قبائل المرابطين

 

معنى "المرابط" في معاجم اللغة العربية:

 قَالَ الأَزهري: وأَصل الرِّبَاط مِنْ مَرَابِطِ الْخَيْلِ وَهُوَ ارْتِباطُها بِإِزاء الْعَدُوِّ فِي بَعْضِ الثغورِ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الْخَيْلَ إِذا رُبِطَتْ بالأَفنية وعُلِفَتْ: رُبُطاً، وَاحِدُهَا رَبِيطٌ، وَيُجْمَعُ الرُّبُطُ رِباطاً، وَهُوَ جَمْعُ الْجَمْعِ.

 الرِّباطُ مُرابَطةُ العدوِّ وملازَمةُ الثَّغْرِ، والرجلُ مُرابِطٌ. والمُرابِطاتُ: جَمَاعَاتُ الْخُيُولِ الَّتِي رابَطَت.

والرِّباطُ: الفُؤَاد كأَنَّ الْجِسْمَ رُبِطَ بِهِ. وَرَجُلٌ رَابِطُ الجَأْشِ ورَبِيطُ الجأْشِ أَي شَدِيدُ الْقَلْبِ كأَنه يرْبُط نفْسَه عَنِ الفِرار يكُفُّها بجُرْأَته وشَجاعته. ورَبَطَ جأْشُه رِباطةً: اشتدَّ قلبُه ووَثُقَ وحَزُمَ فَلَمْ يَفِرّ عِنْدَ الرَّوْعِ. (لسان العرب، لابن منظور، ج7، ص303)

وفي التاريخ:

استخدمت كلمة مرابط في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بمعنى المجاهد في سبيل الله، فقد جاء في الحديث:

حَدَّثَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عُوَيْمِرٍ اللَّخْمِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ قَالَ:

زَارَنَا سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ فَخَرَجَ النَّاسُ يَتَلَقَّوْنَهُ كَمَا يتلقى الخليفة فلقيناه وهو يَمْشِي، فَوَقَفْنَا نُسَلِّمُ عَلَيْهِ. وَلَمْ يَبْقَ شَرِيفٌ إِلا سَأَلَهُ أَنْ يَنْزِلَ عِنْدَهُ، فَسَأَلَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ. فَقِيلَ: هُوَ مُرَابِطٌ. قَالَ وَأَيْنَ مَرَابِطُكُمْ؟ قَالُوا: بَيْرُوتُ. فَتَوَجَّهَ قِبَلَهُ. فَلَمَّا صَارَ إِلَى بَيْرُوتَ، قَالَ سَلْمَانُ «يَا أَهْلَ بَيْرُوتَ، أَلا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا يُذْهِبُ اللَّهُ بِهِ عَنْكُمْ غَرَضَ/ 236/ الرِّبَاطِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: [رِبَاطُ يَوْمٍ كَصِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ، وَمَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُجِيرَ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَأُجْرِيَ لَهُ مَا كَانَ يَعْمَلُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ] » .(أنساب الأشراف، البلاذري)

واستخدمت كلمة مرابط في التاريخ العربي الإسلامي، لمن يخرج مرابطاً ومجاهدا في سبيل الله في مناطق الثغور والحدود البرية والبحرية المتاخمة لأراضي العدو، وذلك في عهد الدولة الأموية،  واستخدمت كذلك في العصور الإسلامية المتأخرة كالعصر الأيوبي والمملوكي، واستخدمت كلمة مرابط ومراطين لكل من ناصر دولة المرابطين في بلاد المغرب العربي وخاصة في مراكش في حوالي القرن الخامس والسادس الهجري.

هذا قد كانت بعض القبائل القيسية في مصر خاصة مختصة بنقاط للرباط عرفت باسم مرابط لجهاد الفرنج، وكان منها نقطة "المنصورة" ودمياط والاسكندرية، وكان للعرب حصة في هذه المرابط في العهد الأيوبي حيث كان لبني عامر بن صعصعة من عرب الفيوم 400 فارس يخرجون للجهاد والرباط وذلك منذ سنة 640هـ(كتاب الفيوم، لأبو عثمان الصفدي) ومن مناطق الثغور في مصر ايضا: ثغر رشيد وأسوان وحلوان وفي بلاد الشام ثغر عسقلان - ثغر القصير- ثغر انطاكية- ثغر طرابلس- ثغر عكا - ثغر حماة - ثغر حمص- ثغر صور- ثغر بولاق- ثغر بيروت- ثغر اللاذقية- ثغر جميل- ثغر بانياس- ثغر صيدا - ثغر حيفا - ثغر طرسوس، وكلها كانت مناطق لرباط القبائل العربية أو بالأحرى كتائب من القبائل العربية، فلكل قبيلة من القبائل العربية حصة جهادية أي  أن  على كل قبيلة أن تفرز من أبنائها كتيبة للرباط على مناطق الثغور، وهذا هو السبب وراء انقسام القبيلة إلى قمسين قسم المرابطين وقسم  القاطنين، أو الرحل .

وقال الشيخ الفايدي في كتابه "قبائل المرابطين هم من قبائل عرب الفتح الإسلامي التي اسندت لهم حراسة الحدود والرباط على الثغور في كافة البلدان المفتوحة ..وهم من أحفاد المجاهدين والصحابة والتابعين العرب رضوان الله عليهم أجمعين ..( الماضي والحاضر في أنساب القبائل العربية، تأليف الشيخ حمدي محمود الفايدي، 2010، ج2 (ص16-17)

أهم أسماء القبائل التي ذكرها المؤلف:

المنفة والسمالوس والعوامة النجمة والعطيات والحبون والنجمة والحضيرات والحسانة والخطاطبة والسعيط

والسلاطنة والصوانعة والتراهنة والفواخر ومسراته والجرارة والشواعر والتراكي والأواجلة والمجابرة اضافة لهذه القبائل المذكورة في هذه النصوص المرفقة ..

أنساب قبائل المرابطين:

1- الجميعات: وبطونها:  المواسي، والقواسم، والشهيبات، والنواحة وأولاد عيسى.

ذكرهم ابن خلدون بأنهم بطن من بني حكيم من بني بهثة بن سليم بن منصور، وذكرهم القلقشندي بطن من صبيح من فزارة، والجميعات بهذا يكونوا أولاد عم للسعادي، وهناك رأي يقول أن الجميعات من أولاد سليمان ، والجميع من عرب القيسية 

2- المنفة: وهم بنو قرة بطن من بني هلال بن عامر. من عرب القيسية

3- الحوتة: وهم من بني لبيد ولبيد بطن من بني عامر بن صعصعة وأخرى بطن من بني سليم بن منصور، والجميع من عرب القيسية.

4- الموالك: وهم  من بني لبيد من بني سليم من عرب القيسية.

5- القريظات: وهم من الموالك من سليم من عرب القيسية.

6- التراكي: وهم أولاد التركية من بني مقدم، وبني مقدم في فزارة ومقدم في بني هلال ومقدم من بني عامر ومقدم من بني لبيد والجميع من عرب القيسية، والصحيح هم من خفاجة..

7- السراحنة:  وهم بطن من كرفة من بني هلال بن عامر.

8- هوارة :  من القبائل القديمة، اندمج فيها عدد من قضاعة والأشراف وبني هلال وبني سليم، بفضل شعبيتها الاجتماعية وكرمها الأصيل، وهي مثال للقبائل العربية بشكل عام.

9- الجرارة: وفي رواية أنهم احدى فروع بني تميم.

10- القطعان:  قيل وهم من بني كعب من بني سليم.

11- السمالوس: قيل وهم من بني سليم وفي رواية أيضاً أنهم من بني عامر بن صعصعة من هوازن بن منصور، أخو سليم بن منصور.

12- القوابيص أو الجوابيس: قيل هم بني جواب من بني عامر بن صعصعة وهم أقارب السمالوس، وقيل هم من سلالة القذاذفة .

13- السنينات: وهم من قبائل أولاد علي، قيل ربما هم أولاد سنان من كنانة عذرة.

14- أما القبائل الأخرى من المرابطين وهم :

الشواعر والحبون والشريصات والعوامة والفواخر والصريحات والقذاذفة فهم من عرب القيسية الذين أقاموا في برقة بعد هجرة بني هلال وبني سليم. (ص35-37 من كتاب لهجة البدوفي الساحل الشمالي لجمهورية مصر العربية، د. عبد العزيز مطر، 1981م)..

وقد ذكر الاستاذ محمد مناع صاحب كتاب أنساب القبائل العربية في ليبيا، بأن من بعض المرابطين ترجع أنسابهم إلى بني سليم بن منصور (عرب القيسية) قبل هجرة القيسية إلى المغرب، ويرجع تاريخ المرابطين إلى عهد القائد عمرو بن العاص رضي الله عنه، ويتميز المرابطين بالصفات الأخلاقية الطيبة والدعوة إلى الله، وإقامة رباطات الجهاد والعبادة، والزهد في الحياة.

مراجع:

1)(لسان العرب، لابن منظور، ج7، ص303)

2)(كتاب الفيوم، لأبوعثمان الصفدي)

3)(الماضي والحاضر... ، الفايدي، 2010م)

4) ( لهجة البدو، مطر، 1981م)

5) (كتاب جمل من أنساب الأشراف،  البلاذري،  المتوفي سنة 279هـ،  ج1، ص488)

6) ( أنساب القبائل العربية في ليبيا، مناع، ص25)

              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم