الخان ( محطات القوافل)

 


خان القوافل، محط رحال: 

وهو نوع من أنواع المباني أول ما أشيع في عهد السلاجقة حوالي سنة 1037م /428هـ، وكان ظهور هذه الخانات بهذه التسمية في إيران والأناضول قبل انتشارها في العراق والشام.

وكان القصد من بنائها وتشييدها هو إيواء القوافل التجارية والتجار المسافرين، وحراستهم، حينما يضطرون للمبيت في الطريق بين مدينتين، وكانت هذه الخانات أيضاً تعرف باسم "الرباط".

وكان مسقط الخان عادة صليبي الشكل ذا أربعة إيوانات تطل على فناء فسيح، وتتكون الإيوانات من طابقين أو ثلاثة من الغرف تتوسطها عدة ممرات أو أروقة مواجهة للفناء، وأمام كل إيوان موقد ليطهو النزلاء طعامهم فوقه، وزودت هذه المباني بالمرافق الضرورية كالحمامات، والمسجد أو المصلى ، وحظائر لدواب الركوب بالقرب من مداخلها، وعيادات لعلاج المرضى والعناية بهم.

وتعد نماذج هذه المباني أمثلة رائعة من حيث المستوى الفني والزخرفي، لا سيما في الأناضول حيث شيد السلاجقة مباني بالحجر وأسرفوا في تحصينها حتى بدت أشبه بالقلاع.

ومن أهم مواقع إنشاء الخانات تلك الطرق التي تعبرها القوافل التجارية في الصحراء أو هوامش الصحراء، مثل طريق الحرير الذي هو عبارة عند عدة مسالك تجارية تربط بين ما بين أنطاكيا وحتى الصين واليابان مارة بدروب جنوب وجنوب غرب آسيا، ومن أهم محطات هذا الطريق التجاري في بلادنا العربية" العراق وبلاد الشام ومصر والشمال الافريقي، اضافة إلى الملاحة البحرية في مياه البحر الأحمر والخليج العربي، وكان لهذه الطرق القديمة دورا كبيرا في نشوء الحضارات القديمة.

ومن أمثلة هذه الخانات وأماكن وجودها : " في مدينة تدمر السورية الواقعة في واحة وسط الصحراء، ووفّر هذا الخان منذ القرن الثالث قبل الميلاد ملجأً يأوي إليه المسافرون العابرون للصحراء السورية. ولا تزال أطلال هذا الخان الباهرة قائمة لتشهد على تقاطع طرق التجارة القادمة من بلاد فارس، والهند، والصين، والإمبراطورية الرومانية. ومع مرور الوقت، تطورت الطرق التجارية وتنامت أرباحها لتزداد بذلك الحاجة إلى خانات القوافل، ويبدو أن عملية تشييدها قد تسارعت في شتى مناطق آسيا الوسطى بدءاً من القرن العاشر، ولا سيما أثناء الحقب التي سادها الاستقرار السياسي والاجتماعي، واستمرت حتى مرحلة متأخرة من القرن التاسع عشر. وأدى ذلك إلى ظهور شبكة من خانات القوافل امتدت من الصين إلى شبه القارة الهندية وإيران والقوقاز وتركيا وحتى إلى شمال أفريقيا وروسيا وأوروبا الشرقية. ولا يزال العديد من هذه الخانات قائماً حتى يومنا هذا، وخان النخيلة في العراق على طريق كربلاء النجف، والخان الأحمر في القدس، وخان يونس في جنوب الشام، في بعض الطرق المخدومة بشكل جيد تم بناء خان لكل 50 كيلومتر وهي المسافة التي تتمكن القافلة من طويها خلال يوم واحد.

              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم