أساليب البلاغة العربية

أساليب البلاغة العربية
مَوْسُوعَةُ الْهُلًاْلِيُّ - "
البلاغة في اللّغة: البلاغة عند أهل اللّغة هي حُسْنُ الكلام مع فصاحته وأدائه لغاية المعنى المراد. والرجل البليغ هو من كان فصيحاً حسَنَ الكلام يَبْلُغُ بعبارة لسانه غايةَ المعاني الّتي في نفسه، ممّا يُرِيد التعبير عنه وتوصيلَهُ لمن يُرِيد إبلاغه ما في نفسه.
وأصل مادّة الكلمة في اللّغة تدور حول وُصُولِ الشيء إلى غايته ونهايته، أو إيصال الشيء إلى غايته ونهايته.
تقول لغةً: بلغَ الشّيءُ يَبْلُغُ بُلوغاً وبلاغاً، إذا وصل وانتهى إلى غايته. وتقول: أبلغْتُ الشيءَ إبلاغاً وبَلاَغاً، وبلَّغتُهُ تَبْليغاً، إذا أوصلته إلى غايته ونهايته. وبَلَغَ الْغُلاَمُ وبَلغت الجارية، إذا وصَلا إلى انتهاء مرحلة ما دون التكليف، ودخلا في مرحلة التكليف، ويكون ذلك باحتلام الغلام وحيض الجارية، ويُقَال: ذكَرٌ بالغ، وأنثى بالغٌ وبالغة.
والأمر البالغ، هو الأمر الذي وصل إلى غايته فكان نافذاً.
والبلاغَةُ تكون وصفاً للكلام، ووصفاً للمتكلّم.
بلاغة الكلام في الاصطلاح:
هي مطابقة الكلام لمقتضى حَال من يُخَاطبُ به مع فصاحة مفرداته وجُمَله.
فيشترط في الكلام البليغ شرطان:
الشرط الأول: أن يكون فصيح المفردات والجمل.
الشرط الثاني: أن يكون مطابقاً لمقتضى حال من يُخَاطبُ به. [البلاغة العربية، عبد الرحمن الميداني، المتوفي سنة 1425هـ]
التشبيه: للتّشبيه: روعة وجمال، وموقع حسنٌ في البلاغة: وذلك لإخراجه الخفي إلى الجلي، وإدنائه البعيد من القريب، يزيد المعاني رفعة ووضوحاً ويكسبُها جمالا وفضلا، ويكسوها شرفا ونُبلا، فهو فن واسع النطاق، فسيح الخطو، ممتدُ الحواشي مُتَشعب الأطراف مُتوعر المسلك، غامض المدرك، دقيق المجرى غزير الجدَوى..
التشبيه: لغة التمثيل ُ - قال: هذا شبه هذا: ومثيله
والتشبيه: إصطلاحاً - عقد مماثلة بين أمرين، أو: أكثر، قصد اشتراكهما في صفة: أو: أكثر، بأداة: لغرض يقصد المتكلم للعلم.
وأركان التشبيه أربعة.
(١) المُشبه: هو الأمر الذي يُراد الحاقه بغيره
(٢) المُشبه به: هو الأمر الذي يلحق به المشبه
(٣) وجه الشبه: هو الوصف المشترك بين الطرفين، ويكون في المشبه به، أقوى منه في المشبه - وقد يُذكر وجه الشبه في الكلام، وقد يُحذف كما سيأتي توضيحه.
(٤) أداة التشبيه: هي اللفظ الذي يدلُ على التشبيه، ويربط المشبّه بالمشبّه به، وقد تَذكر الأداة في التشبيه، وقد تحذف، نحو: كان عمرُ في رعيَّته كالميزان في العدل، وكان فيهم كالوالد في الرحمة والعطف..
أقسام التشبيه:
 "التشبيه المرسل" وهو التشبيه الذي ذكرت فيه أداةٌ من أدوات التشبيه.
"التشبيه المؤكَّد" وهو التشبيه الذي لم تُذْكَرْ فيه أداةٌ من أدوات التشبيه.
"التشبيه المفصّل" وهو التشبيه الذي ذُكِرَ فيه وجه الشبه.
"التشبيه المجمل" وهو التشبيه الذي لم يُذْكر فيه وَجْه الشبه.
"التشبيه البليغ" وهو التشبيه الذي لم تُذْكر فيه أداة التشبيه، ولم يُذْكَر فيه أيضاً وجْه الشبه
الاستعارة:
- عرّفها الجاحظ بقوله: «الاستعارة تسمية الشيء باسم غيره إذا قام مقامه».
- وعرّفها ابن المعتز بقوله: «هي استعارة الكلمة لشيء لم يعرف بها من شيء قد عرف بها».
١ - الاستعارة التصريحية والمكنية
٢ - الاستعارة الأصلية والتبعية
٣ - الاستعارة باعتبار الملائم
٤ - الاستعارة التمثيلية
الكناية:  لفظ أطلق وأريد به لازم معناه، مع جواز إرادة ذلك المعنى
أقسام الكناية: كناية الصفة، كناية الموصوف، كناية النسبة: ويراد بها إثبات أمر لأمر أو نفيه عنه، أو بعبارة أخرى يطلب بها تخصيص الصفة بالموصوف..
الحقيقة
الحقيقة : اللّفظ المستَعْمَل فيما وُضِع له في اصطلاحٍ به التخاطب
المجاز:
المجاز: هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له في اصطلاح التخاطب لعلاقةٍ: مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الوضعي، والعلاقة: هي المناسبة  بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي، قد تكون (المشبابهة) بين المعنيين، وقد تكون غيرها.
وينقسم المجاز: إلى أربعة أقسام - مجاز مفرد مرسل، ومجاز مفرد بالاستعارة «ويجريان في الكلمة» ومجاز مركب مرسل، ومجاز مركب بالاستعارة «ويجريان في الكلام»، أو المجاز العقلي المجاز المرسل
الجناس: 
الجناسُ: هو تشابه لفظين في النطق، واختلافهما في المعنى وهو ينقسم إلى نوعين: لفظي - ومعنوي، الجناس المقلوب المجنح، والجناس المزدوج، الجناس المضارع واللاحق، والجناس المحرف..
السجع: وهو تواطؤ الفاصلتين من النثر على حرف واحد، وهذا معنى قول السكاكي: "الأسجاع في النثر كالقوافي في الشعر"، وهو ثلاثة أضرب: مطرَّف، ومتوازٍ، وترصيع.
الطباق: المطابقة أو الطباق: أما المعنوي فمنه المطابقة، وتسمى الطباق والتضاد أيضا؛ وهي: الجمع بين المتضادين؛ أي: معنيين متقابلين في الجملة، وأنواعه الطباق الظاهر والطباق الخفي والطباق، الطباق المسمى تدبيجا..
المقابلة: وهو أن يؤتى بمعنيين متوافقين أو معانٍ متوافقة، ثم بما يقابلهما أو يقابلها على الترتيب، والمراد بالتوافق خلاف التقابل. وقد تتركب المقابلة من طباق وملحق به، وقال السكاكي: المقابلة أن تجمع بين شيئين متوافقين أو أكثر وضديهما، ثم إذا شرطت هنا شرطا شرطت هناك ضده..
الإيجاز: هو أداة المقصود من الكلام بأقل من عبارات متعارف الأوساط، وهو نوعان إيجاز القصر، وإيجاز الحذف..
الإطناب: هو أداؤه بأكثر من عباراته؛ سواء كانت القلة أو الكثرة راجعة إلى الجمل أو إلى غير الجمل
المساواة: هي تأديةُ المعنى المراد: بعبارة مساوية له، بأن تكون الألفاظ على قدر المعاني، لا يزيد بعضها على بعض، ولسنا بحاجة إلى الكلام على المساواة، فإنها هي الأصل المقيس عليه..
الحكيم: هو تلقى المخاطب بغير ما يترقّبهُ: (١) إما بترك سُؤله: والاجابة عن سؤال لم يسأله. (٢) وإما بحمل كلام المتكلم على غير ما كان يقصد ويريد، تنبيهاً على أنه كان ينبغي له أن يسأل هذا السؤال، أو يقصد هذا المعنى..
القلب: ومن الخروج عن مقتضى الظاهر "الْقَلْبُ" ويكون القلْب بإجراء التبادل بين جزئين من أجزاء الجملة لغرضٍ بلاغيّ يستحسنُه الفطناء، وَيُلْحَقُ به القلب في التشبيه.
القصر:  لغة الحبس - قال الله تعالى (حور مقصورات في الخيام) واصطلاحاً: هو تخصيص شيء بشيء بطريق مخصوص.
الالتفات:  هو في اللّغة تحويل الوجه عن أصل وضعه الطبيعيّ إلى وضْعٍ آخر.
وفي اصطلاح البلاغيين هو التحويل في التعبير الكلاميّ من اتجاه إلى آخر من جهات أو طرق الكلام الثلاث: "التكلّم - والخطاب - والغيبة" مع أنّ الظاهر في متابعة الكلام يقتضي الاستمرار على ملازمة التعبير وفق الطريقة المختارة أوّلاً دون التحوّل عنها.
الأسلوب الخبري:  هو أسلوب بلاغيّ يُعطي للكلام الذي يقع فيه احتماليّ الصِّدق والكذب، كما يُشير إلى دلالة مُعيّنة في ظاهره دون التّصريح بها..
- الأسلوب الخبري أغراضه البلاغية كثيرة تأتي حسب المعنى الذي يوحي به سياق الكلام ، ومنها : (الاسترحام  -  إظهار التحسر  -  إظهار الضعف  -  الفخر  -  النصح  -  التهديد  -  التوبيخ  -  المدح ... إلخ )
و منها : 
1  -  الاسترحام، نحو: (إلهي عبدك العاصي أتاكا..).
2  -  إغراء المخاطب بشيء، نحو: (وليس سواء عالم وجهول).
3  -  إظهار الضعف والخشوع، كقوله تعالى : ( قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي) (مريم: من الآية4) .
4  -  إظهار التحسر على شيء محبوب، كقوله تعالى : ( قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى ) (آل عمران: من الآية36)
5  -  إظهار الفرح، كقوله تعالى (جاء الحق..) .
6  -  التوبيخ، كقولك: (أنا أعلم فيم أنت!).
7  -  التحذير، نحو (أبغض الحلال الطلاق) .
8  -  الفخر، نحو: (أنا سيد ولد آدم ولا فخر) . 
9  -  المدح، نحو: (فإنك شمس والملوك كواكب..).
ومن أشهر علماء البلاغة :
- أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ  ت 255هـ
- أبو عبدا لله محمد بن قتيبة الدينوري ت 276هـ
- أبو العباس المبرد ت 285هـ
- عبدا لله بن المعتز ت 296هـ
-  قدامة بن جعفر ت 337 هـ
-  الحسن بن بشر الآمدي ت 370 هــ
- أبو علي الحسن الحاتمي ت 388 هــ
- القاضي علي بن عبدا لعزيز الجرجاني ت 392هــ
-  أبو الفتح عثمان بن جني ت 392هـ
- أبو هلال العسكري ت 395 هـ
-  ابن سنان الخفاجي ت 446 هـ
-  ابن رشيق القيرواني ت 456 هـ
- الإمام عبد القاهر الجرجاني ت 471هـ
- الإمام فخر الدين الرازي ت 604 هـ
- أبو يعقوب يوسف السكاكي ت 626هـ
-  ضياء الدين بن الأثير ت 637هـ
- بدر الدين  بن مالك ت 668هـ.
- الطوفي البغدادي  ت 716 هـ
-  الخطيب القز ويني ت 739 هـ.
- بهاء الدين السبكي ت773 هـ
-  الإمام سعد الدين التفتازاني ت 791 هـ.
[جامعة الملك عبد العزيز، علماء البلاغة - سعيد طيب سحيم المطرفى]
=========
المراجع
1- جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع، الهاشمي المتوفي سنة 1362هـ
2-  علم البيان، عبد العزيز عتيق المتوفي سنة 1396هـ.
3- البلاغة العربية، الميداني المتوفي سنة 1425هـ..
4- بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة، عبد المتعال الصعيدي، المتوفي سنة 1391هـ.
5- البلاغة 2 - المعاني - جامعة المدينة، جامعة المدينة العالمية، "جامعة المدينة العالمية مؤسسة تعليمية مستقلة غير ربحية، معترف بها من وزارة التعليم العالي الماليزية وتحظى بدعم خاص من حكومة دولة ماليزيا..
              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم