كيف يسقط احترام القبيلة بين القبائل"
عرف العرب عبر حياتهم الطويلة مجموعة من القيم والمبادئ والأعراف التي اعتبروها نظاما ينظم وجودهم في مجتمعاتهم التي يعيشون فيها، فكان لكل قبيلة صفات ومميزات بناءا عليها تحصل على رتبة بين القبائل فإما أن تكون رتبة متقدمة وتحظى باحترام كبير وإما أن تكون في أسفل الحضيض ولا تحظى بالاحترام وفي هذه الحالة تتصف هذه القبيلة بالحقارة والدناءة ..
فما هي تلك السلوكيات التي تسقط هيبة القبيلة واحترامها ..!؟
ما ينطبق على الشخص سيء السمعة، والذي ينفر منه الأفراد والمجتمع، ينطبق أيضاً على القبيلة أو الجماعة التي تتصف بلسوك منبوذ وفيما يلي توضيح ذلك..
1) الكرم:
يعتبر الكرم من أهم ما يميز الأفراد والجماعات العربية، فهو سلوك أخلاقي قيم ونبيل ومشرف ويندرج تحت الكرم أمور جليلة فهو لا يتوقف مفهومه في تقديم أفضل الطعام للضيف فقط، وإنما الكرم يشمل جميع الأفعال الأخلاقية في المجتمع، فالاستجابة للجاهة من أجل ارساء قواعد السلم الأجتماعي هو من أعلى مفاهيم الكرم، واحترام الصغير للكبير والعطف والشفقة بالصغير وتقدير الناس والتسامح هو أركان رئيسية للكرم، والتعاون على البر والتقوى هو من قواعد الكرم، وقول الحق والوقوف بجانبه وصد الظالم عن ظلمه هو كرم، والمروءة والشجاعة في الحق والنخوة واجارة الضعيف هو كرم، والتضحية من أكثر الصور تعبيرا عن الكرم.
ومن هنا فإن من يفتقر للكرم هو فاقد للكرامة وعزة النفس، سواء كان فرداً بعينه أو جماعة، وكثير ممن اشتهروا بالبخل وعدم الاحترام وتقدير الناس، فمن لا يَحترم لا يُحترم، فظل التاريخ يعيبهم ويذمهم ويحتقرهم.
2) الشرف:
يرتبط الشرف أيضاً بالكرم والتقوى، قال تعالى: { إن أكرمكم عند الله أتقاكم} ومن هنا فإن أهل التقوى والصلاح في المجتمع لا بد أن يكونوا أهل شرف وتقوى، وبالتالي هم أهل فروسية وأخلاق أصيلة، وشجاعة حقة، والشرف له معاني جليلة ورفيعة وعظيمة الشأن، فهو العلو والهيبة والوقار والرياسة ومكارم الأخلاق، وهو مقياس مهم للأفضل والأمثل والأجدر، ويكون لأهل الشرف خصائص ومميزات ومن أهمها أنه لا يسمع عن حريمهم أياً من تهم الفساد أو الفتن، ولا يسمع عن رجالهم أياً من تهم العار، وأما من ابتلي بتهم العار والفساد وكثر فيهم القيل والقال و اشتهروا بالدياثة والوقاحة والعياذ بالله فهؤلاء لا احترام لهم ولا قيمة اجتماعية ولا غيرها.
3) النظافة
في الملبس والمسكن وفي كل شيء، حيث إن نظافة الشخص ونظافة ملابسه ونظافة مكانه وبيته وموقعه يعكس بلا شك وضعه وثقافته وهيبته، وكذلك الجماعة والطائفة والقبيلة أيضاً، وإن كان مستوى الوعي يختلف من إنسان لآخر، إلا أننا نلمس خصائص عامة عند بعض الطوائف والجماعات، وبغض النظر عن مستوى الدخل فكثير من الفقراء تحسبهم أغنياء من كثرة التعفف، فالأمر ليس متعلقاً بنوعية وشكل الملبس أو المسكن، فلو عدنا إلى ماضي الزمن لوجدنا أن حياة الناس تكاد تكون في مستوى واحد من حيث الدخل، ولكن مستوى النظافة متفاوت بين الأفراد والجماعات، ولو تمعنا أيضاً في نقوش وزخارف الأمتعة والأثاث عند أهل الصحراء لوجدناه جميلاً ورائعاً للغاية وهذا أكيد معبرا عن ذوقهم وحبهم للنظافة والجمال..
ومن هنا كان الرجال والنساء والأطفال يتفاخرون بارتداء أنظف وأجمل الملابس، ويقدمون منها هدايا لأحبابهم وأصدقائهم وجيرانهم، ولابد بأن يكون الكرم والشرف والنظافة سلسلة مرتابطة ببعضها البعض، تشكل في بنيتها صورة حقيقية لصرح شامخ من الأخلاق التي تعتبر أساساً للفخر والمجد.
وأما من لم يرعى مزيداً من الاهتمام بالنظافة في نفسه، فهو أيضاً غير مبال بجماعته ولا مجتمعه، وذلك يجعله ويجعل من مثله محط اشمئزاز وسخط من حوله ومن يراه بهذه الصورة الوقحة، حتى إن الوردة لن تجذب اهتمام أحد إن كانت وسط القذارة والمكاره.
ونلاحظ من خلال هذه المقالة ما يلي:
- الكرم من الإيمان والإيمان بالله من التقوى والتقوى لا توجد إلا عند المسلمين المتمكنين من اللسان العربي.
- والشرف عبادة من الأخلاق النبيلة والجليلة، ولبنة أساسية لبناء مجتمع مترابط قوي، والأخلاق إيمان بالله وبكتبه وملائكته ورسله بالقدر خيره وشره وباليوم الآخر.
- والنظافة طهارة للبدن والقلب والنفس والمكان، وهي من الإيمان، فإن وجدت هذه الخصال في الفرد والجماعة وجدت باقي خصال الأخلاق الحسنة الأخرى.
التسميات :
الأخلاق