مقال فيما ينسب ويضاف إلى العرب

 


فيما يضاف وينسب إلى العرب

تيجان العرب، أغربة العرب، جمرات العرب، أثافى العرب، نخوة العرب، صناجة العرب، كسرى العرب، صلاء العرب، كاهل العرب، سابق العرب..

[الاستشهاد]

 - (تيجان العرب) جاء فى الخبر إن العمائم تيجان العرب فإذا وضعوها وضع الله عزهم وكان يقال اختصت العرب من بين الأمم بأربع العمائم تيجانها والدروع حيطانها والسيوف سيجانها والشعر ديوانها

 - (أغربة العرب) وذؤبان العرب سادتها وهم أربعة سودان شجعان فمنهم عنترة بن شداد العبسى سرى السواد فيه من جهة أمه وكانت حبشية زنجية تسمى زبيبة وفيها قال من وصف رجلا بقلة شرب الشراب

(ويدعى الشرب فى رطل وباطية ... وأم عنترة العبسى تكفيه)

ومنهم خفاف بن ندبة السلمى سرى السواد فيه من قبل أمه وبلدته

لأنه من حرة بنى سليم وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم وكان شاعرا شجاعا وقل ما يجتمع الشعر والشجاعة فى واحد وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم فتح مكة ومعه لواء سليم

ومنهم السليك بن السلكة وقد تقدم ذكره

ومنهم عبد الله بن خازم السلمى والى خراسان لعبد الله بن الزبير ومن عجيب أمره أنه كان نهاية فى الشجاعة والنجدة وكان يخاف الفأر أشد مخافة فبينما هو ذات يوم عند عبيد الله بن زياد إذ أدخل عليه جرذا أبيض فتعجب منه فقال لعبد الله يا أبا صالح هل رأيت أعجب من هذا وإذا عبد الله قد تضاءل كأنه فرخ وأصفر كأنه جرادة فقال عبيد الله أبو صالح يعصى الرحمن ويتهاون بالسلطان ويقبض على الثعبان ويمشى إلى الأسد الورد ويلقى الرماح بوجهه والسيوف بيده وقد اعتراه من جرذ ما ترون أشهد أن الله على كل شيء قدير

 - (جمرات العرب) بنو ضبة وبنو الحارث بن كعب وبنو نمير بن عامر وبنو عبس بن بغيض وبنو يربوع بن حنظلة قال الخليل الجمرة كل قوم يصبرون لقتال من قاتلهم لا يحالفون أحد ولا ينضمون إلى أحد تكون القبيلة نفسها جمرة تصبر لمقارعة القبائل كما صبرت عبس لقيس كلها.

 - (أثافى العرب) قال محمد بن حبيب البصرى فى الكتاب المحبر سليم وهوازن ابنا منصور بن عكرمة أثفية وغطفان أثفية ومحارب أثفية وهى ألأمها

 - (نخوة العرب) لم تزل العرب تتميز عن سائر الأمم بالنخوة لما كانت تختص به من السماحة والفصاحة والشجاعة حتى إن النعمان بن المنذر ترفع عن مصاهرة سلطان أبرويز إذ كان من العجم ولما بعث الله تعالى صفوة خلقه وخاتم رسله منهم ازدادت نخوتهم وصارت مثلا كما قال الشاعر

(لؤم النبيط ونخوة العرب ... )

 - (صناجة العرب) كان يقال للأعشى صناجة العرب لكثرة ما غنت بشعره ويقال بل لأنه أول من ذكر الصنج فى شعره حيث قال

(ومستجيب تخال الصنج يسمعه ... إذا ترجع فيه القينة الفضل)

 - (كسرى العرب) كان عمر بن الخطاب رضى الله عنه إذا نظر إلى معاوية بن أبى سفيان قال هذا كسرى العرب لأنه كان يجمع بين سخاء العرب وتأنق ملوك العجم فى الرياش والمطعم

ومما يقارب هذا المعنى فصل قرأته للصاحب فى ذكر فصل قرأة للأمير شمس المعالى قرأت الفصل الذى تجشمته فإذا هو جامع هزة العرب إلى عزة العجم وناظم ما بين صليل السيف وصرير القلم.

 - (صلاء العرب) قال عمر رضى الله عنه الشمس صلاء العربي وكان يقول العرب كالبعير حيثما دارت الشمس استقبلها بهامته

ووصف الراجز الإبل فقال

(تستقبل الشمس بجمجماتها ... )

 - (كاهل العرب) قال معاوية للأحنف وحارثة بن قدامة ورجال من بنى سعد كلاما أحفظهم فردوا عليه جوابا قبيحا وابنه قرظة فى بيت بقربه تستمع فلما خرجوا قالت يا أمير المؤمنين لقد سمعت من هؤلاء الأجلاف كلاما رموك به فلم تنكره عليهم فأردت أن أخرج عليهم فأسطو بهم فقال لها معاوية إن مضر كاهل العرب وتميما كاهل مضر وسعدا كاهل تميم وهؤلاء كاهل سعد

وشبيه بهذا الكلام فى المعنى ما يحكى عن جعفر بن سليمان الهاشمى أنه كان يقول العراق عين الدنيا والبصرة عين العراق والمربد عين البصرة ودارى عين المربد

وعن يحيى بن خالد العرب يكتبون أحسن ما يسمعون ويحفظون أحسن ما يكتبون ويروون أحسن ما يحفظون

 - (سابق العرب) عن النبي صلى الله عليه وسلم (أنا سابق العرب وصهيب سابق الروم وسلمان سابق فارس وبلال سابق الحبشة)

المرجع/ كتاب ثمار القلوب في المضاف والمنسوب، [أبو منصور الثعالبي]

أبو منصور الثعالبي (٣٥٠ - ٤٢٩ ه = ٩٦١ - ١٠٣٨ م).

عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي:

أديب ولغوي وناقد، وصاحب الكتاب الشهير «يتيمة الدهر».

وهو غير الثعالبي أبو زيد عبد الرحمن.

وُلِد في نيسابور.

كان فرّاءً يخيط جلود الثعالب فنُسب إلى صناعته، ثم انتقل من حياكة الفراء إلى دراسة اللغة والأدب والتاريخ فنبغ واشتهر.

قال الباخرزي عنه: هو جاحظ نيسابور، وأجمع من ترجموا له على أنه كان نابغة عصره في الأدب نظمًا ونثرًا، وكان قبلة أنظار المؤلفين بعده، فاحتذى حذوه وسار على نهجه جماعة في شرق العالم الإسلامي وغربه.

وهو من الذين أسهموا في ازدهار نهضة القرن الرابع الهجري أدبيًا، حيث قدم للعربية عددًا كبيرًا من المؤلفات والمصنفات التي تنوعت لتشمل أغراضًا مختلفة في الآداب، واللغة والفكر.

وقد خشي الثعالبي من أن يكون للشعراء السابقين على عصره فضل في الأدب والشعر وفنونه ولا يكون لشعراء عصره من يتصدَّى لمثل ذلك، فندب نفسه لهذا، وظهرت براعته في كتابه يتيمة الدهر، وغايته من هذا الكتاب خدمة اللغة العربية عن طريق الشعر الذي يرى فيه فضلاً وعلمًا. ولم يقتصر الثعالبي فيه على ترجمة خالصة للشعراء والاستشهاد بالنصوص الشعرية، بل نراه يورد آراء نقدية قيمّة وتعليلات أدبية ممتعة تنم عن ذوق أدبي رفيع، كما يعمد في كثير من الأحيان إلى المقارنة والموازنة بين من يترجم له وبين غيره من الشعراء في الفن الشعري، ويكشف ببراعة عن مدى تأثر الشاعر بغيره من السابقين والمعاصرين.

ومن أهم الآثار التي خلّفها الثعالبي -بعد كتابه «يتيمة الدهر» -:

«العقد النفيس في نزهة الجليس». «فقه اللغة وسر العربية»

              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم