مَوْسُوعَةُ الْهُلًاْلِيُّ - لقد كان علماء التاريخ قديما من أهم صناع القرارات الهامة في الدول، كما كان لهم دورٌ كبير في السياسة والاقتصاد والبناء الاستراتيجي لخطط التنمية والتطوير، وقد عمل الكثير منهم في مناصب عليا في حكومات الدول القديمة، تعالوا بنا نتمعن أهم ما يميز عالم التاريخ..
أولاً: مميزات معلم التاريخ
1- مطلع ومتابع ومراقب للأحداث والأخبار التي تجري بمحيطه وما يخص قوميته وعرقه وجذوره ودينه ومجتمعه، وينظر إليها بما يجب أن يكون وفق قواعد النجاح وأسبابه وعوامل الفشل والهزائم، وتحليلها على أساس نظريات التجارب الماضية للأمم.
2- ملم بمنهج دراسة التاريخ ومتطلباته وخططه، وما يطرأ عليه من مستجدات ودراسات وأبحاث.
3- التحلي بالموضوعية والصبر والصمود على العطاء والتواضع من أجل ايصال المعلومة بوضوح وبشمولية.
4- أن يطلع على أكبر عدد ممكن من مكتبات وكتب التاريخ العام والخاص، وأن يبقى مستمراً في تجديد نشاط ذاكرته وثقافته المرتبطة بالتخصص.
ثانياً: واجب الدولة اتجاه معلم التاريخ
1- توفير الامكانيات والمواد والوسائل اللازمة لمادته وأفكاره وإبداعاته لنشرها على أوسع نطاق.
2- منحه راتباً شهرياً مناسباً يضمن له الحياة الكريمة، ويعينه على اتمام مشروعاته ومواده على أكمل وجه.
3- إعطائه مساحة كافية وملائمة من الدعم المعنوي والاهتمام والتقدير والتعزيز من أجل دفعه نحو التقدم بقوة، باعتبار هؤلاء العلماء أبناء الدولة المدلليين.
4- إنشاء دار خاصة للتراث والتاريخ القومي، يتولى علماء التاريخ ادارتها مع المختصين المساندين من خبراء الهندسة والفنون والبرمجة، وتنطلق منها برامج موجهة للناشئين والباحثين والمهتمين وأجيال المستقبل.
ثالثاً: واجب المجتمع المدني
1- الاحترام والتقدير والدعم ومنحه الفرص لتوصيل رسالته.
2- الاستعانة به دائماً وأبداً في المواضيع ذات الصلة، اعتماداً على قاعدة من لا تاريخ له، ليس له حاضر ولا مستقبل.
3- توفير وايجاد المناخ الملائم له ودعم وتبني نشر الأفكار والكتب والمقالات الموجهة لبناء وتأسيس المجتمع.
4- ايجاد العلاقة الوطيدة التي تربط بين المعلم والمجتمع المدني بكافة طوائفه وأعراقه ومؤسساته.
رابعاً: واجب معلم التاريخ اتجاه طلابه
1- استخدام كافة الوسائل المعينة لتسهيل وصول المعلومة واستيعابها لدى الطلاب.
2- الشرح والتوضيح لكافة الطلاب، ومنحهم الفرص الكافية للاستفسار المؤدي للفهم ورسوخ العلم.
3- المساواة والعدالة في احترام كافة حقوق الطلبة من تساؤل واجابة ومشاركة.
4- العطاء والاستعداد التام على العمل والجودة في المعلومات وطريقة توصيلها ونشرها في كافة الظروف و الأوقات وذلك من أجل حماية الوطن والهوية.
خامساً: فائدة دراسة التاريخ وأهدافها للمجتمع:
1- أخذ العبرة والعظة واستخلاصها من دروس التاريخ وأحداثه الماضية، من أجل تفادي الأخطاء في المستقبل.
2- الاطلاع على تجارب الأمم السابقة وأخذ ما هو مناسب وتطويره ليلائم الوقت المعاصر.
3- اتباع نظريات النجاح والعمل على تنظيمها وتقديمها للمجتمع .
4- المحافظة على نقاء وصفاء المجتمع و جذوره الممتدة ومواصلة الترابط التاريخي بنفس درجة النقاء وبشكل أحسن مما كان عليه.
5- رفع معنويات المجتمع جماعات وأفراد وشعوب من خلال تعريفهم بتراثهم الثقافي وتعزيز مفاهيم وقيم العدالة والحرية والكرامة والتعاون والاتحاد.
6- بناء حضارة قوية وصامدة ومستمرة وناجحة تعمل على حماية نفسها بنفسها حينما يكون الجميع بموضع المسئولية والوعي .
سادساً: الأعمال التي يستطيع معلم التاريخ اتقانها
1- القيادة:
يستطيع معلم التاريخ القوي والناجح والملم بتخصصه وثقافته، أن يقود العائلة والأسرة والمجموعة والحزب والجيش والدولة نحو بر الأمان، وذلك لما في منهج التاريخ علوم واسعة النطاق ومتشعبة الفروع والمواد تشمل تاريخ الأمم والشعوب والقبائل والأجناس، ووصفها الجغرافي والعمراني والاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وتاريخ وتراث وثقافة المجتمع، وتاريخ الحضارات وعوامل التطور والتقدم والنجاح وأسباب الانحطاط والفشل والسقوط.
2- الإدارة:
معلم التاريخ ناجح في إدارة المؤسسات والهيئات والمراكز العلمية والاجتماعية والاقتصادية بكافة فروعها وتخصصاتها ومجالاتها وخصوصاً اذا توفر لديه مستشارين مختصين للاستعانة بهم.
3- الفنون:
هناك علاقة وطيدة بين الفنون المختلفة وعلم التاريخ، ولذلك فان معلم التاريخ الناجح والمثقف قادرا على القيام باستخدام أي نوع من الفن المعبر سواء بالرسم والنقش والنحت أو الشعر والقصيد أو التمثيل وهو صاحب رأي ثاقب في كيفية اعطاء هذا الفن لونه المناسب وطريقته الصادقة.
4- وضع الخطط الاستراتيجية:
معلم التاريخ القوي صاحب فكر ثاقب في صنع القرار ووضع المخططات اللازمة للمجتمع والدولة والأمة لبناء المستقبل والنهوض به نحو التقدم والحضارة، وذلك في كافة احتياجات الدولة التي تشمل القطاع العسكري والتعليمي والخدماتي والبني التحتية والصحة والاقتصاد وما إلى ذلك من مشاريع وخطط استراتيجية.
5- بناء الدولة
معلم التاريخ رجل قادر على تنمية قطاعات الدولة المختلفة، وبناء أجيال النصر القادمة، وخلق قوة رادعة ومدافعة ومهاجمة، لدرء الأخطار والتهديدات المحدقة بحدود الدولة ومصالحها وأمنها، حيث يوجد لدى هذا المعلم صورة متكاملة للأمل القادم من وراء الأفق، إذا أحسن تأسيس الأجيال من خلال تعزيز مفاهيم وقيم المجتمع القوي المتماسك وقوته العسكرية المتينة على أساس العقل السليم في الجسم السليم، والجسم السليم القوي قادر على إزاحة العقبات من طريقه، وذلك وفق تدريبات شاملة لجميع مناحي القوة وكيفية التعامل مع الأحداث والمستجدات والطوارئ.
التسميات :
التاريخ