برج الرملة العربي

 

برج الرملة العربي

برج الرملة العربي

أذكر برج الرملة من بين مباني العرب القديمة القليلة في سورية، ويقوم هذا البرج بالقرب من مدينة الرملة الصغيرة الواقعة بين القدس ويافا.

ويسمي العرب برج الرملة ببرج الشهداء الأربعين، ويؤكد العرب أنه دفن فيه أربعون شهيداً من المسلمين.

وبرج الرملة مثال جميل لفن العمارة العربية، وهو مربع الشكل، ويدخله النور من نوافذ مصنوعة على رسم البيكارين، وتبلغ ذروته بمرقاة مؤلفة من? ? ? درجة لا تزال في حالة جيدة خلا الدرجات الأخيرة منها.

وعد بعضهم برج الرملة أثراً صليباً، وهو يذكرنا بالطراز الذي نقله الصليبيون إلى أوربة في الحقيقة، ولكنه لا ينبغي الشك في أصله العربي الثابت بدقائقه وفن بنائه، وبالكتابة التي تدل على أنه أنشئ في سنة (٧٠٠ هـ/١٣١٠ م)، والتي تطابق ما رواه أحد مؤرخي العرب من أن ابن السلطان قلاوون هو الذي بناه، وتنفي الحالة التي عليها الحجر المنقوشة عليه تلك الكتابة كل احتمال بإضافة هذا الحجر مؤخراً إلى برج الرملة.[غوستاف ليون]..

البرج هي قرية فلسطينية في قضاء الرملة. وقد أخليت من سكانها أثناء حرب الاعتداء الصهيوني على فلسطين في 15 يوليو 1948 في إطار المرحلة الثانية من عملية داني التي وقعت على بعد 14 كم من الرملة الشرقية. وقد دافع عن القرية الجيش الأردني ولكن تم تدميرها من قبل الصهاينة باستثناء منزل واحد. في عام 1945 كان عدد سكان القرية 480. مدرسة ابتدائية للبنين كانت قد تأسست قبل عام من تشريد السكان.

التاريخ

بنيت القرية على بقعة صخرية في أسافل السفوح الغربية لجبال رام الله على إرتفاع 325م، مشرفة على السهل الساحلي الأوسط. وكانت شبكة من الطرق الضيقة تربطها بطريق الرملة - رام الله العام، الذي كان يمر على مسافة قصيرة إلى الجنوب الشرقي من موقع القرية. كما تربطها بقرى بيت سيرا وصفّا وبرفيلية المجاورة. من الجائز أن تكون القرية سُمّيت البرج (وهو تعريب لكلمة بيرغوس- Pyrgos- اليونانية) إشارة إلى حصن أرنولد (Castle Arnold) الصليبي، الذي كان بني في الموقع منذ زمن قديم. وقد زار إدوارد روبنسون القرية في سنة 1838 وعندما شاهدها مؤلفو كتاب «مسح فلسطين الغربية»، في وقت لاحق من القرن التاسع عشر، كانت البرج قرية مبنية على رأس تل، وتحيط بها الحقول الواسعة من الجهات كلها. ورأوا بقايا الحصن الصليبي في الجوار. كانت البرج في الأصل على شكل نصف دائرة، لكنها تمددت في اتجاه الجنوب أيام الانتداب، وكان بعض منازلها مبنيًا بالطوب، وبعضها الآخر بالحجارة، أما سكانها فكانوا في معظمهم من المسلمين، وساهموا في إنشاء مدرسة ابتدائية أنجزت في سنة 1947، وكان عدد أول المسجلين فيها نحو 35 تلميذًا. كما كان ثمة خزان مياه قائم في الجهة الشرقية يمد سكانها بمياه الشرب، وكانت تربية المواشي والزراعة أهم موارد رزق سكانها، فكانوا يزرعون الحبوب والفاكهة والخضروات والزيتون. في 1944/ 1945، كان ما مجموعه 2631 دونمًا مخصصًا للحبوب، و6 دونمات مروية أو مستخدمة للبساتين.

النكبة

كانت البرج ساحة معركة دارت بين القوات الإسرائيلية والجيش العربي الأردني في فترة الأيام العشرة بين هدنتي الحرب. فقد احتل الجيش الإسرائيلي القرية في 15 تموز/يوليو 1948، في المرحلة الثانية من عملية داني (راجع قرية أبو الفضل قضاء الرملة). واحتُلت قرى سلبيت وبرفيلية وبير معين في الوقت نفسه، بحسب نبأ لوكالة رويتر أوردته صحيفة نيويورك تايمز. وفي اليوم التالي، حاول الجيش العربي أن يسترد السيطرة على القرية بفصيلتين من المشاة ورتل مدرّع قوامه عشر مصفحات، بحسب ما جاء في كتاب «تاريخ حرب الاستقلال» الذي يقول: «اتجهت المصفحات نحو البرج، فتركها رجالنا تتقدم حتى بيوت القرية، وعندها فتحوا عليها نيرانًا مضادة للدروع، وبعد معركة استمرت أربع ساعات، انسحب العدو ساحبًا معه قتلى وجرحى، وتاركًا على أرض المعركة أربع مصفحات وعددًا من القتلى. وفي الوقت نفسه، أطلقت مدافع الهاون خاصتنا ورشاشاتنا الثقيلة نيرانها على قوات مشاة العدو، لكنه انسحب قبل أن نتمكن من استكمال تطويقه».

يقول المؤرخ الفلسطيني عارف العارف: "أنّ محاولة استرداد قرية البرج مكّنت الجيش العربي من صدّ تقدم القوات الإسرائيلية على هذا المحور، وقد تفاوت تقدير عدد الإصابات تفاوتَا كبيرًا". فبينما ذكر «تاريخ حرب الاستقلال» أنه قُتل 30 عربيًا وجُرح 50 آخرون، وأنّ 3 من اليهود قتلوا وجُرح 7 آخرون، قال عارف العارف" "أنّ 7 من العرب قتلوا، واعتبر 6 في عداد المفقودين والقتلى، وجُرح 3".

القرية اليوم

لم يبق إلاّ منزل متداع على قمة التل. وينبت الصبّار والنباتات البرية في الموقع. وتستعمل المستعمرة المجاورة أراضي القرية للزراعة الدفيئة. تقع مستعمرة كفار روت الزراعية على أراضي القرية، إلى الشمال الشرقي من موقعها.

المسجد الأبيض في الرملة مسجد أثري يعود بناؤه للعهد الأموي في فلسطين، يقع في البلدة القديمة لمدينة الرملة الفلسطينية. أمر ببناءه الخليفة سليمان بن عبد الملك في عام (715 – 717) وتمّ الانتهاء من بنائه في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز عام 720 م بعد فتح فلسطين وبلاد الشام كلها، وبعد أن أصبحت الرملة أحد المراكز المهمة للجيوش المسلمة الفاتحة والمتجهة إلى مصر. أعيد بناء المسجد مرة أخرى في عهد المماليك. لم يبق اليوم من المسجد سوى المئذنة الكبيرة، لذا تطلق عليه سلطات الإحتلال الإسرائيلية اسم «البرج الأبيض» بدل «المسجد الأبيض». تجدر الإشارة إلى أن المسلمين كانت لهم مناسبة دينية منذ مئات السنين في هذا المسجد كانوا يطلقون عليها «موسم النبي صالح»، والذين يعتقودن بوجود مقامه في الجزء الشمالي من المسجد.

هندسة المسجد المعمارية

لقد شيّد المسجد من الرخام والحجر المحلي وأُطلق عليه المسجد الأبيض، ويُوصف بأنه من أكثر جوامع البلدة القديمة في فلسطين جمالا وروعة، وما يميز جماله وهندسته المعمارية الفريدة تلك المئذنة مربّعة الشّكل ذات المسقط المستطيل وبها خمسة طوابق مزيّنة بنوافذ ومحاريب للتهوية والإنارة، ويبلغ طول المئذنة 27 مترا بناها الخليفة هشام بن عبد الملك من أعمدة من الرخام، بالإضافة إلى أن أبواب المسجد الرئيسية مشيّدة بخشب السرو وخشب الأرز، ومنحوت عليها عبارات اسلامية.

ترميمات المسجد

في عام 1034 تمّ تدمير المسجد بعد زلزال شديد وقع في بلدة فلسطين القديمة، وأصبح الجامع الأبيض كومة من الأنقاض. وفي عام 1047 تمّ إعادة بناء المسجد بإشراف من المهندس المعماري إلياس بن عبد الله. وفي عهد الدولة الأيوبية ألحق بالمسجد سور غربي وميضأة واسعة في عام 1190. وفي عام 1267 بدأت المرحلة الثالثة لترميم المسجد بعد أن تمّ إنهاء الاحتلال الصليبي للقدس، بناء على أوامر من السلطان المملوكي الظاهر بيبرس، وتمّ دمج القبة ووضع المنبر وتشييد مئذنة، لكنها هدمت بعد زلزال كبير، وهو ما جعل السلطان محمد الناصر بن قلاوون يأمر بتجديد المئذنة في 1318. وأخر ترميمات الجامع حصلت في زمن السلطان العثماني محمد رشاد 1844-1918 ميلادي.

آثار

كشفت الحفريات التي أُجريت في عام 1949 من قِبَل وزارة الشؤون الدينية الفلسطينية ووزارة الإحتلال الإسرائيلي للآثار والمتاحف، وجود ثلاثة خزانات جوفية تحت الأرض مع ممرات مقببة، ويرجع تاريخها إلى عام 789، حيث أمر هارون الرشيد ببناء خزانات ضخمة لتخزين المياه، وتمّ بناء الخزانات من أعمدة واسعة تدعم السقوف، وتمتلئ بمياه الأمطار ومياه المنطقة حول المسجد الذي يحمل قناة مائية من الينابيع في التلال شرقي الرملة، بالإضافة إلى اثنين من النقوش الرخامية التي كانت في وقت الإصلاحات القديمة، والتي يعود تاريخها إلى السلطان بيبرس، بالإضافة إلى اثنين من الأروقة القديمة على طول الجدران شرقاً وغرباً في باحة الجامع وحتى الجدار الشمالي.

ويجسّد المسجد بهيكله الحالي مراحل متميّزة من التجديد والبناء في أزمنة تاريخية مختلفة، حيث شيّد مجمع مباني المسجد على ثلاث مراحل رئيسية. المرحلة الأولى كانت في فترة الأمويين، عندما تمّ تشييد السور الذي يُعدّ من أقدم مباني المسجد، وأيضاً الجدار الشرقي مع الرواق، والصهاريج الجوفية الثلاثة.

يقول د. مختار السعيد، الخبير الأثري: أقدم الإحتلال الإسرائيلي على تدمير ومحو الكثير من الآثار العربية والفلسطينية داخل مدينة الرملة، وكان من بين هذه الآثار المسجد الأبيض، وأطلقت الدولة العبرية عليه اسم «البرج الأبيض»، خاصة وأنه لم يتبق من المسجد حالياً سوى المئذنة، بالإضافة إلى أن الرملة تعجّ بقوات عسكرية وأمنية إسرائيلية مكثفة ودوريات أمنية متنقلة، لا سيما وأنها تبعد عن مدينة تل أبيب العبرية بحوالي خمسة كيلومترات فقط. ويضيف: إن المسجد يحتوي على جدار طويل يضمّ القبلة التي تواجه مكة المكرمة، مع محراب في وسط الجدار، كما أن سقف المسجد يبدو أنه ينتمي إلى مرحلة لاحقة من التجديد تمّ تنفيذها في الفترة الأيوبية. كما كشفت الدراسات الأثرية أن النصف الأيمن من المسجد ينحرف نحو ست درجات شمالاً من اتجاه الشرق والغرب.

              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم