نشأة الكتابة العربية الأولى


كتابة حروف اللغة العربية، أو نشاة الأبجدية العربية 

أراء المؤرخين العرب في ذلك:

1) روى مكحول الهذلي: «أن أول من وضعوا الخط والكتابة هم نفيس ونضر وتيماء ودومة من أولاد إسماعيل بن إبراهيم، وأنهم وضعوها متصلة الحروف بعضها ببعض حتى الألف والراء، ففرقها هميسع وقيدار وهما من أولاد إسماعيل»

2) قال برهان الدين الحلبي في كتابه السيرة الحلبية: «أن أول من كتب بالعربية من ولد إسماعيل هو نزار بن معد بن عدنان».

3) وقال أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي: «أن أول من وضع الكتابة هم بنو المحصن بن جندل بن يعصب بن مدين، وكانوا قد نزلوا عند عدنان بن أد بن أدد وأسمائهم أبجد وهوز وحطى وكلمن وسعفص وقرشت، فلما وجدوا حروفًا ليست في أسمائهم الحقوا بها وسموها الروادف وهي الثاء والخاء والذال والضاد والظاء والغين، والتي مجموعها (ثخذ ضظغ)، فتمت بذلك حروف الهجاء. وقيل بل هم ملوك مدين وأن رئيسهم لكمن، وأنهم هلكوا يوم الظلة، وأنهم قوم نبي الله شعيب»

4) وقد أخرج الحافظ أبو طاهر السلفي في الطيوريات بسنده عن الشعبي ما يؤيد ذلك فقال: «أول العرب الذي كتب بالعربية حرب بن أمية، تعلم من أهل الحيرة، وتعلم أهل الحيرة من أهل الأنبار».

5) وقال ابن خلدون في مقدمته في فصل أن الخط والكتابة من عداد الصنائع الإنسانية: «ولقد كان الخط العربي بالغًا ما بلغه من الأحكام والاتقان والجودة في دولة التبابعة، لما بلغت من الحضارة والترفه، وهو المسمى بالخط الحميري، وانتقل منها إلى الحيرة، لما كان بها من دولة آل المنذر نسباء التبابعة في العصبية والمجددين لملك العرب بأرض العراق، ولم يكن الخط عندهم من الإجادة كما كان عند التتابعة، لقصور ما بين الدولتين، وكانت الحضارة وتوابعها من الصنائع وغيرها قاصرة عن ذلك. ومن الحيرة لقنه أهل الطائف وقريش فيما ذكر، يقال أن الذي تعلم الكتابة من الحيرة هو سفيان بن أمية، ويقال حرب بن أمية، وأخذها من أسلم بن سدرة وهو قول ممكن. وأقرب ممن ذهب إل أنهم تعلموها من إياد أهل العراق قول شاعرهم: قوم لهم ساحة العراق إذا…ساروا جميعا والخط والقلم. وهو قول بعيد لأن إيادًا وإن نزلوا ساحة العراق فلم يزالوا عل شأنهم من البداوة، والخط من الصنائع الحضرية. فالقول أن بأن أهل الحجاز إنما لقنوها من الحيرة، ».

6) ويشير الباحثون المعاصرون إلى أنَّ الأبجدية العربيَّة نشأت وتطوَّرت من الأبجدية الآراميَّة، وأنَّ أصول الحروف العربيَّة أُخذت من الأحرف الأبجدية الساميَّة الجنوبيَّة وأنَّها انتقلت إلى شبه الجزيرة العربيَّة عبر اللغة النبطيَّة في جنوب الشام. حيث يمكن إرجاع أصل الأبجدية العربية إلى الأبجدية النبطية التي كُتِبَت بها اللهجة النبطية في اللغة الآرامية. وأول نص معروفٍ بالأبجدية العربية هو نقشٌ من القرن الرابع الميلادي موجود عند جبل رم (شرق مدينة العقبة بخمسين كم)، ولكن أول نصٍ مؤرخ بالأبجدية العربية هو نقشٌ بثلاثة لغاتٍ في الزبداني في سوريا عام 512 ميلادية.

آثار النقوش القديمة

اشتُق الخط العربي من الخط الحميري (المسند)، والذي سمي بـ «خط الجزم»، وقد اختلف عن الخط المسند بأنه يكتب متصلًا. وقد وجدت الكثير من النقوش والتي تصل إلى أكثر من 4000 نقش مكتوبة بخط الجزم. من أهم هذه النقوش هي النقوش الصفائية وتصل 30 ألف نقش مكتشف في بادية الشام؛ والنقوش الثمودية وعثر عليها في منطقة ثمود جنوب غرب الجزيرة العربية؛ والنقوش الدادانية وعثر عليها في مستوطنة ددان وتيماء وجبل عكمة وعائد لمهاجريين من مملكة معين؛ والنقوش الأحسائية وعثر عليها في الأحساء شرق الجزيرة العربية وهي عائدة لمهاجريين من مملكة معين. والنقوش الليحيانية في شمال شبه الجزيرة العربية، وبالتحديد في مملكة لحيان التي اتخذت من مدينة الحجر عاصمة لها. وقد عثرت على بعض النقوش الأخرى التي يعتقد المستشرقون أنها عربية، تُظهر بأن الخط العربي قد تأثر من الخط النبطي؛ ومن أهمها نقش أم الجمال الأول ونقش النمارة.

وقد عُثر على مخطوطات قرآنية والمكتوبة بالخط الحجازي وأخرى بالخط الكوفي ومن تلك المخطوطات: مخطوطات صنعاء وتبلغ حوالي 4500 مخطوطة، وتعد بعضها من أقدم المخطوطات القرآنية، وهي مكتوبة بالخط الكوفي والحجازي؛ وقد اِكْتٌشِفَتْ مع عدد من المخطوطات في الجامع الكبير بصنعاء القديمة عام 1972 على طرس وتعود للعصور الأولى للإسلام. ومخطوطة سمرقند وهي مكتوبة بالخط الكوفي، والتي اشتهرت بأنها واحدة من مصاحف التي أمر عثمان بن عفان بكتابتها وإرسال نُسخ منهُ إلى الأمصار الإسلامية. ومصحف طوب قابي ويعد أقدم مصحف للقرآن. هذه المخطوطة محفوظة في مكتبة متحف قصر طوب قابي، في اسطنبول. وهي نسخة منسوبة لسيدنا عثمان بن عفان الخليفة الثالث الذي قام بنسخ القرآن وجمعه بعد جمع الخليفة الأول أبي بكر الصديق.

كُتَّاب الوحي 

وهم الذين كتبوا القرآن الكريم في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

(كتب لرسول الله عدد من الكتّاب وصل بهم بعض المؤرخين إلى ستة وعشرين كاتبا، ووصل بهم آخرون إلى اثنين وأربعين كاتبا).

منهم في مكة المكرمة:

علي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان، وأبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وخالد بن سعيد بن العاص، وعامر بن فهيرة، والأرقم بن أبي الأرقم، وأبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي، وجعفر بن أبي طالب، وحاطب بن عمرو، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وعبد الله بن أبي بكر.


وأضيف إليهم في المدينة المنورة:

أبو أيوب الأنصاري، وخالد بن زيد، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، ومعاذ بن جبل، ومعيقب بن أبي فاطمة الدّوسي، وعبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول، وعبد الله بن زيد، ومحمد بن مسلمة، وبريدة بن الحصيب، وثابت بن قيس بن شماس، وحذيفة بن اليمان وحنظلة بن الربيع، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح.


وزاد بعد الحديبية:

أبو سفيان صخر بن حرب، ويزيد بن أبي سفيان ومعاوية بن أبي سفيان، وخالد بن الوليد، وجُهَم بن سعد، وجهم بن الصلت بن مخرمة، والحصين بن النمير، وحويطب بن عبد العزى، وعبد الله بن الأرقم، والعباس بن عبد المطلب، وأبان بن سعيد بن العاص، وسعيد بن سعيد بن العاص، والمغيرة بن شُعبة، وعمرو بن العاص، وشرحبيل بن حسنة، والعلاء الحضرمي.

              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم