بيض النعام العربي صمد في صحراء النقب منذ سنة 5500 قبل الميلاد، لنعثر عليه في العام 2023م، من أجل التذكير حتى لا ننسى عروبة هذه البلاد!!.
النقب المحتلة: أُعلن، يوم الخميس12 يناير 2023م، عن اكتشاف ثماني بيضات نعام عتيقة، يصل عمر بعضها إلى 7500 عام، في صحراء النقب «جنوب فلسطين المحتلة». وتم العثور على قشور مكسورة للبيض العتيق بجوار موقد للنار، يستخدمه السكان البدو في الصحراء، وبجواره قطع متناثرة من الحجارة المحترقة القديمة وقطع من الصوان وقطع من الفخار، وأدوات حجرية أخرى تمتد على مساحة 200 متر مربع، في مناطق تغطيها الرمال الصحراوية الناعمة..
ويتراوح عمر البيض ما بين 4000 و7500 عام، وهو محفوظ بشكل جيد لأن قشره كان مغطى بطبقة من الكثبان الرملية لفترة طويلة من الوقت. وقد ساعد المناخ الصحراوي شديد الجفاف في المنطقة أيضا في الحفاظ عليه.
وهذا الاكتشاف يمكن أن يساعد الباحثين في معرفة الكثير بشأن الحياة البدوية القديمة، ويشار إلى أن النعام كان منتشرًا في المنطقة حتى انقراضه في البرية في القرن الـ19الميلادي، وهو من السلالة العربية أو السورية، وتوجد في الشرق الأوسط ،إنقرضت منذ 1960، تتواجد في جنوب سوريا وسيناء، حيث اختفت سلالة السورية من الوجود بعد صيدها المفرط بصحراء النقب والأردن والسعودية في 1960 م، وقد وجدت بعض العينات حوالي 13 من هذه السلالة بأثيوبيا وقد تعاد إلى صحراء النقب. هذه السلالات الأربع مهددة في كل من الجزائر، بوركينا فاسو، الكاميرون، مالي، موريتانيا، المغرب، النيجر ،نيجيريا، أفريقيا الوسطى، السنغال، السودان، تشاد. وعلى هذا النحو فهي مسجلة في قائمة الحمراء المعرضة للانقراض ويمنع التجارة بها، حيث شوهدت هذه النعامة لآخر مرة عام 1918 م في صحراء النقب، موقعها الأكثر التي كانت تتواجد فيه هذه السلالة : المملكة العربية السعودية، والأردن، العراق، وسوريا و فلسطين..
نعامة عربية رسمها الجاحظ في كتاب الحيوان |
والنعامة العربية كان لها مكانة مهمة في حضارات المنطقة، ففي بلاد الرافدين كانت بمثابة ذبيحة حيوانية وشاركت في الرسومات الفنية، ورسمت على الأكواب وغيرها، والأشياء المصنوعة من النعامة أو البيض، وتوجر بها في اتروريا خلال الفترة الأشورية الحديثة، عرف العرب في شبه الجزيرة العربية النعام حيث ورد اسم (الظَّلِيمُ) وهو ذكر النَّعَام، والجمع: (ظُلْمان). ويتميز الظليم بقوته وسرعته، والظليم ينتابه سلوك عدواني وميل للهجوم خصوصا في فترة التزاوج، وقد ورد اسم النعام في أشعار العرب في العصور القديمة وفي قصصهم وتراثهم وكذلك في أسمائهم وثقافتهم، كما كان يستخدم للصيد وفي التجارة حيث يستخدم ريشه في صناعة أثاث البيوت والزينة..
كانت اسراب النعام تعيش في المناطق الرملية والشعاب من الجزيرة العربية ولعل وجود كسر البيض في مناطق رمال الربع الخالي وعروق سبيع والنفود يعطي مؤشرات على أماكن عيشها في السابق قبل أن تنقرض تماماً، وذلك بسبب الاستهلاك المفرط في كل بيض النعام، ولقد ذكر لورنس في كتابه أعمدة الحكمة السبعة أنه بينما كانوا يسيرون صوب سهل البسيطاء (شمال غرب الجوف، السعودية) شاهد زوبعة صغيرة من الغبار اثارتها طيور النعام واحضر رجل منهم بيضتين ضخمتين للنعام وتناولوها على الإفطار.