 |
| ما المقصود بـ بهيمة الأنعام |
قالوا: يطلق العربي كلمة بهيمة على كل كائن حي لا يتكلم وليس له لغة ولا يميز ولا يفهم، ويقول العرب أيضا بجمة بمعنى بهيمة، ويقولون دابة بمعنى بهيمة أيضاً وكل ذلك يقصدون بها الحيوانات الأليفة التي يعمل العرب على اقتنائها عندهم مثل الأغنام والماعز والأبقار والجاموس ويطلق عليها البهائم، وأما الخيول والحمير والبغال فيطلق عليها الدواب، ما عدا الإبل فلم يستخدم العربي اسم لها غير الإبل والبل والبعران، فأما الطيور فلم يطلق العربي عليها اسم بهمية وإنما اسمها الطير..
فإن تحريف لغة العرب وعدم الشرح البين والدقيق لها، يجلب الضرر والإلتباس في فهم أمور مهمة تتعلق بالفقه والعقيدة الإسلامية كونها تعتمد على الكلمات العربية، وهذا سنبينه في سياق الشرح ..
ما هي الكلمات العربية التي ترادف كلمة بهيمة: العجماء والمستعجم..
وهناك رأي يحدد أن المقصود بالبهائم أو البهم الأغنام والماعز، وقيل: كلّ ذِي أَربع من دوابّ الْبر وَالْبَحْر يُسمَّى بَهيمة، أي أن كل دابة لها أربع أرجل هي بهيمة.
وقالوا: [الْبَهِيمَة] : كل حَيّ لَا عقل لَهُ، وكل مَا لَا نطق لَهُ فَهُوَ بَهِيمَة، لما فِي صَوته من الْإِبْهَام، ثمَّ اخْتصَّ هَذَا الِاسْم بذوات الْأَرْبَع وَلَو من دَوَاب الْبَحْر، مَا عدا السبَاع..
قال الدميرى: والكلب حيوان شديد الرياضة، كثير الوفاء، وهو لا سبع، ولا بهيمة، حتى كأنه من الخلق المركب، لأنه لو تم له طباعه السبعية ما ألف الناس. ولو تم له طباعه البهيمية ما أكل لحم الحيوان... إذا فالكلب ليس من البهائم مع أنه من ذوات الأربع.. وهذا يعني أن البهائم لا تشمل الكلاب ولا أي حيوان يتشابه معها، ويفهم من كلامه أن البهيمة تأكل الأعشاب والأعلاف ولا تأكل اللحوم، وأن الحيوان الذي يأكل اللحم لا يعتبر بهيمة.. هذا ما نجده عند أهل عرب البادية فهم يسمون الحيوانات الأليفة التي ترعى العشب "بهايم".. وهذا هو أصح الأراء
وفي الحديث: "ما من مسلم "يغرس" غرسًا أو يزرع زرعًا فيأكل منه إنسان أو طير أو بهيمة إلا كانت له صدقة.." اذا الطير ليس من بهيمة الأنعام..
وكلمة الأنعام وردت في القرآن الكريم في عدة مواضع ومنها:
1- التفريق بين الدواب والأنعام في قوله نعالى : { ومن الناس والدواب والأنعام} فاطر: 28 وفرق بين الأنعام والخيل والحرث في قوله تعالى : {والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الدنيا} آل عمران: 14
2- التفريق بين الأنعام في قوله نعالى : { ومن الأنعام حمولة وفرشا} الأنعام: 142 وفي قوله تعالى :{ الله الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون} غافر :79
وقوله سبحانه وتعالى: { ولكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون} المؤمنون: 21
3- التفريق بين الأنعام المخصصة للأكل والأنعام المخصصة للركوب والزينة:
الأنعام المخصصة للركوب: في قوله تعالى :{ والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة} النحل:8
4- اقتصار تعريف بهيمة الأنعام على الأنعام المخصصة للأكل :
في قوله تعالى : { أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم غير محلي الصيد وأنتم حرم} المائدة: 1
وفي قوله تعالى : {ويذكروا اسم الله في أيام معدودات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير} الحج: 28
وفي قوله تعالى : {ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام} الحج: 34
ومن خلال تفسير الكلمات الواردة في القرآن الكريم، مما وردت بينة واضحة في الآيات السابقة، نستنتج أن بهيمة الأنعام هي : الأغنام والماعز والإبل التي نقوم بذبحها وطبخها وتناولها طعاماً شهياً، ويضاف إلى بهيمة الأنعام هذه البقر وما يمكن صيده من حيوانات البر مثل الغزال والظباء، ويباح لنا استخدام جلودها في صناعة البيوت ومن صوفها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا..
ومن هنا فإن التعريف الصحيح لكلمة : "بهيمة الأنعام ": هي الأنعام التي أحلها الله طعاماً حلالا للإنسان، وتشمل الأغنام والماعز والإبل والبقر والغزال، وما دون ذلك من أنعام أخرى فهي ليست من بهيمة الأنعام، وإنما من الأنعام فقط وهي مخصصة للركوب والزينة والحرث..
وأما الأضحية فقد حددها الله سبحانه وتعالى في بهيمة الأنعام دون غيرها من باقي الأنعام الأخرى، ويتبين ذلك في قوله عز وجل : {ويذكروا اسم الله في أيام معدودات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير} الحج: 28..
والله الموفق والمستعان