الأدب العربي |
تعريف الأدب، واهتماماته، وأقسامه:
أولاً تعريفات للأدب العربي:
1- وفي الجواهر: الأدب حسن الأحوال في القيام والقعود وحسن الأخلاق واجتماع الخصال الحميدة..
2- وفي العناية الأدب اسم يقع على كلّ رياضة محمودة فيخرج بها الإنسان إلى فضيلة من الفضائل. وقال أبو زيد ويجوز أن يعرّف بأنه ملكة تعصم من قامت به عمّا يشينه. وفي فتح القدير الأدب الخصال الحميدة. والمراد بالأدب في قول الفقهاء كتاب أدب القاضي أي ما ينبغي للقاضي أن يفعله لا ما عليه..
3- وقيل الأدب عند أهل الشرع الورع وعند أهل الحكمة صيانة النفس.
4- والأدب علم من علوم العربية يتعلّق بالفصاحة والبلاغة..
5- والأدب بالفارسية هو العلم والثقافة والرعاية والتعجّب والطريقة المقبولة والصالحة ورعاية حدّ كل شيء..
6- الأدب العربي هو مجموع الأعمال المكتوبة باللغة العربية، ويشمل الأدب العربي النثر والشعر المكتوبين بالعربية وكذلك يشمل الأدب القصصي والرواية والمسرح والنقد. ازدهر الأدب العربي خلال العصر الذهبي للإسلام، وظل نابضًا بالحياة حتى يومنا هذا.
7- وقال حكيم الأدب مجالسة الخلق على بساط الصدق ومطابقة الحقائق. وقال أهل التحقيق الأدب الخروج من صدق الاختيار والتضرّع على بساط الافتقار كذا في خلاصة السلوك. وقيل ليس الأدب في كسب الأعمال التّعبدية ولا السعي في طلب الحق، بل التواضع إلى حدّ التراب، وما عدا ذلك فقلّة أدب.
وفي تعريفات الجرجاني الأدب عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ، وأدب القاضي وهو التزامه لما ندب إليه الشرع من بسط العدل ورفع الظلم وترك الميل.. [كتاب كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم، محمد بن علي ابن القاضي محمد حامد بن محمّد صابر الفاروقي الحنفي التهانوي (ت بعد ١١٥٨هـ)، ج1، ص127-128]
ثانياً اهتمامات الأدب العربي
ويهتم الأدب العربي بما يلي، وهي تقع ضمن أنواع وأقسام الأدب العربي:
الشعر وأغراضه : "الهجاء والمدح والذم والرثاء والاعتذار والغزل والفخر والوصف والحماسة..."
النثر: وهو الكلام الفني الجميل، المنثور بأسلوب جيد لا يحكمه النظم الإيقاعي، وأنواعه النثر لعادي والنثر الفني..
القصة والرواية والمسرحية والخاطرة والخطابة والمقالة والحكم والأمثال والوصايا..."
والقصص العربى أنواع: أشهرها القصص الدينى، ومصادره التوراة والانجيل والقرآن، ثم ما جاء على ألسنة الرواة والمحدثين من أخبار الاولين وقصصهم، مزج فيها القصاص الحقيقة بالخيال، والتاريخ بالاسطورة. وكان الهدف من هذا النوع من القصص الوعظ والارشاد فى معظمه، ترغيبا فى الجنة وترهيبا من النار، ومن أنواع القصص أيضا عند العرب القصص التاريخى البطولى" الملاحم ، كقصة عنترة بن شداد فى حروبه، وسيف بنى يزن فى كفاحه، وحرب البسوس فى طولها وشناعتها، ومنها القصص العاطفى، كقصة «قيس المجنون بليلاه» ، وعنترة العاشق لعبلة، وكثير الواله بعزة، الى آخر هذه الالوان القصصية، التى تزخر بها كتب الادب العربى.. [كتاب معيار الاختيار فى ذكر المعاهد والديار، لسان الدين ابن الخطيب، ص52]
المسرحية قصة حوارية تقوم على الصراع، وتتجسد من خلال التمثيل، ولهذا فإن أكبر منظري الفن المسرحي وهو أرسطو يشير إلى أن المسرحية "المأساة" هي محاكاة لفعل، فالتشخيص والتمثيل والفعل هي المقومات الأساسية للمسرحية، ولا نريد أن نخوض في أنواع المسرحية وتطورها، ولكن حسبنا أن نشير إلى عناصرها الأساسية التي ترشدنا إلى كيفية كتابتها كفن أدبي، وأهم هذه العناصر هي الشخصيات والحبكة والحوار والمناظر والبناء..
الخطابة: الخطبة لُغويًا - عند العرب - الكلام المنثور المسجع ونحوه، وله أول وآخر كما جاء في لسان العرب، والخطبة اسم وضع موضع المصدر فهو الخطابة١، والخطابة اصطلاحًا فن من فنون الكلام غايته إقناع السامعين واستمالتهم والتأثير فيهم، بصواب قضية أو بخطأ أخرى، وبلوغ موضع الاهتمام من عقولهم٢ وموضع التأثير في وجدانهم.. [فن التحرير العربي، محمد صالح الشنطي، 2001]
البلاغة : هي معرفة الفصل من الوصل وهي فن الخطاب، وحسن الاقتضاب عند البداهة، والغزارة يوم الإطالة، والبلاغة شاملة للألفاظ والمعاني، وهي أخص من الفصاحة، وتشمل: علم المعاني، وعلم البيان، وعلم البديع.[كتاب نصرة الثائر على المثل السائر، الصفدي، ص11-12]
النقد : وهو نقد الأدب، وهو: البحث عن أسباب الاستحسان والاستهجان، واستخلاص عناصر الجمال، وتبيين سمات القبح بتجرد من الهوى ونفي التعصب، وبتقرب أكثر إلى الموضوعية.
والمعلقات: هيَ مِنْ أَشْهَرِ ما كتَب العَرَبُ في الشِّعرِ وسُمِّيَتْ مُعَلَّقَاتٍ. وقد قيل لها مُعَلَّقَاتٌ لأنها مثلُ العقود النفيسة تَعْلَقُ بالأذهان. ويقال أن هذه القصائد كانت تكتب بماء الذهب وتعلق على أستار الْكَعْبَةِ قبل مجيء الْإِسْلَامِ، وتعدّ هذه القصائدُ أروعَ ما قيل في الشِّعْرِ العربيِّ الْقَدِيمِ وأنفسَه؛ لِذلكَ اهْتَمَّ الناس قديمًا بها ودَوّنوها وكتبوا شُروحًا لها، وهي عادةً ما تبدأُ بذِكْرِ الْأَطْلَالِ وتَذْكُرُ ديارَ محبوبةِ الشاعرِ وكانتْ سَهْلةَ الحِفْظِ وتكون هذه المعلقات من محبته له شعاره الخاص.
والمقامات : هي مجموعة من الكلام الفصيح المغلى بالصدف والمرجان مجموعة حكايات قصيرة متفاوتة الحجم جمعت بين النثر والشعر، مقامات القراءة هي مقامات صوتية طبيعية ترتقي بالأداء التعبيري والصنعة النغمية، كما أنها من علوم الآلة، يعترف منها القارئ والمنشد والمغني على حد سواء شأنه في ذلك شأن علوم الآلة المستخدمة. كان يُستخدم قبلا في العصور الماضية تطبيقياُ وترنماُ وسليقة لأنه من الفطرة الإنسانية، ولما ازدهرت العلوم ودُونت وأصلت الأصول وتفتحت الحضارات على بعضها البعض سطرت قوانينها وضبطت حسب وقع النغم على الأذن ويلاحظ التغير فيسمى باسم يخالف النغم الآخر وهكذا. والمقامات تماثل بحور الشعر كان الشعراء الجاهليون من أئمة الشعراء وكاهلا على من جاء بعدهم وهم لا يعرفون البحور التي وضعها فيما بعد الخليل الفراهيدي، كذلك يوجد من يتقن المقامات أداء ولا يعرف عنها شيئا.
أصل المقامات:
أسلوب المقامات فن من فنون الإنشاء العربي فتن به كثير من الأدباء والمنشئين نحو عشرة قرون فأصحاب المقامات منذ القرن الرابع إلى القرن الثالث عشر كثيرون حتى أن أدباء الفرس والعبرانيين والسريان ممن ثقفوا اللغة العربية أخذوا بسحر المقامات فأنشأوا بلغاتهم مثلها محاكاة للمقامات العربية.
والمقامة في الإصلاح الأدبي قطعة من النثر يضاف إليه نظم في كثير من الأحيان مبنية على قصة قصيرة خيالية في معناها أو حوادثها ترمي إلى مغزى معين ولها على الغالب وفي الأكثر بطل يدور عليه أهما في القصة من كياسة وبراعة وغرائب ومفاجئات مثل أبي زيد السروجي في مقامات الحريري كما أن لها راوياً يروي تلك القصة وما فيها من أقوال البطل وأفعاله مثل الحارث بن همام في مقامات الحريري أيضاً، كل ذلك بأسلوب مصنوع مسجع غاية في التألق والتزويق يجمع من شوارد اللغة وفصحها وعيون مفرداتها وتراكيبها وأمثالها ونوادرها مقداراً وافراً. [كتاب مجلة «الثقافة» السورية، خليل مردم بك، ج1، ص23]
المفضليَّات: تُنْسَبُ إلى المفضل الضبي من جيل العلماء الأول، وكان راوية عالمًا بأخبار العرب وأيامها وأشعارها ولغاتها، وقد كان مؤدبًا للمهدي، ولي عهد المنصور، وكان المفضل قد اختَارَ عَدَدًا من القصائد تعتبر من أجود أشعار العرب، أقرها الأصمعي وزاد عليها، وتتضمن المفضليات مائة وثلاثين قصيدة وفقًا لتحقيق أحمد محمد شاكر وعبد السلام هارون تزيد أحيانًا. وتنقص أحيانًا أخرى في بعض الطبعات..
الْأَصْمَعِيَّات: تنتسب إلى الأصمعي عبد الملك بن قريب المتوفى عام ١٢٣هـ وهو من جلة العلماء والرواة، له مؤلفات كثيرة، وقد ألفت الأصمعيات على نسق المفضليات، وتضم اثنتين وتسعين قصيدة ومقطوعة لواحد وسبعين شاعرًا من الجاهلين والمخضرمين والإسلاميين، ولكن الأصمعيات أقل شهرة من المفضليات..
وخلاصة تعريف الأدب العربي: هو مجموع الأعمال المكتوبة باللغة العربية، ويشمل الأدب العربي النثر والشعر المكتوبين بالعربية وكذلك يشمل الأدب القصصي والرواية والمسرح والنقد. ازدهر الأدب العربي خلال العصر الذهبي للإسلام، وظل نابضًا بالحياة حتى يومنا هذا.
تاريخ الأدب العربي:
الأدب العربي القديم - حتى نهاية العصر الجاهلي
والأدب العربي الإسلامي حتى نهاية عصر الدولة الأموية
وعصر إزدهار الأدب العربي في الفترة العباسية منذ 750م - 1000م
عصر الازدهار المتأخر للأدب العربي منذ 1000م - سقوط بغداد على يد هولاكو سنة 1258م
عصر الأدب العربي منذ سيادة المغول إلى فتح مصر على يد السلطان العثماني سليم الأول سنة 1517م
عصر الأدب العربي من سنة 1517م - حتى أواسط القرن التاسع عشر
ثم عصر الأدب العربي الحديث [ تاريخ الأدب العربي، د. شوقي ضيف، 1983م]
المراجع.. في متن المقال وهي:
كتاب كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم
كتاب معيار الاختيار فى ذكر المعاهد والديار
كتاب فن التحرير العربي
كتاب نصرة الثائر على المثل السائر
كتاب مجلة «الثقافة» السورية
كتاب تاريخ الأدب العربي