وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ" سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ قَالَ: فَشُغِلَ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ- أَوْ شُغِلُوا عَنْهُ- إِلَّا أَنَّهُمْ سألوه عن ثلاثة قَبَائِلَ: سَأَلُوهُ عَنْ بَنِي عَامِرٍ فَقَالَ: جَمَلٌ أَزْهَرُ يَأْكُلُ مِنْ أَطْرَافِ الشَّجَرِ. وَسَأَلُوهُ عَنْ غَطْفَانَ فَقَالَ: زَهْرَةٌ تَنْبُعُ مَاءً. وَسَأَلُوهُ عَنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ: هَضْبَةٌ حَمْرَاءُ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ عَادَاهُمْ. وَقَالَ النَّاسُ فِيهِمْ فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَبَى اللَّهُ لِبَنِي تَمِيمٍ إِلَّا خَيْرًا هُمْ ضِخَامُ الْهَامِ رُجُحُ الْأَحْلَامِ ثُبُتُ الْأَقْدَامِ أَشَدُّ النَّاسِ قِتَالًا لِلدَّجَّالِ وأنصار الْحَقِّ فِي آخِرِ الزَّمَانِ ".
معنى المقصود من " أزهر" في قواميس اللغة؛
قال ابن منظور: وَفِي الْحَدِيثِ: سأَلوا النبي محمد صلى الله عليه وسلم عَنْ جَدِّ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ فَقَالَ: جملٌ أَزْهَرُ مُتَفَاجٌّ.. الأزهر: يعني الأبيض.. والأَزْهَرُ مِنَ الرِّجَالِ الأَبيض العتيقُ البياضِ النَّيِّرُ الحَسَنُ.. وَقِيلَ: هُوَ الأَبيض فِيهِ حُمْرَةٌ..والأَزهر: الأَبيض المستنير..
معنى جمل أزهر يأكل من أطراف الشجر: " جمل أبيض مزهر جميل اللون، مكتمل النمو والجمال يأكل من أطراف الشجر وليس الأعشاب والحشائش، أي من أغصانها العالية النظيفة اليافعة وأطراف الشجر براعمها اليافعة الخضراء الطرية، وهذه الأوراق العالية لم تبلغا حيوانات الرعي كالأغنام والماعز والحيوانات البرية، وقوله جمل لأنه مخلوق فيه أعجاز من ناحية وله قيمة كبيرة عند العرب من ناحية أخرى.. قال تعالى :
{ أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت } [سورة الغاشية:17] سبحان الله، لقد جاء النظر إلى الإبل أسبق من التأمل في السماوات .. ولله في خلقه شئون ..
وفي ذلك تعبير ممتاز عن جد بني عامر أي عن أصلهم كما كان هو مشهور ومعروف في ذلك الزمن، فهم من أشراف العرب.. وبني عامر من هوازن بن منصور : وفيها
قال أبو عمرو بن العلاء: " أَفْصَحُ الْعَرَبِ عُلْيَا هَوَازِنَ " عَنْ أبي صَالح عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعِ لُغَاتٍ مِنْهَا خَمْسٌ بِلُغَةِ الْعُجُزِ مِنْ هَوَازِنَ قَالَ وَالْعُجُزُ سَعْدُ بْنُ بكر وجثم بْنُ بَكْرٍ وَنَصْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَثَقِيفٌ.. وقال البراء بن عازب : إِنَّ هَوَازِنَ كَانُوا قَوْمًا رُمَاةً، قبل الإسلام.. وهوازن يوم دخل وفدها في الإسلام أعيد لهم سبيهم.. ومن هوازن بني سعد الذين فيهم مرضعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهوازن جمجمة من جماجم العرب ( أي التي توصف بالقوة والعزوة والشرف والكثرة) وفيهم :
بني عامر بن صعصعة (العامري)، ثقيف (الثقفي)، بني هلال بن عامر بن صعصعة (الهلالي)، بنو سعد بن بكر بن هوازن (السعدي)، بنو نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن (النصري)، بنو عقيل بن كعب بن عامر بن صعصعة (العقيلي)، بني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة (الكلابي)، بنو نمير بن عامر بن صعصعة (النميري)، بنو جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن، بني سلول بن صعصعة بن معاوية (السلولي)، بنو جعدة بن كعب بن عامر بن صعصعة (الجعدي)، بنو قُشَير بن كعب بن عامر بن صعصعة (القُشَيري)، بني كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة (الكعبي)..
وبني عامر من قيس: " وذكرت قيس عند رسول الله : صلى الله عليه وسلم فقال رحم الله قيسا قيل يا رسول الله ترحم على قيس قال نعم إنه كان على دين أبينا إسماعيل بن إبراهيم خليل الله يا قيس حي يمنا يا يمن حي قيسا إن قيسا فرسان الله في الأرض والذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان ليس لهذا الدين ناصر غير قيس إنما قيس بيضة تفلقت عنا أهل البيت إن قيسا ضراء الله في الأرض يعني أسد الله..
ومن التاريخ: ما نعرفه وما لا نعرفه؛ أن بني عامر أقامت عدة ممالك في شبه الجزيرة العربية والشام، وأقامت جيوش جرارة في الشمال الأفريقي، وكان لها نصيب كبير في الجهاد منذ بداية الإسلام، ومنهم كثير من الصحابة والتابعين والصالحين والعلماء والأبطال ولهم سيرة كبيرة في التاريخ والأدب العربي والثقافة والتراث ..
ولذلك بني عامر (جمل أزهر يأكل من أطراف الشجر).. بحق فعلا ..