أطباء العرب قديما

أطباء العرب قديما
مَوْسُوعَةُ الْهُلًاْلِيُّ- أ
طباء العرب ممن كانوا في أول ظهور الإسلام ومن بعدهم، بحسب ما ذكرهم في كتاب مسالك الأبصار، للعمري، وقد ذكروا من تاريخ هذا العلم قديما أن أطباء العرب في بداية الأمر كانوا من الكهنة، ثم تعاطاه جماعة من العرب ممن خالطوا الروم والفرس وعرفوا الطب، وإن أقدم أطباء العرب هو لقمان الحكيم، ثم جاء بعده ابن خديم الذي ضرب به المثل في الطب والحذق، فيقولون: أطب من ابن خديم.

ومنهم كذلك الحارث بن كلدة الذي توفي عام 13هـ، وهو من بني ثقيف ومن أهل الطائف، حيث رحل إلى فارس وأخذ الطب عن جنديسابور، ثم عاد إلى بلاده وأقام بالطائف، فنال شهرة واسعة وأدرك الإسلام، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر الناس بالذهاب إليه.

ومن أطباء العرب أيضاً ابن أبي رومية التميمي الذي اشتهر بالجراحة.، والنصر بن الحارث ابن كلدة.

كما اعتنوا بخيولهم وإبلهم ومواشيهم حتى اختص منهم في معالجتها (البيطرة)، ومن أشهر أطبائهم في هذا المجال في الجاهلية هو العاص بن وائل، كما أن من أشهر أطباء جنديسابور مدرسة للطب في ذلك الوقت جورجيس ابن بختيشوع السرياني، حيث كان ماهراً في الطب، وله مصنفات باللغة السريانية، دعاه المنصور لمعالجته فلما عالجه منحه ثلاث جوارٍ روميات وثلاثة آلاف دينار، وكان يعلم المنصور أنه قد خلف وراءه زوجته في بغداد وليس عنده من يخدمها، لكن جورجيس رفض الجوار وأخذ الأموال، فلما أصبح الصباح عاتبه المنصور، فأجابه جورجيس: "أننا معشر النصارى لا نتزوج إلا امرأة واحدة، وما دامت المرأة حيّة فلا نأخذ غيرها"، فزاد المنصور إعجاباً به، وبصدقه، وإخلاصه، وأمانته، وكان جورجيس محباً للتأليف، وكان يعرف اليونانية زيادة على السريانية والفارسية والعربية، وهو الذي نقل العلوم الطبية من اليونانية إلى العربية.

الطب في الإسلام

يعتبر الطب الإسلامي خلاصة ما وصل إليه الطب عند الأمم السابقة عن الإسلام، حيث نقل المسلمون كتب أبقراط وجالينوس وغيرهما من أطباء اليونان، حيث اطلعوا على ما كان عند اليونان والكلدان القدماء، كما نقلوا إليهم أشهر أطباء مدرسة جنديسابور طب اليونان بصيغته الفارسية، فظهر أول كتاب اسمه "الملكي" لأبي بكر الرازي الملقب بجالينوس العرب، الذي ألفه للملك عضد الدولة ابن بويه، حيث جمع فيه كـل ما وجده مشتتاً من ذكر الأمراض وعلاجاتها، ثم ظهر بعده كتاب "القانون" لابن سينا، وهو منشور ومشهور إلى يومنا هذا، جمع فيه خلاصة أبحاث اليونان، والكلدان، والهنود، والفرس، والعرب في الأمراض ومعالجاتها، والعقاقير وخصائصها، ثم أضاف إليه الجديد، فمثلاً وصف العلق وأشكاله وخصائصه، كما حذر من شرب اللبن مع الحوامض أو الأسماك، لأنهما يورثان أمراضاً منها الجذام والبرص.

ومن الكتب التي استفاد منها الغرب استفادة وافية كتاب "التصريف لمن عجز عن التأليف" لأبي القاسم خلف بن عباس الزهراوي الأندلسي، وهو قاموس في الطب يمتاز عن سواه بالقسم الجراحي، وكتاب "التيسير" لعبد الملك بن زهر الأندلسي، الذي ألفه لابن رشد الفيلسوف.

الأطباء المسلمون

بلغ عدد الأطباء المسلمين في بغداد وحدها زمن المقتدر بالله نحو 860 طبيباً، كما بلغ عـدد الأطباء النصارى الذين خدمـوا المتوكل أواسط 56 طبيباً، كما كان سيف الدولة إذا جلس حول المائدة جلس معه 24 طبيباً، ومنهم من كان يتقاضى أجرتين لتعاطيه مهمتين طبيبتين، ومنهم من كان يتقاضى ثلاث أجرات لتوليه ثلاث مهمات طبية، وكان هؤلاء الأطباء طبقات ومتخصصين، فمنهم الجراح، ومنهم الفاصد، والكحال، والأسناني، والمختص بعلاج النساء، والمجناني، إلخ.

وقد كثر الكحالين في مصر أكثر من غيرها لانتشار أمراض العين بهذه المنطقة، كما نبغ عدد لا بأس به من النساء الطبيبات، ونذكر منهن:

أخت الحفيد بن زهر الأندلسي، وابنتها، حيث اشتهرتا في مداواة النساء، وكانتا تدخلان على نساء المنصور، ولم يكن يقبل سواهما.

ثم اشتهر في أيام بني أمية "زينب" طبيبة بني أود، وكانت على دراية واسعة بالجراحة وأمراض العين، بالإضافة إلى الطبيبة "شهدة الدينورية"، والطبيبة "بنت دهن اللوز الدمشقية"، وغيرهن.

وكان الفحص الطبي عنـدهم يقتصر على فحص البول ونبض القـلب، وكان المريض يحضر معه زجاجة بول.

كان العرب هم أول من استخدم المرقد "البنج"، وهم الذين تفطنوا لعلاج الأظافر، واليرقان "بوصفار"، واستخدموا الأفيون لمعالجة الجنون، ووصفـوا صب المـاء لقطع النـزف، وعـالجـوا خلع الكتـف بالطريقـة المعروفة في الجراحة، ووصفوا إبرة الماء الأزرق "قدح العين"، وأشاروا إلى عملية تفتيت الحصاة، وهم أول من كتب في فروع الطب، فكتبوا في الجذام، وأول من كتب فيه "يوحنا بن ماسويه"، وهم أول من وصف الحصبة والجدري في كتاب "أبي بكر الرازي".

وفي الصيدلة استطاعوا جلب العقاقير من الهند وغيرها، وذلك في أيام "يحيى بن خالد البرمكي"، وهم أول من إشتغل بتحضير العقاقير، - وهم أول من أسس "الاقرباذين" أي المستشفيات، وأول مستشفى أسسه "بابور بن سهل" المتوفى عام 155 هـ، وهم أول من أنشأ حوانيت الصيدلة على الصورة الحالية، وهم أول من أسس علم الكيمياء الحديثة بتجاربهم ومستحضراتهم، ويعتبر "خالد بن يزيد" أول من نقل إلى العربيـة عن المدرسـة الإسكندريـة، ثـم أخذ عنه "جعفر الصـادق المتوفى 140 هـ، ثـم بعـده "جابـر بن حيـان"، ثم "الكندي"، ثم "أبو بكر الرازي".

وبشهادة الغرب فإن الفضل يعود للعرب في اكتشاف واستحضار ماء الفضة "حامض النتريك"، وزيت الزاج "حامض الكبريتيك"، وماء الذهب "حامض النتروهيدروكلوريك"، والبوتاس، وروح النشادر وملحه، وحجر جهنم "نترات الفضة"، والسلمياني "كلوريد الزئبق"، والراسب الأحمر "أكسيد الزئبق"، وملح  الطرطير، وملح البارود "نترات البوتاس"، والزاج الأخضر "كبريتات الحديد"، والكحول الزونيخ، واليورق، وغير ذلك من المركبات.

وقد أشار ابن الأثير إلى أدوية استخدمها العرب في واقعة الزنج عام 269 هـ، إذ طلي بها الخشب منعاً لإحراقه، وهم أول من استحضر البارود، ووصفوا التقطير، والترشيح، والتصعيد، والتبلور، والتذويب، وكان أول من اكتشف ذلك هو الحكيم "يعقوب الكندي" في أواسط ق 03 هـ.

أما علم النباتات والأعشاب فقد عرفت النهضة العباسية بعد أن أخذت من مؤلفات (ديسقوريدس، وجالينوس)، ومن كتب الهند في أيام المتوكل، حيث نقل "اصطفان بن باسل" من اليونانية إلى العربية، ثم جاء بعده "ابن البيطار" في ق 07 هـ، حيث تناول الكتاب المذكور سابقاً بالدراسة، ثم سافر إلى اليونان، ثم إلى أقصى بلاد الروم، واجتمع بكثير ممن كان لهم باع في هذا المجال، ثم اتجه صوب الشام ودرس نباتاتها، ثم جاء الديار المصرية في خدمة الملك "الكامل الأيوبي" الذي كان يعتمد عليه كثيراً، وبعدها ألف كتابه في النبات الذي هو فريد في بابه، وعليه اعتمد الغرب في نهضتهم الأخيرة.

ثم برز في علم النبات "رشيد الدين بن الصوري" المتوفى 639 هـ، صاحب كتاب "الأدوية المفردة" الذي كان يعتمد في أبحاثه النباتية على المصورين، حيث كان يخرج إلى البطحاء، والمروج، والمزارع للدراسة.

يعد المرستان أو البيمارستان لفظ فارسي معناه مكان معالجة المرضى، ويقابله اليوم المستشفى، غير أنها كانت في العهد السابق تشتمل على تـدريس الطب  والتمريـض معـاً، وقد أنشأها العرب على منوال الفرس، لا سيما "مارستان جنديسابور"، وأول من أنشأ المستشفيات في الإسلام "الوليد بن عبد الملك" الأموي بدمشق عام 88 هـ. ثم في العهد العباسي أنشأ المنصور أول مستشفى بعدما استقدم أطباء من مارستان جنديسابور، كما أنشأ دور لمعالجة المجانين، والعميان، والأيتام، وأنشأ الرشيد المستشفيات معتمداً في ذلك على طبيبه "جبرائيل بختيشوع" في بغداد، ثم أنشأ "الفتح بن خاقان" وزير المتوكل في مصر مستشفى أطلق عليه اسم "المغافر"، ولما تولى "ابن طولون" حكم مصر أنشأ مستشفى سنة 259 هـ عرف باسمه، ووضع رهن إشارة العامة، ثم بدأت تنتشر المستشفيات ببغداد وضواحيها بعد ذلك.

وهذه جملة من الأسماء ذكرها فضل الله العمري في كتابه:

- الحارث بن كلدة الثّقفيّ 

طبيب العرب، وكانت له معرفة بما يحتاج إليه من مداواتها، وخبرة في طبّ أمراضها وأدواتها، أينع من نبعة البادية غصنه الفينان، وجمع إلى فصاحة العرب حكمة اليونان، ولخصت به تلك العبارات التي لا تفهم، وخلصت خلاص ابن المهلب من الأدهم.

وأخذ يعالج سكان البادية بما لا يبعد من أمزجتها، ولا يعد منه خروج عن محجّتها، بما تعهده في ديارها، وتتعهّد به ملابس غيارها.

وعمّر مدّة في صدر الإسلام، وسطر عدة تحفظ له من حرّ الكلام. وهو الذي تعدّه أمّة العرب سابق أطبائها، وسابق أبنائها، وكفاه شكرا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أجرى له ذكرا.

قال ابن أبي أصيبعة :" كان من الطائف، وسافر في البلاد وتعلّم الطب بناحية فارس، وتمرّن هناك، وعرف الداء والدواء. وكان يضرب بالعود، تعلّمه بفارس واليمن، وبقي أيام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم- وأدرك سلطان معاوية. وقال له معاوية: ما الطبّ؟. قال:" الأزم". يعني: الجوع.

 النّضر بن الحارث بن كلدة 

وهو ابن خالة النبي- صلى الله عليه وآله وسلم-.

طبيب أثرت به تلك البلاد المقفرة، وأثّر بطبّه في أمزجة تلك الحمر المستنفرة . تبع طريق أبيه، وأضاف إلى تالد والده ظريف تأتّيه، ودرب العلاج حتى كاد يبرئ الأكمه، وكان يعرف بضياء الحس، ودرس الحكمه.

ولم ينفعه من جهة الأمومة الشريفة النبوية قربه، ولم يمنعه وقد قضى عليه بالبعد ربّه قتل بسيف النبوة صبرا، وعجّل له مثوى في جهنّم يسمّى قبرا.

قال ابن أبي أصيبعة  :" كان النضر قد سافر البلاد كأبيه، واجتمع مع الأفاضل والعلماء بمكة وغيرها، وعاشر الأحبار والكهنة، واشتغل، وحصّل من العلوم القديمة أشياء جليلة القدر، واطّلع على علوم الفلسفة، وأجزاء الحكمة، وتعلّم من أبيه أيضا ما كان تعلّمه من الطب وغيره.

وكان النضر يؤاتي أبا سفيان في عداوة النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- لكونه كان ثقفيا، كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:" قريش والأنصار حليفان، وبنو أمية وثقيف حليفان" 

- عبد الملك بن أبجر الكنانيّ 

وهو من أفاضل الأطباء، وأماثل الألبّاء ، وأهل العلم النافع، والتمييز بين المضارّ والمنافع. لقي حكماء المدن الممصّرة، واستضاء بتلك الفطن المبصّرة، وأقام بين أهل الكتاب الأول، ثم خالط النصارى، وخالل منهم أنصارا. وقدّم بينهم في شرائف الرتب ووظائف الحكمة التي عنها يكتتب، ولازم الطلب حتى مهر، وداوم الاكتنان ببيت التدريس حتى ظهر.

قال ابن أبي أصيبعة- وقد ذكره-:" كان طبيبا، عالما، ماهرا. وكان أول أمره مقيما بالاسكندرية، لأنه كان المتولّي على التدريس بها من بعد الاسكندرانيين الذين تقدّم ذكرهم. وذلك عند ما كانت البلاد في ذلك الوقت لملوك النصارى، ثم إن المسلمين لما استولوا على البلاد، وملكوا الاسكندرية، أسلم ابن أبجر على يد عمر بن عبد العزيز، وكان حينئذ أميرا قبل أن تصل إليه الخلافة، وصحبه، فلما أفضت الخلافة إلى عمر- وذلك في صفر سنة تسع وتسعين للهجرة- نقل التدريس إلى أنطاكية، وحرّان، وتفرّق في البلاد، وكان عمر بن عبد العزيز يستطب ابن أبجر، ويعتمد عليه في صناعة الطب..

 ابن أثال 

كتابيّ ضيّع أمانته، وباع بدنياه ديانته، كان لا يهاب اغتيال النفوس، واختتال مهج الرءوس، طريقة خالف فيها شروط الأطباء، وخال أنه يخفيها عن آذان الأنباء، حتى قيلت فيه ملح الأشعار، ووسمت صيته بشنع العار، وبقيت عليه قبائحها، وذهب المعار.

قال ابن أبي أصيبعة:" كان طبيبا من الأطباء المتقدّمين في دمشق، نصراني الدّين، ولما ملك معاوية بن أبي سفيان دمشق اصطفاه لنفسه، وأحسن إليه، وكان كثير الانقياد له، والاعتقاد فيه، والمحادثة معه ليلا ونهارا.

وكان ابن أثال خبيرا بالأدوية المفردة والمركبة ، وقواها، وما منهما سموم قواتل، وكان معاوية يقرّبه لذلك كثيرا، ومات في أيام معاوية جماعة كثيرة من أكابر الناس، والأمراء بالسم! 

 أبو الحكم

وكان من حذّاق الحكماء، وسبّاق أهل الطبّ القدماء، وله في علمه حقائق، وفي فهمه ما ينفد مدد الأعمار وما ينتهي منه إلى دقائق، وله في دمشق بقيّة ورثوا ما خلّف من علمه، وحلى لبنيه لا يظلم أحد منهم في قسمه.

قال ابن أبي أصيبعة:" كان طبيبا نصرانيا، عالما بأنواع العلاج والأدوية، وله أعمال كثيرة مذكورة، وصفات مشهورة.

وكان يستطبه معاوية بن أبي سفيان، ويعتمد عليه في تركيبات أدويته لأغراض قصدها منه.

وعمّر أبو حكم هذا عمرا طويلا حتى تجاوز المائة سنة.

قال يوسف بن إبراهيم :" وحدّثني عيسى بن حكم عن أبيه، أن جده أعلمه أنه كان حمى عبد الملك بن مروان من شرب الماء من علّته التي توفي فيها، وأعلمه أنه متى شرب الماء قبل نضج علّته توفي. قال: فاحتمى عن الماء يومين وبعض الثالث. قال: فإني عنده لجالس، وعنده بناته، إذ دخل عليه الوليد ابنه، فسأله عن حاله، وهو يتبين في وجه الوليد السرور بموته، فأجابه بأن قال: [الطويل]

ومستخبرا عنا يريد بنا الردى ... ومستخبرات والدموع سواجم!

وكان استفتاحه النصف الأول وهو مواجه للوليد، ثم واجه البنات عند قوله النصف الثاني، ثم دعا بالماء فشربه، فقضى من ساعته.

حكم الدّمشقيّ 

ممن نمّى وراثة أبيه، ودمّى بفضله قلوب حاسديه، وأمسى على من ناوأه شديد الشكيم ، وأضحى وهو لا يدعى إلا الحكم الحكيم.

قال ابن أبي أصيبعة:" كان يلحق بأبيه في معرفته بالمداواة والأعمال الطبّيّة، والصفات البديعة، وكان مقيما بدمشق، وعمّر أيضا عمرا طويلا كأبيه".

قال يوسف بن إبراهيم: حدثني عيسى بن حكم أن والده توفي وكان عبد الله بن طاهر بدمشق، في سنة عشرين ومائتين، وأن عبد الله سأله عن مبلغ عمر أبيه، فأعلمه أنه عمّر مائة وخمس سنين، لم يتغير عقله، ولم ينقص عمله!.

فقال عبد الله: عاش حكم نصف التاريخ! 

عيسى بن حكم الدّمشقيّ المعروف بالمسيح 

عرف بهذا لما ظهرت من الآثار المسيحيّة على يديه العيسوية، ونقلت العجائب إلا أنها غير النبوية، وكان من فضلاء الأطبّاء، ونبلاء ذوي الأنباء.

قال ابن أبي أصيبعة:" وهو صاحب" الكناش الكبير" الذي يعرف به وينسب إليه".

 تياذوق

حكيم ماهر، وعليم علمه ماهر، وحميم لا تبل به عين صديق، ولا يعل السلسل إلا صفو رحيق، ولم يزل يقمع سلطان المرض علاجه، ويمنع وجهه الندي مناظرا يثور عجاجه.

قال ابن أبي أصيبعة:" كان طبيبا فاضلا، وله نوادر وألفاظ مستحسنة في صناعة الطب، وعمّر. وكان في أول دولة بني أميّة، ومشهورا عندهم بالطب، وصحب أيضا الحجاج بن يوسف الثقفي، المتولى من جهة عبد الملك بن مروان، وخدمه بصناعة الطب، وكان يعتمد عليه، ويثق بمداواته، وكان له الجامكية «١» الوافرة، والافتقاد الكثير.

 زينب طبيبة بني أود 

وكانت طبيبة عارفة، لا كما زعم ابن أبي ربيعة: عالمة حليمة، ولا كما قال ابن سناء الملك في موشحته البديعة: متّعت بالعلم فلم تحس فوتا، ونفعت بطبّها الأحياء، وكادت تنعش الموتى، ما عرفها إلا من شكر، ولا أنصفها من قاسها من الحكماء برجل ولا الصارم الذكر.

قال ابن أبي أصيبعة :" كانت عارفة بالأعمال الطبية، خبيرة بالعلاج ومداواة آلام العين والجراحات، مشهورة بين العرب بذلك".

أطباء السريان الكائنين في ابتداء الدولة العباسية:

 جورجيس بن جبريل [بن يختيشوع]

طبيب طالما أصلح بين الصحة والمزاج، وأصبح وعليله لا يحتاج إلى العلاج، رزق من أبي جعفر المنصور إقبال على تجهّمه، وصادف علاجه منه قبول على توهّمه، وحظي منه بحظوة على قلة من حظي بطائل، وحبي منه بالجزيل- على بخله- بالنائل، وحمي من نزغات غضبه، وما قال هذا عنه سواه قائل.

قال ابن أبي أصيبعة :" كانت له خبرة بصناعة الطب، ومعرفة بالمداواة وأنواع العلاج، وخدم [بصناعة الطب] المنصور، وكان حظيّا عنده، ونال من جهته أموالا جزيلة، ونقل له كثيرا من كتب اليونان إلى العربي".

قال ابن أبي أصيبعة:" كان يلحق بأبيه في معرفته بالطب، وخدم الرشيد، وتميز في أيامه".

- خصيب النصراني: خصيب لا يرتعي بكنفه المهزول، وطبيب لا يتوقّى طبه إلا من هو عن الحياة معزول، عرف باختيان «٢» النفوس، وبيع غوالي المهج برخاص الفلوس..

- عيسى المعروف بأبي قريش: عارف لا يعادل في طبه ولا يعادى معه السقم لخطبه، ولا يؤخر في جدل، ولا يؤرخ زمان به عدل، وكان يرجع إليه فيما التبس، ويكاد يستطلق بتطبيبه السحاب إذا احتبس، هذا بالدربة في معرفة قوى العقاقير، ولما سبق له به سعد المقادير.

- ابن اللجلاج: عارف بالأسباب والعلامات، درب العلاج حتى عرف بغلبة الظن إلى أن تتناهى الأعمار، وتتمادى مدد البقاء في هذه الدار، وزاد في التقريب، وكان كل شيء منه عنده بمقدار.

- عبد الله الطيفوري: هبت له رياح ثم سكنت، وتنبّهت له عيون رباح ثم وسنت ، وانتعش جدّه الخامل، ثم غلب عليه الخمول، ورنح غصنه المائل ثم عاجله الذبول، وظنّ أن بارقته ممطرة وقد رأى ركامها ، وأمّل رهامها ، فما سقته إلا رشاشا، ولا أقامته إلا وسقط يتغاشى..

- إسرائيل بن زكريا الطيفوري: طبيب الفتح بن خاقان،كان يدل بتقدّمه في فنه، ويدل على هذا غضبه على ملكه، وقد احتجم بغير إذنه لاشتداد أسر معرفته بقوى الأمزجة، وقدر فاقة الأبدان المليّة والمحوجة.

- يزيد بن [زيد] بن يوحنا: ابن أبي خالد،كان لا يخطئ له صواب، ولا يبطئ به جواب، وكان في طبه [جدّ المأمون، خدم به ... ] «١» ابن المهدي والمأمون، لأنه كان لا يتهم، ولا تسري وتدلج إليه التهم، لعلم يقين منه عقد عليه الأنامل، وأقعد لديه كل آمل..

- سنان بن ثابت بن قرة:  أبو سعيد؛ مقرب كل بعيد، ما صحب صعبا إلا دمّث شيمته، وليّن شكيمته ، ودلّه على كرم الأخلاق، ودلّ عليه وثوب عرضه لا يمزقه إلا خرّاق قال ابن أبي أصيبعة :" كان يلحق بأبيه في معرفته بالعلوم، وله قوة بالغة في علم الهيئة. وخدم المقتدر والراضي، وأراده القاهر على الإسلام فهرب إلى خراسان، ثم عاد وتوفي ببغداد مسلما، وكان على البيمارستان، وكانت تواقيع الوزير عيسى بن علي تأتيه بقرب فينفذها.

- عبدوس بن زيد

- ماسرجويه «طبيب البصرة»

- سلمويه بن بنان «متطبب المعتصم»

- إبراهيم بن فزارون

- إبراهيم بن أيوب الأبرش

- ماسويه أبو يوحنا

- يوحنا بن ماسويه

- ميخائيل بن ماسويه

- حنين بن إسحاق العبادي

- إسحاق بن حنين بن إسحاق العبادي أبو يعقوب

- يوحنا بن بختيشوع

- ثابت بن قرة الحراني، أبو الحسن

- ثابت بن إبراهيم بن زهرون الحراني

- ابن وصيف الصابئ

- غالب «طبيب المعتضد»

- صاعد بن بشر بن عبدوس أبو منصور

- ديلم

- فنون المتطبب

- نظيف - القس الرومي -

- ابن بطلان، أبو الحسن المختار بن عبدون بن سعدون ابن بطلان النصراني

- أحمد بن أبي الأشعث

- أبو سهل النيلي. وهو: سعيد بن عبد العزيز

- ابن الواسطي «طبيب المستظهر»

- أبو طاهر البرخشي، أحمد بن محمد بن العباس

- أبو غالب ابن صفية

- أمين الدولة ابن التلميذ

- معتمد الملك أبو الفرج يحيى بن صاعد بن يحيى بن التلميذ

- أوحد الزمان وهو أبو البركات هبة الله بن علي بن ملكا البلدي ثم البغدادي

- أبو القاسم هبة الله بن الفضل البغدادي

- فخر الدين المارديني

- أبو نصر المسيحي

- أبو الفرج ابن توما

              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم