إتفاقيات ومؤتمرات تاريخية

مَوْسُوعَةُ الْهُلًاْلِيُّ - في هذه المقالة بعض الاتفاقيات والمؤتمرات الدولية والاقليمية التي تذكر في كتب ومحاضرات تاريخ هذا العالم، وقد تم اختيار أهم هذه الاتفاقيات والمؤتمرات التي لها أهمية وأثر في تاريخنا المعاصر، وكان لها دور في كثير من القضايا والكيانات الموجودة حالياً، وفي كثير من الأحيان يتم الاستفسار عنها، المقالة هذه للتذكير فقط، دون الخوض في التفاصيل، وأما لمن يرغب في قراءة المزيد عنها فالبحث متوفر بسرعة فائقة في هذه التكنولوجيا المعاصرة وخصوصا لمثل هذه المعلومات العامة..
إتفاقيات ومؤتمرات تاريخية

1- اتفاقية سايكس بيكو: 1916م وهي معاهدة سرية بين فرنسا وانجلترا، تنص على تقسيم منطقة الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا..
2- معاهدة بوخارست هي معاهدة سلام وقعتها رومانيا في 7 مايو 1918 خلال الحرب العالمية الأولى مع دول المحور المركزي وهي الإمبراطورية الألمانية والإمبراطورية النمساوية المجرية ومملكة بلغاريا والدولة العثمانية، تضمنت معاهدة السلام تنازل رومانيا لأراضي حدودية لصالح بلغاريا وتأجير حقول النفط الرومانية لصالح ألمانيا لمدة 90 عاما ومنح النمسا المجر حق السيطرة على معابر جبال الكاربات.
3- مؤتمر سان ريمو: 1920م  في مدينة سان ريمو الايطالية، وهو مؤتمر دولي بين دول الحلفاء فرنسا وبريطانيا وايطاليا وبلجيكا واليونان واليابان.
4- مؤتمر المائدة المستديرة: 7 فبراير 1939م، عقد في لندن، بين العرب و بريطانيا لمناقشة الأحداث المتصاعدة في فلسطين.
5- مؤتمر بازل: 29 أغسطس 1897م في مدينة بازل في سويسرا، وهو المؤتمر الصهيوني الأول، الذي تزعمه تيدور هرتسل، وتم تأسيس المنظمة الصهيونية العالمية، واقرار مشروع اقامة وطن قومي لليهود، وتأسيس الوكالة اليهودية..
6- مؤتمر مدريد: 1991م، 30 أكتوبر - 1 نوفمبر، عقد في مدينة مدريد بأسبانيا، وأطلق عليه مؤتمر السلام بين فلسطين واسرائيل..
7- اتفاقية أوسلو: هي إعلان مبادئ للحكم الذاتي والانتقالي، تم التوقيع عليه 13 سبتمبر 1993م بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، سمي الاتفاق بهذا الإسم نسبة لمدينة أوسلو في النرويج والتي تمت فيها محادثات سرية سنة 1991م، مهدت لمؤتمر مدريد..
8- صلح كوتاهية: أو اتفاقية كوتاهية في 8 إبريل 1833م بين مصر وتركيا "الدولة العثمانية" وعقد الاتفاق في مدينة كوتاهية في تركيا، وبناءا على هذا الصلح انتهت الحرب بين مصر بقيادة واليها محمد علي باشا وبين الدولة العثمانية آنذاك بقيادة السلطان محمود الثاني..
9- معاهدة سيڨر هي واحدة من سلسلة معاهدات وقعتها دول المركز بتاريخ 10 أغسطس 1920 عقب هزيمتها في الحرب العالمية الأولى، وقد كانت مصادقة الدولة العثمانية عليها هي المسمار الأخير في نعش تفككها وانهيارها بسبب خسارة قوى المركز في الحرب العالمية الأولى، وتضمنت تلك المعاهدة التخلي عن جميع الأراضي العثمانية التي يقطنها غير الناطقين باللغة التركية، إضافة إلى استيلاء الحلفاء على أراض تركية، فقُسِّمت بلدان الشرق الأوسط حيث أخضعت فلسطين للانتداب البريطاني ولبنان وسوريا للانتداب الفرنسي. وقد ألهبت شروط المعاهدة حالة من العداء والشعور القومي لدى الأتراك،
10- معاهدة لوزان: 24 يوليو 1923م بين تركيا ودول الحلفاء (فرنسا وبريطانيا وايطاليا واليابان واليونان ورومانيا ويوغسلافيا) ونصت الاتفاقية على استقلال تركيا وانتهاء مرحلة الدولة العثمانية..
11- اتفاقات كامب ديفيد: في 17 سبتمبر 1978م، وهي اتفاق سلام يقضي بوقف الحرب بين العرب وإسرائيل، لكن العرب لم يشاركوا في الاتفاق وانحصر بين طرفي الحرب مصر واسرائيل، وتم الاعلان عن معاهدة سلام بين مصر واسرائيل يوم 26 مارس 1979م..
12- اتفاقيات جنيف 1949م
اتفاقية جنيف الأولى تحمي الجرحى, والجنود, والمرضى في الحرب البرية.
هذه الاتفاقية تمثل النسخة المنقحة الرابعة لاتفاقية جنيف بشأن الجرح والمرضى وتعقب الاتفاقيات التي تم اعتمادها في 1864, و 1906, و 1929 وتضم 64 مادة. ولا تقتصر هذه الاتفاقيات على حماية الجرحى, والمرضى, بل تشمل أيضا موظفي الصحة, والوحدات الدينية, والوحدات الطبية, ووسائل النقل الطبي. كما تعترف الاتفاقية بالشارات المميزة, وتضم ملحقين اثنين يشملان مشروع اتفاق بشأن مناطق المستشفيات, وبطاقة نموذجية لموظفي الصحة والدين.
13- اتفاقيات لاهاي عبارة عن معاهدتان دوليتان نوقشتا لأول مرة خلال مؤتمرين منفصلين للسلام عُقدا في لاهاي بهولندا؛ مؤتمر لاهاي الأول عام 1899 ومؤتمر لاهاي الثاني عام 1907 وتعتبر هاتان الاتفاقيتان علاوة على اتفاقية جنيف من أول النصوص الرسمية المنظمة لقوانين الحرب وجرائم الحرب في القانون الدولي.
خمس معاهدات غيرت وجه العالم إلى الأبد:
1- معاهدة توردسيلاس (1494)
وُقعت معاهدة توردسيلاس بين البرتغال وإسبانيا (مملكة قشتالة حينها) إثر مفاوضات رعاها البابا في ذلك الوقت، وبموجبها قُسمت الأراضي المكتشفة حديثا خارج أوروبا بين الدولتين على طول خط زوال يمر عبر الجزء الشرقي من البرازيل الحالية.
ونتيجة لتلك المعاهدة، ركزت إسبانيا معظم جهودها في عمليات استكشافية واستعمارية في الأميركيتين، مما قادها للسيطرة على معظم أنحاء أميركا الوسطى وأميركا الجنوبية.

وكانت البرازيل من نصيب البرتغال التي تمكنت -بفضل رحالتها فاسكو دا غاما- من الوصول إلى الجزء الشرقي من تلك البلاد عام 1498، لتثبت بذلك أن من الممكن الإبحار من أوروبا إلى الهند.

لقد كانت المعاهدة في بادئ الأمر لصالح البرتغال التي ازدادت ثراءً من التجارة عبر الطريق الرابط بين قارتي أوروبا وآسيا، قبل أن تفوقها في ذلك كل من إنجلترا وهولندا بعد حين من الزمان.

2- صلح وستفاليا (1648)
يُطلق اسم صلح وستفاليا على معاهدتي السلام اللتين دارت المفاوضات بشأنهما في مدينتي أسنابروك ومونستر في مقاطعة وستفاليا الألمانية. وقد أنهت المعاهدتان حرب الثلاثين عاما (1618-1648) التي اندلعت بسبب الصراع الديني بين الكاثوليك والبروتستانت، حيث ساندت فرنسا الكاثوليكية آنذاك البروتستانت لمآرب خاصة.

ومع أن صلح وستفاليا أثر بشكل خاص على أوروبا الغربية والوسطى، إلا أن تداعياته طالت العالم، فقد كان له الفضل في إرساء أبرز مبادئ النظام العالمي.

ومن سماته الأساسية ترسيخ مفهوم الدولة القومية وسيادتها على أراضيها، مع حق كل طرف موقع على المعاهدتين في تبني قوانينه ونظامه الضريبي وسلطته على شعبه وتوجهه الديني.

3- معاهدة باريس (1783)
تُعد معاهدة باريس هذه أقدم معاهدة توقعها الولايات المتحدة وما تزال سارية المفعول، وقد أنهت الثورةَ الأميركية وأسست الولايات المتحدة، ولهذا السبب وحده تعتبر معاهدة باريس من أهم المعاهدات الأساسية في تاريخ العالم.

ولم تكن فرنسا وإسبانيا تريدان أن تبرم الولايات المتحدة معاهدة سلام بشكل مستقل، ذلك لأن القتال ما زال محتدما حينها في الكاريبي وجبل طارق، بينما كان ذلك بالضبط ما يريده الأميركيون الذين كانوا يريدون التوصل إلى اتفاق أفضل مع إنجلترا عبر التفاوض وحدهم معها.

وكان الفرنسيون يأملون في أن تصبح أميركا دولة صغيرة وضعيفة تقبع بين المحيط الأطلسي وجبال الأبالاتشي، مع احتفاظ البريطانيين بالأراضي الواقعة شمال نهر أوهايو، على أن يشكل الإسبان دولة عازلة في الجنوب.

غير أن البريطانيين قرروا أن وجود دولة أميركية قوية وناجحة اقتصاديا في صالحهم وضد مصالح الفرنسيين، وهو ما دفعهم لمنح الدولة الجديدة كل الأراضي حتى نهر المسيسبي وحقوق الصيد في كندا.

4-  مؤتمر فيينا (1814-1815)
انعقد مؤتمر فيينا في نهاية الحروب النابليونية وأسفر عن إعادة رسم الخريطة السياسية للقارة الأوروبية، وأُبرمت خلاله العديد من المعاهدات، أهمها معاهدة باريس عام 1814.

واستحق مؤتمر فيينا الاهتمام الخاص نظرا لما حققه من نجاح، وعلى الرغم من أن بعض المؤرخين اللاحقين انتقدوه واعتبروا توجهاته "رجعية"، فإنه حال دون نشوب حرب أوروبية كبيرة لمئات من السنين.

وعزت مجلة ناشونال إنترست ذلك النجاح إلى عاملين مهمين: أولهما أن المؤتمر جمع كل الأطراف، بما فيها فرنسا النابليونية التي انهزمت في الحرب واستسلمت في مايو/أيار 1814.

أما العامل الثاني فهو أن المؤتمر بمخرجاته من المعاهدات حدّ من مستوى الإجراءات العقابية المفروضة على الأطراف المهزومة، ومع أن فرنسا فقدت أراضٍ كان قد استحوذ عليها الإمبراطور نابليون، فإنها احتفظت بحدودها قبل الحرب.

5- معاهدة فرساي (1919)
وُقعت معاهدة فرساي -التي أسدلت الستار على الحرب العالمية الأولى- بين الحلفاء الغربيين وألمانيا. وإلى جانب هذه المعاهدة، أُبرمت معاهدات منفصلة مع الدول الخاسرة وهي النمسا والمجر وبلغاريا وما تبقى من الإمبراطورية العثمانية.

وتحملت ألمانيا الوزر الأكبر الناجم عن معاهدة فرساي، فعوقبت بفقدان أراضٍ وفرض عقوبات شديدة.

وقد أسفرت النقاط الـ14 التي أصدرها الرئيس الأميركي وودرو ويلسون وتضمنت مبادئه من أجل السلام في عام 1918، عن إنشاء العديد من الدول الضعيفة والصغيرة التي بالكاد تستطيع الدفاع عن نفسها على المدى الطويل ضد أطماع دول مفترسة من شاكلة الاتحاد السوفياتي.

وكان أن هيأ التدخل في البنى السياسية الداخلية للقوى الخاسرة -مثل ألمانيا- الظروف الملائمة لاندلاع الاضطرابات التي أدت في نهاية المطاف إلى إشعال الحرب العالمية الثانية.

أما الإمبراطورية العثمانية فقد وقّع الحلفاء المنتصرون معها معاهدتي سيفر ولوزان اللتين تمخضتا عن تقسيمها، وهو ما انطوى على تداعيات على منطقة الشرق الأوسط.
 
فكان أن جنى الأرمن والأكراد الحصرم، ووجدت أغلب الدول العربية نفسها ترزح تحت نير الاستعمارين الفرنسي والبريطاني، ولا تزال تبعات تلك الحقبة ماثلة للعيان في تلك الدول حتى اليوم. 

[الجزيرة] [ناشونال إنترست] [ويكيبيديا الموسوعة الحرة]


              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم