من حكايات العرب القديمة في العهد الجاهلي، أيام العرب - أي الوقائع والحروب الجاهلية .. حكاية يوم السوبان ولقب ملاعب الأسنة..
يَوْم السوبان وَقَالَ آخَرُونَ: يَوْم السلان.. وقيل السوبان وادي لبني تميم، وقال الحموي: السُّوبانُ: بضم أوّله، وبعد الواو باء موحدة، وآخره نون: علم مرتجل لاسم واد في ديار العرب، وفي شعر لبيد: اسم جبل، وقيل: أرض بها كانت حرب بين بني عبس وبني حنظلة، قال أوس:
كأنّهم بين الشّميط وصارة ... وجرثم والسّوبان خشب مصرّع
وقال جواد علي: وهو يوم مأزق "ملزق" ويعرف بيوم السوبان (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام)
حرب قيس وتميم يوم السوبان : لبني عامر على بني تميم
قال أبو عبيدة: أغارت بنو عامر على بني تميم وضبة فاقتتلوا، ورئيس ضبة حسان ابن وبرة، وهو أخو النعمان لأمّه، فأسره يزيد بن الصعق، وانهزمت تميم، فلما رأى ذلك عامر بن مالك بن جعفر، حسده، فشدّ على ضرار بن عمرو الضّبي، وهو الرديم، فقال لابنه إذ همّ: أغنه عني. فشدّ عليه فطعنه، فتحوّل عن سرجه إلى جنب أبدائه ، ثم لحقه، فقال لأحد بنيه: أغنه عني. ففعل مثل ذلك، ثم لحقه، فقال لابن له آخر: أغنه عني. ففعل مثل ذلك، فقال: ما هذا إلا ملاعب الأسنّة، فسمّي عامر من يومئذ ملاعب الأسنة، فلما دنا منه قال له ضرار: إني لأعلم ما تريد، أتريد اللبن؟
قال: نعم! قال: إنك لن تصل إليّ ومن هؤلاء عين تطرف، كلهم بنيّ. قال له عامر:
فأحلني عن غيرك. فدلّه على حبيش بن الدلف، وقال: عليك بذلك الفارس. فشدّ عليه فأسره، فلما رأى سواده، وقصره، جعل يتفكر، وخاف ابن الدلف ان يقتله، فقال: ألست تريد اللبن؟ قال: بلى. قال: فأنى لك به. ونادى حسان بن وبرة نفسه من يزيد بن الصعق بألف بعير فداء الملوك، فكثر مال يزيد وبما، ثم أغار بعد ذلك يزيد بن الصعق على عصافير النعمان بذي ليان، وذو ليان: عن يمين القريتين. (العقد الفريد، لابن عبدربه الأندلسي)
قَالَ أَوْس بن حجر // (طَوِيل) //:
(فَرد أَبُو ليلى طفيل بن مَالك ... بمنعرج السوبان لَو يتقصع)
(يلاعب أَطْرَاف الأسنة عَامر ... وَصَارَ لَهُ حَظّ الكتيبة أجمع)
وقال جرير يفخر على الفرزدق:
قُلْ لحفيف القصبات الجوفانْ ... جيئوا بمثل قَعْنَبِ والعَلْهان
والرَّدْفُ عَتَّابٌ غداة السوبان ... أو كأبي حزرة سم الفرسان
وما ابن حنّاءة بالوغل الوان ... ولا ضعيف فِي لقاء الأقران
وقال د. جواد علي: وكان لبني تميم يوم آخر على بني عبس وعامر، وهو يوم مأزق "ملزق" ويسمى أيضًا بيوم السوبان. وذلك بعد أن قاتلت تميم جميع من أتى بلادها من القبائل، وهم إياد وبلحارث بن كعب، وكلب، وطيء، وبكر، وتغلب وأسد، وآخر من أتاهم بنو عبس وبنو عامر1. ويظهر أن تميمًا حاربت هذه القبائل للتخلص منها، وكانت تنزل في ديارها للانتجاع في أرضها، وهي أرضون خصبة واسعة، فكلفها ذلك عدة حروب.
وقال أبو عبيدة " يوم السلان : كان بنو عامر بن صعصعة من الحمس وهم المتشددون في دينهم، وكانت عامر لا يدينون للملوك، وعندما ملك النعمان بن المنذر وكان له قافلة من اللطائم تباع في عكاظ، عرضت لها بني عامر وأخذتها عنوة، فغضب لذلك النعمان .. ( الكامل في التاريخ، ابن الأثير، ص506)