السخاء والجود


[ عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب قالوا : من هم يا رسول الله ؟ قال : هم الذين لا يسترقون و لا يتطيرون و لا يكتوون و على ربهم يتوكلون ] رواه مسلم.
و ذكر [ من حديث أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا جمع الله الأولين و الآخرين في صعيد واحد ينادي مناد من تحت بطنان العرش : أين أهل المعرة بالله أين المحسنون ؟ قال : فيقوم عنق من الناس حتى يقفوا بين يدي الله تعالى فيقول و هو أعلم بذلك : من أنتم ؟ فيقولون نحن أهل المعرفة بك الذي عرفتنا إياك و جعلتنا أهلا لذلك فيقول : صدقتم ثم يقول ما عليكم من سبيل ادخلوا الجنة برحمتي ثم تبسم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : لقد نجاهم الله من أهوال يوم القيامة ] قال أبو نعيم : هذا طريق مرضي لولا الحارث بن منصور الوراق و كثرة وهمه 
ابن المبارك عن ابن عباس قال : [ إذا كان يوم القيامة نادى مناد : ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ليقم الحامدون لله تعالى على كل حال فيقومون فيسرحون إلى الجنة ثم ينادي ثانية : ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ليقم الذين كانت { تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا و طمعا و مما رزقناهم ينفقون } قال : فيقومون فيسرحون إلى الجنة قال : ثم ينادي ثالثة ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ليقم الذين كانوا { لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله } الآية فيسرحون إلى الجنة 
و روي أنه إذا كان يوم القيامة نادى مناد : أين عبادي الذين أطاعوني و حفظوا عهدي بالغيب فيقومون كأن وجوههم البدر أو الكوكب الدري ركبانا على نجائب من نور أزمتها من الياقوت الأحمر تطير بهم على رؤوس الخلائق حتى يقوموا بين يدي العرش فيقول الله لهم : السلام على عبادي الذين أطاعوني و حفظوا عهدي بالغيب أنا اصطفيتكم و أنا أحببتكم و أنا اخترتكم اذهبوا فأدخلوا الجنة بغير حساب فلا خوف عليكم اليوم و لا أنتم تحزنون فيمرون على الصراط كالبرق الخاطف فيفتح لهم أبوابها ثم إن الخلائق في المحشر موقوفون فيقول بعضهم لبعض : يا قوم أين فلان ابن فلان و ذلك حين يسأل بعضهم بعضا فينادي مناد { إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون } 
عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال : رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: بينما رجل يمشي بفلاة من الأرض فسمع صوتاً في سحابة: اسق حديقة فلان ، فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماء في حرة ، فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله ، فتتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته، فقال له: يا عبدالله ما اسمك؟ قال : فلان ، الاسم الذي سمع في السحابة فقال له : يا عبدالله لم تسألني عن اسمي فقال : إني سمعت صوتاً في السحاب الذي هو ماؤه يقول : اسق حديقة فلان ، لاسمك ، فما تصنع فيها؟ فقال : أما إذا قلت هذا ، فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه وآكل أنا وعيالي ثلثا ً وأرد فيها ثلثه). ( رواه مسلم في الرقائق باب الصدقة على المساكين (2984/2288/4).
عن جابر- رضي الله عنهما- قال : ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم قط فقال : لا. ( متفق عليه)( رواه البخاري في الأدب باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل ومسلم في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم ) .
وعن عبدالله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما- أن رجلاً سأل رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: أي الإسلام خير؟ قال :( تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف) (متفق عليه).
عن أنس- رضي الله عنه- قال : ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ً إلا أعطاه ، ولقد جاءه رجل فأعطاه غنماً بين جبلين ، فرجع إلى قومه فقال : يا قوم أسلموا فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفقر ، وإن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا فما يلبث إلا يسيراً حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها. (رواه مسلم في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم ).
قال علي بن أبي طالب- رضي الله عنه-: ( السخاء ما كان منه ابتداء فأما ما كان عن مسألة فحياء وتكرم ) (مختصر منهاج القاصدين ( 204).
              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم