دروب الصحراء

 


معنى كلمة الدرب: الطريق النافذ، والسكة والمدخل، وهو المضيق بين الجبال الذي يسلك وينفذ منه، وهو أيضاً المسلك الذي اعتاد المشي فيه، وهو السبيل أيضاً، وجمع الدرب؛ الدروب.. 

والدرب يكون معروفاً ومتعاد السير فيه والنفاذ منه، ولما كانت الصحراء واسعة مترامية الأطراف متناهية الحدود، فلابد من السير في دروب مشهورة معلومة قد اعتاد المسافرين السير فيها، للتقليل من عوامل الخطر المفاجئ، تكون هذه الدروب والمسالك عادة قريبة من آبار وعيون مياه أو برك أو مصادر مجهزة ومزودة بالماء، لها علامات معينة معلومة عند الأدلاء وخبراء المسالك من المسافرين والقوافل المعتادة على التنقل من خلالها..

ولهذه الدروب الصحراوية عدة مسميات في لهجة بدو الصحراء حسب نوع الدرب وموضعه وطبيعته ووصفه ومنها؛ المخطة من الخط والمدق من الدق، والممر من المرور، والممرق والمزرق والزخنود والمسلك والسكة والطريق والفزرة والنقب والزقب والنجد والنجف وثقيب والسابلة والوطو والهبط والفج والفجوة والزقاق والحقف والمأزم والمنفذ والمخرج والمماش والعطفة والعقبة والوعر والثنية والبرزخ والحنو والسفح والشعب أو الشعاب والحدروب والعرقوب والشقة والشقاق والخزام والمدعس والمدوس والجرة والسقم (طريق خطر) والظهرة والغور والهور والطور والعقص والمنقل والعروض واللطط القعر والقعير والعود والنقيل والمطربة والدقعة والثجن والعنق والدلثع والصعيد والعسيب والعروق والحسا والطف والريع والفريغ والخليف والهطيع والمسنسن والجلبة والوعب والعرفج والمصدع والوتيرة والمحجة والخبة والورطة والفحيق والعشوز، ويقال: طريق مدعوس، ومدعوق، ومركوب، ومسبول، ومديث، وموقع، ولهجم، وخلجم، ونهج، ومهيع، ومعبد، بمعنى مسلوك مذلل يداس.

ودروب الصحراء متنوعة فمنها ما يكون بين الجبال ومنها ما يكون فوق الرمال " الجفار" ومنها ما يكون بجوانب الجروف ومنها ما يكون بمحاذاة الأودية ومنها ما يكون على ضفاف الأنهار أو شواطئ البحار، ومنها ما يقطع السبخات والأغوار المنخفضة، ومنها السهلة ومنها الوعرة وهذا يرجع للطبيعة الجيمورفولوجية والجيولوجية للمنطقة الصحراوية، وتحرص قوافل التجارة والميرة والسفر عادة من اتخاذ الدروب السالكة النافذة التي لا تكثر فيها العوائق والصعاب والمخاطر.، كما أن خبراء وأدلاء وأمراء الطرق وخطوط السير في الصحراء وأصحاب القوافل والسفر والسياحة لابد لهم من معرفة أمور مهمة عن دوربهم وأوقات اجتيازها مثل الاتجاهات الجغرافية وأحوال الطقس ودرجة الحرارة وطبيعة الأرض ومناطق الماء ..

كما يتوجب على السالكين في الصحراء أن يتوفر لديهم المؤونة الكافية واللازمة من ضروريات البقاء على قيد الحياة من الزاد والماء والوقود والسلاح والخيام ووسائل الركوب، فقد كان أصحاب القوافل القديمة يصطحبون معهم عدد اضافي من رؤوس الإبل والبغال والدواب غير تلك التي تحمل الأثقال والمتاع من أجل استبدالها في حالة المرض والاعياء أو الموت، لا يمكن المجازفة والمخاطرة على الأرواح والأنفس بقطع الصحراء دون احتساب ما يلزم من الماء والزاد، والحرص على التزود بكل ما يلزم في كل مرحلة من مراحل السفر..

إقرأ أيضا 👈 في أسماء الصحراء وبيئتها 


              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم