المجتمع : في معاجم لغتنا العربية الجميلة
(الْمُجْتَمع) مَوضِع الِاجْتِمَاع وَالْجَمَاعَة من النَّاس، (الْجَمِيع) الْمُجْتَمع يُقَال حَيّ جَمِيع وَقوم جَمِيع وَيُقَال رجل جَمِيع مُجْتَمع الْخلق قوي قد بلغ أشده وَهُوَ جَمِيع الرَّأْي سديده وَجَمِيع السِّلَاح مجتمعه وناقة جَمِيع فِي بَطنهَا ولد والجيش وَجَمِيع من أَلْفَاظ التوكيد يُقَال أخذت حَقي جَمِيعه.
الرَّجُلُ المُجتمِع: الَّذِي بَلغ أَشُدَّه وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ لِلنِّسَاءِ. واجْتَمَعَ الرجلُ: اسْتَوت لِحْيَتُهُ وَبَلَغَ غايةَ شَبابِه، وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ لِلْجَارِيَةِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا اتَّصَلَتْ لِحْيَتُهُ: مُجْتَمِعٌ ثُمَّ كَهْلٌ بَعْدَ ذَلِكَ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ:
قَدْ سادَ وَهُوَ فَتًى، حَتَّى إِذا بلَغَت ... أَشُدُّه، وَعَلَا فِي الأَمْرِ واجْتَمَعا.. وَرَجُلٌ جميعٌ: مُجْتَمِعُ الخَلْقِ.
فالمجتمع: مصطلح يتعلق بالعدد، لأنه اسم مفعول من اجتمع مجتمعا من الناس (عدد معين من الناس)
والمجتمع كمصطلح اجتماعي أو جغرافي أو اقتصادي له عدة من التعريفات حسب المراد منه.
فالمجتمع المحلي: جماعة من النَّاس تربطها روابط ومصالح مشتركة وعادات وتقاليد وقوانين واحدة، بينما الشعب هو عدد من المجتمعات، لأن كلمة شعب أعم وأشمل بكثير فالشعب من التشعب والتفرع، فتشعبت الطريق أي كثرت الطرقات الفرعية منها، ولذلك يقال العرب شعب، والشعب عدد من القبائل الكبيرة، والقبيلة عدد من العشائر، والعشيرة عدد من العائلات والأسر، ومن هنا فإن الشعب عدد من المجتمعات، ونقول تجاوزاً عنه مجتمع أحياناً، نظراً لإشتراكهم جميع في المصالح المشتركة والروابط القومية واللغوية والعرقية والدينية والعادات والتقاليد، ولكن في الحقيقة ينقسم الشعب إلى مجتمعات فمثلا: مجتمع البادية ومجتمع الريف ومجتمع المدينة، ونقسم كل منها إلى مجتمعات أكثر خصوصية فنقول مجتمع الرعاة ومجتمع الصيادين ومجتمع المزارعين ومجتمع التجار ومجتمع العلماء وهكذا.
مقومات المجتمع:
يندرج تحت هذا المفهوم: محورين مهمين وهما:- العناصر و الوظائف أو 1- المقومات التكوينية للمجتمع: مثل الأرض والمكان، والسكان "المجتمع"، والقيم والضوابط، واللغة والتاريخ المشترك، والعلاقات المتبادلة بينهم، والمصير المشترك. 2- المقومات الوظيفية: وهي المسؤولة عن ترابط وتجانس المجتمع وتكوين بنائه مثل: العقيدة أو الدين، والنظام السياسي، والنظام الثقافي والحضاري، والأسري، والنظام الاقتصادي، والبيئة الجغرافية والديموغرافية "السكانية" وتعمل هذه المقومات على انصهار المجتمع وتماسكه وتفاعله، أي إن دورها هو وظيفي واداري وتنفيذي..الخ.
ولذلك للمجتمع المحلي عدد من المصطلحات منها:
"المحفل: وهو مجتمع القوم ومجلسهم- الجمير: مجتمع القوم - النادي: مجتمع القوم وأهل المجلس - المقعد - المجلس - الديوان - المؤتمر - العقد - البيعة والمبايعة - الاتحاد - النقابة - الكتلة " التكتل" - الحزب - التنظيم - الحلف والتحالف، و المثوى، والمأتم، والمغنى، والمعرس، والمحط، والمعهد.
جمع لفيف: مجتمع ملتف من كل مكان، وجمع غفير، وحشد غفير، وحفل، وجمهور غفير وجماهير غفيرة، وجحافل غفيرة، شيعة، فرقة، فريق، قبيلة، عشيرة، جماعة، طائفة، قوم وأقوام، وأمة وأمم.
المصطلحات والأسماء المتعلقة بأجزاء ومكونات المجتمعات:
البيت: وهو المكان الذي يبيت فيه الإنسان، قال الليث: البَيْتُوتة دُخُولُك فِي اللَّيْلِ، وأجزاء البيت ومحتوياته وأقسامه؛ الغرفة والأوضة والبرندة والصالون والمضافة والصيوان والمنافع والمخزن، والسلم والدرج والسطح والسقف والبلكونة والطابق والدُّوْر، والشرفة
والمنزل: هو أي مكان ينزل فيه الناس، واعتادوا عليه، ومن أسماء المنازل: قصر وبرج وفلة وقلعة وحصن.
والعمارة: وهي المكان الذي يعمر فيه الناس، ويقضون فيه أعمارهم.
والمسكن: وهو المكان الذي يسكن فيه الناس، ويجدون فيه السكينة؛ والسكينة مفارقة الاضطراب عند الخوف والقلق والغضب، وهي السكون عن الحركة والاضطراب.
والمضارب: وهو المكان الذي يضرب فيه الناس خيامهم ومساكنهم.
والمراح: وهو المكان الذي يمرح فيه الناس، ويجدون فيه راحتهم، وكذلك يستخدم المصطلح مضاف إلى اسم آخر ليدل على مكانه، فيقال مراح الغنم: المكان الذي يبيت فيه الغنم، ومراح البل "الإبل" كذلك..
- الحارة: (والحَيْر) ، بفتْح فسُكُون: (شِبْهُ الحَظِيرَةِ أَو الحِمَى)، والحَارَةُ: كلُّ مَحَلَّة دَنَتْ مَنَازِلُهُم، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: هِي مُسْتَدارٌ من فَضَاءٍ.
- الحي: الجزء من الحياة والأحياء، والحي القسم من أحياء المجتمع سواء كان مجتمع بادية أو مجتمع مدينة ..الخ.
- المخيم: وهو المكان الذي يخيم فيه المجتمع، أي يبنون خيامهم فيه.
- العِزبة: هي مكان سكني موسمي بالأخص، أو موقع مؤقت، يكثر فيه المعزبين، و(الْعزبَة) مزرعة فِيهَا قصر الْمَالِك أَو دَاره تحيط بِهِ بيُوت الفلاحين والمعزبين.
- القرية - الديرة والديار - النزلة - الكفور - النجع - السكنة - المخبأ - الملجأ - المحلة - المنشأة - الناحية - المركز - الضاحية - الخربة - الضيعة والضياع - العقار و العقارات - المربع والمرابع - والحوش - المنطقة، القطاع وقطعة والاقطاع - الموقع والموضع - المدينة والبادية والريف - المحافظة
البيئة والباءَةُ والمباءَةُ: الْمَنْزِلُ، وَقِيلَ مَنْزِل القوم حيث يَتَبَوَّءُونَ مِنْ قِبَلِ وادٍ أَو سَنَدِ جَبَلٍ. وَفِي الصِّحَاحِ: المَباءَةُ: مَنْزِلُ الْقَوْمِ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ، وَيُقَالُ: كلُّ مَنْزِل يَنْزِله القومُ.
فنقول: " البيئة الطبيعية : للاشارة إلى الطبيعة بشكل عام.. والبيئة الاجتماعية: للاشارة إلى العلاقات الاجتماعية.. والبيئة التعلمية: للاشارة إلى أماكن التعلم والتعليم.. والبيئة الصحراوية: للتخصيص عن الصحراء.. وهكذا
الموروث: والتراث الثقافي للمجتمع: الفنون والفلكلور والغناء الشعبي، العادات والتقاليد، والملبس والمسكن، والمهن والحرف، و اللهجة والأمثال والحكم والقصص، والعقائد والمعتقدات والقوانين الاجتماعية، وكل ما تناقله المجتمع واعتاد عليه منقولا لهم من الأجيال السابقة.
مؤسسات المجتمع: تنقسم إلى قسمين قسم منبثق من جهة الحكومة وتسمى المؤسسات الحكومية، وقسم منبثق عن المجتمع المدني وهي مؤسسات غير ربحية وغير حكومية وهي تمثل فئات المجتمع مثلاً: النقابات العمالية، وجماعات السكان الأصليين، والمنظمات الخيرية، والمنظمات الدينية، والنقابات المهنية، ومؤسسات العمل الخيري والتطوعي، ومنها: جمعية - مركز - دار - هيئة - مجلس - نقابة - اتحاد - لجنة - مؤسسة ..
وأما مؤسسات المجتمع التجاري: شركة - مؤسسة - بنك - مصرف - دكانة - بقالة - محل - سوق - خان - مصنع - محطة - مطعم - مخبز - معصرة - مكتبة - مطبعة - محددة - منجرة - مطحنة - متجر - ورشة - وكالة - غرفة، وفي مجال السياحة والسفر: فنادق - منتجع - مطار - معبر - استراحة - محطة - ميناء - مرسى - مكتب - دائرة - صالة - ساحة - ميدان.
وفي المجتمع الزراعي أو الريف أو الرعوي: عدد من المصطلحات المحلية تبعاً للهجة المحلية الريفية والبدوية:
" الحقل - والحديقة - والحاكورة - والمزرعة والزرع - والحظيرة - والزريبة - المرعى - المرباع - البيارة - الجنينة والجنائن - الغيط - والمحصول - الري - والجرن - والمنتج - والغلة والغلال - والمشتل والمشاتل - والقطيع - والشليق - والسراحة - الاصطبل - والخم - والعشة - والخص - والكوخ - والعريشة - الخيمة - البايكة - القُلْبَة - التخشبية - والحومة - والصيرة - والصريف - والسياج .."
طبقات وفئات المجتمع: درج تقسيم المجتمع إلى طبقات حسب نسبة الدخل، هناك نظريات عدة في ذلك لكن الأعم هي ثلاث طبقات " الطبقة الغنية - الطبقة المتوسطة - الطبقة العاملة"
وأما فئات المجتمع : وهي كثيرة وتتخذ عدة أشكال وتصنيفات ومنها : الفئة الاستقراطية " فئة السلطة والقيادة وهي موضع اعتبار المجتمع"، وفئة الموظفين، فئة العمال، فئة أقلية، فئة عرقية ,,,الخ.
علوم المجتمع: مثل علم الاجتماع - علم النفس " السيكولوجيا"- علم الإنسان "الانثربولجيا" - علم التاريخ وعلم الجغرافيا وعلم الأنساب وعلم الآثار "الأركيولوجيا"..
الظواهر الاجتماعية:
الظاهرة الاجتماعية: هي أنواع السلوك أو السلوكيات المختلفة والأنماط الفكرية التي يتميز بها المجتمع الذي يتناقلها فيما بينه ويتوارثها من بيئته الاجتماعية..
ويمكن تصنيف عدد من الظواهر الاجتماعية إلى إيجابية وسلبية: والظواهر كثيرة ومختلفة من مجتمع لآخر، وتكون مشتركة بين المجتمعات المتجانسة.. ومتباينة مع المجتمعات الأخرى.
من خصائص الظاهرة الاجتماعيّة في علم الاجتماع:
- الموضوعيّة: توجد بشكل مستقلّ عن الأفراد الذين أنتجوها فلها وجود مستقلّ بذاته، ولها قوانين خاصّة تخضع لها في تطوّرها وتغيّرها. دراستها لا تكون على أساس شعور الفرد.
- العموميّة: ظاهرة عامّة وليست ظاهرة فرديّة فكريّة أو نفسيّة، ظاهرة مجتمعيّة تعمّ المجتمع بأسره، وليست من صنع فرد معيّن، وتكون كالعرف بين أفراد المجتمع، فيعتبرونها أساساً لبناء حياتهم وعلاقاتهم مع بعضهم بعضاً، يشارك معظم أفراد المجتمع في الظاهرة الاجتماعيّة.
- الإلزام والقهر: الظواهر الاجتماعيّة ملزمة وجبريّة، إذ ينظر إليها الأفراد نظرتهم إلى ضرورة أو سلطة لها هيبتها، ولا بدّ من احترامها، فهي تستمدّ سلطانها عليهم ممّا زوّدت به من قوّة قاهرة تبدو فيما يحيق بهم من جزاء إذا سوّلت لأحدهم نفسه الخروج عليها أو التنكّر لها، فهي تتميّز بسلطتها التي تفرضها من الخارج على الأفراد، دون موافقتهم عليها، وليست جميع الظواهر الاجتماعيّة سواءً، من حيث قوّة القهر، وإن اختلف من حيث الشدّة أو الضعف، ولا يشعر الأفراد بهذه السلطة إلا عندما يحاولون مخالفتها، حينئذ يتعرّضون لعقبات و موانع أو يقعون تحت طائلة الجزاء الماديّ أو الأدبيّ أو سخرية الرأي العامّ ونقمته ونفوره واستنكاره واستهجانه، إلى غير ذلك من أنواع الجزاء الثقافيّ والحضاريّ.
- التلقائيّة: تتّصف الظواهر الاجتماعيّة بأنّها موجودة قبل وجود الأفراد، ناتجة عن تأثير العقل الجماعيّ، نشأ الفرد فوجدها ورتّب سلوكه وأفكاره وفقاً لها متأثّراً بما تلقّاه من التربية والتوجيه.
- الترابط: تكون الظواهر الاجتماعيّة مترابطة، وقد يفسّر بعضها بعضاً، ويؤثّر بعضها في بعضهم الآخر، كما أنّها متداخلة، فلا يمكن دراسة كلّ ظاهرة بشكل منفصل عن الظاهرة الأخرى، والترابط تاريخيّ زمانيّ في مكان واحد بين الماضي والحاضر، وقد يكون الترابط مكانيّاً في الزمان الواحد.
- إنسانيّة: الظواهر الاجتماعيّة تقتصر على المجتمع البشريّ، وتمثّل الظواهر الاجتماعيّة جانباً مهمّاً من جوانب حياة الأفراد، فالطبيعة الاجتماعيّة للفرد تحتّم عليه أن يعيش في المجتمع ويتعامل مع أفراده ويخضع لجميع متغيّراته السياسيّة والاقتصاديّة وما إلى ذلك.
- تتّصف الظواهر الاجتماعيّة بالنسبيّة، تخضع لعوامل الزمان والمكان، تُعدّ الظاهرة الاجتماعيّة نسبيّة وتتغيّر بين الزمان والمكان، ومن الأمثلة على ذلك الزواج، فهو يختلف على مرّ العصور كما تختلف عاداته من مكان إلى آخر.
- تعدّ الظاهرة الاجتماعيّة ظاهرة مكتسبة، حيث ينشأ الأفراد عليها داخل الأسرة والمجتمع، ومن ثمّ يتبادلون وجهات نظرهم وآراءهم، ثمّ تنصهر رغباتهم وإراداتهم.
- تعدّ الظاهرة الاجتماعيّة ظاهرة معقّدة، ولا يمكن دراستها وتحليلها بناء على العوامل الجغرافيّة، أو السياسيّة، أو الاقتصاديّة أو النفسيّة، وخير مثال على ذلك ظاهرة الجريمة، حيث لا يمكن دراستها وتحليلها باستخدام عامل واحد، فهي تنتج عن عدّة عوامل نفسيّة، ودينيّة، واقتصاديّة وغيرها من العوامل الأخرى.
- الظاهرة الاجتماعيّة لها صفة الجاذبيّة وتشتمل على نوعين، إمّا أن تكون شعوريّة تتكرّر من فترة لأخرى مثل المناسبات المختلفة كالأعياد، وإمّا أن تكون لا شعوريّة يعتاد المرء عليها، وتصبح سهلة ومحبّبة إلى نفسه.