أسماء البنات عند العرب


أسماء البنات عند العرب

لماذا بدأت تنقرض أسماء البنات القديمة التي عرفت واشتهرت عند العرب، وهل هي أسماء غير صالحة وغير مناسبة للبنات في هذا العصر، وهل الأسماء الحديثة أنسب وأصلح وأجمل منها، وهل الأسماء العربية القديمة صارت في حكم زمن التخلف! وأن الأسماء الحديثة تعبر عن زمن الرقي!

ما هي أسماء بنات العرب التي مرت في تاريخنا وتراثنا، فلنبدأ : آمنة، خديجة، زينب، عائشة، أسماء، صفية، حليمة، رقية، ميمونة، حبيبة، حفصة، حواء، جويرية، ريحانة، سودة، فاطمة، عاتكة، الرباب، فاختة، سعاد، سعدية، سعدة، خولة، أم كلثوم، ليلي، عبلة، بثينة، عفراء، خضرة، خضيرة، ريا، عطر، بدرية، شيحة، زهرة، زهيرة، وطفة، صبحة، صباح، صبوح، صبحية، صالحة، إنشراح، ميسون، أمينة، سلمى، سليمة، سلمية، زينة، وضحة، مريم، الجازية، ريم، جميلة، سلوم، جميعة، حمدة، حامدة، حمدية، حميدة، عايدة، عيدة، قمر، نجوم، ثريا، هدبة، هويدة، كاملة، هاجر، خاتمة، نوفلة، عنود، فضة، فضية، مليحة، زوينة، مزيونة، فوزية، نصرة، نصيرة، غانمة، غنوم، علياء، غالية، ربحية، رابحة، رحاب، حربة، عامرية، عرارة، عتبة، سروة، مروة، صفاء، نجوى، نورة، عشيبة، صابرة، ماجدة، هيام، عطاف، عواطف، حنان، أمية، حنين، غزالة، يسرا، تماضر، هدى، منى، وردة، مي، زيدة، زبيدة، هالة، رملة، هند، عبدة، عابدة، لطيفة، عيشة، أمة الله، طهفة، مزنة، زمردة، رقاش، ربيعة، بريكة، ميادة، كريمة، نخيلة، بكور، بكرية، مالكة، حسنة، حسنية، خالدة، خلدية، مهدية، فتحية، سارة، عزيزة، سمية، رفقة، صديقة، صدقية، سامية، غيث، عقيلة، حصة، فهيرة، شهيرة، سعيدة، ناجية، نجية، نجاح، رجوة، زكية، كوكب، شمس، شروق، سوسن، بسمة، ابتسام، باسمة، حياة، ذيبة، ختام، ختوم، شريفة، ظريفة، سماح، سميحة، نوال، تهاني، هناء، نرجس، سمر، سميرة، سهيلة، نائلة، نهيلة، سهير، عفاف، عفيفة، أمل، آمال، أماني، نعمة، أنعام، نعامة، نعيمة، نسمة، آية، آيات، إيمان، أمونة، جنة، جنات، فردوس، فريال، فايزة، فدوة، فداء، فريدة، نداء، نادية، هنادي، جندية، وفاء، مها، نها، سها، مهرة، مهيرة،  أميرة، لبيبة، جيداء، رائدة، رويدة، بشرى، بشيرة، مديحة، جمانة، دنيا، أحلام، أزهار، إفتكار، انتصار، تغريد، وداد، وجيهة، ياقوتة، ياسمين..

تلك عينة لا بأس بها، من أسماء بنات العرب منها ما كان قديم ومنها الأحدث وكلها اليوم عند الكثير من الناس، صارت في طي النسيان ويراها البعض بأنها أسماء لا تصلح في عصر الرقي الحضاري الذي نعيشة اليوم على حد زعمهم، لكن ما هو البديل الذي انتهجوه هؤلاء الناس حالياً؟! 

إنهم صاروا ينتقون أسماء لبناتهم مما يسمعونه من المسلسلات الأجنبية مثل التركية والهندية فصار إسم الممثلة اسم جميل من وجهة نظرهم لأنها بطلة المسلسل أو لأنها جميلة أو لأن دورها في المسلسل كان دوراً جذاباً وبطولياً.! فصار تقليد المسلسلات منهج حتى في نظام الحياة ليس في اختيار الأسماء ولكن في الملبس والمأكل والمسكن والسلوكيات فصارت مظاهر الحياة العربية تتلاشى وتختفي شيئاً فشيئاً حتى صار ينظر لذلك الإرث الثقافي على أنه قديم وعفى عليه الزمن وصار غير صالح، بل إنه أصبح في نظر فئة كبيرة من الناس محط للسخرية والاستهزاء!!.. 

وبذلك تجاهل الناس بأن التراث العربي هو جزء أصيل من الإرث الإسلامي، وقاعدة أساسية فيه، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسوة والقدوة الحسنة والمنهج الأصيل الذي نسير عليه، وقد ورد في الشرع الإسلامي النصح والإرشاد في اختيار الأسماء الصالحة للأبناء فروى أبو داود، وأحمد، والدارمي، من حديث أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم، وأسماء آبائكم، فأحسنوا أسماءكم. قال النووي في الأذكار: إسناده جيد..

وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم الأمر بتغيير بعض أسماء النساء، وسماهن بأسماء أخر؛ فعن ابن عباس قال: كانت جويرية اسمها برة، فحول رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمها جويرية، وكان يكره أن يقال: خرج من عند برة. رواه مسلم، وروى البخاري، ومسلم عن أبي رافع عن أبي هريرة: أن زينب كان اسمها برة، فقيل: تزكي نفسها، فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب، وعن محمد بن عمرو بن عطاء قال: سميت ابنتي برة، فقالت لي زينب بنت أبي سلمة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا الاسم، وسميت برة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البر منكم. رواه مسلم، وروى أيضًا عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير اسم عاصية، وقال: "أنت جميلة".

وأما الأسماء الغريبة التي صرنا نسمعها في المجتمع العربي اليوم فهي أسماء في نظري غير صالحة في كل الأحوال، وهي ليست أجمل من الأسماء التراثية المعروفة في ثقافتنا العربية مثلما يظن من اختارها، بل هي قبيحة ومثيرة للسخرية أيضاً ولو تأملتها مرة ومرة ستجد أنها أسماء غير ملائمة لنا كمجتمع عربي.. انظر هذه الأسماء: اندر، يارا، أيلا، جايا، سمان، قنقنة، برتا، كرينة، لمار، إيرينا، تاليا، جويس، دوللي، رودينا، روزا، رونزا، سيدرا، شويكار، صانيفار، كارول، نورين، مايسة، مونيا، ناتشا، نانسي..وما شابه من أسماء تشمئز حين سماعها ولا تعرف أيضاً كيف تنطقها أو تكتبها ..

لقد أصبحت عملية اختيار الأسماء خاضعة للتقليد الأعمى والمزاج والظروف والعفوية والتلقائية، حتى ضربت عمق ثقافتنا العربية الأصيلة وطعنتها في المقتل، وهذا ما أسميه مرحلة الانحطاط والجهل والهدم لا الرقي والتقدم، وأود أن أنوه وأذكر القارئ بأن تراثنا وثقافتنا العربية هي فخر لنا جميعا ولن تجدوا ما يضاهيها في تاريخها ومجدها وكنوزها الثقافية التي لا حدود لها، وكل أسمائنا ومسمايتنا العربية العريقة لا زالت حتى اللحظة جميلة ورائعة ولها تاريخ حقيقي وزخم تراثي كبير، فاختاروا لأولادكم وبناتكم أجمل الأسماء فالمعاجم العربية زاخرة بما يكفي وكل أسماء العرب في باديتها وريفها ومدائنها هي أسماء جميلة ولها معاني راقية ..

              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم