي لهجة عرب مكة وخاصة قريش وتوابعها.
ولم يعرف شعراء العصر الجاهلي مثلاً بحور الشعر وأنواع الشعر وأشكاله التي نسميها اليوم، مثل الشعر المسرحي والغنائي والحر والعمودي ..الخ، ولم يعرف العرب شيئاً اسمه الإعراب الذي تعلمناه في مدراسنا وجامعاتنا، ولكن بعد انتشار الإسلام وانتشار لغة الإسلام "العربية" إلى بلدان وشعوب لم يسبق لهم أن عرفوا شيئاً عنها، بدأت اللغة العربية تكتسب كلمات جديدة، وبدأ الناس غير العرب يكتسبون كلمات عربية، وأصبحت الشعوب بحاجة ماسة لفهم هذه اللغة فهي لغة التخاطب، أو هي لغة الحضارة الجديدة لها، ومن هنا بدأ بعض الأشخاص بدراسة هذه اللغة من جهة، ووضع قواعد لها من جهة أخرى بهدف حفظها واستمرارها، ونقلها لأجيالهم وتلاميذهم..
وتقول بعض الروايات أن أول نشأة علم النحو كانت في بلاد العراق، وخصوصا في البصرة والكوفة، في عهد سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، في حدود عام 650م أي بعد 40 سنة تقريبا من نزول القرآن الكريم، وبعد آلاف السنين من وجود اللغة العربية الفصحى، بينما ظهر علم العروض في بداية القرن الثامن الميلادي على يد أحد أئمة الأدب العربي وهو الخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي البصري المتوفي سنة 786م..
ومن علوم اللغة العربية العربية غير علم النحو والصرف والعروض نذكر: علم اللغة وعلم الاشتقاق وعلم المعاني وعلم البيان وعلم البديع وعلم القافية وعلم الإنشاء..الخ، والمسمى أيضًا بعلم الأدب وهي علومٌ يحترز به عن الخلل في كلام العرب لفظاً أو كتابةً، وينقسم على ما صرَّح به علماء اللغة العربية إلى اثني عشر قسمًا، منها أصولٌ وهي العمدة في ذلك الاحتراز، ومنها فروع، وعلم الأدب هو علم إصلاح اللّسان والخطاب وإصابة مواقعه، وتحسين ألفاظه عن الخطأ والخلل وهو شعبةٌ من الأدب العام.
وأما علوم القرآن الكريم: وهي العلوم المتعلقة بالقرآن من حيث نزوله وترتيبه، وجمعه وكتابته، وقراءاته وتجويده، وعلوم التفسير ومعرفة المحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ، وأسباب النزول، وإعجازه، وإعرابه ورسمه، وعلم غريب القرآن، وغير ذلك من العلوم المتعلقة بالقرآن. ويُعرف أيضًا بأنها جميع العلوم والبحوث التي تتعلق بالقرآن، أو كل ما يتصل بالقرآن، يُطلق عليها أيضًا علوم التنزيل، أو علوم الكتاب، وقد عدّ الزركشي علوم القرآن في كتابه البرهان في علوم القرآن 47 علمًا، وأوصلها جلال الدين السيوطي في كتابه الإتقان في علوم القرآن لـ 80 علمًا.
- علم نزول القرآن
- علم القراءات، وما يرجع إلى كيفية أدائه، وآداب تلاوته وأحكامها
- علم جمع القرآن وتدوينه
- علم الرسم والضبط
- علم عد الآيات
- علم فضائل القرآن
- علم خصائص القرآن
- علم مبهمات القرآن
- علم سوره وآياته
- علم الوقف والابتداء
- علم المكي والمدني
- علم أسباب النزول
- علم التفسير، ويدخل فيه أصول التفسير، وطبقات المفسرين ومناهج المفسرين وغيرها
- علم أمثال القرآن
- علم أقسام القرآن
- علم الوجوه والنظائر
- علم الأحكام الفقهية المستنبطة منه
- علم الناسخ والمنسوخ
- علم العام والخاص
- علم المطلق والمقيد
- علم المجمل والمبين
- علم المحكم والمتشابه
- علم معاني القرآن
- علم متشابه القرآن
- علم إعراب القرآن
- علم أساليب القرآن
- علم لغات القرآن، ويشمل ما نزل بغير لغة الحجاز، وما نزل بغير لغة العرب، وهو ما يسمى بالمعرب
- علم غريب القرآن.